التحول الرقمي المفهوم والتحديات

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 8150 - 2024 / 11 / 3 - 00:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

لطالما شكل موضوع التحول الرقمي والإعلام وحماية المعطيات محور اشتغال ومدارسة في العديد من الندوات واللقاءات والأيام التواصلية الموضوعاتية على مدار العام سواء بالمعاهد الخاصة الخاصة أو أروقة الكليات بالجامعة المغربية أوفي المحافل والمنتديات و الفضاءات المحسوبة على النسيج المدني عبر ربوع المملكة. فضلا عن حزمة مشاريع وبرامج خططت لها الحكومة للتعاطي تذكيرا أو مساهمة في أبحاث ودراسات وتماهيات خارج الوطن . بيد أن كل ذلك مجرد تقليعة عولمية سطحية ليس إلا . لنتجرع طعم المرارة ونقول جعجعة بلا طحين . فلا المجال الرقمي بمعناه العلمي التنويري ترسخ في أذهان الناس على نحو صحيح وعقلاني لأهدافه ومراميه. ولا الخطابات الإيهامية والوصلات ذات الصبغة الإبهارية توقفت . ليظل التحول الرقمي حالة استيهام وفهم سطحي في أحسن الأحوال . مثل اي موضة أو تطبيق للتسلية والترفيه على تقليعات التواصل الاجتماعي . وبالمختصر المفيد ، لقد ألف الناس الحديث عن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي كرونولوجيا من غير سبر الأغوار في كيف ولماذا . عبر نشر هذه الأنشطة ذات الصلة مع تهويلها والنفخ في مضامينها على المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي حد التخمة .
وبتنا نرى ونقرأ الأخبار والمواعيد عبر الملصقات المزركشة والبروفايلات المضيئة و العناوين البراقة والأسماء النوابغ في العالم الرقمي لدرجة العبقرية . بينما الحقيقة على الأرض ، لا تعكس تماما واقع وانتظارات المغاربة وطموحاتهم في المجال الرقمي على الإطلاق . الوثيقة رفقته (لا أحد) من إحدى أعرق الجامعات بالمغرب تلخص الوضع برمته ،وتسلط الضوء على حقيقة التحول الرقمي في أذهان جيل الألفية الثالثة . جيل الجامعة المغربية الذي يمثل شعلة البحث و طليعة التنوير في قافلة التطوير والتحديث المأمولة . ونحن على مشارف 2030 والأشغال جارية على قدم وساق من أجل تنظيم كأس العالم . بيد أن طلبة جامعاتنا يتفادون المجال الرقمي، ولا يدخل كأولوية ضمن اختياراتهم وميولهم البحثية .وربما لا يدركون قيمة التحول الرقمي والإعلام .ولا ينظرون إليه كرقم أساسي في المواكبة والإقلاع الحضاري إلا من خلال التصريحات المخدومة التي يدلون بها لوسائل الإعلام ولقنوات القطب الإعلامي الرسمي المتجمد

حتما التحول الرقمي أولوية. لكن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على إدخال الجمال الشكلي على الصور واستيتيقا الملامح والفلترات كما يفهمه البعض . إنه باقة أنظمة ذاتية التعلم ،بالغة التعقيد على جانب كبير من الدقة والتكوين العلمي الدقيق في التحكم بهدف استخلاص المعاني من البيانات المستخرجة خوارزميا في أفق تطويعها وجعلها أسلوبا وطريقة لحلحلة المشاكل وتذويب الحواجز كما لو كان الإنسان العاقل هو الفاعل وليس الآلة أو النظام . مشكلتنا نحن العرب أخلاقية بالدرجة الأولى .إذ بمجرد ظهور اكتشاف علمي ما، لابد من ركوب موجة الشك الذي يتسم بالجهل . يبدأ بالنظر إلى الجانب المظلم في الاكتشاف حتى دون الغوص في مكوناته وتفاصيله او الاقتصار على الحذر والنظر من بعيد . بينما العالم يجني ثمار الغلة الأولى . فيتحدث فقهاؤنا ومحللوا الفضائيات ومن أطاحت بهم رياح القنوات بلحاهم إلى البحث عن أضرار الذكاء الاصطناعي كما لو أنهم يمارسونه منذ قرون في مفاعل ومختبرات تحت أرضية . والحال أنهم لا يعرفون منه سوى عنوانه ومكتشفه. وهم بذلك يتفادون ضجيج السؤال. ويشوشون على أبرز مميزات التحول الرقمي التي تتجلى في تسهيل وتسريع حاجيات وانتظارات الأنسان ظلت إلى زمن بعيد تستهلك جهدا ووقتا شاقا ومتعبا للغاية في حياتنا العامة. بدء من السير والجولان مرورا بكل ملكوت السمع والبصر وصولا إلى قضاء متطلبات الحياة برمتها . صحيح أن هناك آثارا سلبية قد تنتج مع سوء الاستعمال للرقميات الذكية ، قد تصل حد الإدمان،لكن الأمر لن يساوي الكارثة بالتأكيد .

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل