حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 22:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الصراع المشتعل بين باكستان والهند قد يؤدى إلى نسف الطريق البرى لمبادرة الحزام والطريق الصينية وهو مايهدد بنسفها تماماً كما أنه يهدد بنسف منظمة شنغهاى للتعاون ، وهذا الصراع إذا ماتسارعت وتيرته واتسعت مساحته وتعمقت تداعياته فإنه سيشكل ضربة قوية لكافة مشاريع النهوض الآوراسى الكفيل بنقل مركز الثقل فى العالم من الغرب إلى الشرق
وعلى ضوء هذا نستطيع أن نرى جيداً أى الدوافع تقف وراء اندلاع هذا الصراع ، وكذا طبيعة المرحلة التى تتسم بالفوضى العارمة نتيجة استماتة قوى الرأسمالى أمريكا وحلفائها فى الاحتفاظ بهيمنتها ومركزيتها التاريخية فى قرن يتسم بتراجع هذه الهيمنة فى ظل استحكام أزمة المركز الرأسمالى التى بلغت ذروتها فى ٢٠٠٨ فبدأت تداعياتها تظهر منذ حلول العقد الثانى هذا القرن ليهتز النظام العالمى الذى بدأ تشييده فى أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية ، فاشتعلت الصراعات الجيوسياسية على إعادة اقتسام العالم
هناك من سيسأل
وماذا عن المنطقة الإقليمية التى نعيش فيها ، وماذا عنا نحن
أعتقد أن الأمور لاتحتاج إلى توضيح أثر مايعيشه العالم الآن علينا .. فالمسألة تتلخص فى أننا ضمن منطقة إقليمية لاتتموضع فى خانة الفعل بل نتموضع فى خانة المفعول به حتى الآن نتيجة لعوامل كثيرة لايغفل عنها الكثيرون ، ومن سيتابع الأحداث الجارية فى محيطنا الإقليمى بدءاً من أزمة سد النهضة التى تواكبت مع ظهور قوى الاتفاقات الإبراهيمية فى المنطقة مروراً بحرب الإبادة التى تمارسها الدولة الصهيونية بدعم كثيف ومباشر من دول المركز الرأسمالى واستيلائها على أراض سورية ولبنانية ثم تفجر الأوضاع الداخلية فى البلدين على نحو تآكل فيه الإستقلال الوطنى للبلدين وكذا تفجر الحرب الأهلية السودانية التى تهدد بتفكيك أراضيه إلى دويلات ومناطق نفوذ اجنبى ..
نحن فى النقطة التى تقع فى القلب من هذه الفوضى العالمية المشتعلة بفعل فاعلين دوليين يتصارعون على نهب مقدرات الشعوب التى اعاقتها أنظمتها التابعة هيكليا لتلك المراكز الرأسمالية بفعل ترابط مصالح الطبقات المهيمنة عليها ، فتأخرت دولها كثيراً فى بناء قواها الذاتية وتنميتها فظلت فى وضعية المفعول به
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟