جيوش بلا عقيدة عسكرية.. مافيات وتصفيات داخل الجيش.. تركيا مثالاً..


علي عباس خفيف
الحوار المتمدن - العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قتلوا ترزي خشية فضح تمويل "قطر" لداعش عبر تركيا..
ما قصة العميد التركي سميح ترزي؟
من المفيد ان نذكرأن الولايات المتحدة الامريكية عملت على صنع قيم عسكرية جديدة عبر إنشاء مؤسسات عسكرية بعقود مؤقتة تقوم بعمليات محددة بوصفهم مرتزقة يعملون تحت ظل القانون. وقد نشرت هذه الايديولوجيا العسكرية عبر اجهزة الدعاية الامريكية وعبر هوليوود (افلام الأكشن)، مع أن هذه المجاميع تسير بشكل سافر إلى حيث تشم رائحة المال، وتضع نفسها في خدمة من يدفع. والقيمة الوحيدة لديها هي القوة الوحشية والبربرية واسقاط الأخلاق والقيم الانسانية كلها.
ولقد تسربت هذه الايديولوجيا الخطيرة الى مؤسسات الامن والجيش كلها، وانتشرت بشكل واسع الى بلدان اخرى، حيث جرى استخدام هؤلاء المرتزقة في بلدان عديدة إمّا تحت إمرة الجيش الامريكي او في خدمة حكومات عميلة ومعادية لشعوبها (مثالهم في العراق بلاك ووتر). لكن هذه العصابات المرتزقة اليوم ما عاد وجودها يقتصر على تشكيلات المجاميع المسلحة من المرتزقة هؤلاء، بل اصبح قادة الجيش وجنرالاته وقوى الأمن بتدريبها المنتظم وقدرتها التسليحية هي القادرة على تشكيل مافيات وعصابات من بين ضباط وجنود وحداتهم ومنتسبيها. ومن ثم لايجدون صعوبة في ارتكاب الجريمة وخرق القوانين والانظمة بحماية كاملة من قبل هذه القوانين ذاته.
فضلاً عن قيام حكومات كثيرة في الاستفادة من هذه المليشيات الجديدة للقيام بالجريمة المنظمة، والعمل العدواني في ما وراء الحدود وتعزيز الاضطرابات في بلدان أخرى، كالذي يحصل في بلداننا بسبب التدخل الخليجي الأهوج والخياني الذي تدعمه اموال النفط الغزيرة وتسنده القوة العسكرية الامبريالية وأوامرها الضاغطة، ومن امثلته التي لا تقبل الجدل ما يجري اليوم من تخريب في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر حسب اعتراف بعض من أمراء دول الخليج ومحمياته.
ومثال هذا الوباء الجديد ما نشرته سكاي نيوز العربية مؤخراً..
كانت سكاي نيوز قد نشرت قصة طويلة في 31 يوليو 2020 عن تورط قطر وتركيا في عمليات تسليح داعش وغيره.. ألخص ماجاء فيه:-
• كان "العميد سميح ترزي" مسؤولا عن قاعدة عسكرية تقع في مقاطعة كيليس الحدودية جنوب شرقي تركيا، وكان من بين مسؤولياته تنسيق الإجراءات مع جهاز الاستخبارات الوطنية التركي بقيادة "هاكان فيدان"، المقرب من الرئيس "رجب طيب أردوغان".
•عمل ترزي ضمن برنامج بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية من أجل تدريب مقاتلين من المعارضة السورية، لكنه اعترض على جهاز الاستخبارات الذي حاول دمج متشددين في البرنامج واعتبره خداعا، وهذا جعله محط استهداف من المخابرات.
•• كشفت ذلك وثائق قضائية لاعترافات احد ضباط الارتباط الاستخبارية التركية هو (العقيد فرات ألاكوش) الذي عمل في قسم الاستخبارات ضمن قيادة القوات الخاصة التركية، نشر الوثائق موقع "نورديك مونيتور"، الذي يتخذ من العاصمة السويدية ستوكهولم مقرا له.
• الاعترافات تكشف جانبا من الصراعات التي تدور داخل أروقة الأجهزة الأمنية التركية، خصوصا بين ضباط المخابرات.
• وتميط الوثائق اللثام عن تورط "قطر" في دعم المسلحين في سوريا عبر تركيا. وكذلك انخراط أنقرة في "صفقات شراء النفط من تنظيم "داعش" الإرهابي.
• أظهرت الوثائق اعترافات صادمة للعقيد فرات ألاكوش، في شهادته أمام المحكمة الجنائية بالدائرة 17 في العاصمة انقرة في 20 مارس 2019، من بينها "اغتيال ضابط كبيرهو "العميد سميح ترزي" الذي كشف عن الدعم القطري للمتطرفين في سوريا عبر تركيا".
• وكشف ألاكوش في شهادته:- (أن الفريق "زكاي أكساكالي"، رئيس قيادة القوات الخاصة وهو يعمل أيضاً مع جهاز الاستخبارات الوطنية التركية قد أمر باغتيال "العميد سميح ترزي"، لأن الأخير اكتشف أن أكساكالي كان يدير سراً العمليات غير القانونية في سوريا لتحقيق مكاسب شخصية، مما جر تركيا إلى مستنقع الحرب هناك.
• تضمنت اعترافات ألاكوش، إن العميد ترزي كان يعرف مقدار التمويل الذي سلمته قطر إلى الحكومة التركية من أجل شراء الأسلحة والذخيرة للجماعات المسلحة في سوريا، وأهمها "داعش. وأشار ألاكوش إلى أن الاموال القطرية ليست سوى مثالاً واحداً، مؤكدا أن هناك دولا أخرى. وترزي يعرف ايضاً كل "المعاملات القذرة" للاستخبارات التركية، متحدثا عن "عصابة في الجيش التركي بقيادة "أكساكالي".
• وإن ترزي كان على علم بأسماء المتورطين من "الحكومة التركية" في عملية تهريب النفط من سوريا إلى تركيا، عبر صفقات مع "داعش" وكيف كان يتم تقاسم الأرباح.
• وقال ان كبار قادة الجماعات الإرهابية تتلقي العلاج في تركيا، مقابل اموال دفعوها إلى المسؤولين الأتراك. وهو يعرفهم بالاسماء.
• وأكد (ألاكوش) أن معرفة ترزي أسرار التمويل القطري والعصابات العسكرية التي تعمل فيه دفعت "أكساكالي إلى إعطاء أوامر بإعدام ترزي"، الذي تم استدعاؤه إلى أنقرة من مقاطعة حدودية، بحجة توفير الأمن له في المقر.