الاعدام و الأرهاب وجهان لعملة واحدة في القتل وسفك الدماء !!


سمير نوري
الحوار المتمدن - العدد: 6800 - 2021 / 1 / 27 - 09:48
المحور: الغاء عقوبة الاعدام     

بيان حول مصادقة برهم صالح بتنفيذ حكم عقوبة الإعدام بحق 340 شخصا !!
صادق برهم صالح رئيس الجهورية العراقية على اعدام 340 شخصا بتهم الأرهاب الجنائية بعد الجريمة البشعة و الأرهابية التي وقعت في ساحة الطيران ببغداد والتي راح ضحيتها 32 شخصا و جرح 110 من العمال و اصحاب البسطيات في اكثر الاسواق ازدحاما في بغداد يوم الخميس 21-1-2021 وحسب تصريح من رئاسة الجمهورية فأن التصديقات جرت بعد تدقيق القضايا المرسلة من جوانبها الدستورية والقانونية كلها بما فيها استنفاذ جميع طرق الطعن وعدم الشمول بقانون العفو العام رقم 27 لسنة 2016 وهي قيد التنفيذ وفق الإجراءات المتبعة في وزارة العدل بناءا على المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب والتي تنص على الحكم " بإعدام " كل من ارتكب بصفته فاعلاً أصلياً أو شريكاً في القيام بالأعمال الإرهابية .
محاكمة 340 شخصا اخذ النتيجة النهائية بدون اعلام المجتمع وبدون ان تعرف الناس من هم هؤلاء الأشخاص و ما هي اسمائهم و ما هي جرائمهم و كيف حققوا معهم و في اي سجون يقبعون و هل كان هناك محامون يدافعون عنهم و ماهي الطرق القانونية الأخرى و ما هي الجوانب الدستورية و القانونية الذي مرت بها محاكمة جماعية ل 340 شخصا ؟ ان اعدام هذه المجموعة ترفع مكانة العراق من نسبة تنفيذ عقوبة الأعدام عالميا الى حالة خطيرة و مكانة متقدمة من الدول الذي تنفذ الأعدامات و بشكل جماعي .
اذا كان الأرهاب هو القتل فأن الاعدام لا يختلف عنه ايضا ، اذا كان الارهاب قيام الناس بارتكاب الجرائم البشعة فأن الأعدام جريمة قتل متعمدة تقوم بها الدولة بأسم العدالة و بدم بارد ، اذا الأرهاب سفك لدماء الابرياء فأن الأعدام يكمل دائرة سفك الدماء و يعطيه الشرعية ، الأرهاب و الأعدام وجهان لعملة و احدة وهو القتل و سفك الدماء و احلال قتل الأنسان و تحطيم كرامة الأنسان و التجاوز على حق الحياة .
رئاسة الجمهورية و برهم صالح بتوقيعهم على تنفيذ عقوبة الأعدام بحق 340 شخصا في دفعة واحدة فإنهم يضعون أنفسهم في خانة القتلة والمجرمين في عيون البشرية المتمدنة و الحركة المناهضة العالمية لعقوبة الأعدام ،
ان التصعيد في الأعمال الأرهابية و التدهور في الوضع الامني الهش الموجود في العراق هو نتيجة مباشرة للصراعات بين القوى السياسية و المليشياوية في السلطة و بسبب عدم وجود الدولة ، ان تنفيذ الأعدامات لا تستطيع ايقاف التصعيد الأرهابي و التدهور الأمني بل يزيد الوضع اكثر تدهورا و يزيد من الحقد والكراهية و الضغينة و التناحرات الأجتماعية و يقوي من الصراعات الطائفية و العنصرية في المجتمع.
منذ 2004 و بعد ارجاع تنفيذ عقوبة الأعدام تزداد الأعدامات في العراق بشكل تصاعدي و لم يقلل من الأرهاب بأي شكل من الأشكال و كل الأرقام تفند الأدعاءات بأن الاعدام يقلل من وتيرة الارهاب و الأوضاع الحالية شاهد على ما نقول ، ان الأعدام عصا غليضة بيد الطائفيين الشيعة و القوميين الكرد للنيل من الطائفة السنية و هذا بدوره سوف يزيد من الطين بلة و يسبب في ازدياد التناحرات و الصراعات الطائفية و القومية و يساعد على تقوية الأرهاب .
اننا ندعو الى ايقاف كل حملات الأعدامات فورا و نطالب بالغاء جميع القوانين و القرارات و الشرائع التي تؤيد الأعدام وبالأخص المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب ، لا تبرير لعقوبة الأعدام مهما تكن الظروف و الأوضاع ، اننا ندعوا الحركة العالمية لمناهضة الأعدام و كل القوى الأنسانية المتمدنة في العالم بإدانة هذه الجريمة .
لا لعقوبة الأعدام
نعم لحق الحياة
الناطق بأسم منظمة الغاء عقوبة الأعدام في العراق