استيقظوا واتحدوا أو موتوا (2)


فؤاد قنديل
الحوار المتمدن - العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


استعرضنا في المقال السابق جانبا من موضوع مهم هو " الجيل الرابع من الحروب " ونكمله اليوم لعل القارئ العربي يدرك بشاعة الضيف الشيطاني الجديد الذي يهدد شعوبنا في الصميم.
6- استخدام الأفلام و المسلسلات الجاذبة لتغيير أفكار وعادات وتقاليد الشعوب تمهيدا لتغيير الهوية و العمل على اتساع الخلافات بين الطوائف المختلفة على أساس ديني أو عرقي مما يعمل على وجود نزعة التمرد للأقليات العرقية أو الدينية وضرب طبقات المجتمع بعضها البعض فلا توجد دولة في العالم تتكون من عرق واحد أو ديانة واحدة منذ بدء الخليقة حتى الآن
7 - تطوير التكتيكات لاختراق وتجنيد التنظيمات داخل الدولة المستهدفة والعمل باسمها وبغيرها من التنظيمات التي تأخذ الطابع المتطرف مع استخدام مرتزقة مدربين لتحقيق مخططات مشبوهة في الدول المستهدفة.
8 - استخدام تكتيكات حروب العصابات وعمل تفجيرات ممولة بطريق مباشر أو غير مباشر في مناطق سكنية ومنشآت مهمة تهز الاقتصاد وتهدد الحكومة وتنهك الدولة وتبدد الطاقة فتظهر القيادات على كافة الأصعدة بوصفها قيادات فاشلة ومن ثم يتأهب الشعب للثورة
, 9 – الضغوط المتباينة مثل التلويح بقطع المساعدات أو خلق أسباب وهمية للتهديد بضربات عسكرية أو الرجوع عن معاهدات كان من شأنها دعم الاقتصاد في دولة ما بحجة عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات ، ومن تلك الضغوط قيام بعض الدول الاستعمارية بسحب السفراء وإغلاق السفارات كما حدث في مصر من سفارات بريطانيا وكندا وفرنسا .
10 - الاستعانة بالمنظمات التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية للضغط على الحكومات باتهامها بالعمل ضد حقوق الإنسان أ أو بافتقاد شكل الحكم للديمقراطية .
11 – الضغط على الحكومات الهشة بتبني قضايا بعينها وتضخيمها تدريجيا مثل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ، وإثارة أكاذيب مثل قيام المؤسسات الدينية ذات الأغلبية بإجبار أفراد من الأقلية على الانتقال إلى الديانة الأولى.و
12 - تبنى رموز المعارضة داخليا و خارجيا وتمويلهم وتوفير منابر الرأي والتعبير خاصة واسعة الانتشار للإعلان كذبا عن أخطاء فادحة للمسئولين لتهييج الرأي العام والتصريح بتعرضهم للتعذيب في أقسام الشرطة ، وصياغة حكايات عن مطاردة وضرب و إهانة أمهات كوسيلة للقبض على الأبناء والإساءة للمعارضات مما يزلزل البنية النفسية للشعب .
13 – المبالغة في توفير كل الأضواء لرموز المعارضة ومنحهم الجوائز العالمية كإحدى الأدوات التي تمنحهم حصانة أدبية للتحرك بحرية داخل المجتمع والإقليم لإقناع المواطنين بأفكارهم المخربة .
14 - من الملامح الرئيسة للجيل الرابع من الحروب أن تبدأ في سرية شديدة وتتغلغل بصبر داخل شرائح المجتمع خاصة لدي المنظمات الأهلية ، ثم تنتقل لصحفيين والإعلاميين تدريجيا وفي شكل مناقشات قد تصاحبها بعض المال والهدايا والرحلات وبعض الحفلات الفارهة وبعض الخدمات المهمة .
أسلوب المواجهة
يقول اللواء طيار هشام الحلبي مستشارأكاديمية ناصر العسكرية :
رغم خطورة هذا النوع من أجيال الحروب لاستخدامه استراتيجية هدم الدولة المستهدفة من الداخل، فإن مواجهته ليست مستحيلة، فمواطنو الدولة المستهدفة هم المكون الداخلي الذي سينفذ بنفسه الجزء الأكبر من هدم الدولة فيجب أن يعوا ذلك وإذا لم يفطنوا لهذا الشكل الجديد من أشكال الصراع وسماته وأدواته وأساليبه وطبيعته، والذي يختلف كليا عن أجيال الحروب السابقة فإن ذلك يعني بالقطع نهاية الدولة وانهيار كل قواها وتصبح ميتة خلال عام على الأكثر. ولذلك يؤكد الحلبي أن الأسلوب الأمثل للمواجهة هو اليقظة والوعي والتحليل العلمي للأحداث الداخلية والإقليمية والدولية من خلال مؤسسات قوية ومتخصصة وهو صمام الأمان لأي دولة تريد المحافظة على أمنها القومي بالإضافة إلى احترام الاختلافات في الدين و العرق وحل الخلافات بأسلوب راق ومتزن وعادل..
ولعل ما ذكره حازم أبو دومة الصحفي بالأهرام يلقي ضوءا كاشفا على حجم الدور الأمريكي المشبوه والمتعمد من أجل السيطرة غير المحدودة على العالم عبر الوسائل الحديثة إذ كتب يقول : تعتمد الاستخبارات الأمريكية على خمسة عشر جهازًا تضم كافة المعلومات عن دول العالم، ويستخدم كل منها قاعدة معلومات مختلفة عن الآخر، وتنفق الولايات المتحدة سنويًا ما يقارب الثلاثين مليار دولار أو تزيد على تحديث أسطولها الفضائي من الأقمار الصناعية المُعدة للتجسس أو الأغراض العلمية والعسكرية الأخرى التي تحتاجها القوة الأولى في معاركها الدولية، وهو معدل إنفاق يجاوز جميع ميزانيات الدول العربية. ومعلوم كذلك أن الولايات المتحدة في حربها على الإنترنت تستخدم أساليب قرصنة لإحكام رقابتها الأمنية على العالم من خلال وسائل الاتصال المتعددة، ومنها «فيس بوك»، «تويتر»، البريد الإلكترونى، وأجهزة المحمول، وتهدف من ذلك إلى ضرب الدولة الوطنية، والسيطرة المعلوماتية، والتحكم في كسر إرادة الشعوب، وإثارة الفتن، وتفتيت البلاد وتقسيمها، وما يجعل الأمر أكثر خطورة هو الكم الهائل من المعلومات المتوافرة لدى الناس، والتي تتضمن المعلومات الحكومية والسياسية والاقتصادية وغيرها، ويتطلب أن نعد العدة للتصدي لهذه الهجمات ولشن أخرى مضادة عبر الإنترنت. والسؤال هو: كيف ندير حربنا الإعلامية على الإرهاب في مواجهة ما تمتلكه الولايات المتحدة وغيرها من الدول المعادية لاستقرار مصر من وسائل تكنولوجية خطيرة، والأمريكان يجيدون قدرات إخراج الإرهاب بالوسائل التكنولوجية الحديثة التي لا تتوافر قدرتها لدينا، وفضاؤنا الإلكترونى مفتوح ومكشوف وتسيطر عليه أمريكا من خلال الإنترنت، ووسائلنا الدعائية التكنولوجية ارتجالية، قديمة لا تستطيع مواجهة حروب الإرهاب على الشبكة العنكبوتية، والحرب مع الإرهاب تحتاج إلى وسائل تكنولوجية متطورة، فكيف نواجه حروب الجيل الرابع بآليات الجيل الأول؟.. نحتاج إلى عقول من شباب مصر قادرة على مواجهة الحرب الإلكترونية في محاربة الإرهاب الأسود، ومحاصرته، وكسر شوكة التنظيمات التي تهدد أمن مصر، وجيشها الباسل.