أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - رواية -الفتاة التي لا تحب اسمها-لإليف شافاك أو ساردونيا أنجع وصفة حين تتراجع القراءة ويقل الخيال.














المزيد.....

رواية -الفتاة التي لا تحب اسمها-لإليف شافاك أو ساردونيا أنجع وصفة حين تتراجع القراءة ويقل الخيال.


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 02:39
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ساردونيا جعلها مجرد فتاة في الثانية عشرة من عمرها، تتمتع بذكاء حاد ومخيلة خصبة، بل شابة لها مشكلة غريبة وعجيبة يصعب حلها ،تتمثل في كونها ى تحب اسمها . لأنه ممل ثقيل ومقلق .حتى أنه جعلها تعاني الأمرين بسبب غرابته في محيط الأساسي أولا ، ثم حجم السخرية الصادر من زملائها المقربين ثانيا ، ما يجعلها تنطوي على نفسها. هذه هي أصل الحكاية في رواية من تأليف الكاتبة والناشطة التركية أليف شافاك صدرت عن دار الآداب و ترجمة نورا ياماتش
ساردونيا - الفتاة التي لا تحب اسمها ، الذي بسببه يسخر منها تلاميذ صفها ، فتصبح الكتب و الحكايات أصدقاءها الأوفياء . ذات يوم تعثر ساردونيا على مجسم للكرة الأرضية و لكنه ليس كأي مجسم . إنه عبارة عن كرة سحرية إذا لُمس وسطها أي خط الاستواء تفتح و يصدر منها صوت موسيقي و تحتوي على ثمان قارات بدلا من سبعة. القارة الثامنة أرض الخيال " هي التي تصدر الحكايات و القصص و الأساطير التي تصل إلينا" فكلما قرأ طفل كتابا بحب تتفتح زهرة ، و يغرد عصفور في القارة الثامنة من هذا العالم أو تسيل مياه الشلال فيها ، تصاب هذه القارة بالجفاف بسبب ترتجع القراءة وقلة الخيال فتتبنى ساردونيا وصديقاها إنقاذ الخيال والقارة الثامنة ."
والراوية شافاك لها ريبيرتوار معتبر صادر عن نفس الدار منها : «قواعد العشق الأربعون»، «شرف»، «لقيطة إسطنبول»، «الصوفي المتيم والمعلم»، «قصر الحلوى»، «حليب أسود»، «بنات حواء الثلاث»، «عشر دقائق و 38 ثانية في هذا العالم الغريب»، و «جزيرة الأشجار المفقودة».
بطلتنا ساردونيا الذكية بمعاناتها القاسية ومقتها الشديد لاسمها أصبحت بسببه غرابته محل سخرية سوداء من زميلاتها وزملائها . لكنها بعبقريتها الفذة وذكائها الألمعي ستتمكن من وضع حد ووفاء.بالقراءة والانفتاح على عالم الكتب . حتى أصبح الكتاب أوفى صديق وأحلى جليس وأكثر الأشياء صفاء ووفاء . وهاهي ساردونيا تحتمي في الكتُب فيها أبطال لا يهتمون بالأسماء بل بالأفعال. لقد باتت الكتب بالنسبة إليهم تُمثل مساحة آمنة وحرة، ومحرّكا لمغامرتها القادمة..
ذات يوم، عثرت ساردونيا في المكتبة على مجسم للكرة الأرضية. فتعرف من خلاله على صديقين غريبي الأطوار من القارة الثامنة. والقارة الثامنة هذه تستورد الخيال، وتصدر الحكايات لكنها تصاب بالجفاف بسبب تراجع القراءة وقلة الخيال. فتتبنى ساردونيا وصديقاها إنقاذ الخيال والقارة الثامنة.
في هذه المكتبة القديمة المهجورة في مدينتها والموصدة منذ زمن سحيق تكتشف ساردونيا بمجرد دخولها مجسما غريبا للكرة الأرضية، تختلف فيه القارات السبع المعتادة، لكنها ستكتشف “القارة الثامنة” التي لا تظهر إلا لمن يمتلك خيالا حيا. هنا روح الإبداع وجوهره عند الكاتبة اليف شافاك لأن هذا الاسم " ساردونيا " الغريب العجيب المقيت الكريه يمكن أن يستخدم رمزيا ليطرح سؤال الهوية: هل الاسم يُعرّفنا؟ أم تُعرّفنا اختياراتنا وخيالنا؟
لنتأمل لحظة هذا الأرخبيل الرمزي المسمى القارة الثامنة . إنه ليس بتضاريس ولا وجود لها في الجغرافيا الأرضية ، بل هي قارة خيالية تعيش وتتنفس من خلال القراءة والقصص. تُمثل رمزيا المخيلة الجماعية الإنسانية.
إنه بمثابة استعارة لعالم الإبداع، حيث تلتقي ساردونيا في قارتها الغامضة بصديقين: الأول يدعى كاج: مخلوق ذو ريش ملون، يمثل الحكايات الشعبية. والثاني ميرتا وهي فتاة ذات عيون تتغير ألوانها حسب القصة التي تفكر فيها، وتمثل الخيال العلمي والمستقبل.
لكن القارة الثامنة ستُصاب بالجفاف. لأن البشر توقفوا عن الحلم، الأطفال لم يعودوا يقرؤون، والكبار لم يعودوا يروون القصص. الأنهار توقفت لأن القصص لم تعد تُروى، والجبال فقدت صلابتها. وهنا لابد من مهمة الخيال.و عبر محطاته تبدأ ساردونيا وصديقاها رحلة عبور في سبع محطات كل واحدة تمثل نوعاً أدبيا محطة القصص الخرافية محطة الحكايات الشعبية محطة الأساطير محطة الشعر محطة أدب الرحلات محطة الفانتازيا محطة قصص الذات. في كل محطة، يجب على ساردونيا أن تحل لغزاً، تعيد تأليف قصة، أو تواجه نسخة مشوشة من نفسها لكن سرعان ما يُهدد القارة الثامنة كائنات تُدعى “جامعي النسيان”، كائنات بلا ملامح، تتغذى على الصفحات الفارغة وتحوّل الكتب إلى رماد. يرمزون إلى التشتت إبراز دور العالم الرقمي، والاستهلاك السطحي للمحتوى. لكن ساردونيا بذكائها وإصرارها على المضي قدما في عالم الكتب ستنجح في إعادة تدفق “نهر الخيال” بعد أن تكتب قصتها الشخصية عن اسمها، وحدتها، واكتشافها لذاتها. تعود إلى عالمها، لكن هذه المرة حاملة كتابها الخاص بعنوان: “ساردونيا الفتاة التي أنقذت الخيال” حيث تقبل اسمها، وتفهم أنه ليس غريبا، بل فريدا تماماً مثلها."
والرواية تنبني في جوهرها على توجيه رسائل تربوية عميقة للقارئ اليافع فتبرز قيمة الهوية والاختلاف وتذكي أهمية القراءة والقصص في بناء الذات . وتضع سطرا أحمر تحت فعل التنمر والإقصاء مع الاحتفاء بالخيال كأداة للبقاء والتغيير. والأهم من ذلك كله إبرازبمثابة بوابة في مقاومة النسيان. فيما المكتبة المهجورة بمثابة بوابة لعبور الأفكار و الشخصيات نحو عالم يتدفق فيه الخيال وتنتعش الذاكرة وتنتفض ضد النسيان.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -أزهار عباد الشمس العمياء - للكاتب الإسباني ألبيرتو من ...
- - تازة بعين صحفية -للإعلامي المغربي عبد الإله بسكمار عمق تار ...
- رواية الخبز الأسود للدكتور عمر الصديقي أو دعوة مفتوحة لكتاب ...
- مهرجان أكورا للسينما والفلسفة بفاس - المغرب أو حوار الدهشتين
- رواية - حلم العم- للشاهق الشامخ دوتويفسكي أو قصة الأمير وما ...
- أثر التقنيات الرقمية على مستقبل صناعة المحتوى الإعلامي بالمغ ...
- -معاً من أجل فاس: تأريخا للماضي، وتقويماً للحاضر، واستشرافاً ...
- البروفيسور أحمد شراك : ثورة رقمية بأربع مقاربات
- قراءة في كتاب -السينما والفكر النقدي - لخليل الدامون - سينما ...
- الغرافيتيا من المادي إلى الرقمي –أسئلة سوسيولوجية حول الكتاب ...
- الفيلم المغربي - تباين- DISPARITY- يفوز بالجائزة الكبرى للنس ...
- مركز الجزيرة للدراسات وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس مؤتم ...
- التربية الإعلامية والرقمية، ومستقبل التعليم محور ندوة وطنية ...
- إطلالة على منظومة الأجور في مجال السينما والتلفزيون في المغر ...
- التصوير من الجو عربيا لم ينضج بعد
- خبراء مغاربة وأجانب بالجديدة يتدارسون افضل السبل لإدماج الذك ...
- لا يعذر أحدهم بجهله القانون
- نجم الأكشن جيسون ستايثم Jason Statham من غطاس إلى مقاتل متوح ...
- تفاصيل أمسية شعرية احتفاء بصدور ديوان -نبش ذكريات محرمة- فكر ...
- التحول الرقمي المفهوم والتحديات


المزيد.....




- -رسالة جريئة-.. وزير الدفاع الهندي يعلق على هجوم بلاده ضد با ...
- غضب أم مفجوعة: فيلة تهاجم شاحنة قتلت صغيرها في حادث مروع بما ...
- جولة رابعة -أكثر جدية- من المحادثات النووية الإيرانية في عُم ...
- بغداد.. استعدادات لاحتضان القمة العربية
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا بالإخلاء لـ3 موانئ في اليمن
- الجزائر.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- دميترييف: ترامب محق بأنه يتوجب على أوكرانيا أن توافق على الم ...
- زاخاروفا: بيان بوتين بشأن محادثات إسطنبول يحمل جميع شروط بدء ...
- خبير بولندي: اقتراح بوتين مفاوضات إسطنبول هو الفرصة الأخيرة ...
- مصرف سوريا المركزي يعلن السماح بسحب غير محدود من الحسابات وا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - رواية -الفتاة التي لا تحب اسمها-لإليف شافاك أو ساردونيا أنجع وصفة حين تتراجع القراءة ويقل الخيال.