أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - عيون الماء (16) .. أسطورة الجن والسلاحف في للا تاكركوست














المزيد.....

عيون الماء (16) .. أسطورة الجن والسلاحف في للا تاكركوست


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 11:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عيون الماء بين القداسة والأساطير وبين التوظيف العلاجي والسياحي والاقتصادي
المحور الثالث: عيون الماء بين التوظيف العلاجي (السياحة العلاجية) والتوظيف السياحي (السياحة الترفيهية)
عيون الماء (16) .. أسطورة الجن والسلاحف في للا تاكركوست
16/30 أسطورة الجن والسلاحف في للا تاكركوست

الرواية الأولى:
"للا تاكركوست مركز وجماعة قروية دائرة أمزميز بإقليم مراكش (...) أهم حدث عرفته المنطقة أدى إلى إعادة تنظيم المجال هو بناء السد. سد للا تاكركوست (كافنياك سابقا).
لم تعم هذه التسمية إلا عن طريق التنظيم الإداري الحديث والخرائط. أما الدوار القديم الذي غمرته مياه بحيرة السد فقد كان يعرف بإمزوغ. وكان به حوالي خمسون منزلا وبضعة دكاكين بقالة وجزارة ومعصرة زيوت ورحى لطحن الحبوب ومسجد لصلاة الجمعة وكتّاب.
وكان نزالة في طريق مراكش سوس. يعقد به سوق أسبوعي يوم الأربعاء، وبه قبة ضريح بها ثلاثة قبور يسميها السكان سبعة رجال، وبه عين ماء ساخنة بني حولها صهريج لاستحمام الرجال به سلاحف يعتقد السكان أن لدغتها أو الاستحمام بجوارها يعالج من الشلل والروماتيزم. ومستحم النساء هو الذي يسمى للا تاكركوست.
وتاكركوست، بحرف ك أو كَ، اسم منتشر بأماكن أخرى بالأطلس الكبير وسوس، يعني بلهجة تاشلحيت غير صالح للوتد، أي مكان غير صالح لدق الأوتاد وربط الدواب والمبيت، إما لخطر أو لصلابة الأرض. ويوجد هذا الاسم عادة في مراحل الطريق التي يبيت بها المسافرون قرب مورد ماء. ولعل موقع السد الحالي هو موقع مدينة نفيس التي ذكرها المؤرخون قبل العهد المرابطي.
الرواية الثانية:
لقد أورد المستكشف إدمون دوتي في كتابه: "في القبيلة" رواية أخرى قمنا بترجمتها من الفرنسية إلى العربية، وهي كما يلي:
"للا تاكركوست أو للا تاكركوزت: عين مقدسة متواجدة بالمنطقة الجنوبية لمراكش تقدم لنا مثالا جد مشوق لأسلمة طقس أمازيغي عريق. توجد في الجنوب الشرقي لأمزميز، وقد أعددنا مشروع زيارتها هذه السنة، لكن عدة أسباب منعتنا من ذلك.
ونظرا لعدم تمكننا من القيام بتحريات ميدانية مباشرة، فإننا سنقدم، في هذه الحالة، خلاصة ما حصلنا عليه من معلومات بشأنها، لكن مع تحفظات لكوننا لم نتمكن من التأكد من صحة هذه المعلومات بعين المكان.
في الموقع الذي توجد فيه اليوم للا تاكركوست، كان يوجد فيه سبعة رجال (دوام التمثل الصوفي لـ "سبعة رجال")، الذين كانوا يتعبدون في المسجد الصغير، الذي توجد بالقرب منه عين، كما تدل على ذلك أطلال ذلك المسجد، وبوسعنا، ربما اعتمادا على التصديق الإيماني، أن نتبين بقايا الحجرات السبع حيث كان يتعبد الرجال السبعة. كانوا يتوضؤون في العين التي استمدت منهم البركة.
اليوم، حينما يصاب شخص مّا بمس من الجن، فإن مقدم للا تاكركوست يجعله يستحم برجليه في العين بعد أن يضع عليهما عجين الخبز؛ ذلك أن كثيرا من السلاحف تعيش في ماء تلك العين، التي يُعتقد أنها مقدسة، فتأتي، إن احتفظ الشخص بالهدوء وبالصمت المطلق، لتناول عجين الخبز الذي وضع حول أصابع رجلي الشخص المصاب بمس من الجن. وبقدر ما تتلذذ السلاحف بالأكل، بقدر ما تعض المريض، وبقدر ما تحقق "الزيارة" أو "الحج" غايتها، وبقدر ما يتحقق العلاج.
هذه العين لا تعالج المسلمين فقط، بل وأيضا اليهود الذين يتبنون مُعتقد للا تاكركوست، والذين لديهم حمام خاص خارج المسجد، حيث توجد أيضا سلاحف ويمارسون العمليات نفسها التي يقوم بها المسلمون داخل هذا المسجد المفترض. اسم للا تاكركوست، الذي يبدو شيئا مّا إسلاميا، يدل على مجموع حُرُم هذا الفضاء.
يبدو جيدا أن للا تاكركوست هذه كانت على سبيل أن تحل محلها "سبعة رجال" المسلمين، وأنها تمثل فقط الألوهية أو القوة القدسية للعين. في وسعنا أن نحاول إعادة تشكيل المراحل التي مرت بها هذه الممارسة الطقوسية (culte):
في البدء كانت الممارسة الطقوسية الأمازيغية القديمة المرتبطة بالعين وبالسلاحف، وبعد ذلك، في المرحلة التي انتشرت خلالها اليهودية في المنطقة، احتضنت الديانة اليهودية هذه الممارسة الطقوسية، وحين تمت أسلمة الأمازيغ لم يتنكروا، مع ذلك، لتقاليدهم الطقوسية القديمة فأضفوا جانبا من الخصوصية الإسلامية على هذا الطقس تحت اسم للا تاكركوست. آنذاك، بدا المسلمون واليهود يمارسونه بنوع من التنافس. وبعد ذلك ظهرت أسلمة متشددة مع أسطورة "سبعة رجال"، المتأثرة جدا بـ "سبعة رجال" مراكش، إضافة إلى انبثاق ضريح إسلامي والفصل بين الممارسات الطقوسية اليهودية والممارسات الطقوسية الإسلامية.

الحسين أيت باحسين
باحث في الأنثروبولوجيا

الرئيسية | مدارات | عيون الماء (16) .. أسطورة الجن والسلاحف في للا تاكركوست
نشر في جردة هيسبريس الإلكترونية يوم الثلاثاء 01 ماي 2018 - 01:05
انظر الرابط التالي:
https://www.hespress.com/orbites/393670.html



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون الماء (15) .. سياحة وعلاج ومآرب أخرى
- عيون الماء (14) .. بومال ن دادس وقصة الكلب والراعي
- عيون الماء (13).. أسطورة عين ئمي ن ئفري بدمنات
- عيون الماء (12) .. تيمولاي ئزدّار وحرب سبع سنين
- عيون الماء (11) .. الماعز وراء اكتشاف عيون واد بوكمّاز
- عيون الماء (10) .. أسطورة عيون دادس نواحي ورزازات
- عيون الماء (9) .. الفساد والصلاح في -لعين أقديم- بتيزنيت
- عيون الماء (8) .. الأرض تتفجر في أكلو ناحية تزنيت
- عيون الماء (7) .. عين إلمكرت، ئغرم - تارودانت
- عيون الماء (6) .. بغل محمّل بالذهب والفضة في -عين أسردون-
- عيون الماء (5) .. -بئر مريم- من المغارة إلى -كنيسة البشارة-
- عيون الماء (4) .. عيون سيوة المقدسة في مصر المعطاء
- عيون الماء (3) .. عيون موسى الاثنتا عشرة بجنوب سيناء المصرية
- عيون الماء (2) .. بئر زمزم من النبي إبراهيم إلى عبد المطلب
- عيون الماء (1) .. بين القداسة والأساطير والتوظيف العلاجي وال ...
- الفقيد إبراهيم أخياط والأمازيغية: معالم -تدبير المُتَنَوِّع- ...
- هبة حياة من أجل الصحوة الأمازيغية (تحية وداع للفقيد السّي إب ...
- هدوء في زمن الصخب ! (تحية وداع للفقيد محمد منيب)
- الكتاب الأمازيغي الجمعوي بالمغرب تجربة الجمعية المغربية للبح ...
- على هامش اليوم الدراسي بمجلس النواب: عودة النقاش إلى المربع ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - عيون الماء (16) .. أسطورة الجن والسلاحف في للا تاكركوست