أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - العقل في أرض الجنون














المزيد.....

العقل في أرض الجنون


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتذكر مسرحية الكاتب الكبير توفيق الحكيم "نهر الجنون" كلما دعنتي الحاجة للحديث مع أحد أبناء الشعب المصري بعيدا عن أصدقاء السوشيال ميديا، فعلى ما يبدو أننا أصبحنا في وسط هذا الشعب كما الملك والوزير اللذين رفضا الشرب من نهر الجنون، فكان مصيرهما العزلة وأن يتهمهما الشعب هما بالجنون.

إن محاولة طرح أي مسألة للنقاش بالمقاييس المنطقية في مصر هي محاولة محكومة بالفشل الذريع، فعلى سبيل المثال هناك من يرى أن الحكومة تقوم باصلاحات اقتصادية، فإذا قلت له أن رفع الأسعار ومضاعفة الدين العام وفرض الضرائب لم يحسّن من عجز الموازنة، بل أن العجز يتفاقم عاما بعد عام على الرغم من كل ذلك وعلى الرغم من عمليات البيع والتأجير التي تقوم بها الحكومة للأراضي والآثار والشركات والخدمات والمناجم وكل ما تطاله يدها، سيظل هو مقتنعا أن كل هذا بمثابة "إصلاح اقتصادي" بل وربما ينظر إليك على أنك "مجنون" لا تعي ما تقوله!

وربما يقول لك أحدهم بثقة يحسد عليها "إن الحكومة تكافح الفساد" فإذا ما حاولت تملك أعصابك ووضعت بين يديه تقرير منظمة الشفافية الذي يظهر تراجع مصر في العام الماضي من المركز 108 الى المركز 117، ووضحت له أن رئيس الجهاز المركزي للمحاسبة أقيل من منصبه عند حديثه عن الفساد، وأنه لا أحد يحاسب على سرقة المال العام أو الغش وضربت له مثلا بقضية فساد القمح التي تم إغلاقها بدون سبب وجيه، وقضية الدجاج الفاسد الذي لم يحاسب أحد على استيراده أو قضية اختفاء اكثر من 32 الف قطعة أثرية من مخازن الدولة دون أن تقيم هذه الكارثة الدنيا ولا تقعدها! ستجده يردد بلا وعي وكأنه تحت تأثير مخدر ما "السيسي يكافح الفساد"! بلد لا يحكمها قانون يفعل فيها أصحاب النفوذ والمال ما شاء لهم ، بلد فاسد من أعلاه إلى أدناه.

ولحظك العاثر قد يخرج عليك شخص ما ويقول لك ان بيع تيران وصنافير أفضل وأن تأجير اراضي سيناء لا شئ فيه فالبلد في حاجة للمال، فإذا قلت له أن التفريط في تيران وصنافير واعطاء دولة ثانية الفرصة في التحكم في حدود مصر بمثابة كارثة تهدد الأمن القومي وأن هذه المناطق لو أرادت الدولة استغلالها بشكل صحيح لدرت إلى خزائن الدولة أموال وفيرة! سيهز رأسه ويقول لك بكل بلاهة أننا اشقاء وأنه لا فرق بين مصر والسعودية، فإذا ما حاولت تمالك نفسك أكثر من ذلك وقلت له فلماذا لا تعطي السعودية مصر أجزاء من أراضيها إذا كان الوضع كما يقول، سيقول لك يا خائن يا عميل يا اخوااان!

أما مصيبة تدمير الأراضي الزراعية والتفريط في ماء النيل فهي مصيبة أخرى يبدو أنها لا تعني أحدا، ويبدو أن القلة القليلة التي ابتليت بالضمير الحي وبالقدرة على التفكير والتحليل والتي يعنيها هذا البلد ويعنيها بقاءه قد كتب عليهم الموت كمدا وسط شعب مغيب يساق بلا عقل الى حتفه ويتم بيع مقدراته والقضاء على مستقبله ومستقبل ابناءه وهو يضحك ببلاهة معتقدا أن الخير قادم بل ويناصب من يدافع عن حقه في الحياة العداء ويكيل له الإتهامات!
لقد تفهمت مشاعر نبي الله نوح وهو يحاول أن يقنع شعبه أن الطوفان قادم وهم غافلون، وان كان نوحا قد وعده الله بالنجاة فهذا الأمر غير متوفرا لنا نحن القلة القليلة التي لم تشرب بعد من نهر الجنون!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكاذيب النظام
- العدالة المستلقية
- بيبي رئيسا
- السيكوباتيون يحكمون
- السجن للشرفاء
- للمثابرين على أرض البحرين في يوم ثورتهم
- إدعم جيش وشرطة بلدك .. والطرف الثالث
- الحقيقة العارية
- كم مرة هزمتنا الخيانة دون قتال
- الدولة من منظور الزعماء العرب
- هأ .. هيء .. هأوو
- من بلطجية الدولة إلى دولة البلطجة
- رئيس يتحدث العربية ويجيد الجمع والطرح
- الوطنيون الجدد
- ثلاثية الفشل والكذب والقمع
- المبنى الأيل للسقوط
- أرض الموت
- إعلام النظام
- بارانويا النظام المصري
- لم يعش ليقص القصّة


المزيد.....




- بأشكال مغرية للأطفال.. ضبط مستودع يستخدم كـ-مركز توزيع- للحش ...
- سامح شكري يطلق تحذيرًا بشأن عملية رفح وينتقد سيطرة إسرائيل ع ...
- إصابة 12 مسافرا نصفهم من طاقم الخطوط القطرية بسبب اضطرابات ج ...
- شاهد: لحظة دوي صفارات الإنذار في تل أبيب الكبرى إثر رشقة صار ...
- كاليدونيا الجديدة: الشرطة الفرنسية تستعيد تأمين الوصول إلى أ ...
- بدون نوير.. المنتخب الألماني يبدأ استعداداته ليورو 2024
- دونيتسك.. الذكرى العاشرة لمعركة المطار
- غزة.. مستشفى ناصر يستغيث
- -حزب الله- يعلن إطلاق عشرات الصواريخ نحو شمال إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين بجنين


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - العقل في أرض الجنون