أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - تجاهل البدائل














المزيد.....

تجاهل البدائل


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 5258 - 2016 / 8 / 18 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعا رئيس الوزراء لاجتماع مع عدد من الكتاب والإعلاميين وأعضاء مجلس النواب والهيئات البرلمانية مستهدفا إطلاعهم على تفاصيل المفاوضات التى تمت مع صندوق النقد الدولى وانتهت لتوقيع إتفاق مبدئى يمنح الصندوق بمقتضاه قرضا لمصر قيمته 12 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات.
ويصف رئيس الوزراء دعوته تلك بأنها تطبيق لما تسميه الحكومة بـ “الحوار المجتمعي”، أى أنها تعتبر هؤلاء الأفراد المختارين ممثلين للقوى الاجتماعية المختلفة، بينما هى تتجاهل أن لهذه القوى الاجتماعية مؤسسات تمثلها من نقابات عمالية لاتحادات فلاحين، وجمعيات أهلية، ونقابات مهنية، وروابط لرجال الأعمال وغرف، ناهيك عن الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والحركات الاجتماعية المختلفة التى كانت قد نشأت على نطاق واسع قبل الموجة الأولى من الثورة فى 25 يناير 2011، وأسهمت فى بلورة أهداف وشعارات الثورة.
يتجنب رئيس الوزراء إذن التعامل مع مؤسسات المجتمع فى تناقض صارخ مع الدعوة الإنشائية لبناء دولة المؤسسات وتجديدها، وهى دعوة رائجة فى الخطاب الحكومي، ويعرف رئيس الوزراء أن غالبية هذه المؤسسات تمتلك مشروعات بديلة للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة دون الاعتماد على صندوق النقد الدولي، لأن الجميع يعرف أن هذا القرض الكبير سوف يؤدى لزيادة ديون مصر التى تجاوزت فعليا حدود الأمان، وسوف تتحمل الأجيال القادمة عبء تسديده، ناهيك عن الآثار الكارثية لتصفية ما تبقى من القطاع العام حيث اتساع قاعدتى الفقر والبطالة وتفاقم الانقسام الطبقى فى البلاد بشكل سافر.
لا يجوز فى هذا المنعطف الصعب الذى تمر به البلاد التى تتربص بها قوى دولية وإقليمية، وتراهن على إفشال تجربتها، لا يجوز أن تعتبر الحكومة أن الحوار المجتمعى هو شعار للزينة، وأن تتجاهل كل البدائل التى قدمها الآخرون، بل إنها تتجاهل أيضا تجارب البلدان الآسيوية بخاصة تلك التى وقعت فى براثن الصندوق، والأهم من ذلك تجربة دولة ماليزيا الصغيرة والفقيرة شبه المعدومة الموارد حين رفضت روشتة الصندوق واعتمدت على نفسها، وعلى طاقات شعبها وخبرائها وعلمائها لتصبح فى سنوات معدودة دولة صناعية متقدمة تشكل المنتجات الصناعية 85% من صادراتها للعالم، بل إنها قدمت فى سياق الصراع الديني.. العلمانى حلا مبهرا كدولة مسلمة وعلمانية.
فعلت ماليزيا ذلك فى ظل العولمة، وتلك حقيقة ينبغى أن تكون واضحة أمام المصريين حيث يتبارى مثقفون وكتاب وخبراء قضى بعضهم أعمارهم المهنية فى خدمة البنك الدولى وصندوق النقد الدولي، ليؤكد هؤلاء جميعا أنه فى ظل العولمة لن يكون هناك مكان للسيادة الوطنية أو للقرار المستقل، متجاهلين أن إضعاف القاعدة الإنتاجية للبلاد، وتفكيك صناعاتها وإفقار فلاحيها أو تسليم قيادها لوكلاء الشركات متعددة الجنسية هو الأساس الأولى لإهدار السيادة الوطنية وفقدان الاستقلال.
تحتاج البلاد ليكون الحوار المجتمعى حقيقيا وفعالا، رؤية واضحة للتوافق الوطني، وهو شيء غير المصالحة المزعومة والمرفوضة مع الإخوان، وينهض مثل هذا التوافق على بناء نزيه ودءوب لأرض مشتركة بين الطبقات والقوى الاجتماعية تتجاوز فيها قضية العدالة الاجتماعية حدود العمل الخيري، ومناشدة أصحاب المليارات وتعود إلى طرح مشروع الضرائب التصاعدية، والضرائب على أرباح البورصة، وإعادة ترتيب أولويات التنمية لتلبى قبل أى شيء احتياجات الملايين الفقيرة، وتوسيع قاعدة الاكتفاء الذاتى من الغذاء، ومعاقبة مافيا الاستيراد أشد العقاب، فذلك هو الحد الأدنى الذى يقود إلى تأسيس مشروع حقيقى تنبنى عليه العدالة الاجتماعية، وصولا إلى إعادة توزيع الثروة القومية.
تعلم المصريون عبر موجات الثورة المتعاقبة خلال خمس سنوات أن يمسكوا مصائرهم بأيديهم، وتعاملوا بجدية – رغم كل شيء – مع أهداف وشعارات ثورتهم التى منحتهم ثقة لا حدود لها فى قدراتهم، ولن يستطيع أحد بعد الآن أن يروج لهم مشروعات مزيفة، فضلا عن أنهم لم ينسوا بعد تجاربهم المريرة مع المؤسسات الاستعمارية بدءًا من صندوق الدين الذى خطط لاحتلال مصر فى القرن التاسع عشر، وما البدائل التى تقدمها المؤسسات والقوى الاجتماعية إلا تعبيرا عن التراكم الفكرى والثقافى والعملى الذى أنتجه العقل الجماعى والوعى الشعبى عبر السنين، ولن يبلغ الشعب المصرى دون توتر كبير هذا المشروع الجديد للقوى الاستعمارية ولن يصدق مشروع الحوار المجتمعى الزائف والذى يجرى طرحه على الشعب بعد أن وقع الفأس فى الرأس كما يقال.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليليان داود.. تاني
- كلا.. شاهندة لم تمت
- قيم الاشتراكية
- خلفيات استعمارية
- الحرية تسقط الأسوار
- هدايا العلمانية
- عن الأمن والحرية
- السلفيون
- الرئيس والمثقفون
- قضية للمناقشة :رياح الاستبداد
- تجديد الفاشية وهدمها
- لنتمسك بتعهد “السيسي”
- نساء قائدات
- هزيمة القبح
- «العقاد» وتناقضات الليبراليين
- «الجزيرة» والبغاء السياسى
- محمد دكروب .. تكامل الرؤية
- موقفنا … لإنقاذ القدس
- الدعاة وقيم الأديان
- القضاء ينتصر للحرية


المزيد.....




- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة
- وسائل إعلام: خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات تتعلق بانعقاد ...
- بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السا ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - تجاهل البدائل