الثورة المجالسية من روسيا إلى ايطاليا: 1917 - 1923


أنور نجم الدين
الحوار المتمدن - العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 17:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

بحلول نهاية الحرب الرأسمالية العالمية الأولى والمجاعات التي كانت تتحول وراءها إلى كارثة إنسانية مرعبة في العالم، انطلقت الانتفاضات البروليتارية في كل مكان، وبدأت الشغيلة بزحف أممي نحو استيلاء الملكية الخاصة من خلال استيلاء المعامل والأراضي في كل مكان وإقامة المجالس فيها.
ولقد شكلت الثورة المجالسية في العالم، موجة ثورية عجلت في تطورها المخيف، بنهاية الحرب الرأسمالية العالمية الأولى. وقد انطلقت الثورة في روسيا في شباط 1917، وابتداءً من عام 1918، انتقلت الثورة المجالسية من روسيا إلى ألمانيا. وكانت هنغاريا على عتبة الثورة البروليتارية اعتبارًا من عام 1915. ولكن تأخرت هذه الانفجارات إلى عام 1918، ففي أكبر حركة اجتماعية، وأول إضراب عمالي واسع في أوروبا كافةً في 14/ 12/ 1918، وخارج سيطرة الحزب الاشتراكي – الديمقراطي الهزيل والنقابات، انطلقت شرارة الثورة البروليتارية في هنغاريا أيضًا، وامتدت خلال يومين فقط إلى النمسا وأصابت مصانع الأسلحة بالشلل. وخلفت الثورة تأثيرًا عميقًا على البلدان الأخرى مثل جيكسلوفاكيا، وبولندة، وسلوفينيا .. إلخ. وشعارها الأساسي كان التضامن مع الثورة المجالسية الروسية.
أما أسباب انطلاق الثورة المجالسية في إيطاليا، هي أنه مثل الكثير من الدول المنخرطة في الحرب الرأسمالية، عانى المجتمع الإيطالي، من الافتقار إلى السلع الاستهلاكية الأساسية، والازدياد في البطالة، والارتفاع في الأسعار، والتضخم الحاد، والعمل الشاق، وسوء التغذية، والتضحيات بالأرواح، والأمراض، والوباء القاتل، والأنفلونزا الأسبانية. الأمر الذي كان يجلب استياءً واسع النطاق في كل مكان في إيطاليا. لذلك، فابتداءً من عام 1919، بدأت طبقة العمال باحتلال المصانع في كل مكان، والسنوات 1919 – 1920، معروفة بفترة الحمراء، وفوضى الاشتراكية في تاريخ إيطاليا. فأصبحت استيلاء المعامل في هذه الفترة من قبل العمال، ظاهرة اجتماعية واسعة في إيطاليا. ومع هذا التطور المخيف للحركة البروليتارية، اضطر الرأسماليين إلى اللجوء إلى الدولة لعقاب العمال. وفي 1922، ظهرت ردة نادرة في نوعها في إيطاليا. وهذه الفترة معروفة بفترة الفاشية الإيطالية في التاريخ. ولم تكن الفاشية هذه، سوى العنف الطبقي للطبقة السائدة -للدولة-، لسحق آخر محاولة لإقامة حياة جديدة لا في إيطاليا فحسب، بل في العالم أجمع، وأصبحت من جديد حلم الثورة الاشتراكية العالمية، حقيقة من حقائق التاريخ العالمي.