أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - كانت مصر وستظل هي هي مصر















المزيد.....

كانت مصر وستظل هي هي مصر


مصطفى منيغ

الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 02:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت مصر وستظل هي هي مصر
القصر الكبير ، مصطفى منيغ
العالم العربي أصبح عوالِم متعدِّدة المراتب والاتجاهات والصلاحيات وما أُسنِدَ أليها (ليس انطلاقا من إراداتها كدول بل فُرِضَت عليها) كمهمات ، من هذه العوالم ما شكَّله الثلاثي الأكثر ثراء والأقرب (مهما كان المجال) للنفوذ الأمريكي استسلاماً وتبعيةً وتلبيةً لمطالب مهما تجاوزت حدود المقبول كسابق ولاحق التزامات ، وفق التلبية المُطلقة لما قد يُسمى لجبر الخواطر وتليين العلل بالاتفاقيات ، المُبرمة غالباً بتبادل الأقوال داخل مكاتب رسمية مُغلقة وليس التفاوض الحريص على وضع تقارير مكتوبة بشروط التوثيق المُعتمد لمثل الصفقات . الثلاثي هذا مُكوَّن من المملكة العربية السعودية وقطر والامارات ، الجاعلة الإدارة الأمريكية منه (خلاف باقي دول الخليج العربي) محور مصالحها الإستراتيجية المشرفة على إبقاء الشرق الأوسط مرتبط أساساً بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الهادفة إلى دوام السيطرة وإبعاد أي انحياز لروسيا أو الصين مهما كانت الظروف واشتدَّت لأسباب عن أية أزمات ، نفسه الثلاثي الذي يتوجه الرئيس ترامب لزيارة دوله المذكورة منتصف هذا الشهر من أجل تلك التفاهمات ، بالقول عن خطَّة يود تطبيقها للخروج من الحرب الإسرائيلية الفلسطينية رابحاً لقطاع غزة لاستحواذ فكرة استغلاله كاختصاصي في المقاولات ، الواصلة للملايير من الدولارات ، ببيع ما يُشيَّد فوقه دون سابق شراء كالحاصد بدون زرع ما يحصل عليه يعدّ أرقاماً خيالية خارج المشروعية الرسمية من الحسابات . إسرائيل تبيد وتدمِّر وتُخرِج أهل غزة من أرضهم بالقوة والثلاثي المذكور يموٍّل نفقات الإعْمَارِ وبالتالي الرئيس ترامب ينعم بما هو مُقرَّر في ذهنه أن ينعم به من مجانية امتيازات ، تعويض إسرائيل مُمَثَّل في ضمِّ الضفة الغربية لأراضيها المنهوبة أصلاً من أصحابها الفلسطينيين أما الخاسر الأكبر ذاك الثلاثي السابح في مستنقع الدَّفع المالي والتأييدِ المُذِلِّ والانزواءِ صامتاً لمواجهة ما سيحدث من ثورات ، فالشعوب عندما تضيق تُضَيِّق بمن ضَيَّقَ عليها حتى انقطاع أنفاسه لتفوز بما تقرِّه كاختيارات .
... من تلك العوالم أيضاً عالَم يرتبط بجمهورية مصر العربية المتربِّعة بمفردها وسطه بموجب ثقلها شعباً وحضارةً وتاريخاً وما يترتَّب عن الحفاظ وتطوير ذلك حاضراً و مُستقبلاً من مسؤوليات ، عالَم موضوع داخل وضعية تجدُ مصر نفسها محصورة بعدة مشاكل تحتاج لحلِّها صبراً متفوِّقاً على الصبر المألوف المعتاد بمراحل لشح قد يطالها في بعض الإمكانات ، ذات الاستهلاك اليومي لمجموع الشعب وبخاصة في مناطق قد تشتدّ فيها الاضطرابات ، عن حِدَّةِ ما قد ينتج من جراء اشتعال أخطر عمليات ، تكون مصر مضطرة خلالها للدفاع عن نفسها وحماية أمنها القومي من شراسة هجمات ، مُصِرِّين أصحابها النيل من سيادة مصر على ترابها بمجمعه وليس "سيناء" فقط ، التي طُرحَ التفكير على احتلالها من طرف المنتمين لهيأة الانتفاع بسحق حقوق الغير ولو سخَّروا ما يجعلون به سائر البشرية ضدهم التي تتزعمهم في الخفاء تارة وعلانية أخرى الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة إسرائيل في التنفيذ ، كمدخل رئيسي لتهجير أهل غزة إليها إن أصرت مصر الوقوف عند قرارها بمنع ذلك جملة وتفصيلا ، وزيارة ترامب للثلاثي المذكور لحدٍ قريبٍ ملخَّصِ في التمهيد لمثل الأمر ، لتنأى المملكة السعودية والامارات وقطر عن أي تدخُّل خارج نطاق المساهمة المادية في العملية من بعيد ، والاكتفاء بالتفرُّج على جمهورية عبد الفتاح السيسي وهي تنهار بنظام وانتظام ، لمعاقبة ذاك الرئيس العربي الذي تجرأ بشكل صادم غير مُرْتَقَبٍ لما يريد رئيس أعظم دولة في العالم ، تغيير خرائط المنطقة لتصبح تابعة في كل صغيرة وكبيرة للبيت الأبيض وليس لسواه . بل لذاك التغيير الجذري الذي أراد به الرئيس السيسي إرجاع كلمة مصر لمقامها المُشرِّف الأول ، وما كانت مُسخَّرة أبداً لخدمة أية قوة أساسها الأخذ من كرامة شعب مصري عظيم ، يعود تاريخ حضارته لأزيد من سبعة ألاف سنة ، تعرَّض أثناءها لما لم تتعرَّض له شعوب أخرى قبلها أو الآتية بعدها متخذة بعضها مصر مرجع مقامها الحضاري عبر المعمور . اعتقد الرئيس ترامب أن مصر مهما ضاق بها الحال اقتصادياً التزمت الانحناء لأي طلب صادر عن حاكم أمريكا مقابل "حفنة" من دولارات تُضاف للدَّعم الممنوح لها منذ اتفاقية كامب ديبد ، وهو لا يعلم أن مصر مهما ضاق بها الحال قادرة على الصمود فالخروج من أي أزمة تعترض طموحها بالتمسك أولا برأس مالها عزة النفس المتبوعة بالكرامة الملحقة بإرادة تفتت بها ما كان في غابر الأزمنة أكبر من أمريكا ، كما ستفتتِّ مَن يهين مقامها ولو كان حالياً في حجم أمريكا ، لتمتُّع أرض الكنانة بحصانة عَزَّ نظيرها ، قوامها حب المصريين لها الواصل حد العبادة ، إذ في اللحظة الحاسمة تحركت قيادتها لتبرهن بما أجرته من مناورات عسكرية مشتركة مع كل من الصين وتركيا ، أنها وسَّعت مصادر تسلُّحِها استعداداً لصدِّ أي عدوان على سيناء أو غيرها من أجزاء مصر الغالية ، مع الإشارة أن أدق المعلومات تتقاطر على طاولة المحللين المصريين الساهرين على تقييم التحركات الأمريكية لحظة بلحظة خاصة في الشرق الأوسط ، وما أرادت بتسريبه الموساد بتنسيق مع المخابرات الأمريكية ، أن ترامب غاضب من تصرفات نتنياهوا ، وعلى ضوء ذلك لن يُدخِل إسرائيل ضمن برنامج زيارته للدول العربية الثلاث المذكورة آنفا ، إنما الغرض منها تغليط ومعاكسة اتجاه مسار الحقيقة ، بكون تلك المحاطة بالسرية المطلقة ، فقدت أغطيتها لتبدو عارية تماماً أمام مصر التي تعي جيداً أن مجهودات الزيارة إياها منكبَّة في جزء لا بأس به على خطة من المتوقّع أن تظهر بها أمريكا أنها متمكنة من إخضاع مصر وفي أقرب الآجال ، لكن بعد الزيارة سيتيقَّن الرئيس ترامب أن لمصر في قلوب الشعوب العربية مكانة من الود والتوفير ، ما يجعل تلك الشعوب منتظرة التوقيت الحاسم لجعل ذاك الانحياز التلقائي لمصر ، درساً يمنح الدليل أن مصر هي مصر وستظل كذلك إلى قيام الساعة ، وإذا كانت الامارات العربية المتحدة قد بسطت نفوذها المالي لتعكير جو الإخاء الجماهيري السائد بين مصر والجزائر ، إرضاء لجانبٍ من جوانب ذاك المخطط ، فالجزائر أكبر من الوقوع في المؤامرات التي تحيكها مثل الدويلة في حق دولة الملايين من الشهداء الجزائريين الأبرار ، عِلماً أن مصر من الذكاء ما تجعل الامارات مصدر اطِّلاعها ولو على اليسير مما يدور وتركيبه في مصنع استعدادها الفكري لما قد يحدث لا أقل ولا أكثر ، وحتماً سيقتنع الرئيس ترامب بعد تلك الزيارة أن الشرق الأوسط بغير مصر المستقلَّة بقراراتها مجرَّد شرق بلا موقع ، مما يحدّ بشكل أو آخر نفوذ أمريكا ، وإنه لَوَضْعُ إن تمَّ يُفرح زحف الثنائي صوب المنطقة روسيا والصين ، وفي ذلك البداية العملية لانتهاء مكانة الولايات المتحدة الأمريكية ، مهما كانت التعاريف المرافقة لتوضيح مثل النتيجة عبر العالم.
الجمعة 6 ماي سنة 2025
مصطفى منيغ
الجمعة 6 ماي سنة 2025
https://azlapress.blogspot.com
[email protected]



#مصطفى_منيغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة في العراق فكرة لا تطاق /1من2
- العراق ولا شيء آخر على الإطلاق
- جدار العار مصيره الانهيار
- الأردن وزواج بغير مأذون
- في الظلام لا تمييز للمقام
- القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (2من 3)
- القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (1من 3)
- خطاب العرب فيه وعنه غياب
- في لوس أنجليس العجز جالس
- أجل العرب مع قضاياهم أغراب ؟؟؟
- اختيار سمحت به الأقدار
- اليمن بمن حضر فذاك الوطن
- اليمن مهما اتفق الطرفان
- اليمن بين الرياض وطهران
- تركيا تاركة الدنيا لدنيا
- مع سوريا باستثناء مصر كل الدنيا
- سوريا مقدمة لتنفيذ وصايا
- في العراق الحاضر لا يُصَدَّق
- إعادة النظر من حيث المظهر
- أوراق من جزيرة الورَّاق


المزيد.....




- -قوي ومنسق جيدا-.. رئيس وزراء باكستان يعلق على رد بلاده على ...
- جاريد كوشنر مستشارًا لإدارة ترامب في جولته إلى الشرق الأوسط ...
- ترامب سيعترف بالدولة الفلسطينية أثناء زيارته للشرق الأوسط (إ ...
- ثلاث حقائق عن لعبة GTA 6
- محادثات صينية-أميركية في جنيف لمحاولة احتواء الحرب التجارية ...
- الخارجية الهندية: وقف إطلاق النار مع باكستان بدأ الساعة الخا ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- السعودية تستعد لفتح خط جوي مباشر مع ليبيا بعد مباحثات أمنية ...
- بوتين يشيد بالعلاقات الروسية الفيتنامية ومحطاتها (فيديو)
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل التزامها بهدنة عيد النصر وترد ع ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - كانت مصر وستظل هي هي مصر