مسعود البارزاني: ممثل الطبقة البرجوازية


أنور نجم الدين
الحوار المتمدن - العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 18:48
المحور: القضية الكردية     

في عام 2010 وفي الحوار المتمدن، قد كتبنا بلغة صريحة:
ان الفصل التاريخي الأول من الحركة الكردية في كردستان (1961 – 1975)، لم يعكس سوى المصالح الطبقية المباشرة للإقطاعيين والبرجوازيين في كردستان، ولم تكن هذه الحركة سوى ردة الإقطاعيين إزاء حركة الفلاحين الناهضة في قرى كردستان العراق، فنتيجة لتعسف الإقطاعيين، ومثلهم مثل الفلاحين في المناطق الوسطى والجنوبية للعراق، قام الفلاحون في مختلف المناطق الكردية في أواسط القرن الماضي بمعارضة مصالح الإقطاعيين والدفاع عن مصالحها الطبقية المستقلة. ولكن لم تنته هذه الحركات إلا بجر الفلاحين نحو أحضان الحركة الكردية المتمثلة في الإقطاعيين في كردستان. ويعود الجزء الأعظم من هذه الانتكاسات إلى دور الحزب الشيوعي العراقي في تعريف الحركة الرجعية الكردية بحركة ثورية.
وبقدر ما كان يفصل التاريخ بين مصالح الفلاحين والإقطاعيين في الريف في القرن المنصرم، بقدر ما يفصل اليوم التاريخ بين مصالح الشغيلة على العموم والطبقة الحاكمة المتمثلة بالبارزاني في المدن في كردستان العراق. فالفقر، والبطالة، والمستوى المتدني للمعيشة، وإطالة يوم العمل في الشركات الأهلية إلى أكثر من 10 ساعات، وأزمة السكن، والأجور المنخفضة، وإيجارات السكن المرتفعة، والأعمال اللصوصية للسياسيين، وإغناؤهم على حساب إفقار الطبقات الفقيرة، والمتاجرة بأموال الدولة، ثم تكثيف المحاولات لاشعال حربا دموية تحت ذريعة استقلالية كردستان، سيفصل على الدوام بين طبقة الشغيلة وما يسمى بممثل الشعب، البرلمان الكردي، مع أحزابها المسنة والمتمرسة في أساليبها الخداعة، وقمع الحركات الثورية. فما يجري اليوم في كردستان العراق ليس سوى المحاولة للاستيلاء على آبار وحقول النفطية في كركوك من قبل زمرة البارزاني.
وعكس ما يحاوله البارزاني، فانطلقت المظاهرات في المناطق المختلفة، وخاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرة البارزاني نظرا لعدم توفر الوقود والخدمات وعجز الدولة في دفع أجور الموظفين والمتاجرة بالوقود من قبل السياسيين انفسهم .. إلخ.
وهكذا، فلم ولن يمثل البارزاني سوى مصالحه الطبقية الخاصة، مصالح الطبقة التي تتربع على لقمة عيش الفقراء، وهدفه ليس سوى السلطة والمال. وهذه هي المبادئ العليا للبارزاني ولعبته السياسية القذرة مع بغداد واسرائيل وداعش وامريكا. ومَن يربح من هذه النزاعات هو أهل السلطة والمال، أما الخاسر فهو أهل العمل.