توضيحات حول المجالس


سمير نوري
الحوار المتمدن - العدد: 6391 - 2019 / 10 / 26 - 09:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

المجالس تمثل ارادة جماهيرية مباشرة و ديمقراطية مباشرة. نحن كحركة شيوعية عمالية نطرح المجالس كتنظيمات عمالية داخل العمال. كما ان هناك نقابات وتنظيمات عمالية اخرى لكن المجالس احد السنن الاشتراكية العمالية تقف بوجه الأصلاحية والتريديونيونية (Trade -union-ism). نطرح المجالس كتنظيمات جماهيرية واسعة وكأدوات نضالة لمواجهة السلطة، وايضا نطرح السلطة المجالسية كبديل النظام البرلماني والأنتخابات البرلمانية.

وفي الكل الأحوال، فان المجالس تشكل الأرادة المباشرة دون لف ودوران على الجماهير. وتمارس الجماهير في المجالس ارادتها وقوتها وتعبر عن كيانها. لا يوجد بيروقراطية وفوقية في المجالس ولا يوجد امتيازات في المجالس للممثلين. الممثل لا يأخذ راتب في المجالس اكثر من راتب عامل ماهر. اما البرلمان فتنتخب كل اربعة سنوات ممثليه مرة واحدة ويصدر القرار ويتلاعب بمصير المجتمع بدون الرجوع الى الجماهير الذي صوتت له. اما في المجالس فكل قرارت المجتمع المصيرية تناقش وتشارك الجماهير في صياغة القرارات اي تمارس ارادتها بشكل مباشر في السياسة والأقتصاد. الممثل في المجالس يمكن عزله في الاجتماعات العامة للجماهير متى ما ارادوا عزله حسب ادائه واخلاصه. لكن عضو البرلمان له حصانة لمدة اربعة سنوات. هناك فروقات واختلافات جوهرية كثيرة ولكننا فقط نشير هنا الى الاساسيات.

اليوم نقصد بالمجلس، كأداة نضالية ضد السلطة. اي تنظيم الجماهير في اطار تنظيمي ليتحول الى قوة قادرة على النضال والوقوف بوجه السلطة والطبقة البرجوازية وينتخب قيادة لها من بين ابنائها من الناشطين والناشطات الذين يثق بهم في كل محلة ومركز عمالي او مدرسة او معهد او جامعة وكل القرارت تأخذ بشكل جماعي وعلني. المجلس هو مشرع القرارات والقانون وفي نفس الوقت هو الاداة التنفيذية لها.

الأجتماع العام

تتشكل المجالس في الأجتماع العام. والأجتماع العام يشكل نقطة بداية المجالس ومركز قوته وصلابته. واذا كانت السلطة المجالسية هرم يبدأ من الاسفل ويتجه نحو الأعلى، فان الأجتماع العام يشكل قاعدة ذلك الهرم. الأجتماع العام هو الأرادة المباشر للجماهير من الأسفل. في الأجتماع العام تتشكل المجالس القاعدية، وبتوحد ممثلين لعدة مجالس في المنطقة تتشكل اتحادات مجالس المنطقة او هيئة مجالس المدينة، وبعد ارسال الممثلين من جميع المدن الى صعيد البلد و تتشكل اتحادات مجالس البلد.
ولاجل عقد الاجتماع العام يجب دعوة الجماهير في منطقة معينة في ساحة عامة او ملعب او مكان لاجتماع. و مهام الأجتماع تختلف في كل مرة. اول اجتماع يجب ان يكون حول تشكيل المجلس وانتخاب ممثلين للمجلس واعلان المجلس وطرح الخطوط الأساسية لمهام المجلس. مثلا في الزعفرانية يجتمع خمسة الاف شخص ويتم عرض الأقتراحات حول عدد الممثلين و تطرح المهام وينشر البيان الختامي بعد تصويبه من قبل الحضور. طبعا هناك تسهيلات تقنية كثيرة الأن لادارة المجالس. يستطيع 50000 شخص ان يكونوا في تجمع في الفيسالبوك او اي مؤسسة للميديا الأجتماعية لمنطقة معينة على سبيل المثال ويناقشوا المواضيع قبل الأجتماع وفي الأجتماع تصوب القرارات وتجرى الأنتخابات. هذه النواة اذا طبقت على صعيد البلد تشكل اساس تنظيمي لتوحيد كل الجماهير المليونية.

في الوقت الحالي الجماهير محرومة من التنظيم، المجلس يملأ هذا الفراغ ويوحد الجماهير ويستطيع ان يطرد الفاسدين في المنطقة ويحاسبهم ويضغط على السلطة لسحب قواتها القمعية. كما يستطيع تنظيم المظاهرات وربط منطقة مع منطقة اخرى وافشال كل المحاولات للسلطة للتملص من مطالب الجماهير. وفي نفس الوقت يستطيع المجلس ادارة المنطقة من كل النواحي. وهذا هو السعي لممارسة سلطة وارادة الجماهير من الأسفل اي هو التمرين العملي والميداني لاستلام السلطة و تمرين لادارة السلطة الجماهيرية.

هناك نماذج تاريخية مهمة مارست الجماهير من خلالها سلطتها المجالسية من اهمها كومونة باريس في 1871. وكانت كومونة من ارقى سلطات الجماهير ودامت 72 يوما تم بعدها قمعها من قبل الحكومة البروسية الغازية والفرنسية. ونموذج اخر هو سلطة سوفييتات العمال و الفلاحين في روسيا اثناء ثورة اكتوبر الأشتراكية. وهناك نموذج مشرق اخر لمجالس كردستان العراق عام 1991 والذي قمع من قبل القوميين ولكنه كان نموذجا فريدا بعد رجوع سلطة البعث والمفاوضات مع الجبهة الكردستانية تمكنا من انهاء سلطة المجالس ولكن لا يزال الناشطون والناشطات يعتبرون انهم نشطاء مجالسيين.
ادعوا الجماهير الى تبني نمط المجالس في تنظيم ثورتهم واعتبارها نموذجا لممارسة السلطة باكثر اشكالها تمثيلا لارادة الجماهير وطموحاتها وتعبيرا عن نبضها اليومي.