أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوجمع خرج - مفارقة ملكية بين الشكل الرسمي لبروتوكولي والحقيقي















المزيد.....

مفارقة ملكية بين الشكل الرسمي لبروتوكولي والحقيقي


بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 02:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنميط غير بريئ للعقل الصحراوي والمغربي:
في الوقت الذي تثار فيه القضية الصحراوية والمغربية بشكل عام وبطريقة ممنهجة كل أسبوع تقريبا منذ فترة، فالدعوة تبتغي السفر في الفكر الذي يحرك العالم والفكر المحلي الذي به تتحرك الأطراف المعنية في هذه القضية.... لمعرفة ما الذي يجري في مخيلة المسئولين المعنيين المباشرين. فإذا اعتبرنا المسألة من الزوايا الاقتصادية والتاريخية والمتخصصة في الجهة المغاربية ستظهر مؤسسة الهدم (1) التي تتمركز في هذه الجهة من شمال إفريقيا.

وحسب عقيدة بعض الوسائل الإعلامية الأكاديمية التي ركزت على الشمال إفريقي في استنساخه بصيغة لاتينية homos maghrebus ليبدو كأنه خارج التاريخ الفعلي واصفة إياه بالمتحجر في ديكتاتورياته المتقمصة للديمقراطية وفي مذاهب تكاد تتحول إلى وثنية تحت شعار الدين والسنة والمذهب و... في الحين أن هذه المقاربة تتعارض وثراء وديناميكية الفكر الصحراوي والمغربي، بل ودرجة تفكيره المعقد (2) العالية فوق الهندسة والإستيتيقيا التي تتميز بها اللغة العربية. هذا الأمر أدى إلى صراعات سياساوية أنتجتها الإتنية كردود أفعال وليس كإحداثية من داخل الهوية الوطنية التي يفترض أن تكون منزهة عن هذه الحالات، وهو ما ساهم في تعثر الانخراط في الديمقراطية كتفكير وتوجه وليس كممارسات في مؤسسات لم تكتمل بعد هويتها.

إن الإنتاج الصحراوي المغربي لم يستعرض قط هويته الدينية كما لو أنها كافية لذاتها وقد تفادى التمظهر بها نمطيا وشكليا بما يفرغ الذات من العقل....إنه إنتاج يختلط بالفكر الإنساني منذ قرون وهو اليوم يمتد عبر مفكرين صحراويين ومغاربة في مختلف الدول التي تنتج، والتي هي في مجملها غربية بحكم أن المملكة المغربية لا تسمح بذلك لأسباب لازالت لم تتخلص منها.

.فالفكر الصحراوي المغربي الحديث قائم وإن هو منخرط في البلدان التي تأويه...علما أن الأمر ليس بالسلبي المستغرب والمغرب عن الذات والهوية، بل العكس إنه يعززه ويقويه كونه يحقق موقعه في عالم الفكر التنافسي(3) بقدراته وكفاءاته في الإنتاج العلمي والصناعي و...الفكري.

2- ذهان مؤسساتي

فالمطلوب هو إعادة النظرة إلى الذات بالأعين العربية-الأمازيغية الجديدة وليس بأعين متقادمة أو أعين غربية، وذلك لتقديم نظرة عريضة ومتنوعة لتاريخ وقدر المجتمع العربي- الأمازيغي الإسلامي المغربي لتجاوز التحنيط الديني والركوب على ثوابته تقليدانيا أكثر منه منبثقا من التجربة والذات... وتجاوز التصنع السياسي والركوب على إعاقة الشرعية التي بها هيئت العدة الانتخابية.

من هنا يتبين أن المعركة الفكرية والسياسية لها متجهات متعددة أهما اثنتان:

هناك من يختزل الثقافة العربية الإسلامية المغربية في غير ثوبها المادي الحقيقي الذي كانت به منذ ما قبل الإسلام والذي ليس هو ما ينعت بالجاهلية من زاوية دينية ضيقة / وهناك خطاب يختزل الثقافة الإسلامية ككل ووحدة في مذاهب محنطة للكينونة الإنسانية وتجعلها معلقة في مذاهب متضاربة كما لو أنها خارج أو بدون تاريخ ولا حياة عقلية.

هذا الأمر أدى إلى انكماش ذاتي إثني جعل البنية التدينية السياسية أو اللاهوتية السياسية كما لو أنها الوحيدة الشرعية وفق زاوية معينة كما لو أن العقل العربي الإسلامي المغربي لا يتغير.... في الحين أنه تاريخيا ساهم وبشكل قوي في خلق الحياة المتوسطية... فقط عرف تحنيطا من طرفي مجاله المفتوح الديني والسياسي.

أكيد أنه للسلطة التنفيذية المغربية حضور كبير منذ ما بعد شبه التحرر الذي عرفته المجتمعات العربية الأمازيغية الإسلامية. إنه مدون في التاريخ السياسي الذي في انغلاقه على نفسه و تمركزه الذاتي الوجودي المطلق أنتج خوفا وهاجسا استفحل ذهانا مؤسساتيا psychose institutionnelle في الحين أنه في المملكات بالغرب (نموذج آخر) مفتوح كمادة جامعية وكمادة شعبية مؤسساتية وحزبية ومجتمعية ... يعبئ الحق ودراسة التفكير عبر الحق للتمثلات الكلية بما فيها الإدارية بعلومها والعسكرية باستراتيجياتها وتكتيكاتها.

3- الصحراء الغربية بدون موقع منسجم

ففي المملكة المغربية، لم يهتم ظهور الدولة في حلتها الجديدة بالعمل على التحول، بل العكس حافظ على القائم بما عزز مركزية الإدارة ومن ثم السيطرة على السلطة والقرار والإدارة والدولة، لذلك رغم مرور 60 سنة بقي مفهوم الملكية والدولة بدون تغير بما جعلها تشيخ وإن تحترم.

فالبرلمان لم يتمكن من تحقيق ذاته كمؤسسة جماهيرية بما تعنيه من شرعية تبرير وجود الدولة(4) ، والحكومة بقيت بدون هوية رغم الانتقال إلى الجهوية، وهو ما أفقد المؤسسات التنفيذية والشرعية والقضائية قيمتها بمرجعية الأمة.

وبناء عليه ومن منطلق التاريخ كان للصحراء الغربية أن لا تجد موقعا لها ينسجم والتركيبة المغربية القائمة والتي هي بذاتها غير متماسكة بحكم قوة المركزية التي تهيمن، لذلك صارت كمملكة ثانية (أو ما كنت أكتبه "إمارة.")

فإذا اعتبرنا الوجه الرمزي الأساسي العربي الأمازيغي الإسلامي والذي هو الملك، يتبين لنا كيف داخل مملكة واحدة حيث الرغبة تسعى لتقوية وتعزيز مركزة الدولة في دستور 2011 الفاقد للانسجامية التوحيدية المفترضة والتي هي شعار رسمي ورد في شأن الصحراء الغربية... تعززت صورته الشكلية رسميا بروتوكوليا، وأفرغت من حياتها الدستورية والتاريخية والدينية على مستوى الحكامة في القواعد... بما لم تتمكن السياسة الاحتفالية تغييره على الرغم من التضخم كما هو الحال مؤخرا في ذكرى المسيرة الخضراء.

فالنشاط الملكي الذي جاء يه في بداية حكمه لم يتمكن من تغيير الصورة الرمز في الصحراء الغربية بالرغم من محاولة تداركه عبر المشروع التنموي الذي قدمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي، لأنه لازال في رحم التصور الذي ينسب إلى الحكومة العميقة التي سماها إيريك لوران فريق 2000، لذلك لم يظهر الفعل الملكي في المسيرة الخضراء كفعل إصلاحي أو إنصافي بقدر ما هو استمرار لمركزة الدولة الهيمناتية التي تخلق الأحداث بالصحراء الغربية لتسمح لنفسها بوصفها ونعتها بشتى النعوت كاقتصاد الريع وتوجه التهم للطلبة الصحراويين والمضربين وتحاصر المفكرين والفنانين.



(1) الهدم هو منهجية وقد يكون مدرسة فلسفية معاصرة وتعنى بالكشف عن التحولات والشعور بالارتباك الذي تظهره القراءة المركزة على الافتراضات والسهو الضمنيين الذين يكشف عنهم النص بنفسه. وإذا نسب إلى هايديغر إلا أن ديردا نظم استعماله وتوظيفه الفعلي systématiser l usage et théoriser la pratique.

2- الفكر المعقد هو مفهوم فلسفي قد ينسب إلى هونري لبوريت وقدم من طرف إيدغار موران في كتابه science avec conscience . والحقيقة أهم ما يأخذ عنه هو تصوره للحلقة الحوارية في هذا الصدد. وطبعا الحلقة هنا لها قيمة رياضياتية.

3- الفكر التنافسي هو توجه لمفهوم "صعود" émergence ومرادف للفكر المعقد ويعتمد بشكل عان "الذكاء الاقتصادي" في ربط تنافسي بين الفكر والفعل... كنموذج ثقافي اقتصادي والقانونية ومعياري...

4- إذا كان الإنسان في الدولة الطبيعة حرا..... فلماذا يقبل الخضوع والتفتيش من طرف سلطات...؟

فضمان هذه الحرية يبقى أمرا غير يقيني، إنه الشيء الذي فرض على الإنسان هجرة هذه الشروط التي تعرض للخطر، بما يعني أن الإنسان لم يكن يسعى للمجتمعية دون سبب في سياق الحفاظ على حياته وممتلكاته... ثمة إذن أسباب وجود الدولة . هكذا تحدث جون لوك في كتابه معاهدة الحكومة المدنية.
المقال نشر في جريدتي التي لا زالت لم تصدر رسميا
http://aqlamalhourria.e-monsite.com/pages/page-72.html#



#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة التعليم بالمغرب المستدامة هي أزمة مادة رمادية شاملة
- أوباما : ربما ولاية ثالثة في الأفق
- إلى بشار الاسد ابن الاسد: ولبنان ينزف وفلسطين يتخلى عنها رئا ...
- من الصحراء الغربية إلى ليبيا: اقتراح حل للاشكالية الليبية مس ...
- الشعب الصحراوي في خدمة افريقيا والأمة العربية والجهة الاورو ...
- الشيعة والسنة: القرآن معجم والسنة لأبسط الناس أساسا بما فيه ...
- ترجمة لخطاب أليكسيس تسيبراس: درس لمن يخن ثقة الشعب في تغيير ...
- على إيقاع أمريكا وإيران وإسرائيل سذاجة جامعة عربية ربما تستع ...
- الإسلام بين النمطية وهويته التحررية الكونية
- شكرا سي عيوش على كشف الدعارة فنيا بالمغرب ولكن,,,,
- سوريا:البونتاغون في إستراتيجية بعد رابع بمفهوم المتوالية
- إلى شيمون بيريز: ربما لا تستحق الهوية اليهودية منذ نبي الله ...
- ليست أساطير اليونان ولكنه دفاع روسي شطرنجي قوي
- كلمات السيد باراك أوباما في شأن الاتفاق الإطار مع إيران
- من المستهدف؟ هل شارلي إيبدو أم الدولة الفرنسية في سياق 11 شت ...
- أزمة الإصلاحات في عقم السوسيولوجيا المغربية
- موقع كولمان 24 :شمال إفريقيا والمملكة المغربية والصحراء الغر ...
- المغرب: الحقوقيون بمراكش ووزير الداخلية بباب الصحراء الغربية ...
- حسن أوريد بين تلاطم أمواج تيه أندلسي وهندسة حمار ليست لرمال ...
- من كردستان إلى الصحراء الغربية: قد يفقد الإرهاب المملكة المغ ...


المزيد.....




- فيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الات ...
- صادق خان يفوز بفترة ثالثة قياسية كعمدة للندن
- جيرونا يهدي الريال لقب الدوري الإسباني برباعية أمام برشلونة ...
- النيابة المصرية تكشف عن هوية أبو حمزة تاجر الأعضاء البشرية ب ...
- الطوائف الشرقية تحتفل بسبت النور
- محلل سابق في CIA يتوقع انتهاء العملية العسكرية بسيطرة روسيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أيمن زعرب أحد قادة -لواء رفح- جن ...
- قيادي بارز في حماس: الحركة لن تسلم ردها للوسطاء هذه الليلة
- تواصل المظاهرات عبر العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غز ...
- حزب الله يقصف 4 مواقع للاحتلال وغارات إسرائيلية على جنوب لبن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوجمع خرج - مفارقة ملكية بين الشكل الرسمي لبروتوكولي والحقيقي