رأس المال: الفصل الثالث عشر (56) الصراع بين العامل والآلة


كارل ماركس
الحوار المتمدن - العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 12:07
المحور: الارشيف الماركسي     


الآلات والصناعة الكبرى
5) الصراع بين العامل والآلة
يبدأ الصراع بين الرأسمالي والعامل المأجور منذ بداية نشوء العلاقة الرأسمالية. ويستمر هذا الصراع بحدة طيلة مرحلة المانيفاکتورة (1). ولكن بعد دخول الآلات بالتحديد يشرع العامل في الصراع ضد وسيلة العمل ذاتها، التي تؤلف نمط الوجود المادي لرأس المال. فهو يهب ضد هذا الشكل المحدد لوسائل الإنتاج بوصفه الأساس المادي لنمط الإنتاج الرأسمالي.

لقد شهدت أوروبا بأجمعها تقريبا تمردات العمال في القرن السابع عشر ضد ما يسمى طاحونة الأشرطة (Bandmihle) (والتي تسمى كذلك طاحونة البرم Schnurmihle أو طاحونة النسيج Mihlenstuhl) أي آلة نسج الأوشحة والشرائط المخرمة (2). وفي نهاية الثلث الأول من القرن السابع عشر دُمّرت منشرة خشب هوائية شادها هولندي بالقرب من لندن إثر تمرد العامة. وحتى في بداية القرن الثامن عشر واجهت آلات نشر الخشب، التي تحركها المياه، صعوبة كبيرة في التغلب على معارضة الناس في إنكلترا، وهي معارضة حظيت بتأييد البرلمان. وفي عام 1758 عندما صنع إيفيريت أول آلة جز صوف تعمل بواسطة المياه، أحرقها 100,000 شخص ممن فقدوا العمل. وتقدم خمسون ألف عامل ممن كانوا يعيشون على تمشيط الصوف بعريضة إلى البرلمان ضد معامل التمشيط (scribbling mills) وآلات أركرایت للتمشيط. وإن حركة تحطيم الآلات على نطاق واسع في مناطق المانيفاکتورات الإنكليزية خلال السنوات الخمس عشرة الأولى من القرن التاسع عشر، كانت موجهة بالأساس ضد النول البخاري، والمعروفة باسم حركة اللودیت، تحولت على يد حكومة سيدموت وکاسلري وأقرانهم، المعادية لليعاقبة، إلى ذريعة لاتخاذ أشد التدابير عنفا ورجعية. وتطلب الأمر زمنا وخبرة قبل أن يتعلم العامل تمييز الآلة عن استخدامها الرأسمالي، ويحول هجماته من وسائل الإنتاج المادية إلى الشكل الاجتماعي لاستغلالها (3).

إن الصراع في المانيفاکتورة حول الأجور يعترف بالمانيفاکتورة كواقع ولا يعارض وجودها بأي حال. أما الصراع الموجه ضد إنشاء المانيفاکتورات، فإنه لم يأت من العمال المأجورين، بل من معلمي الطوائف الحرفية والمدن المتمتعة بالامتيازات. لذا تسود بين مؤلفي مرحلة المانيفاکتورة نظرة إلى تقسيم العمل كوسيلة للتعويض عن عمال مفترضين، وليس لإزاحة عمال فعليين. وهذا الفرق واضح. فلو قيل مثلا إن الأمر كان سيقتضي في إنكلترا 100 مليون شخص من أجل أن يغزلوا بدولاب الغزل القديم تلك الكمية من القطن التي يغزلها الآن نصف مليون شخص بواسطة الآلات، فإن ذلك لا يعني البتة بطبيعة الحال أن الآلات حلت محل هذه الملايين التي لا وجود لها أبدا، بل إن ذلك يعني فقط أن الأمر يتطلب ملايين كثيرة من العمال للحلول محل آلات الغزل. وعلى العكس، إذا قيل إن النول البخاري قد ألقى في إنكلترا بـ 800,000 نسّاج على الأرصفة، فليس المقصود الآلات الموجودة التي يتوجب إحلال عدد معين من العمال محلها، بل المقصود بذلك وجود عدد من العمال حلت الآلات محلهم أو أزاحتهم فعلا. وفي مرحلة المانيفاکتورة بقي النمط الحرفي للورشة هو الأساس على الرغم من تجزئته إلى عمليات متفرقة. ولم يكن بالإمكان تلبية حاجات الأسواق الجديدة في المستعمرات، نظرا لتدني نسبة عدد عمال المدن الذين خلفتهم القرون الوسطى، وعندئذ فتحت المانيفاکتورات، بالمعنى الدقيق للكلمة، مجالات إنتاج جديدة أمام سكان الريف المطرودين من الأرض بفعل تفكك النظام الاقطاعي. ولهذا برز الجانب الإيجابي من تقسيم العمل والتعاون في الورش آنذاك، أي زيادة إنتاجية العمال المشتغلين (4). الواقع أن التعاون وجمع وسائل العمل في أيدي القلة قد أسفرا، إثر تطبيقهما في الزراعة، عن ثورات كبيرة ومفاجئة وعنيفة في نمط الإنتاج، وبالتالي في شروط حياة سكان الريف ووسائل عملهم على السواء وذلك في العديد من البلدان قبل نشوء الصناعة الكبرى. ولكن الصراع ينشب، هنا، بادئ الأمر، بين ملاكي الأرض الكبار والصغار أكثر مما ينشب بين رأس المال والعمل المأجور؛ ومن جهة أخرى، وحين تؤدي وسائل العمل -كالأغنام والخيول وإلخ – إلى إزاحة العمال، فإن أفعال العنف المباشر تخلق هنا المقدمة الأولى للثورة الصناعية. ففي البداية يطرد العاملون من الأرض ثم تأتي الأغنام. وإن نهب الأراضي على نطاق واسع، كما حصل في إنكلترا مثلا، هو الذي يمهد الطريق أمام الزراعة الكبرى (5). وقد اتخذ هذا الانقلاب في الزراعة بادئ الأمر مظهر ثورة سياسية.

وما إن تتحول وسيلة العمل إلى آلة حتى تغدو منافسة للعامل نفسه (6). لكن الإنماء الذاتي لقيمة رأس المال بواسطة الآلات يتناسب طرديا مع عدد العمال الذين تدمر الآلات شروط وجودهم. وإن نظام الإنتاج الرأسمالي بكامله يقوم على أساس أن العامل يبيع قوة عمله كسلعة. أما تقسيم العمل فإنه يجعل قوة العمل هذه أحادية الجانب بتحويله إياها إلى مهارة جزئية تماما في توجيه أداة جزئية. وعندما ينتقل توجيه الأداة أيضا إلى الآلة تضمحل القيمة الاستعمالية لقوة العمل أسوة باضمحلال قيمتها التبادلية. ولا يعود العامل قابلا للبيع، شأن النقود الورقية الملغاة من التداول. وإن ذلك القسم من الطبقة العاملة، الذي تحوله الآلات على هذا النحو إلى سكان فائضين، أي الفائضين عن الحاجة المباشرة من أجل النمو الذاتي لقيمة رأس المال، يهلكون، من جهة، في الصراع غير المتكافئ بين الإنتاج الحرفي القديم والمانيفاکتوري ضد الإنتاج الآلي، ويغمرون، من جهة أخرى، فروع الصناعة الأسهل منا كما يغمرون سوق العمل، فيخفضون بذلك سعر قوة العمل دون قيمتها. ويقال من باب التعزية للعمال المفقرين إن آلامهم من جهة “منغصات مؤقتة” (a temporary inconvenience)، وإن الآلة، من جهة أخرى، لا تستولي على مجمل ميدان الإنتاج إلا بصورة تدريجية، وبفضل ذلك يقل مدى وشدة تأثيرها المدمر. لكن العزاء الأول يقضي على العزاء الثاني. فعندما تستولي الآلة بالتدريج على مجال إنتاجي معين فإنها تولّد بؤساً مزمناً لدى فئات العمال المتنافسين معها. وعندما تنجز الآلات هذا التحول بصورة سريعة فإن تأثيرها يرتدي طابعاً هائلا وحاداً. ولا يعرف التاريخ العالمي مشهداً أفظع من الهلاك التدريجي لنسّاجي القطن اليدويين الإنكليز الذي استمر عقودا وانتهى أخيراً في عام 1838. فالكثرة الكاثرة قضت نحبها جوعا، والكثرة الباقية عاشت حياة بؤس مع عائلاتها بمبلغ قدره بنسان ونصف البنس في اليوم (7). وعلى العكس، مارست آلات القطن الإنكليزية تأثيراً حاداً على الهند الشرقية التي قال حاكمها العام في عامي 1834 – 1835:

“بالكاد يمكن إيجاد مثيل لهذه الفاجعة في تاريخ التجارة. لقد اصطبغت سهول الهند ببياض عظام ناسجي القطن التي تغطيها. وبالطبع، فبما أن هؤلاء الناجين قد فارقوا هذه الحياة الزائلة (**)، فإن الآلة لم تخصص لهم سوى «آلام مؤقتة». وعلى أي حال فإن التأثير “المؤقت” للآلات يغدو دائمياً لأنها تستولي على الجديد والجديد من مجالات الإنتاج. وهكذا، فإن طابع الاستقلال والاغتراب، الذي يضفيه نمط الإنتاج الرأسمالي بوجه عام على شروط العمل ومنتوج العمل إزاء العامل، يتطور مع ظهور الآلات إلى تضاد كامل بين العمال من جهة وشروط ومنتوجات العمل من جهة أخرى (8). وبظهور الآلات تظهر البوادر الأولى للتمرد العفوي للعامل ضد وسيلة العمل.

إن وسيلة العمل تفتك بالعامل. ويتجلى هذا التضاد المباشر على أسطع نحو في تلك الحالات التي تدخل فيها الآلة الجديدة في منافسة مع الإنتاج الحرفي التقليدي أو الإنتاج المانيفاکتوري. ولكن تحسين الآلات الدائم وتطور النظام الأوتوماتيكي يمارسان تأثيراً مماثلا حتى في إطار الصناعة الكبرى نفسها. “إن الهدف الدائم من تحسين الآلات يكمن في تقليص العمل اليدوي أو تسهيل العملية أو استكمالها بإحلال جهاز حديدي محل الجهاز البشري في هذه الحلقة أو تلك من السلسلة الإنتاجية (9). إن استخدام قوة البخار أو الماء لتدوير الآلات، التي كانت اليد البشرية تحركها، أمر يحدث كل يوم… وتجري على الدوام تحسينات جديدة وجديدة، طفيفة نسبياً، في الآلات، تهدف إلى توفير القوة المحركة وتحسين المنتوج وزيادة الإنتاج في الفترة الزمنية نفسها أو إزاحة طفل أو امرأة أو رجل، وعلى الرغم من أنها لا تتسم بأهمية كبيرة للوهلة الأولى إلا أنها تعود بنتائج هامة (10). وحيثما تتطلب عملية معينة مهارة كبيرة ويداً واثقة يُصار إلى انتزاعها بأسرع وقت من يدي عامل بارع وميال غالبا إلى مختلف أنواع عدم الانتظام، وإسنادها إلى آلية خاصة تعمل بانتظام ذاتي بحيث يمكن حتى لصبي أن يراقبها (11). «النظام الأوتوماتيكي يزيح براعة العامل باطّراد (12). إن تحسين الآلات لا يتيح تقليل عدد العمال الراشدين المشتغلين الذين لا بد منهم لإحراز نتيجة معينة فحسب، بل يستعيض عن إحدى مراتب العمل البشري بغيرها: عن العمال الماهرين بعمال أقل مهارة، وعن الراشدين بالأطفال، وعن الذكور بالإناث. وإن هذه التغيرات كلها تستدعي تقلبات دائمة في مستوى الأجور (13). إن الآلات تطرد الراشدين على الدوام من المصنع” (14).
إن المرونة الخارقة للمنظومة الآلية التي أحرزت بفضل تراكم الخبرة العملية وضخامة الوسائل الآلية الموروثة والتقدم الدائم في التكنيك ترينا المسيرة الظاهرة لهذه المنظومة التي نشأت عن ضغط الحاجة لتقليص يوم العمل. ولكن من كان بمستطاعه أن يتنبأ في عام 1860، يوم بلغت صناعة القطن الإنكليزية نقطة الأوج، بتلك التحسينات المندفعة في الآلات وما يقابلها من إزاحة العمل اليدوي والتي حفزتها الحرب الأهلية في أميركا في السنوات الثلاث اللاحقة؟ ويكفي هنا مثالان من المعطيات الرسمية لمفتشي المصانع الإنكليز بصدد هذه المسألة. يقول أحد أصحاب المصانع من مانشستر:

“كانت لدينا في السابق 75 آلة تمشيط أما الآن فلدينا 12 آلة فقط تنجز الكمية السابقة نفسها من العمل وبالنوعية نفسها بل حتى أفضل… ويبلغ التوفير في الأجور 10 جنيهات استرلينية في الأسبوع، والتوفير في نفايات القطن 10%”.
وفي أحد مصانع الغزول الناعمة في مانشستر:

“بفضل تسريع الحركة وتطبيق مختلف العمليات الأوتوماتيكية جرى الاستغناء في أحد الأقسام عن ربع طاقم العاملين، وفي قسم آخر عن أكثر من نصفهم، علما أن آلة التمشيط المسننة التي حلت محل آلة التمشيط الثانية قد أنقصت عدد الأيدي المشتغلة سابقة في قسم التمشيط إلى حد كبير”.
ويقدر مصنع غزول آخر توفيراً إجمالياً في «الأيدي» بنسبة 10%. ويقول السادة غیلمور، وهم أصحاب مصانع غزول في مانشستر:

“نقدر التوفيرات في الأيدي والأجور في قسم الندف blowing department))، بفضل الآلات الجديدة، بمقدار الثلث… أما في قسم اللف وقسم من الخيوط (Jack frame und drawing frame) فقد بلغت التوفيرات في التكاليف وفي الأيدي حوالي الثلث؛ كما بلغت التوفيرات في التكاليف حوالي الثلث في قسم الغزل. ولكن هذا ليس كل شيء: فغزولنا التي ترسل إلى النسّاج مُحسنة بفضل استخدام آلات جديدة تنتج أقمشة أكثر وذات نوعية أفضل من الغزل الآلي السابق” (15).
ويلاحظ مفتش المصانع أ. ريدغريف بهذا الصدد قائلا:

“إن تقليص عدد العمال يتقدم بموازاة زيادة الإنتاج؛ ولقد بدأ منذ بعض الوقت تقليص جديد لعدد الأيدي في مصانع الصوف ولا يزال مستمراً؛ ومنذ بضعة أيام خلت قال لي معلم مدرسة يعيش بالقرب من روشديل إن الانخفاض الكبير في عدد بنات المدارس يعزى ليس إلى ضغط الأزمة فحسب، بل إلى التغيرات في الات مصانع الصوف أيضا، مما أدى إلى تسريح 70 عاملا على العموم من الذين يشتغلون نصف الوقت” (16).
ويوضح الجدول التالي (***) النتيجة العامة للتحسينات الآلية في صناعة القطن الإنكليزية، والتي تدين بنشوئها للحرب الأهلية في أميركا.

عدد المصانع

___________________________________________
عام 1857 عام 1861 عام 1868
___________________________________________
إنجلترا وويلز 2046 2715 2405
اسكتلندا 152 163 131
ايرلندا 12 9 13
___________________________________________
المملكة المتحدة 2210 2887 2549

عدد أنوال النسيج البخارية
__________________________________________
عام 1875 عام 1861 عام 1868
__________________________________________
إنجلترا وويلز 275,590 368,125 344,719
اسكتلندا 21,624 30,110 31,864
ايرلندا 1633 1757 2746
_________________________________________
المملكة المتحدة 298,847 399,992 379,329

عدد المغازل

__________________________________________

عام 1875 عام 1861 عام 1868

__________________________________________

إنجلترا وويلز 25,818,576 28,352,125 30,478,228

اسكتلندا 2,041,129 1,915,398 1,397,546

ايرلندا 150,512 119,944 124,240

_________________________________________

المملكة المتحدة 28,010,217 30,387,467 32,000,014

عدد العمال المشتغلين

___________________________________________

عام 1857 عام 1861 عام 1868

___________________________________________

إنجلترا وويلز 341,170 407,598 357,052

اسكتلندا 34,698 41,237 39,809

ايرلندا 3345 2734 4203

___________________________________________

المملكة المتحدة 379,213 451,569 401,064

وهكذا، زال من الوجود 338 مصنعة للقطن خلال الفترة من 1861 إلى 1868، أي أن الآلات الأكثر إنتاجية والأكبر حجما تركزت في أيدي عدد أقل من الرأسماليين.

وانخفض عدد الأنوال البخارية بمقدار 20,663 نولاً، إلا أنمنتوجها ازداد في الوقت نفسه بحيث أن النول المُحسن يقدم الآن أكثر من النول القديم. وأخيراً ازداد عدد المغازل بـ 1,618,547 مغزلاً، في حين أن عدد العمال المشتغلين انخفض بمقدار 505, 50 عمال. إذن، فإن ذلك البؤس «المؤقت» الذي أرهقت به أزمة القطن العمال اشتد وترسخ بفعل التقدم السريع والمتواصل للآلات.

ولكن الآلات لا تفعل فعلها كمنافس جبار متأهب دوماً لجعل العامل المأجور فائضا، فحسب. فهي قوة معادية له، وأن رأس المال يعلن ذلك جهاراً وعمداً، ويستخدمها على هذا النحو. وهي من أعتى أدوات الحرب لإخماد تمردات العمال الدورية، كالإضرابات، بإزاء أوتوقراطية رأس المال (17). وبرأي غاسکیل فإن المحرك البخاري كان منذ البداية عدو “القوة البشرية”، وأتاح للرأسماليين سحق مطالب العمال المتنامية التي كانت تهدد نظام المصانع الوليد بالغرق في الأزمات (18). وبالوسع كتابة تاريخ كامل عن تلك الاختراعات التي ابتدعت منذ العام 1830 كوسائل قتال في يد رأس المال ضد انتفاضات العمال تحديداً. حسبنا أن نذكر قبل كل شيء بمغزل المول الأوتوماتیکی ( self – acting mule) لأنه يدشن عهداً جديداً في النظام الأوتوماتيكي (19). أدلى مخترع المطرقة البخارية، ناسميث، في إفادته أمام اللجنة الخاصة بنقابات العمال بالتصريح التالي فيما يتعلق بتلك التحسينات الآلية التي أدخلها على أثر الإضراب الكبير والطويل لعمال صناعة بناء الآلات عام 1851:

“إن السمة المميزة لتحسيناتنا الآلية الحديثة تكمن في إدخال أدوات تنفيذ العمل الأوتوماتيكية. ولم يعد على مشغل الآلة أن يعمل الآن بنفسه، فما عليه سوى أن يراقب عمل الآلة الرائع، وهذا ما يستطيع القيام به أي حدث. ولقد تم في الوقت الحاضر استبعاد مجمل تلك الطبقة من العمال الذين كانوا يعتمدون على مهارتهم حصراً. وكان لدي سابقاً أربعة أحداث لكل ميكانيكي. وبفضل هذه التحسينات الآلية الجديدة خفضت عدد الراشدين من 1500 إلى 750، وكانت نتيجة ذلك زيادة كبيرة في أرباحي” (*4).
ويقول أور عن آلة الطباعة بالألوان في مؤسسات طباعة الأقمشة القطنية:

“وأخيرة، بذل الرأسماليون جهدهم للانعتاق من هذه العبودية الخانقة” (أي من شروط العقود المرهقة مع العمال)، “بطلبهم النجدة من موارد العلم، وسرعان ما استعادوا حكمهم المشروع: حكم الرأس على البقية الدونية من أعضاء الجسم”.
ويقول عن اختراع لتسوية السداة كان إضراب قد أدي إليه مباشرة:

“إن قطيع المستائين الذي توهم أنه لن يقهر وهو متمترس خلف التحصينات القديمة لتقسيم العمل، وجد أنه قد اخترق من جنبيه وأن منشآته الدفاعية فقدت جدواها إزاء التكنيك الآلي الحديث. وقد اضطر أولاء للاستسلام دون قيد أو شرط”.
ويقول عن اختراع مغزل المول الأوتوماتيكي (selfacting mule) إنه:

“دُعي لفرض النظام من جديد على الطبقات الصناعية… وهذا الاختراع يؤكد المذهب الذي وضعناه، وهو أن رأس المال إذ يجند العلم في خدمته فإن أيادي العمل المتمردة تغدو مطواعة” (20). على الرغم من أن كتاب أور صدر عام 1835، أي حين كان نظام المصانع لا يزال ضعيف التطور نسبياً، إلا أنه يبقى حتى الآن التعبير الكلاسيكي عن روح المصنع ليس فقط بكلبيته (*5) السافرة، بل أيضا بتلك السذاجة التي يفشي بها التناقضات الخرقاء لعقل الرأسمالي. مثلا، بعد أن يبلور «المذهب» القائل بأن رأس المال، “يُرغم أيادي العمل المتمردة على أن تغدو مطواعة” بمساعدة العلم الذي وضعه في كنفه نراه يتذمر من “إنهم يتهمون علم فيزياء الميكانيك من جهة معينة بأنه يخدم استبداد الرأسماليين الأثرياء ويقوم مقام أداة لاضطهاد الطبقات الفقيرة”. . وبعد موعظة مغرية عن مدى فائدة التطور السريع للآلات بالنسبة للعمال، يحذرهم من أنهم بتمردهم وإضراباتهم، إلخ، إنما يسهمون في الاسراع بتطور الآلات، فيقول:
“إن سورات التمرد تلك تكشف عن المظهر المزري لقصر نظر الإنسان الذي يتحول إلى جلاد نفسه”.
وعلى العكس من ذلك يقول قبل عدة صفحات:

“لولا هذه الاصطدامات القوية والانقطاعات الناجمة عن تصورات العمال الخاطئة، لكان نظام المصانع قد تطور بسرعة كبيرة وبنفع أكبر أيضا لجميع الأطراف المعنية”. ومن ثم يجهر مرة أخرى:

“من حسن حظ سكان المناطق الصناعية في بريطانيا العظمى أن التحسينات في الميكانيك تجري بصورة تدريجية فقط”. ويقول: “من الجائر اتهام الآلات بتخفيض أجور الراشدين بإزاحة قسم معين منهم، فيغدو عددهم بنتيجته فائضاً بالقياس إلى الطلب على العمل. ولكن الآلات تزيد الطلب على عمل الأطفال وبذلك تزيد أجورهم”.
ولكن هذا المُعزّي نفسه يدافع من جهة أخرى عن أجور الأطفال المتدنية لأنها “تمنع الأهل من إرسال أطفالهم إلى المصنع في سن مبكرة جداً”. وكتاب أور بأسره عبارة عن تمجید ليوم العمل غير المحدود؛ وإن التشريع الذي يحظر تعذيب الأطفال في سن الثالثة عشرة من العمر أكثر من 12 ساعة في اليوم يذكّر روحه الليبرالية بأحلك أوقات العصور الوسطى. ولا يمنعه ذلك من دعوة عمال المصانع إلى إقامة صلاة الشكر للعناية الإلهية لأنها بفضل الآلات وفرت لهم وقت الفراغ للتأمل في مصالحهم الأبدية” (21).

______________

(1) أنظر، من بين مراجع أخرى: جون هاتن، تحسين تربية الحيوان والتجارة، لندن، 1727.
.(1727 ,John Houghton, Husbandry and Trade improved , London) وكذلك: مزايا تجارة الهند الشرقية، 1720. وكذلك: جون بیللرز، مقترحات لإنشاء كلية للصناعة، لندن 1689]).
(John Bellers, [Proposals for Raising a Colledge of Industry, London, 1699]).

“إن أرباب العمل والعمال مشتبكون، للأسف، في حرب دائمة. فهدف الأوائل الدائم هو الحصول على العمل بأرخص ما يمكن؛ وهم يقدمون على كافة الأحابيل لبلوغ هذا الهدف، بينما يحرص العمال على اغتنام كل فرصة بقدر مساو من الهمة لإرغام أرباب عملهم على الاستجابة لمطالب متزايدة”. انظر: ([ن. فورستر)، بحث في أسباب الارتفاع الحالي لأسعار المون، 1767، ص 61-62 ([N. Forster), An Enquiry into the Causes of the Present High Price of Provisions, 1767,).

(2) اخترعت “طاحونة الأشرطة” (Bandmahle) في المانيا. ويقول الكاهن الايطالي لانشيلوتي في كتاب نشر في البندقية عام 1636: «إن أنطون موللر من دانتزیغ قد أى في دانتزيغ قبل حوالي 50 عاما، (کتب لانشيلوتي هذا الكلام عام 1629) آلة بديعة تحيك في وقت واحد من 4 إلى 6 قطع نسيج؛ ولكن مجلس المدينة خشي من أن يحول هذا الاختراع جمهرة من العمال إلى شحاذين فحظر استخدام الآلة وأمر بخنق مخترعها أو إغراقه سرا” (*). وفي لايدن جرى استخدام مثل هذه الآلة للمرة الأولى عام 1629. لكن تمردات صانعي أشرطة المخرمات أرغمت مجلس المدينة في البداية على حظرها؛ واضطر مجلس الولايات بموجب قرارات عام 1623 وعام 1639 وسواها أن يحد من استخدامها؛ وأخيرا أجيزت بشروط معينة بموجب القرار الصادر بتاريخ 15 كانون الأول/ ديسمبر عام 1661. ويقول بوكسهورن في مؤلفه: المؤسسات السياسية، 1663 ,Institutiones Politicae بصدد استخدام “طاحونة الأشرطة” (Bandmihle) في لايدن: اتم في هذه المدينة قبل حوالي 20 عاما اختراع نول يتيح لعامل واحد أن ينتج به نسيجا بكمية أكبر وبصورة أسهل مما يستطيع أن ينتجه عدة أشخاص بدون نول خلال الفترة ذاتها. إلا أن ذلك أثار شكاوى واستياء الناجين وحظر مجلس المدينة استخدام النول في نهاية المطاف”. وحظرت تلك الآلات نفسها عام 1676 في كولونيا، وأثار تطبيقها المتزامن في إنكلترا تململ العمال. وحظر استخدامها في جميع أنحاء ألمانيا بموجب المرسوم الإمبراطوري الصادر بتاريخ 19 شباط/ فبراير عام 1685. وفي هامبورغ جرى حرقها أمام الملأ بأمر من حاكم المدينة. وفي 9 شباط/ فبراير عام 1719 جدد کارل السادس مرسوم عام 1685، ولم يسمح بها من أجل الاستخدام العام في دائرة سكسونيا الانتخابية إلا في عام 1765. والآلة التي أثارت كل هذا الضجيج كانت في واقع الأمر سلفاً لآلات الغزل والنسيج، وبالتالي للثورة الصناعية في القرن الثامن عشر. وباستخدام هذه الآلة كان باستطاعة حدث جاهل بأمور النسيج أن يشغل نولاً بكامله مع كل ملحقاته، وذلك بمجرد تحريك ذراع التوصيل إلى الأمام والخلف؛ وكانت هذه الآلة، بشكلها المحسن، تنتج 40. 50 قطعة.
(*) يقتبس مارکس، هنا، مؤلف سيكوندو لانشيلوتي Secondo Lancelloti، اعتمادا على كتاب يوهان بيكمان، مساهمات في تاريخ المخترعات، المجلد الأول، لايبزيغ، 1786، ص 125 – 132. [ن. برلین].
(3) في المانيفاکتورات قديمة الطراز تتكرر أحيانا حتى في الوقت الحاضر الأشكال الفظة لاستياء العمال من الآلات. وهذا ما حدث مثلا بين عمال صقل المبارد في شفيلد عام 1865.
(4) بقي السير جيمس ستيورات يقيم تأثير الآلات بهذه الروح تماما. “إنني أعتبر الآلات وسيلة التحقيق زيادة افتراضية في عدد العمال الذين لا يتوجب إطعامهم… فبماذا يتميز تأثير الآلة عن التأثير الناجم عن ظهور سكان جدد؟”. أنظر: بحث في مبادئ الاقتصاد السياسي، (الطبعة الفرنسية، الفصل 19).

وإن بيتي هو أكثر سذاجة حين يقول إنها تحل محل “تعدد الزوجات”. ووجهة النظر هذه لا تصلح إلا بالنسبة لبعض أنحاء الولايات المتحدة. وعلى العكس: نادرا ما يمكن استخدام الآلات بنجاح لتخفيف عمل شخص منفرد؛ فصنعها يهدر وقتا أكبر مما يوفره استخدامها. ولا يمكن استخدامها بمنفعة فعلية إلا حين تعمل على نطاق واسع، إذ تستطيع آلة واحدة أن تخدم عمل الآلاف. وطبقا لذلك ينتشر استخدام الآلات في البلدان كثيفة السكان، حيث نجد العدد الأكبر من المتبطرين. ولا ينجم استخدام الآلات عن نقص السكان، بل عن السهولة التي يمكن بها اجتذاب جمهور العامة إلى العمل. (بيرسي رافنستون، أفكار حول نظام التمويل ونتائجه، لندن، 1824، ص 45).
(Piercy Ravenstone, Thoughts on the Funding System and its Effects, London, 1824, p. 45).

(5) [حاشية للطبعة الرابعة: ينطبق ذلك على المانيا بالمثل. فحيثما نشأت الزراعة الكبرى عندنا، أي في الشرق بصورة خاصة، لم تكن تلك ممكنة إلا بعد “طرد الفلاحين” من الأرض، ابتداء من القرن السادس عشر، ولا سيما بعد عام 1648. ن. إنجلز].
(6) «إن الآلات والعمل في تنافس دائم». (ریکاردو، المرجع نفسه، ص479).
(7) قبل تطبيق قانون الفقراء في إنكلترا عام 1833 طال أمد المنافسة بين النسيج اليدوي والنسيج الآلي بسبب المعونات من الأبرشيات التي كانت تكمل الأجور التي هبطت كثيراً دون الحد الأدنى. في عام 1827 كان القس تورنر عمید ویلمزلو في تشيشاير، وهي مقاطعة صناعية. وتدل أسئلة لجنة شؤون الهجرة واجوبة تورنر على أي نحو كان يجري دعم منافسة العمل اليدوي للآلات. سؤال: “ألم يسفر استخدام الأنوال الآلية عن إزاحة استخدام الأنوال اليدوية؟” جواب:

“من دون شك؛ ولكانت هذه الإزاحة ستغدو أكبر في الواقع لو لم تكن لدى النساجين اليدويين القدرة على قبول تخفيض الأجور”، سؤال: “ولكنهم بقبولهم هذا إنما يؤجرون أنفسهم مقابل أجور لا تكفي لإعالتهم، وهم يأملون بدعم الأبرشية لسد العجز في أسباب العيش؟” جواب: “نعم، إن المنافسة بين النول اليدوي والنول الآلي تدعم فعلياً بضريبة الفقراء”. وهكذا فإن الإفقار المذل أو الهجرة هما الحسنتان اللتان يدين بهما الكادحون لاستخدام الآلات. ويتم إنزالهم من مرتبة الصناع المحترمين، والمستقلين لدرجة ما، إلى مرتبة مشردين أذلاء يقتاتون على فتات الإحسان المهين. وذلك ما يسمى بـ «المنغصات المؤقتة». (بحث فائز بجائزة في المزايا المقارنة للمنافسة والتعاون، لندن، 1834، ص 29).
(A. Prize Essay on the Comparative Merits of Competition and Cooperation, London, 1834, p. 29).
(**) هنا لعب على الكلمات. فالمفردة الألمانية (das Zeitlich) تفيد المعنيين: الحياة الزائلة، والحال المؤقت أو العابر. [ن. ع].
(8) إن نفس ذلك السبب الذي يزيد الدخل الصافي للبلد، (أي، كما يوضح ریکاردو هنا بالذات، دخل ملاكي الأراضي الكبار والرأسماليين revenues of landlords and capitalists الذين تساوي ثروتهم) (Wealth) من وجهة النظر الاقتصادية ثروة الأمة Wealth of Nation) “يمكن أن يخلق في الوقت نفسه فائض السكان ويزيد وضع العامل سوءاً”. (ریکاردو، المرجع نفسه، لندن، 1821، ص 409). “ينحصر الهدف والميل الدائم لأي تحسين للآلية بصورة فعلية في التخلص نهائيا من عمل الإنسان أو تقليل سعر هذا العمل عن طريق إحلال عمل النساء والأطفال محل عمل العمال الذكور الراشدين، أو إحلال عمل العمال غير الماهرين محل عمل العمال الماهرين”. أور، [المرجع نفسه، ص 23].
(9) تقارير مفتشي المصانع، 31 تشرين الأول/ أكتوبر 1858، ص 43.
(10) تقارير مفتشي المصانع، 31 تشرين الأول/ أكتوبر، 1856، ص 15.
(11) أور، المرجع نفسه، ص 19. “إن المنفعة العظيمة للآلات المستخدمة في مصانع الآجر تنحصر في أنها تمنح رب العمل استقلالية كاملة حيال العمال المهرة”. (لجنة استخدام الأطفال، التقرير الخامس، لندن، 1866، ص 130، رقم 46).
[إضافة للطبعة الثانية: إن السيد أ. ستاروك، رئيس قسم الآلات في خطوط سكك الحديد الشمالية الكبرى، يقول بصدد صناعة بناء الآلات (إنتاج القاطرات وإلخ): “من يوم إلى آخر تتناقص الحاجة إلى العمال الإنكليز ذوي الكلفة الغالية (expensive). ويزداد الإنتاج بفضل استخدام أدوات محسنة، وهذه الأدوات تديرها بدورها مرتبة أدنى من العمال a low class of) (Labour في السابق كانت كافة أجزاء المحرك البخاري تنتج بالضرورة بواسطة العمل الماهر. أما الآن فيجري إنتاج هذه الأجزاء نفسها بعمل أقل كفاءة ولكن بواسطة أدوات جيدة … وأنا أقصد بالأدوات الآلات التي تستخدم في صناعة بناء الآلات”. (اللجنة الملكية لسكك الحديد: محضر شهادات، رقم 17862-17863، لندن، 1867).
(Royal Commission of Railways. Minutes of Evidence, No. 17862-17863. London, 1867).

(12) أور، المرجع نفسه، ص 20.
(13) المرجع نفسه، ص 321.
(14) المرجع نفسه، ص 23.
(15) تقارير مفتشي المصانع، 31 تشرين الأول/ أكتوبر، 1863، ص 108 وما يليها.
(16) المرجع نفسه، ص 109، إن التحسين السريع للآلات إبان أزمة القطن أتاح لأصحاب المصانع الإنكليز أن يغرقوا السوق العالمية بسرعة فور انتهاء الحرب الأهلية في أميركا. ففي الأشهر الستة الأخيرة من عام 1866 أصبح من المتعذر تقريبا بيع الأقمشة. وعندئذ ابتدأ إرسال السلع لبيعها عبر السماسرة في الصين والهند، ما أدى إلى زيادة «إغراق» السوق بطبيعة الحال. وفي بداية عام 1867 لجأ أصحاب المصانع إلى وسيلتهم المعتادة، أي إلى تقليص الأجور بنسبة 5%. وأبدى العمال مقاومة وأعلنوا – وكان ذلك صحيحاً تماما من الناحية النظرية – أن المخرج الوحيد من الوضع الناشئ يكمن في تخفيض وقت العمل، أي العمل 4 أيام في الأسبوع. وبعد مقاومة طويلة اضطر السادة، الذين يسمون أنفسهم قادة الصناعة، إلى الموافقة على ذلك، علما أن الأجور انخفضت في بعض الأماكن بنسبة 5%، بينما بقيت على حالها في الأماكن الأخرى.
(***) يقتبس مارکس معطيات هذا الجدول من تقارير برلمانية بعنوان “المصانع”، مرفوعة إلى مجلس العموم في 15 نيسان/ أبريل 1856، وفي 24 نیسان/إبريل 1861، وفي 5 كانون الأول/ ديسمبر 1867، وهي:

Return to an address of the Honourable the House of Commons, dated 15 April, 1856; [ن. برلین].
(17) “إن العلاقة بين أرباب العمل والعمال في مصانع الزجاج والقناني عبارة عن إضراب مزمن”. من هنا النمو السريع لإنتاج الزجاج المضغوط الذي تقوم الآلات بتنفيذ عملياته الرئيسية. وإن إحدى الشركات في نيوكاسل التي كانت تنتج سابقة 350,000 باوناً من الزجاج المنفوخ في السنة، تنتج الآن بدلا من ذلك 3,000.500 باوناً من الزجاج المضغوط. (لجنة استخدام الأطفال، التقرير الرابع، 1865، ص262-263)
(18) غاسکیل، السكان الصناعيون في إنكلترا، لندن، 1833، ص 11-12.
(Gaskell, The Manufacturing Population of England, London, 1833, p. 11-12).
(19) اكتشف السيد فيربيرن في مصنع بناء الآلات العائد له بعض الطرق الهامة في استخدام الآلات لبناء الآلات نتيجة الإضرابات في مصنعه.
(*4) [مقتبس من تقرير مفوضي التحقيق في تنظيم وقواعد نقابات العمال، والجمعيات الأخرى، لندن، 1868، ص 63 – 64]. [ن. برلین].
(20) أور، المرجع نفسه، ص 367-370.
(*5) Zynismus الكلبية: نزعة الإيمان بالمصالح الذاتية صرفاً. [ن. ع].
(21) كان ریکاردو يعتنق هذا الرأي في البداية إلا أنه تخلى عنه فيما بعد بما يتميز به من تجرد علمي وحب للحقيقة. انظر: [مبادىء الاقتصاد السياسي] الفصل 31 “حول الآلات”..
(David Ricardo, [Principles of Political Economy], Ch.31 «On Machinery»).