أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الإسكندرية وجدار الفصل العنصرى














المزيد.....

الإسكندرية وجدار الفصل العنصرى


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5997 - 2018 / 9 / 17 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى هذا العصر الذى سادته تكنولوجيا التواصل لم يعد فى مقدور أحد أن يخفى شيئاً طول الوقت ولا أن يخدع الناس كل الوقت، ولقد قلت لك ذات مرة "أنك ومنذ أن تولد، لم تعد تستطيع الاختباء، فواجه الحقيقة دائماً بعيون مفتوحة ووجه لايعرف الكذب". من هنا دعنا إذن نناقش ماذا يحدث للإسكندرية؟ لأن ذلك أهم كثيراً مما تتصورون؟ أهو لغز؟ نعم لغز ولكنه لغز خائب كمن حاول صناعته والالتفاف حوله مما استفز الناس وتكونت لديهم مشاعر غضب واستياء شديد من الحكومة ومن مؤسسات الدولة، وتضافرت كل التأويلات والحجج الواهية والاعذار الخائبة والتفسيرات السطحية الساذجة لتصب فى وقيعة بين الشعب والمخابرات تارة والجيش تارة أخرى. كيف؟ أقول هذا بدافع المسئولية فقد وصلت للناس رسالة مؤداها أن المخابرات والجيش يستحوذون على شاطئ الاسكندرية ويحاولون استغلاله لمنشآتهم ونواديهم وأسرهم وللأغنياء معهم ويمنعون أبناء الإسكندرية من رؤية البحر والاستمتاع به ناهيك عن الدخول إلى حرم البحر ورماله ومياهه. هذا ما وصلنى مباشرة من مئات المكالمات واللقاءات مع جماهير سكندرية احتلت هذه الأفكار مناط عقولهم وسيطرت على مشاعرهم وأفكارهم، وعاتبنى كثيرون منهم كيف لم أكتب عما يحدث بالإسكندرية وكيف يهينون مواطنيها وجماهيرها بهذا الشكل وكأننا دولة بلاقانون ولا دستور ولا حقوق للشعب تحميها قيادته السياسية. هكذا كان الكلام وأسخن منه، وقد حذرنى البعض "بلاش تكتب يادكتور احنا عاوزينك".
هنا كان لابد أن أكتب، وأن أرفع صوت مواطنيى السكندريين إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكل المسئولين، فالأمر تجاوز سور الفصل العنصرى – على حد قول بعضهم– وتجاوز أيضاً شكواهم من أن الشواطئ كلها مؤجرة من المحافظة لذوى الحظوة ممن جعلوا تذكرة دخول الشاطئ، أى شاطئ إثنى عشر جنيهاً للفرد، أى بحسبة بسيطة لأسرة صغيرة أب وأم وطفلين ستون جنيهاً فقط لدخول الشاطئ، غير إيجار الشمسية والكراسى والشاى بعشرة جنيهات والبلطجة والضرب لمن يحاول الفصال. هل هذا كلام وأين القانون وأين حقوق الناس، هذه مسخرة ينبغى أن تنتهى فوراً بقرار جرئ محترم كنت أحسبه يأتى من الزميل الدكتور المهندس عبدالعزيز قنصوة المحافظ الجديد استاذ هندسة البيئة، لكن للأسف يبدو كمن سبقوه لاحول له ولا قوة.
وفى تقديرى أن من اتخذ قرار بناء سور الفصل العنصرى إما ساذج إلى الحد الذى لايستطيع معه تقدير عواقب فعلته وإما ممن يتفننون فى خلق مشكلات طوال الوقت تخصم من رصيد رئيس الجمهورية عند الشعب، الأخطر هذه المرة أنها بدأت تحدث تشككاً وخصاماً بين الناس وجيشنا الوطنى، الحالة التى عليها الاسكندرية الآن هى نظرة الناس بالريبة والشك وسوء الظن فى الجيش والمخابرات، أقولها لأن لولم يكن هناك رجل يقولها ويوصلها لأولى المسئولية نكون قصرنا تجاه الوطن والناس والجيش. ياجماعة خلوا بالكم من تصرفاتكم شوية، واعرفوا أن للشعب حقوق واحترام لاينبغى التفريط فيه، واعرفوا أن الشعب جاوز مرحلة الفطام وماعاد يقنعه هلفطة قالها السيد اللواء المسئول عن السياحة والشواطئ "أن هذا الجدار فى مصلحة المواطن فهو يجذب السياح "ويخلى اللى حاجز يومين يحجز أربعة وخمسة".
ياسادة إدارة الأوطان ليست بالمكسب والخسارة وبكام ومن فين كما فى إدارة الشركات والوكالات. إدارة الأوطان باحترام حقوق المواطن وعدم الالتفاف عليها لصالح فئة أو قطاع من الناس على حساب الآخرين. أقول هذا وكلى ثقة بأن فى جيشنا الوطنى ومؤسساتنا العامة من يمتلك العقل والرؤية والحكمة ليوقف مثل هذه المهازل فوراً ويرد الأمور لما ينبغى أن تكون عليه، وأن يوقف استنزاف عواطف الناس وإيمانهم بنظامنا السياسى فى أمور نحن فى غنى عنها مادامت تستفز الناس وتؤرق ضمير الشعب. يا سادة واحدة واحدة على الشعب والجيش الذى يتهم فى مثل هذه الأعمال الخائبة التى لايقوم بها إلا أحمق لايعرف مغبة ما يفعل. إهدموا جدار الفصل العنصرى الذى تخنقون به الاسكندرية التى كانت عروس البحر فإذا بها على أيدى البعض استحالت أرملة البحر المتوسط لا عروسه. ردوا للناس حقوقهم فى الشواطئ والبحر دون تذاكر دخول وجباية ربما تزيد السيولة فى جيوب البعض لكنها تنقص الولاء والايمان بالنظام والدولة عند الشعب. وأخيراً أراهن على يقظة الأخبار وتقديرها لأمننا القومى فتسمح بنشر المقال ليصل لصانع قرار يمتلك الحكمة والرؤية، لعله ينزع فتيل أزمة ويعيد الأمور لنصابها، فما عاد فى قوس الصبر منزع يحتمل مثل هذه الترهات والعبث بالمقدرات. لا تستخفوا بالناس يرحمكم الله.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الصباحات .. باردة
- ولاتزال الحقيقة عارية
- تُراه كان يكتبنا؟
- يوليو وناصر الذى لا يغيب
- الاغتيال الاقتصادى للدول
- الكوربوقراط يهددون العالم
- قديس فى الحانة .. لص فى المسجد
- الأحزاب والرشادة السياسية
- الليكود الجديد فى مصر والوقوف فوق سن إبرة
- جمال عبد الناصر: مئوية النضال والثورة
- ترامب والقدس: سانتاكلوز جاء مبكراً
- سيرك تحت وهج الشمس
- يوسف زيدان: إنها خديعته وليس ضميره
- أفقٌ فى وجه العاصفة
- يوسف زيدان: ماذا يريد ذلك الكاتب اللجوج؟
- لا تضعوها فى حظيرة الدجاج
- لمن قربانك اليوم يا سيد عمرو؟!
- جمال عبد الناصر وبهتان عمرو موسى
- وبضدها تعرف الأشياء
- رجل غاب قمره وحضرت حكمته


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الإسكندرية وجدار الفصل العنصرى