رائد فهمي ومسيرة الطلبة- هل هي لعبة جديدة؟


قاسم علي فنجان
الحوار المتمدن - العدد: 6693 - 2020 / 10 / 3 - 02:47
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها     

الحزب الشيوعي العراقي، وبعد الصدمات الأخيرة، خصوصا بعد تحالفه المشين مع القوى الإسلامية "سائرون"، وبعد اتخاذه الموقف الرافض للمشاركة بانتفاضة أكتوبر 2019، واتهامه لها بالحركة "المشبوهة"، وبعد اشهار افلاسه السياسي التام، وانزواءه في كهوف النجف، وبعد ان أصبح غريبا على الواقع الاجتماعي، وأصيب بعزلة كادت ان تطيح به، ها هو يعود من جديد ليقود لعبة جديدة، عسى ان يسترجع بعضا من كرامته السياسية، عسى ان يستطيع ان يلملم شتات قواه، عسى ان يحافظ على ما تبقى من اعضاءه، فقد اكلتهم الثقافة البورجوازية.
اليوم هذا الحزب يريد ان يوضح للجماهير انه مع المنتفضين، لكنه لا يقوى على الظهور بذاته، كقوة سياسية مستقلة، فيلجا الى الجهة المنظمة الوحيدة داخل ساحة التحرير، "اتحاد طلبة بغداد"، فيذهب السكرتير المفدى "رائد فهمي" ليكون في الصفوف الأولى مع الطلبة، رائد فهمي صاحب سيناريو التحالف مع مقتدى الصدر "سائرون" اليوم يتقدم صفوف المتظاهرين، أي نكتة هذه، لكنه لا يستطيع ان يردد شعار المنتفضين "الشعب يريد اسقاط النظام" لأنه جزء من هذا النظام العفن، بل انه جزء مؤسس لهذا النظام، فلا يمكن له ان يطالب بإسقاطه، ولو كانت لدى الشيوعي العراقي هذه النية –ونحمد الله انه لا يملكها- لكان هو اليوم قائدا للجماهير، وهو ما لا يتمناه احد، فتجارب هذا الحزب بقيادة الجماهير تؤدي الى الهلاك.
قد تكون لعبة جديدة أوكلت لهم، من القوى الإسلامية، والمتحالفون معها، فهم يميعون اية حركة احتجاجية، وينزلون مطالبها الى أدنى شيء، ومنظري الكتلة التاريخية جلهم كان من هذا الحزب "جاسم الحلفي، فارس كمال نظمي"، التي كانت التمهيد لتحالف سائرون المخزي، انهم بارعون في ذلك.
رائد فهمي اليوم يسير مع المنتفضين، وهو الذي لم يقل كلمة واحدة بحق الذين قتلتهم الميليشيات الإسلامية المتحالف معها، لم يصدر بيان استنكار ضد جرائم الإسلاميين بحق الشبيبة المنتفضة، لماذا يسير بين أوساط الطلبة؟ بسبب ان اتحاد الطلبة هذا منسجم كثيرا مع الانتفاضة، بسبب ان الاتحاد الاخر الذي اسسه الحزب الشيوعي العراقي ذاته مات، فيجب ان يركب موجة هذا الاتحاد، فقد تعلموا ركوب الموجة من سيدهم وقائدهم مقتدى الصدر، فهو الجيفارا الجديد، كما كان صدام جيفارا، والحكيم وطالباني، فهم في رحلة بحث دائمة عن المنقذ.
ان حركة رائد فهمي هذه ستبوء بالفشل، كعادة سياساتهم واستراتيجياتهم المتعددة، فقد سمعنا ان أحد الطلبة كان قد تهجم على السيد رائد فهمي، وهذا الاعتراض هو شكل جنيني، سيكبر ويتفاقم، ولن نتفاجأ يوما إذا ما طردوا من الساحات، مثلما هدمت الجماهير مقرهم في الناصرية.
إذا كان البيان الشيوعي قد شاخ في بعض جوانبه، فان الشيوعي العراقي قد شاخ تماما، وهو اليوم يعيش فقط على الذكريات والتاريخ، ومجموعة كبار السن والكهول والأكاديميين، المنزوين في غرفهم، والذين لا يقوون على رؤية الواقع الجديد.