الثورة و الثورة المضادة و اليسار التقليدي في ثورة تشرين!! رد على فارس محمود - رفيق سابق- كما يقوله هو!!


سمير نوري
الحوار المتمدن - العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

رد على فارس محمود " رفيق سابق" كما يقوله هو!!
رفيق فارس يريد يثبت ان موقفي ايدولوجي و موقفه و موقف حزبه سياسي و بناءا على اسسه هو يخيطه في مخلته كما يحلوا له، و يتشبث بمنصور حكمت و موقفه من اخطاف عبدالله اوجلان لكي يثبت موقفه حتى يخرج من الورطة -" هو لا يعرف فقط جلد الدجاجة طعمه لذيذ" -الذي وضع نفسه في الدفاع الحزب الشيوعي العراقي. " الفيلة تذكروا هندستان" هذا مثل لمن يحن لماضيه و براي رفيق فارس يحن لماضيه و الى اليسار التقليدي.
ثورة تشرين ثورة عظيمة في وجهة نظرنا لم نتردد لحظة واحدة للوقوف معها و لم نعتبرها حركة عمال العاطليين بل اعتبرناه ثورة سياسية "لاسقاط كل النظام" و ضد " كل العملية السياسية" و هذه الثورة فرض تغيرات سياسية و اجتماعية في الساحة السياسية العراقية و اجبر الحكومة على الأستقالة و افشل عدة محاولات لكابينات جديدة و فرض التقوقع على قوى السلطة في الخضراء و تحول ساحة التحرير و الحبوبي الى مركزين للقرار الجماهيري و لحد اليوم البرجوازية و قواها السياسية و البرلمان و المرجعية لا يستطيعون يخطوا خطوة واحدة بدون مائة حساب للقوى الثورة. الثورة و قواها لم تفشل و لم تنتصر البرجوازية عليها كما يدعيها رفيقنا السابق ” للاسف ليست الانتفاضة من انتصرت، القبعات الزرق والكاظمي والسلام و... واجمالاً معسكر معاداة الانتفاضة والجماهير من انتصر" بعكس رفيقنا المتشائم نحن في عدة مرات و عدة بيانات منذ 2011 اعلنا بان الثورة تمر بمراحل و كل مرة ترجع بقوة و متانة اكثر و تصفيات للقوى الموجودة و تصفية حساباتها مع القوة الثورة المضادة.
رفيقنا لا يزال لا يعترف بثورة تشرين كل الجماهير يسمون حركتهم ثورة وحتى البرجوازية اعترف بانها ثورة و يسمونها ثورة تشرين لكن فارس و الذين يفكرون على غراره يعتبرونه بانه" انتفاضة" كونهم لا يعترفون بالثورة لان قائدهم الروحي عنده مقايس ايديولوجية خاصة لتعريف الثورة و يمسح ايادها بجايكتي و يسميني "ايديولوجي" و اني خلال اربعة اسطور الذي كتبته لم اتحدث عن ايديولوجية الحزب الشيوعي و طابعه الطبقي بكلمة واحدة بل تحدث عن تاريخه السياسي الأسود. من كانوا يعتبرون ثورة اكتوبر تحريك امريكي او في احسن احوالها انها اعتراضات عاطلين عن العمل من اجل فرصة عمل و يرفعون شعار فرصة عمل في ساحة التحرير بدلا من الدعوة للصراع لاستلام السلطة السياسية اكيد استنتاجته لا يقترب من استنتاجنا و لا يشبهها. عزيزي بحث الحزب و السلطة السياسية لمنصور حكمت منهج للعمل، هذا البحث و تطبقياته يجر الخط بيننا و بين الأيديولوجي و الشيوعية التقليدية و الشيوعية العمالية الثورية السياسية.
ثورة تشرين ليس حدث عابر بجرة قلم " للاسف ليست الأنتفاضة انتصر" تضعه فوق الرف مالتك و تقرأ الفاتحة على روحها ، و تصفها بشغف و تصفق بحرارة لنفسك بان تصوراتكم اثبت احقيته و انهزم " الأنتفاضة"!! اننا كنا نعرف انتم تنتظرون هذا اليوم حتى تقولون ما في مخلتكم المتجمدة. الثورة ثورة مليونية هزت الأرض تحت اقدام البرجوازية ، اهم حدث في التارخ المعاصر للشعب العراقي، انتم لا تستطيعون فهم هذا الحدث لهذا ليس بامكانكم فهم ماذا حدث لسائرون و قواها و تركيبتها. " سائرون" و " الحركة المدنية" دخلوا الى الثورة من خارجها لاجهاضها انهم قوى الثورة المضادة و لا يربطهم اي رابط بالثورة و اهدافها الأنسانية و المتمدنة و الحضارية. راجعوا الحركة الثورية منذ 2011 حتى يومنا هذا. اليوم ماهو التغيرات الذي حدثت على تركيبة و تطورات على الحركة الثورية و التغيرات اجبر الصدريين و المتحالفيين معهم من جاسم الحلفي و حزب الشيوعي العراقي حتى تفهم صيرورة الأحداث. تابع شعار " شلع قلع" و كيف تحول الى شعار" شلع قلع و الى قالها وياهم".
الثورة قطعت اشواط من تطورها و المشي على سكتها الأصلية، احد اهم الشعارات الثورة كان" لا شيعية و لا سنية نريد حكومة مدنية و علمانية" و "باسم الدين باكونا الحرامية" يعني الثورة كان ضد الاسلام السياسي و ضد العملية السياسية و كان يختلف عن كل مراحل تطور الربيع العربي من يومها الأول، لكن الثورة المضادة بكل اشكالها و الوانها ارادوا تغير هذه الأهداف و تخفيفها و لكن الثورة اصرت على خطها و اهدافها. "رفيقنا السابق" كما يحلوا له فارس اسميه لم يفهم هذه الصيرورة لهذا لا يفهم ان الثورة طرد سائرون في صفوفها و انه لا يتابع الأحداث و يمكن لم يسمع" شلع قلع و لي قالها وياهم" و لم يرى مقاطع فيديوا كيف طردت مقتدى صدر في المظاهرات من قبل الجماهير. هذه الأحداث و رفع هذه الشعارات سبق الأحداث الأخيرة، " جرة اذن" كان رد فعل لهذه التطورات و امهات ألشهداء كانوا اوضح من رفيقنا السابق.
فارس يريد يجاوبني خارج سياق فهم تطورات الثورة و لا يريد يعترف بطرد " سائرون " في صفوف الثورة و لا يريد يعترف بدور الثورة على فشل هذه التحالف القذر و فرض الاضطرابات و صراعات داخل صفوف الحزب الشيوعي، فارس لا يذكر ان الثورة اجبر رائد فهمي و هيفاء امين ان يقدمون استقالاتهم من البرلمان في موقف محرج و انتهازي، اقول انتهازي لانهم مرة اخرى رجعوا يؤيدون " الأنتخابات المبكرة" و يشاركون نفس العملية و في نفس الأوضاع و نستطيع نقول اسوء. التركيزو التعامل مع تهديدات الصدريين خارج هذه السياق تعني تشوف الأشجار و لكن لا ترى الغابة كلها. لماذا يهمك حدث معين بين الأحداث؟.
فارس يرى الحزب الشيوعي و لا يرى الثورة يدافع عن الحزب الشيوعي لا يدافع عن الثورة. يقول فارس "انه لتصور واهم ان يظن احد ان هذا التهديد الصريح موجه للحزب الشيوعي حصراً، انه موجه للشيوعيين واليسار والتقدميين ودعاة حقوق المراة والعمال والشباب ....الخ. انها هجمة على حرية النشاط السياسي وحرية الراي والتعبير. لن يفلت من نارها احد. لن يكفي ان تقول "انا يسار الحزب الشيوعي العمالي" حتى يقولوا لك: "اعذرنا، تفضل! انت غير مشمول، لانقصدك!". التيار الصدري هاجم ساحة التحرير قبل ان يهدد تهديد كلامي ضد الحزب الشيوعي، انهم هددوا كل الناشطين و اياديهم ملطخة ضد الثورة و راجعوا بياناتنا في هذا الصدد. هاجموا ساحة الحبوبي و قتلوا الشباب بوضح النهار و استعملوا كل الوسائل ضد ثورة تشرين و كل ادعاءاتنا موثقة في الفيديوهات و بالاسماء. لما رجع الثورة الى قوتها في 25-12-2020 واعلن الثورة بانها ترفض الكاظمي، هذا التطور كان تضمن طرد الصدريين و قبعات الزرق و وضح هذه الحركة بان الثورة مليونية موجودة و بدون الصدريين اقوى. قرر الصدر بالصلات في الأماكن العامة و الثورة موجود في محلها في مراكزها و انت تعرف ماذا حدث في الناصرية و القوى الأمنية كان تقف بين الجبهتين الثورة و الثورة المضادة لمنع سفك الدماء.
الآن جنابكم الموقر تضع الحزب الشيوعي في مقدمة مواجهة الصدريين و تعتبر الدفاع عن الحزب الشيوعي العراقي ديفاع عن الثورة. هذا الحزب نشاطاته السياسية على طول الخط خلال 17 سنة ماضية كان شريك في السياسة الرجعية و الفاسدة و المجرمة في كل التفاصيل ضد الجماهير و من ضمنهم تحالفهم مع سائرون. مشاركة مجلس الحكم و مشاركة السلطة القومية – الطافية – العشائرية و تشكيل تحالف سائرون نشاط سياسي و ليس ايديولوجي؟!! انت يبين لا تفرق بين النقد الأيديولوجي و السياسي و الاجندة السياسية. " الفيلة تذكروا هندستان" يبين حنينك على الحزب الشيوعي لا يزال يحرك احاسيسك. الحزب الشيوعي العراقي ليس رأس سهم الثورة، رأس سهم الثورة هي صدور العارية للشباب و الشابات الذين ضحوا بحياتهم من اجل انتصار الثورة، انت تريد تعطينا لوحة بان احد قوى الثورة المضادة اصبح رأس سهم الثورة ، اني رفضت هذا اذا تريد تفهم اني رفضت ان تهدي نوط الشجاعة الى من كان لا يستحقون اي شيء بل يستحقون كل نقد و فضح و مواقفهم الأنتهازية و المعادية للثورة. اذا صح انت تريد تفهم بان نقد الحزب الشيوعي على مواقفه المتخاذلة و المتواطئة مع قوى ألاسلام السياسي هو واجب من واجبات الشيوعيين العماليين" اليساريين" و نحن لم نرك واجباتنا لاحد. يبين " يمين" الشيوعية العمالية تريد الأستمرار في يمينيتهم!!
يقول فارس "اننا ننشد مجتمع تُصَفّرْ فيه كل الصراعات غير السلمية" الصراع الطبقي ليس صراعا سلميا في اي بقعة من العالم و في لحظة من لحظات حياة المجتمع، حتى رفيقنا القديم فارس محمود تدعو " للسلمية" بل تاريخ الرأسمالية مكتوب بالحديد و النارو انت تريد" تصفر كل الصراعات غير سلمية". الجوع و الفقر و البطالة و القتل و الأرهاب و الحروب كلها صراعات طبقية في المجتمع. رفيقنا تريد " السلمية" و تحلف بقبر ماركس و منصور حكمت باني " ايدولوجي" و هو" سياسي"!!. و الآن يبين" الحليمة ترجع الى عادته القديمة" شعار " السلمية" peace شعار الحزب الشيوعي العراقي و كل القوى اليسار التقليدي على الصعيد العالمي. تاريخ القديم و المعاصر لليسار التقليدي على الصعيد العالمي مليئة بشعار" السلمية" و في اكثرية الأحيان هذا الشعار اصبح ديفاعا عن الأسلام السياسي و فارس يعرف ذلك جيدا لكنه حنينه لليسار التقليدي يعبر عنه بشكل واضح في هذه الاطروحة" تصفير كل الصراعات غير سلمية". عزيزي الصراع في الثورة تصل الى اعلى مستوياتها وبما فيها اسقاط السلطة بالقهر الجماهيري و العنف الثوري. لكن حقكم مرجعيتكم " كورش مدرسي" قال بان "الثورة عنف". الدفاع عن اوسع الحريات السياسية و اجب كل انسان شيوعي و كل انسان ثوري و الدفاع عن الأحزاب الرجعية و مقراتهم في الصراعات فيما بينهم يخرج عن نطاق هذا التعريف ذلك صراع ميليشياتية فيما بينهم. اننا ندعو الى غلق مقرات كل الأحزاب المجرمة و هذا مطلب جماهيري على صعد العراق و كردستان و الجماهير حرقوا مقراتهم و نحن ايدناهم.
يقول فارس "تعامل مسؤول: ان حياة وارواح الناس لست مجانية". اننا لا نفهم من هذه الفكرة لماذا دخل الى وسط هذه الموضوع غير الدعوة الى الوقوف بكل امكانياتنا مع الحزب الشيوعي العراقي و يوجه سؤال لي ما هو موقفي اذا قتل 10 من الشباب؟ و اني اسأله لحد الآن اكثر من 800 شاب و شابة قتلوا و بدم بارد و بالكواتم و الأختطاف و التعذيب و 25 الف جريح و معوق لماذا لا توجه لي هذه السؤال هل هذا مسؤوليتي لاني دعيت الى الثورة؟ من قال حياة الناس مجانية ؟!! تريد تقف بوجه القتل وألاختطاف و الاغتيالات بشعار" السلمية"؟!! قوة همجية مثل التيار الصدري و كل الميليشيات و الحكومات القومية الطائفية في العراق مسؤلين عن دماء الشباب و القتل و الجرائم. الشباب الذين ضحوا بحياتهم من اجل الحرية و الحياة الكريمة هم جاءوا الى الساحات بقناعاتهم بالثورة و بامل حياة افضل و لم يقدموا حياتهم "مجانية" بل من اجل اهدافهم الانسانية، اذا بيدنا نمنع سفك ضطرة دم واحدة من جسد اي انسان لكن البرجوازية و قواها المجرمة السياسية يستعملون كل انواع الأسلحة ضد الجماهير لمرة الالاف اثبتوا انهم لا يسلمون السلطة للجماهير بشكل سلمي. تيار الصدري تيار مجرم مثل بقية الميليشيات الأسلامية و القوميية و اني اعتبر الحزب الشيوعي شريك في الجريمة.
نقدي للحزب الشيوعي تنبع من موقفهم من الثورة و من السلطة في العراق و ليس من "ايديولوجيتهم " انهم حزب من احزاب السلطة و هم يؤيدون كل العملية السياسية ببرلمانها و حكوماتها و بدستورها و تقسيم المجتمع على الهوية القومية –الطائفية و العشائرية و مستمر في هذا النهج و الثورة تريد اسقاط هذا النظام. و هذا موقف سياسي و ليس ايديولوجي. تهديدات الصدريين لهم يقع ضمن الصراع بين القوى المشاركة في العملية السياسية. الثورة و الثورة المضادة و قواها تتوضح اكثريوم بعد يوم.