أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - داعش ليس نبتا ً شيطانيا ً بلا جذور!؟















المزيد.....

داعش ليس نبتا ً شيطانيا ً بلا جذور!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


داعش ليس نبتا ً شيطانيا ً بلا جذور !!؟
تنظيم داعش جاء كمحاولة راديكالية طوباوية لحل جذري جنوني لمشكلات عميقة عجزنا عن حلها كل تلك القرون!.
*******************************
هذه الأيام اقوم بترتيب مكتبتي الالكترونية وهي مكتبة تضم مئات الكتب كنت اجمعها منذ أكثر من 10 سنوات واليوم وجدت مجلدا جعلته تحت إسم كتب السلفية الجهادية كنت قد بدأت أضع ما يقع على يدي أو تقع عليه يدي من كتب ومقالات وأدبيات هذا التوجه الاسلامي الإيديولوجي والحركي من أيام ظهور ابي مصعب الزرقاوي في العراق كزعيم لـ(مجلس شورى المجاهدين!؟) في قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وقبلها كان قد أسس حركة التوحيد والجهاد التي كان أبو محمد المقدسي الفلسطيني المقيم في الأردن هو أكبر وأهم منظريها بفكره التكفيري الخارجي القوي والمتماسك !!، جمعت هذه الكتب من عدة مواقع أهمها موقع التوحيد والجهاد ، واليوم وأنا أقوم بترتيبها وأطلع على عناوينها وأحيانا أقوم بنظرة سريعة على مقدمات هذه الكتب بت لا يعتريني أي شك أننا أمام فكر جهادي حركي متكامل الأركان يجمع بين (الإيديولوجيا) الدينية السلفية المتشددة ذات النزعة التكفيرية وبين (الإستراتيجيا) الحربية غير التقليدية ، الواسعة والمتطورة ذات النزعة الارهابية ، هذا فكر ليس وليد الساعة ولا هو نتاج مؤامرة كما يدعي البعض بل هو فكر خرج من رحم تراثنا الديني الملغوم وواقعنا العربي المأزوم وافلاس كل التيارات السياسية الأخرى الاسلامية والعلمانية والقومية والوطنية وعجزها عن إستيعاب الشباب العربي الذي يعاني من مشكلات كثيرة تتمثل في الفراغ الفكري والروحي والضياع الأخلاقي والحضاري وسط المتغيرات الصاعقة والمتلاحقة في عالم محلي متكلس ومهزوم وعالم دولي متقلب ومأزوم!.

الجهاديون السلفيون وتحديدا ً أصحاب مشروع الدولة الإسلامية ليسوا سُذجا ً ودراويش كما حاول الإعلام العربي تصويرهم لنا على طريقة مسلسل (الأغبياء الثلاثة) !! ، بل كان من الخطأ القاتل التقليل من شأنهم ومقابلة فكرهم في بداية ظهوره بالسخرية والاستهزاء حيث ظل هذا الفكر من الناحتين ، ناحية (الإيديولوجيا) التي تمثل تصورهم للدولة الاسلامية وناحية (الإستراتيجيا) التي تمثل طريقة التنظيم والحركة والمنهج الجهادي لبناء هذه الدولة ، ظل هذا الفكر الجهادي الإسلاماوي ينمو وينتشر ويتسع ويبتلع عقول الشباب ويبهر أبصارهم بتعميماته الصارمة وشعاراته الطوباوية الخلابة وتأكيده على صوابيته المطلقة فكانت ، داعش بهذا فكرا وتنظيما ً وعمليات إرهابية صاعقة ،كالثقب الأسود الذي يبتلع عقول الشباب وخصوصاً من المراهقين والمهمشين في العالم العربي والغربي الباحثين عن دور في هذه الحياة أو على الأقل عن طريقة مشرفة في حسهم للإنتحار وللخروج من هذه الحياة "الكريهة" الظالم أهلها بشكل سريع و"مشرف" بل وبصورة دراماتيكية مدوية إعلاميا ً يسمع عنها الداني والقاصي في وسائل الإعلام نحو جنة النعيم والحورالعين ودار السلام بعيدا ً عن عالم يهمشهم أو يحتقرهم ويزدريهم أو يزرع القلق وعدم الإنتماء في قلوبهم !... هؤلاء الشباب وجدوا في تنظيم ومشروع الدولة الإسلامية بغيتهم وأملهم وشعورهم بأنهم قد بات لهم دور عظيم وكريم ومهم في هذه الحياة حسب تقديرهم للأمور ووجدوا فيه سبيلا ً واضحا ً لا غموض فيه لتغييرعالم يبغضونه بل ولا يفهمونه ولا يحترمونه أو على الأقل للخروج منه بعمليات انتحارية (إستشهادية) سريعة ومدوية تعجل ، كما يعتقدون ، لهم بالخلاص من هذا العالم المشؤوم والالتحاق بعالم الراحة والنعيم الأبدي معتقدين أنهم سيكونون بهذا العمل (الإنتحاري) "البطولي" مع من قال فيهم تعالى : (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) !! ، أي مؤمن يمكن له أن يكره هذا المصير العظيم !!؟؟ أقصد أن يكون من هؤلاء الأحياء الذين عند ربهم يُرزقون فور قتلهم وفور موتهم الأرضي !!؟؟؟ ، هكذا تم تصوير المسألة لهؤلاء الإرهابيين ليكونوا آلات قتل جريئة لا تخاف من الموت بل تطلبه حثيثا ً !!!.

الدواعش في تقديري هم قمة الإفلاس الفكري والأخلاقي العربي وقمة قمامة التجارب الإيديولوجية الفاشلة بل ميلاد الدواعش كتنظيم ومشروع سياسي للدولة المسلمة ليس سوى إعلان لموت المشروعات النهضوية العربية القاصرة والمتعسفة وإشهار إفلاس لكل التيارات الفكرية والسياسية العربية علمانيها وإسلاميها على السواء التي عجزت منذ عقود مديدة عن ملء الفراغ الفكري والسياسي والحضاري بعد إنهيار الحلم العربي وعصر النهضة العربية الحالمة التي ولدت في أواخر القرن التاسع عشر وماتت مع إحتلال العراق للكويت !! ، فجاءت داعش وسط هذا الفراغ الهائل كالإعصار المدمر الذي يدمر أو يبتلع كل ما أمامه بلا منازع ! ، وإذا لم ينتبه العرب ويتعلمون ويأخذون العبر من هذا الدرس الكبير والمؤلم وكذلك الغرب الذي هو شريك للعالم العربي في كل هذه الأزمات التي خرج من رحمها هذا الاعصار والقاتل المتسلسل الرهيب فإن دواعش آخرين أشد ذكاء ومكراً وعنفا ورعبا ً سيولدون بعد إنحسار دواعش عصرنا من جديد !!.

إن كاتب هذه السطور ليس بغريب عن هذه الأجواء ولا هذا المحيط الإيديولوجي الخاص الذي نبتت فيها نبتة الدواعش بل كان في "بطن الحوت" في بدايات شبابه في بواكير غرس تلك البذرة وتلك الفكرة في الحديقة الخلفية للفكر الإسلامي ! ، إنني كنت هناك حين تم بذرها وغرسها في أرضنا كشاب عربي مسلم يشعر بهزيمة وتخلف وعار الأمة بل إنني فرحت يومها بها وتحمست لها على أمل أن تكون طريق الخلاص من هذا الواقع العربي المشين وهذا الفشل المزمن المهين ولكنني يومها لم يخطر في بالي أبدا ً أن تلك النبتة التي تصورت يومها أنها ستكون شجرة الزيتون والليمون الورافة والسمو الحضاري والعلو السياسي للأمة ستنتهي إلى هذه النبتة الشيطانية الرهيبة آكلة لحوم البشر (!!؟؟) وخصوصا ً من العرب والمسلمين ! ، هذه النبتة الشيطانية المخيفة التي تستقي بالدم وتتغذى على بث الرعب والفوضى والتوحش في كل مكان !!.
****************
سليم الرقعي
كاتب ليبي من "برقة" يقيم في بريطانيا








#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة والإرادة وفن الحياة !؟
- سلطان المال ومال السلطان!؟
- اصناف الديموقراطيات والديكتاتوريات في عصرنا!؟
- أسلمة الجيش كأساس لأسلمة الدولة !؟
- ثورة فكرية تلوح في الأفق !؟
- هل أصبح الانجليز شعوبيين شعبويين !؟
- لماذا صوت الاسكوتلنديون لصالح أوروبا!؟
- البريطانيون يهزمون عاصمتهم لندن!؟
- الاستفتاء البريطاني واسلوب التخويف!؟؟
- كولين ولسون وتحضير الأرواح !!؟
- الذكورة والأنوثة والجنس الثالث !؟
- اغتيال كوكس عمل ارهابي لصالح الاتحاد الأوروبي!؟
- الحرية بين مجتمعاتهم ومجتمعاتنا !؟
- برنامج الصدمة والشارع العربي !؟
- العرب ولغة الدراما والسينما العالمية !؟
- المخطط الغربي الحالي لمنطقتنا !؟
- العروبة والاستعراب والهوية القومية!؟
- رخصة واجازة زواج !؟؟
- الملك السنوسي والخطأ القاتل !؟
- ما الفرق بين الآداب والأخلاق!؟


المزيد.....




- إسماعيل هنية يعلن موقف حماس من التوصل لاتفاق شامل مع إسرائيل ...
- Asia Times: فرنسا ترسل أول جنودها إلى أوكرانيا
- كويتيات -في حالة غير طبيعية- على متن طائرة.. والنيابة تتدخل ...
- هل يستسلم المحافظون لمصيرهم في الانتخابات البريطانية بالاستم ...
- تقرير: العالم يشهد أسوأ موجة تفش لمعاداة السامية منذ الحرب ا ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة استراتيجية في دونيتسك بشكل كامل
- Repubblica: الناتو يحدد -خطين أحمرين- يفترض تجاوزهما تدخل ال ...
- هنية يصدر بيانا حول متابعة جولة المفاوضات في القاهرة
- الإعلام العبري يتساءل: من هو إبراهيم العرجاني الذي عين رئيسا ...
- مقتل 4 مدنيين لبنانيين بغارات إسرائيلية على بلدة ميس الجبل و ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - داعش ليس نبتا ً شيطانيا ً بلا جذور!؟