أدب السجون في المغرب يبكيه الآباء


مليكة طيطان
الحوار المتمدن - العدد: 7139 - 2022 / 1 / 18 - 15:40
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن     

أدب رسائل الآباء الى الأبناء بصيغة التغييب. احدهم يبكي كلمات عن ابنه و انا لا ادري دواعي التغييب القسري هذا باختصار انا أم درفت دموعا تذكرت فلذة كبدي بعيد عني و الزمن للخوف و الصمت و الجائحة .(الكتابة في زمن الرعب )
اقتسم هول فجيعة الفراق مع اختين الاولى برعت في كتابة سيناريوهات مسرحيات ذبح ملكية من طرف ديكتاتورية عسكرية .
و الثانية اخت مناضلة تميزت بحنانها و رحابة صدرها احترفت الكلمة قبل ان تحترف السياسة اقول كلمتي و اعترافي بكل صدق فأنا على دراية بإنسانيتها
الأخوان بكل تأكيد ستنال الكلمات مشاعرهما الإنسانية الجياشة
و رحلة ممتعة مع والد مفجوع عرف بادريس والد عمر .
=======
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 170 من الحكم الجائر ولليوم 535 من الاعتقال التعسفي.

ياولدي الغالي، لا يشغلني عنك أو يؤخر اتصالي بك عبر رسائلي اليومية إليك إلا الشديد المانع.
والمانع هذا اليوم كان يوماً دون الأيام.
كان يوماً في بيت صديق جميل ورفيقته، شفاف كالماء الزلال، صافٍ ولامع وصادق.
وكنت أنت حديثَنا، عزفْنا عزفك على العود والقانون وغنينا أغنياتِك وأحضرناك روحاً ونفساً.

لكن الحزن بسبب تغييبك كان عميقاً وكان العزف يخفي ظهورَه على وجه وعيني والدتك وعلي.

كنا نحتفل بك رغم تغييبك، لأنك الحاضر دائماً بيننا بصورتك ومرحك ونبوغك وجمال صوتك وطلعتك وعزفك وشجاعتك، رغم قبح وضغينة وحقد كائنات هذا العهد الذين تمكنوا من بهجتنا وفرحنا وعيشنا ونومنا وراحتنا من أجل رغدهم وحدهم.

لهؤلاء أقول، " هل ارتحتم وتحقق استقراركم ونومكم" بوضع ولدي الغالي في كهف العصور الوسطى والاستبداد الأسود في عصر صار احترام حقوق الانسان وحرية التعبير معياراً للإنسانية؟

لماذا تصرون على عهد لا يليق بإنسانية هذا القرن: قرن الحريات وتضعون خيرة الوطنيين المخلصين في غياهب السجون لتنعموا بثروات الوطن وفرض الصمت على الغاضبين بالقهر والقمع والحجر؟

ياولدي الحبيب، لم تغب عن خاطري رغم وجود أخلص أصدقائك، وكنت بين ثنايا الكلام والحديث والذكريات الجميلة.

كنت نجماً ساطعاً رغم تغييبك انتقاماً وحقداً وضغينةً من طرف شياطين ومستبدي هذا العهد.

لكن حضورك في خاطرنا وفي أحاديثنا وفي كل الأجواء الإعلامية دولياً ووطنياً وفي الصفحات الأولى لأوسع المنابر الإعلامية انتشاراً يجعل حضورك انشغالاً مستمراً رغم تخطيط الاقزام.

أنت الآن عنوان للانتصار على أقزام الهزيمة.
ولا دليل على صنيعهم والتاريخ سيفضح سردياتهم.