تونس ومصر: عاصفة من الاضرابات


أنور نجم الدين
الحوار المتمدن - العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 12:12
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

تونس ومصر: عاصفة من الاضرابات

أثناء تقدم طبقة الشغيلة في اضراباتها في تونس ومصر، يستولون عمال معمل نسيج تمتلكه شركة أمريكية قابضة في اسطنبول/تركيا على المعمل يوم الاربعاء 12 شباط 2014، بعد فشل مفاوضاتهم مع إدارة الشركة والنقابة لارتفاع الاجور وتحسين بيئة العمل.
وتصاحب النضالات الطبقية هذه، عودة مصر إلى ساحة النضال الطبقي في الاشهر الاولى من العام الحالي. فبعد مشاركة 14000 عامل في 111 اضرابًا في الربع الاول من عام 2012، ومشاركة 18000 عامل في 126 اضرابًا في الربع الاول فقط في عام 2013 في تونس، حسب تصريحات حكومية رسمية، انطلقت موجة صاخبة من الاضرابات تجتاح الكثير من المدن في مصر. فنتيجة لعدم السيطرة على الاختلال الاقتصادي ووباء الازمة، يجتاح فيروس الاضرابات كثيرا من المؤسسات الحكومية والمعامل الاهلية في مصر، فنظم العمال في يناير وفبراير عام 2014، 54 اضرابًا في قطاعات إنتاجية وإدارية مختلفة أشبه بالوباء تنتقل بسرعة من هذا القطاع إلى ذاك مطالبين بزيادة الاجور وتحسين ظروف العمل .. إلخ.
وتصادف هذه الاضرابات، موجات جديدة من النضالات في اليونان وايطاليا وبرتغال واسبانيا ضد سياسات التقشف للوحدة الأوروبية، وهي اجراءات الدولة الصارمة على الأغلبية العاملة في اوروبا.

وهكذا، فالإدارة الرأسمالية، بعيد كل البعد عن السيطرة على الاختلال الاقتصادي، فالحركة الطبقية، تثبت مرة تلو الاخرى، بان الانتفاضات في العالم، نابعة من حياة الطبقة التي تتحمل كل اعباء هذا المجتمع، ومازال الركود الاقتصادي هو الذي يحرك كل الحركات الموجودة في القارات الخمس المختلفة في العالم، وفي قوتها تنتج الانتفاضات، ثورة مضادة تظهر تارة بلباس ليبرالي وتارة أخرى بلباس اسلامي لمنع المجرى الطبقي للحركة التي لا تزال تحاول تنظيم نفسها في تنظيماتها الطبقية. ومادامت الازمة تتعمق، فلا بد ان يهيأ التاريخ العالم كله لاستقبال التنظيم الاجتماعي الثوري الذي سوف يهز العالم من جديد بصرخة صاخبة: لتعش الاشتراكية!