أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - كيف تُحل عقدة العراق ؟















المزيد.....

كيف تُحل عقدة العراق ؟


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البداية نتفق نحن كعراقيين بكل مكوناتنا أن الحال الذي أصاب بلادنا لا يسر احد , وان كل مظاهر العنف والإضطراب التي يعيشها العراقيون يوميا لها غايات وأهداف يقف وراءها بل ويتستر بها وبحجة توفير الديمقراطية والأمن والسلام بعض من الدول المنافقة المعتمدة على قوى داخلية ليس لها هم وطني وقومي متسترة بلباس الوطنية والإيمانية لتخفي نواياها واطماعها معتقدة بان شكلها الجذاب وكلامها الشعري المنمق سيتيح لها فرصة النجاح والسيطرة على الشعب العراقي الذي ابتلى بقيادات هزيلة طائفية وعنصرية متخلفة لا يهمها سوى مصالحها ومصالح اسيادها , فاستغلت طيبت العراقيين البسطاء وتم تضليلهم بشعارات كاذبة وفارغة زُجت بين ابناءه لإفراغ عقلية العراقيين من كل شعور وطني وقومي فنتج عن ذلك بروز صراعات طائفية وعرقية ليس لها نهاية لإبقاء شعب العراق على حاله متخلفا جاهلا بعيدا عن التطور واللحاق بالشعوب التي تسعى لإرساء اسس صحيحة لبناء علاقات انسانية بين شعوب الأرض بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية والفكرية .

لكنه تأكد بالجزم المطلق بان ما يحدث لبلدنا هو في عقلية غالبية من في السلطة من الذين استأثروا بها ووظفوها لأقرباءهم وعلى شاكلتهم المذهبية والعنصرية والمصلحية القومية , فأهملوا الشعب بل وكل ما من شأنه بناء الوطن والحفاظ على أمنه , فاتجهوا بكل قوتهم وبدعم اجنبي لنهب ثروات البلاد مستغلين الفراغ السياسي الذي احدثه التغيير الغير مدروس الذي دبرته الفئة الحاكمة في اميركا فعم الفساد والجريمة بأبشع صورها الى حد تفشي الفتن والعنف الطائفي الذي بات يشكل ظاهرة عاصفة شملت كل معالم الحياة الطبيعية الآمنة والتي كانت سائدة قبل الحرب .
فبعد سقوط النظام الدكتاتوري وتحت غطاء الديمقراطية قفزت النخبة السلطوية بميليشياتها المبنية على اساس ايديولوجي طائفي وعنصري وعبر انتخابات غير نزيهة شابها التزوير والتهديد باعترافها العديد الى جانب اعتراف عدد آخر من اللجان الدولية حيث ظهرت هذه السلطة ومنذ اليوم الأول بانها { سلطة غير ديمقراطية } فانتعشت في زمنها الفتن المذهبية وانتشر الفساد والرعب والقتل والتهديد والتشريد فتعرض الشعب الى التمزيق والى إحلال ثقافة وطقوس غريبة على الوسط العراقي أحدثت خللا فضيعا في التوازن الإجتماعي , فقتل من قُتل وهجّر من هجّر وبات الشعب حزينا مشردا منشغلا بامور معيشته ودفن قتلاه , ومن الطبيعي ان تكون مثل هذه الحالة ارضا خصبة تمهد للسلطة الحاكمة ورجالها المكوث أطول فترة على سدة الحكم غير مكترثة بما يحدث من قتل المئات وتشريد الألاف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال , فالفوضى عادة هي فرصة المتصيدين والمجرمين الخارجين عن القانون .

اما بخصوص تقرير { بيكر ,هاملتون } لإعادة النظر بالوضع العراقي اريد ان اؤكد كما أكده غيري وتؤكده الوقائع والأحداث .. ان القضية العراقية المعقدة تولدت من جراء الخطأ الكبير الذي وقعت فيه قوات التحالف بقيادة اميركا حيث اعتمدت على معلومات غير دقيقة شنت عبرها حربا حرقت الأخضر باليابس كما يقولون وانها لم تصل الى فهم عميق للعقلية العراقية التي ترفض التقسيم الطائفي والقومي العنصري والتواقة للعيش الآمن تحت سلطة القانون , كما ان اميركا وقعت في خطأ اكبر حين اختارت رجال عراقيين وغير عراقيين لتعيينهم لحكم العراق , حيث تبين انهم لا يملكون الكفاءة والنزاهة لقيادة شعب كشعب العراق الذي يتميز بتعدد الديانات والقوميات والمذاهب .

كما ان الغالبية من المتابعين للشأن العراقي يتوقع بان الوضع العراقي لن يتغير ما دامت هناك سلطة غير كفوءة تضع في منهاجها اقصاء الآخر والإنفراد الطائفي من خلال توجيه وتغيير معالم الشعب باتجاه ترسيخ ثقافة الطائفية وتقسيم العراق , ومن الجدير بالذكر ايضا ان هناك ازدواجية في طريقة أداء وتفكير السلطة الحاكمة في العراق حيث نرى التصريحات والبيانات الصادرة من قادتها لا تتطابق مع ما يحدث على الأرض وان قول البعض من قادة العراق بان العراقيين يعيشون احلى ايامهم وان الحكومة سائرة في تطبيق الديمقراطية واحترام العقائد والأفكار وان العنف في العراق مصدره واحد يتمثل في تنظيم القاعدة وازلام صدام ... فان ذلك افتراء وضحك على الذقون . والا كيف نفسر ما يرد على لسان عامة الشعب وعلى جميع الفضائيات من حالة البؤس والشقاء ومن قلة الغذاء والماء والكهرباء ومن انتشار الميليشيات المتعددة المناشئ على كل مساحة العراق حيث الإنتهاكات وقتل وتشريد الأبرياء وحالة الهلع الذي اصاب عموم المواطنين , حيث ما ان يغادروا مقابرهم ودفن قتلاهم حتى يعودوا بعد ساعات لمنازلهم لدفن المزيد ... في حين يطل علينا وفي نفس الوقت المسؤولين من الشمال والجنوب وعلى شاشات الفضائيات ذاتها ليبشروا العالم بما ينعم به شعبهم من ديمقراطية ورخاء وأمان , اليس هذا ضحك على الذقون واستهتار بمقدرات الشعب وخيانة الأمانة التي اوكلت اليهم مدعين ان الشعب هو الذي انتخبهم وهو المؤيد لمنهجهم ؟

فالسنة تقتل الشيعة والشيعة تقتل السنة والإثنين يهدد ويهجّر كل منهما الآخر...حتى انتقلت العدوى مجتمعة الى قتل وتشريد القلة المتبقية من شعبنا المسيحي الآمن والبعيد كل البعد عن الصراعات الطائفية والمذهبية في العراق والذي كان ذات يوم ينعم بالأمان مع اخوانه العراقيين المسلمين سنة وشيعة عربا واكرادا وتركمان وصابئة دون تفريق . اليس من حق الشعب العراقي ان لا يحترم مثل هكذا حكومات فاشلة !

ولا يخفى على السيد بيكر ومن يريد مساعدة العراق .... أن الشعب العراقي الذي عاش منذ الاف السنين متآخيا متحابا فيما بين معتنقي الأديان والمذاهب والقوميات المتنوعة حيث رفض ومنذ اليوم الأول قيام حكومة بمحاصصات طائفية وعرقية , لكن صوت رفضه لم يسمع فتبين للعيان تمسك السلطة بمنهج طائفي انفجر بشكل متسارع فخلق جوا من الإضطراب بين عموم الشعب الذي ادى الى تقسيم الشعب الى فئات طائفية و قومية فأدى الى احداث خلل اجتماعي وسياسي وحضاري خطير مزق وحدته الإجتماعية التي بناها عبر الاف السنين .
ولذلك فان قوات التحالف بقيادة اميركا تتحمل الجزء الأكبر مما حدث للعراق من تدمير وخراب ..باعتبار انها قوة عظمى مسؤولة عن حماية وسلامة شعوب الأرض كما تدعي , وبهذا التوصيف فانها اذن تستطيع استبدال السلطة واحلال الأمن في العراق ان ارادت !!!!
وباحترام شديد كما هي عادة العراقيين الشرفاء ندعوا من خول لنفسه مهاجمة العراق ونهبه , الإعتراف بعدم دقته في اختيار الوقت والمنهج والقادة المناسبين لمهاجمة العراق لإرساء الديمقراطية بدأ من العراق ليشمل أنظمة دول المنطقة باسرها لجعله منطلقا لقيام الشرق الأوسط الجديد الخالي من الدكتاتورية والتطرف الديني ! واكثر من ذلك عليهم محاسبة ومعاقبة كامل اعضاء السلطة التي نصبوها لحكم العراق وذلك استنادا لكذبهم وعدم صدقهم وفشلهم في إحلال الديمقراطية والأمن في العراق وعما احدثوه من فتنة طائفية ودمار وخراب وإعادة ما سرقوه من اموال العراق كما أكدتها هيئة النزاهة الوطنية في العراق .

ان الحل السليم لإنقاذ العراق وشعبه وثرواته من التقسيم والنهب الذي نتج من جراء الحرب الغير شرعية والغير ناجحة لا يتم عبر مشاريع مصالحة مشبوهة ولا عن طريق مداعبة مشاعر البسطاء بطريقة يسمونها بالتحابب الثعلبي , انما يتم { حصرياً } بقيام من خول نفسه مهاجمة العراق بابعاد كل العناصر التي ثبت عدم آهليتها والتي تم تعيينها لحكم العراق .
كما عليهم ان يعترفوا بان غالبية هذه العناصر التي تم تعيينها والإِعتماد عليها لتأسيس الديمقراطية جاءت بثقافات متخلفة وممارسات ثأرية ومذهبية وعنصرية تسعى لتقسيم العراق والإبقاء عليه متخلفا تائها في الغيبيات التي تغذيها قوى الشر الطائفي والمذهبي من خارج وداخل الحدود !

ومن اجل إعادة العراق الى الحضيرة الدولية المتحضرة والمستقرة ومن اجل انقاذ الشعب العراقي , على السلطة الجديدة المقترحة وبعد كنس كل الرموز الحاكمة الحالية واحلال بدلها رجال عراقيون شرفاء يضعون نصب اعينهم مصلحة العراق والعراقيين اولا واخيرا ... والانحياز الكامل لحماية العراق والعراقيين والشروع فورا في نشر المفاهيم التي تسهم في اعادة الثقة بين جميع مكونات الشعب , ورفض كل مظاهر التمايز الطائفي او الديني او السياسي لتظهر امام العالم صدقها واحترامها لحقوق الإنسان في المعتقد الديني والسياسي , والا فانها ستلاقي نفس المصير الذي حل بسابقتها .


ختاما ندعوا من خول لنفسه مهاجمة العراق خارج الشرعية الدولية بالشروع فورا بالتعاون مع العراقيين الشرفاء وهم كثرُ لإختيار نساء ورجال من ذوات الكفاءة العالية والإختصاص والوطنية والسمعة الحسنة والوجه المشرق النظيف والمحترمين والمعروفين من قبل شعب العراق لإستلام حكم العراق كمرحلة اولية مؤقتة تمهيدا لإنتخابات نزيهة وقانونية وباشراف ورعاية دولية وعربية .



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسائل الإعلام العراقي التي ترفض الطائفية .... في خطر
- خطاب حكومة المالكي بحاجة الى تغيير
- هكذا تطورت اوروبا
- حُكم العراق بحاجة الى رجال بعقول جديدة متحضرة
- السابع من آب يوم الشهيد الأشوري .. ما زال حزينا
- في واشنطن .. تكلم المالكي وبقى العراق ساكتاً
- المشاريع الأمريكية والأشوريون
- الخيانة والغدر.. ليس مرضاً مستعصياً
- معممين وغير معممين ، اشكال بعضهم ترعب اطفالنا
- حكّموا ضمائركم .. فانهم لا يستحقون المديح
- الإنتماء الديني أساسه حب الوطن
- أنا لا اعتقد ان العراق في مهب الريح ؟
- سلامة العراق بين حكم الأغبياء وحكم العقلاء
- رياض حمامة ..... أنت الفاضل والأحسن
- إذا كنت لا تستحي إفعل ما شئت
- ثلاثة شياطين.. يرفضهم الوطنيون العراقيون
- القيادة .. هيبة وشخصية وثقافة ورحمة
- انذار .. سنقتلْ من يقيم الصلاة على روحه ......؟
- روح أطوار بهجت... بيننا
- هموم الكتابة وغرف البالتولك .. بين الغضب والمحبة .


المزيد.....




- المتحدث باسم نتنياهو يكشف عن الإجراءات ضد قناة الجزيرة بعد ق ...
- نتنياهو: الاستسلام لمطالب -حماس- سيمثل هزيمة مروعة لإسرائيل ...
- فيديو: مصرع رجل في حادث غريب عند بوابة البيت الأبيض فما القص ...
- إيران تعلن موعد بدء صب الخرسانة في -جزيرة نووية- جديدة
- الإعلام الإسرائيلي يكرر مزاعمه: رمسيس الثاني هو فرعون الخروج ...
- وكالة: التشيك تستدعي رسميا سفيرها من روسيا
- الوزيرة ميري ريغيف تؤكد أن إسرائيل شنت ضربة انتقامية على إير ...
- مصر.. فتاة ترمي نفسها من سيارة بعد محاولة اختطافها والتحرش ب ...
- توغو: الرئيس غناسينغبي يضمن بقاءه في الحكم إثر فوز حزبه بالا ...
- إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - كيف تُحل عقدة العراق ؟