يسار مغربي بشارب وأساور وحناء


مليكة طيطان
الحوار المتمدن - العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 20:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

يبدو أن الشعب المغربي الاستثناء الوحيد في التاريخ والجغرافية المنقسم شطرين ,,, في البدء الشطر الأول يستعمله في مراكمة استفادات وهمية ولو تعلق الأمر بالنضال يستعرض العضلات ويبدي جرأة وتحدي بادي للعيان أساسا في الخطابة أمام الجموع والبرلمان والندوات والمؤتمرات مرورا بالتنسيق والتحالفات .
على سبيل المثل لا الحصر أكتفي في هذا المقام بتحف قد تتشدق وترمي أجنحة عنفوانها في اتجاه اختراع يتوهمون بأنه يصدق فقط عليهم هو اليسار أو بالأحرى ما يسمى باليسار لأسباب منطقية أزيحهم من مربع اليسار على اعتبار الأخير أي اليسار الحقيقي سلوكا يوميا ممارسا قبل أن يؤثث فراغات فكر بعض الأحزاب,,, اليسار الحقيقي يستدعي فكرا ومنهجا في السلوك والحياة والنضال أكثر تحررا من أجل بلورة وعي جديد بدل فكر أمي الحاجة وجاراتها وبناتها وأساسا شواد الحي والجيران و بعض رواد مقاهي كسالى المدينة والقرية تكلفت نساؤهم بجلب خبز يومهم وإن اقتضى الأمر بيع عرقها في أشغال بيوت الآخرين أما إذا جاد الجسد ببعض معالم رأس المال فدونك ما يجلب من بين الفخذين ,,,يسار أيضا يهدر فيها أساتذة وموظفون الزمن الدراسي لتلاميذتهم والغريب أنهم يتشدقون بأن بنات أفكارهم أنجبها اليسار فهم تربية واحتضان اليسار ,,, ,,, لسان حاله كأنه يعبر بالحرية والانعتاق وأن أي سلطة مفروضة من إدارة المخزن أو حزبا مثلا ونقابة ودكان لا مجال ,,, أحسبه ذاك المستعرض لعضلات القوة والمبادرة أمام الخليلة على اعتبار أنه ولهان ,,, والمناسبة سانحة من أجل حصد تراكمات التميز ونضال العنفوان ,,, تراه في الخطابة يركز على مفاتيح الديمقراطية والانضباط وأن الانصياع للزعماء لا مجال ,,, في العلن يخترق الصفوف معتمدا على القدمين ,,, يترأى له أن كامرا خفية تتصل بقمطرة قيادة الربان تضبط ايقاع الحركات والسكنات ,
الشطر الثاني من ,,,ذات ,,, كلام آخر يمشي فيه مناضل نصف ( كم ) على أربع بكثرة الانصياع والانحناء ,,, يبدو واقفا معوجا من الكتفين إلى الساقين أما الرقبة فصارت كأنك فتحت فردة قوس والثانية ارتكنت لكي تستقر في الجبهة ذات اليمين ,,,على أهبة الاستعداد من أجل التقاط مكالمة حمولتها أوامر وتوجيه من أجل ترتيب أرائك وكراسي المكان ,,,أثاث خارج نطاق التوظيف فطبعا دونه أبواب حظيرة نضال الرفاق والإخوة بطبيعة الحال ,,,
صدقوني بأم عيني شاهدت صاحب موسطاج ( شارب ) يمكن أن يربط به حصان ,,,أوصاله ترتعد لكي لا تضبطه أعين العسس والمراقبة فحديثه مع الحاجة النشاز أو ربيبتها الحسناء لا محالة ستصل قمطرة الربان ,,, خاطب الحاجة أرجوك سيدتي إعفيني سوف لن أرد عليك السلام ,,,أرجوك قدري ظروفي فما أطمح إليه هو أن يرتب لي ربان المركبة مقعدا في الصفوف الأمامية لكي أتمرس بدوري على القيادة والأوامر وتصير أوامري تطاع ,,,ذكرته بأقواله وقناعاته وخياراته ومبادئه المستمدة من نواميس الديمقراطية وحقوق الإنسان والنضال الجذري في كل مكان ...ذكرته بأنها لم تمض عليها بعض الساعات وصداها يرن خرجت من جنبات جهازه الكلامي يا ناس ,,,هنا وقف شيخ الحمار في العقبة ومعذرة إن قلبت العبارة فالحمار هو من يقود الشيخ في مثل هكذا مشاهد سريالية يعن فيها الفرز والتصنيف ,,, طأطأ رأسه كأنه ضغط على سرب نمل أو بالأحرى تحت طائلة كومندو مجهز بآليات التقاط المشهد إلى السيد الربان ,,,توسل وطلب من سيدة المكان أن تتركه وتعفيه من السؤال لأنه غير مستعد أن يقدم أكثر من التنازلات ,,,شكرا لك سيدتي فمركبة نقلك يسرت لي عبور الجدار العازل الذي وصلت إليه عن طواعية ولم أبالي بتبعات الاستفسار ,,,تأملت السيدة في جثة المناضل بالتبعية والتحكم عن بعد ,,,خاطبته بلغة الوطأة والزبيب ,,,لقد شممت رائحة طبخ محفلكم النضالي منذ زمان ,,, وجهت نصيحتها للمناضل الرث الذي ينتظر عطفا لكي ينخرط في ملحمة ما يسمى باليسار ,,, اسمع ابني المتيم بنضال ضفادع المكان وسحالي الجدران وعناكب رقطاء دأبت أن تتغذى على غبار صادر من غيران الفئران ,,,اسمع ابني نصيحتي لك ولأمثالك من مريدي زاوية نضال تابعة لأخرى موهوبة منذ زمااان للحقد والضغينة والاستئصال ولو بعد المكان ,,, اسمع ابني لتترك ورفاقك أسفار تكوين الأتباع المستنبطة من تعاويد وشطحات الجهلة والجاهلات المفتخرات فقط باكتناز الذهب والأساور وأرصدة بنكية جلها من مصدره عائدات قنص طرائد شاردة سائبة أهدتها قيادة الامبراطورية لمن استحمرها وجعل منها دولة العته والبلادة وهذا بمجرد كذبة انطلت على دولة كاملة البنيان .