قوة الإتحاد الاشتراكي بين المناضل العضوي وبين عابري السبيل


مليكة طيطان
الحوار المتمدن - العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

اقتسم تدوينة الأخت المناضلة ناديا وليفي ، بل اطعمها بما سبق و تناولت من توليفة بين المثقف و المناضل العضوي القادم من عمق القضية و المناضل العضوي القادم من العلم و العرفان و الثقافة ,كلاهما راهنا على الطبقة الأخيرة لم تكن في اعتبارهم مجرد مطية ... كانت هي صلب الاهتمام و عمقه انه الشهيد المهدي بن بركة و الشهيد ابراهيم الروداني مناسبة تستدعي مهندس الإشتراكية العلمية الشهيد عمر بنجلون حينما راهن على الطبقة و جعل منها طلائعية بسببها نالته واختلست روحه يد الغذريتقدكمهم العميل عبد الإله بنكيرن كتلميذ تلقى فتاوى وتعليمات الوهابية بتنسيق مع ابن الاستعمار الجديد المسمى الخطيب
للأسف صار البديل بريشة و نياشين اوركالشية أو نظارات رايبن أو شهادة من معهد بعينه . لهذا السبب اما أن نكون لاحتضان القضية و كسر طبق أسرار الدولة حتى تنجلي الحقيقة و يفصح على الدسائس لا التواري خلف حفل مكان مبهم السطو عليه يدعون بموجبه أن النضال من هنا انطلق و هنا تم الترتيب ... نعم كلام قاصح صلب لكن لابد منه ... الحزب لا يبنى على أنقاض من تبث في حقهم ممارسة العنصرية و التعامل من البروج العاجية , الحزب هو الطبقة هم نبات أرض النضال و ليس الساقطين و الساقطات بدون علم أسفار تكوين النضال .

المهدي بنبركة المثقف العضوي
**************************
أول خطوة في هذا المضمار انطلقت بتأصيل الحداثة , وانطلاقا من نشأته في أسرة ووسط أصر على أن يهيأ المهدي الصبي الطفل اليافع الشاب ثقافيا , حرص والده على أن يصاحبه إلى المسجد وحضور دروس الحديث والتفسير يؤطرها فقهاء يسعون إلى الاعتدال والحداثة كالأستاذ المدني الحسني , نعم يتردد على المسجد صباحا قبل أن يقصد ثانوية ابن يوسف الفرنسية .
الشق الثاني من التكوين يستضمر فيه المهدي ما يتمخض عن روافد المسعى النضالي الممثل في الحركة الوطنية مصادرها حوافزها تأتي من المعاهد إلى الزوايا وتمتزج بالمعاهد الفرنسية أساسا ثانوية مولاي إدريس بفاس ومولاي يوسف بالرباط إنها بالضبط تأصيل الحداثة التي أضفت عليه صفة المثقف العضوي الذي يسجل له التاريخ دوره كدعامة لتأطير وقيادة السياسة في ارتباطها بالزاد الثقافي الجامعي تعلق الأمر بالعلوم الحقة أو العلوم الإنسانية ,
هذه الكلمة تقودني إلى استحضار حقيقة سبق وتفضل بعرضها في إحدى المناسبات لا أتذكرها سجلتها بالحرف والنقطة المجاهد المقاوم رجل الحركة الوطنية والاتحادية الراحل الفقيه البصري قال ما معناه : المشترك بين الشهيدين المهدي بنبركة والمناضل إبراهيم الروداني مهندس البناء النقابي الممثل في المركزية الاتحاد المغربي للشغل بعد الوقوف على حقيقة المركزية الفرنسية الكونفدرالية العامة للشغل التي قصرت في الفعل إزاء الاستعمار والمستعمر ابراهيم الروداني اختار الكادحين الذين تنسجم بتواجدهم مصطلح البروليتاريا لكي لا تستمر كادحة رثة ...يسجل له التاريخ أنه لم يوجه العناية لانتزاع المكاسب المادية بل أصر على تقديم المساعدة من أجل محاربة الأمية بل الوصول بأيسر السبل والامكانات إلى درجة الوعي السياسة وطبعا هو الحصن الذي سيحقق النواة الأولى التي ستقود إلى وحدة الطبقة العاملة هذا الإصرار في تقديم المساعدات العلمية المعنوية والمادية طبعا أدى إلى التواصل والحميمية الإجتماعية , ولعل من نتائج هذه المبادرات الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي والشهيد عمر بن جلون رغم انتماءهما لجيلين مختلفين . المهدي بن بركة وابراهيم الروداني يقتسمان المشترك رغم تباين الانتماء الطبقي لكل واحد منهما فابراهيم الروداني من القضية صوب الثقافة و المهدي بن بركة من الثقافة انطلق في عوالم القضية يطعم الدولة بالكفاءات تقوده روح المبدأ والانتماء وهذا بعد ما يسمى بالاستقلال أيضا والأهداف من أجل الترسيخ والتسجيل الأول لدولة المجتمع .... لكن هذه الدولة كان لها كلام أخر.
تعبير المناضلة الرفيقة ناديا وليفي لا يعد بقية من بقايا الفكر الثوري أو ما تبقى من جناح مسلح كما هي مستملحة شابة من شباب النضال , نحن على دراية ووعي بأن الإصلاح ديدننا ما دام الحسم مع أساليب نضال واقع رسمه مؤثمر استثنائي أصرعلى جعل دستوره النضال من داخل المؤسسات
هكذا عبقرية الرفيقة حينما عبرت في الصميم بما يفيد و على الشكل التالي :

وقوة حزب الاتحاد الاشتراكي لم يصنعها أصحاب الشهادات العالية بل قيادات نبعت من عمق الحركات الشعبية و كانت مؤمنة بتطلعات وانتطارات القواعد. و الأهم من كل هذا كانت لها كرامة و تحترم نفسها. ما أصبحنا نفتقده لنكون قواعد و قيادة قوية . أصبحنا كثلة من المذلولين و الرعاع تثير القرف حتى لدى المخزن. و هناك من اطل علينا البارحة لابسا نظارات ريبان (مع كل الاحترام لبعض الاسماء التي لها تاريخ نضالي معروف و مشهود له) و يطمع في الكتابة الأولى و كأننا نحن لا نعرف لبس الجلباب الأبيض و إعطاء ولاءات الطاعة. أصبحت المنافسة على الكتابة الأولى عبارة عن المنافسة من أجل منصب شغل عالي يمكن من الاستفادة من امتيازات لا حدود لها، و ليست مهمة صعبة في نظام سياسي صعب و معقد يجب التعامل معه دون الزج بالمناضلين من جديد في غياهب السجن و دون مخزنة الحزب و التنازل عن النضال من أجل بناء نظام ديموقراطي و النضال من أجل نظام تعليمي و صحي و قضائي فعال تسوده روح العدالة، قادر على مسايرة العصر.