رمضان في عيون الغرب


فؤاد قنديل
الحوار المتمدن - العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 11:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     


أطل علينا بفضل الله سيد الشهور رمضان الذي خلقه الله وأهداه للبشر ليكون مطهرا للروح والجسد وراحة من الشهوات والنزوات والموبقات والتكالب على الدنيا والاستهلاك المهلك للبدن والعقل .. أطل رمضان حاملا كعادته فوانيس البهجة وأهلة المحبة وألوان الرضا والسماحة والتواصل وجمال التراحم والفرح بالحالة الوجدانية السامية التى يفترض أن يقترب فيها البشر من أحوال الملائكة .

والصوم كعبادة هو بالتأكيد من أجل العبادات بل يتضمن كل العبادات، وهو قربة من أشرف القربات، وطاعة مباركة لها آثارها العظيمة الكثيرة العاجلة والآجلة، وقد ذكره الله في حديث قدسي قائلا : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به.
وقد ذكر الشهر الكريم آلاف العلماء من المسلمين لكننا سنتوقف قليلا في هذا المقال عند بعض ما ورد على لسان رجالات الغرب .
قال مستر كلارك مدير الأمن القومى في عهد الرئيس الأمريكى نيكسون وأصبح أحد كبار معتنقى الإسلام :
لقد كان الصوم سبباً في اعتناقي الإسلام لأنه كان علاجاً جذرياً لمرض الصداع النصفي (الشقيقة) الذي عانيت منه على مدى عمري الطويل دون أن يفلح علاج من العلاجات في خلاصي منه، وعندما قرأت قول النبى صلى الله عليه وسلم عن الصوم بدأت على الفور صوم رمضان ، فما أن انتهى الشهر حتى اختفى الصداع نهائياً، والحمدلله رب العالمين
وقالت جين وهي سيدة كندية
أنها عانت من مرض ضغط دم مرتفع، و تعاطت أدوية متنوعة مراراً وتكراراً بلا فائدة
، ثم نصحتها صديقاتها المسلمات بالصيام، فلما بدأت تلتزم بالصيام، فوجئت بهبوط الضغط المرتفع للدم، ومنذ تلك الفترة قررت المواظبة على الصيام لأنها تعتقد أنه مفيد للإنسان في مجالات كثيرة، جسدياً وعقلياً، وروحياً


أما مرغاريتا البريطانية التى أسلمت قبل عشر سنوات فتقول
إنها منذ بدأت الالتزام بصيام شهر رمضان
المبارك تعلمت فضائل كثيرة كانت تجهلها هي وكثير من صديقاتها، مثل ،الصبر والتحمل والتبرع للفقراء، والمساكين، وتستطرد قائلة: "أنه يجب على الإنسان سواء أكان مسلماً أو غير مسلم أن يدرك أن الله تعالى خلقنا لأداء واجبات يندرج تحتها إتقان العمل وتطوير أنماط عيشنا بما يرضي الله تعالى،وتقول :
"من الفروق بين الإنسان والحيوان الشعور بالمسؤولية تجاه الغير، وتحسين الأوضاع المعيشية في العالم، فالحيوانات منقادة نحو إشباع غرائزها بشكل أو بآخر دون التفكير في عواقب ذلك، ولذا تنصح الإنسان ألا يكون مثل الحيوانات، فقد كرمه الله تعالى بالعقل
ويقول تيري وهو أمريكى أسلم منذ سبع سنوات : الصيام مدرسة للصبر والتكافل

والتحمل وتبادل الشعور مع الفقراء والمعوذين، مما يشجعه على التبرع بكل غال ونفيس لصالح الأقل حظاً من المسلمين وغيرهم، ثم يتأسف بعد ذلك، بأن هذه الفضائل تتضاءل بعد شهر رمضان
المبارك، وقد نوه بأنه يحزن كثيرًا عند انتهاء شهر رمضان لأنه في هذا الشهر الفضيل يعيش أجواء مختلفة تمامًا لا يكاد يجد مصطلحات كافية لوصفها، ويدعو الله تعالى أن يبلغه رمضان ،وقد نوه بأن بعض زملائه في العمل من غير المسلمين، يحرصون كل الحرص
على أداء الصيام معه، ويشعرون بالارتياح من فعل ذلك.

ويقول جيرمي من أوغندا: أواظب على صيام رمضان قبل اعتناقي الإسلام وأعتبرشهر رمضان بمثابة معسكر تدريبي حيث يتلقى المسلمون تدريبًا مكثفًا في الصبروالتحمل، والابتعاد عن المحرمات، فيمسكون عن الطعام، والشراب، والتدخينوالجماع إلى غروب الشمس كما يتجنب المسلمون كثيراً من الرذائل مثل النميمة والغيبة، وقول الزور، وشهادة الزور، وغير ذلك كثير، ثم ينعى حالة بعض المسلمين ممن يعودون إلى عاداتهم السيئة القديمة بعد رمضان كأن شيئاً لم يكن
وقال إنه بدأ الصيام تقليدا لصديق فلمس أن له أثراً بالغًا عليه مما شجعه على القراءة، والبحث حول الإسلام ثم انتهى به المطاف إلى اعتناق الإسلام عن قناعة تامة

يقول ماك فادون وهو من علماء الصحة الأمريكيين: الصوم عصا سحرية لعلاج الأمراض

إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم، وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم، فتجعله كالمريض فتثقله ويقل نشاطه فإذا صام خف وزنه، وتحللت هذه السموم من جسمه، وتذهب عنه حتى يصفو صفاءً تامًا.

ويستطيع أن يسترد وزنه ويجدد خلاياه في مدة لا تزيد عن 20 يوماً بعد الإفطار، لكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل.
وقد كان ماك فون يعالج مرضاه بالصوم وخاصة المصابين بأمراض المعدة وكان يقول: "الصوم لها مثل العصا السحرية يسارع في شفائها، وتليها أمراض الدم والعروق والروماتيزم وغيره..."


أما القسيس كاريل

الحائز على جائزة نوبل في الطب
فينبه في كتابه (الإنسان ذلك المجهول
"إلى أن كثرة وجبات الطعام ووفرتها تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء الأجناس الحيوانية وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام، ولذلك كان الناس يصومون على مر العصور، وإن الأديان كافة لا تفتأ تدعو الناس إلى وجوب الصيام والحرمان من الطعام لفترات محدودة، إذ يحدث في أول الأمر شعور بالجوع ويحدث أحياناً تهيج عصبي ثم يعقب ذلك شعور بالضعف، بيد أنه يحدث إلى جانب ذلك ظواهر خفية أهم بكثير فإن سكر الكبد يتحرك ويتحرك معه أيضًا الدهن المخزون تحت الجلد، وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة من أجل الإبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلب
[ ] ، وإن الصوم لينظف ويبدل أنسجتنا والصوم الذي يقول به كاريل يطابق تماماً الصوم الإسلامي من حيث الإمساك فهو يغير من نظام الوجبات الغذائية ويقلل كميتها".


وقد كتب روبرت بارتول وهو طبيب أمريكي من أنصار العلاج الدوائي للزهري لا شك في ان الصوم من الوسائل الفعالة للتخلص من الميكروبات، ومن بينها ميكروب الزهري، لما يتضمنه من إتلاف الخلايا ثم إعادة بنائها من جديد وتلك نظرية التجويع في علاج الزهري
أهلا بك يا رمضان وشكرا لك يا رب إنقاذنا بهذه المنحة العظيمة كى نتقرب إليك وإلى أنفسنا بما هو صالح، وكل عام وكل البشر بخير.