أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - يحدثُ هذا في أرْذَلِ العُمْر .. في هذا الجزءِ من العالم














المزيد.....

يحدثُ هذا في أرْذَلِ العُمْر .. في هذا الجزءِ من العالم


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 28 - 12:03
المحور: كتابات ساخرة
    


يحدثُ هذا في أرْذَلِ العُمْر .. في هذا الجزءِ من العالم

(ملاحظة تمهيديّة هامّة : لم يُكتَبْ هذا النصّ لـ "الشيّابِ" و الـ "الشايبات" ، المُتفائلينَ والمُكابرين ، الذينَ يَدّعونَ "زوراً وبُهتاناً" أنّ الشبابَ هو شبابُ الروح ، وأنّ التطلّعات المُريبة لـ "القلب الأخضرِ" ، لا تقفُ عند عُمْرٍ معين . قد يكونُ هذا صحيحاً في أماكنَ أخرى من هذا الكون ، ولكنّهُ هُنا، خطأٌ شنيع . لذا أنصَحُ هؤلاءِ "الفِتيةِ" الذين يؤمنون بقدراتهم الشبابية "الخارقة" ، بمنع أرواحهم"الخضراء" من الاطّلاعِ عليه).

(النصّ)

نزعتُ غطاءَ القلمِ "السوفت" بفمي ، وأبقيتهُ مُعَلَّقاً هّناك ، وبدأتُ الكتابة.
بعدما انتهيتُ من الكتابة ، بحثتُ لأكثرَ من نصفِ ساعةٍ عن غطاءِ القَلَمِ في "مساماتِ" البيتِ كافّة ، فلم أعثر عليه.
وبينما كنتُ راكِعاً بخشوع ، لعلّي أجدُ الغطاء تحتَ "القَنَفَة" ، جاء حفيدي الزاحفِ تَوّاً ، وبَحلَقَ في وجهي الأبله ، وسحَبَ الغطاء من فمي باحدى يديه ، مُتّكِئاً على الأخرى ، ثُمّ استأنفَ زحفهُ العظيم .. عليهِ اللعنة .
*
هذه "حادثةً" واحدة . وبطبيعة الحال فإنّ هناكَ "حوادث" أخرى ، كثيرةٍ ومؤسفة ، تحدثُ لمن هُم في أرذل العُمْر ، قد تكونُ أكثرُ أهميّةً وخطورةً وإحراجاً من هذه ، لا استطيعُ البوحَ بها هنا ، ويعرفها جيّداً ، من يعيشونَ "أرذَلَ العُمْرِ" مثلي.
أن تموتَ بكرامة ، ما أن تبلُغَ الستّينَ من العُمْر ، هو شيءٌ أفضلُ بكثيرٍ من أنْ تعيشَ "مرذولاً" بعد الستّين.
ولأنّ هذا أمرٌ يخصُّ ربّ العالمين وحده ، فأنا أبتَهِلً اليهِ ، بخضوعٍ تامٍّ لمشيئته ، أنْ يستعيدَ"أمانتهُ" التي أودعَها لدينا ، قبلَ أنْ نعود الى الزمنِ الذي كُنّا نرتدي فيه "الحفّاظاتَ" ، بكرامةٍ طفوليّةٍ كاملةٍ ، وغير منقوصة.
*
إنّ مُجتمعاتنا ، و "دُوَلنا" ، و حكوماتنا ، و"مؤسساتنا" التعليميّة ، لا تحتفي بكبار السنّ ، بما يليقُ بخبراتهم العلمية والمهنية ، ولم تضع اطاراً قانونياً ، شاملاً وكافياً ومُتكاملاً ، ينظّمُ عملهم ، ويضمنُ الاستفادة منهم بأفضل ما يُمكن.
و تاريخنا السياسي ، و"الأكاديمي" ، زاخرٌ بالعديدِ من القصص المؤسفة ،عن النهاية الكارثيّة لعقولٍ جميلةٍ طواها الأهمالُ والتهميشُ والنسيانُ ، وطالتها أدواتُ البطشِ والتنكيلِ للسلطات الحاكمة ، والبعضُ منها ظلّ هائماً في الشوارعِ ، مُلَطّخاً بفضلاتهِ ، إلى أنّ مات.
في هذا الجزء من العالم ، لا تتمُّ العناية ُ بكبار السنّ (من المُتمَرّسينَ في مُختلف الاختصاصات) إلاّ اذا كانوا يمُتّونَ بصلةٍ ما لسياسيّنَ "كبار" ، أو مُقرّبينَ من سماسرةٍ يُجيدونَ فنونَ"التخادُم" (الذي يُزاوِجُ ما بينَ السياسة والاقتصاد) ، أو تابعينَ لشيوخ عشائر مُتنفّذين ، أو أبواقَ مأجورة لأربابِ السُلطة ، وملوك الطوائفِ ، وتُجّار الحروب .
في هذا الجزء من العالم ، وفي أفضل الأحوال ، سيتمُّ استدعاء كبار السِنّ من المُختَصّينَ ، واستخدامهم كـ "ديكورٍ" حكوميّ .. وبعدها سيقولُ هؤلاء ما يودّون قوله ، للجهات التي قامتْ باستقدامهم .. وفي نهاية المطاف ، لنْ يُنصِتَ لهم أحد .. وسيسمحُ "النظامُ" المؤسسيّ القائم ، لصغار الموظّفين ، بالضحكِ عليهم.
أحياناً .. تسمعُ بعضُ الجهات الحكوميّةِ بموتِ هؤلاء . عندها ستمُدُّ يدَ المساعدة في ترويجِ لافتات نعيهم ، دونَ أن تُكَلّفَ نفسها عناء المشاركةِ في تشييعهم الى مثواهم الأخير ..
هذا اذا كان لمثل هؤلاء مثوى .. وكثيرون نعرفهم ، لم يكُنْ لهم مثوىً أخير ، في هذا الجزء من العالم.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُمٌّ للتَذَكُّرِ .. أُمٌّ للنسيان
- الآباءُ على الجُرْفِ ، والأطفالُ يعبرونَ الروحَ ، بسلامٍ دائ ...
- نشيدُ البلادِ الحزينة
- غرقى الأجلِ الطويل
- تاريخُ الحُزنِ العميق
- أُغادِرُ البيتَ صباحاً ، وأكرهُ أشياءَ كثيرة ، تُصادفني في ا ...
- بعضُ الناسِ ، لا يُمكِنُ نسيانهم
- شيءٌ من المنطق
- أغادرُ البيتَ صباحاً ، وأكرهُ أشياءَ كثيرةٍ تمشي في الشارع
- كاتشب عضوي ، و مصّاصة عضوية
- من أجل تلكَ الأيّام ، وليسَ هذه
- في بلادٍ كهذه
- بَحرُكَ واسِع .. ومَركَبي صغير
- سأموتُ أخيراً .. من شدّةِ البهجة
- البساتينُ المُطِلَّةُ على الشَطّ .. قرب معمل الدامرجي
- عندما تنساكَ الوردةُ .. ويتذَكّرُكَ الدُبّ
- عندما يصيحُ الديكُ .. في وادي النهرين
- مثل كِسْرَةٍ من الخُبزِ اليابسِ .. في شايٍ حارّ
- ليسَ الآن .. ليس الآن
- أسبابُ الغيابِ عديدة


المزيد.....




- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- الحلقة 23 من مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة الثالثة والعشرو ...
- أسرار الحرف العربي.. عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر
- هل ترغب بتبادل أطراف الحديث مع فنان مبدع.. وراحِل.. كيف ذلك؟ ...
- “أخيرًا نزله لأطفالك” .. تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 لمشا ...
- باسم خندقجي أسير فلسطيني كسر القضبان بالأدب وفاز بجائزة البو ...
- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - يحدثُ هذا في أرْذَلِ العُمْر .. في هذا الجزءِ من العالم