|
ادعاءات تركيا من اجل اهداف خاصة بها فقط
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 08:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو ان تركيا استخدمت بداية مجيء داعش سواء بشكل مباشر او غير مباشر في تحقيق ما تريد و نجحت في توجهاتها الى حدما، رغم ما انشدته من استغلال التحالف الدولي ضد داعش في مهمات تقع لصالح اهداف الدولة التركية فقط بعد مجيء داعش و ليس ضد داعش، و لم تنجح فيها، و خاصة لفت نظر دول العالم الى ان الكورد في سوريا هم جزء من المشكلة، و هم ارهابيون ايضا، و لكن بانت مرامها و كشف امرها و لم يصدقها احد بالاخص بعد الاستبسال الذي اظهره حزب الاتحاد الديموقراطي و قوات (ب ي د) و( ي ب ز) في كوباني، و تم تحريرها بالكامل دون ان تسيطر القوة الشرسة التي جمعت من قبل داعش للسيطرة عليها و بمباركة تركيا بشكل و اخر . و بعد تلك العمليات منعت تركيا بكل قوتها تحرير جرابلس و تدخلت سياسيا بعلاقاتها الدبلوماسية او بقواتها المرابطة قرب حدودها مع سوريا، و من ضمنها اقامة فعاليات سرية مع داعش و بتعاون استخباري و عسكري خفي، و الهدف الذي حققته لحد الان هو عدم توحيد اراضي كورستان الغربية، كي لا يكون هناك اقليم مماثل لاقليم كوردستان العراق، و خوفا من اثارة النزعة كما تدعي في كوردستان الشمالية و ان تضطر للتعامل معه كما حصل في كوردستان العراق . تدعي تركيا ان لديها ادلة ملموسة و اشرطة لتحركات داعش مدعية بانها سوف تتدخل في شؤون تركيا من منطقة جرابلس!!و هي حجة باطلة كما نعلم من مدار السنين والاشهر الماضية لنشطات داعش و عدم تدخلها الا حين يفيد تركيا كما فعل اثناء الترويج لانتخابات البرلمان التركي، و هو حر يتنقل كما يحلو له في اي مكان، و ما تعتزم على انها ترد للتنظيم برد عنيف بعدما كشفت هذه الادلة، ليس الا عملية مشبوهة ضد حزب الاتحاد الديموقراطي الكوردي بحجة و اسم ضرب داعش في جرابلس . اذا، و منذ مجيء روسيا و قد تغيرت امور ما تخص الكورد في سوريا و تغيرت توجهات امريكا للتعاون اكثر مع تركيا رغم ما تُضرب به مصالح الكورد الذي وقف وقفة شجاعة ضد داعش الارهابي و كما نعرف و بدعم جوي امريكي و تعاون مصلحي مفيد للطرفين . اليوم نسمع ادعاءات تركية واهية في اساسها و هي التحشيد المزعوم لداعش في جرابلس و المنطقة المحاذية لها و التي تهم تركيا اكثر من اية منطقة اخرى، لان داعش لا يمكن ان يدخل تركيا و ان فتحت لها تركيا ابوابها مشرعة، لانها مشغولة بما يجري في العراق و سوريا و هو في تقوقع و انقراض جراء ما ينقض عليه عسكريا الجميع من جميع الجهات، و ليس له الا ان يدافع عن نفسه و ليس فتح جبهة اخرى في عقر داره كما تدعي تركيا. لماذا لم تطرح تركيا الادلة التي تحت ايديها، و لماذا لم تعرض ادلة ابان اجتياح داعش العراق و لم تحرك ساكنة و استفادت منها بكل ما تقدر عليه . من التحركات السياسية الدبلوماسية و ما يبرز منها و التي نلمسها هذه الايام نستشرف امور و نوايا عدة و منها : 1- تعاون تركي امريكي كبير نتيجة تغيير المعادلات بعد مجيء روسيا و ما اقدمت عليه و احدث من التخبط الداخلي الكبير في سوريا و نظرة المهتمين بسوريا حول تلك العملية و التوجهات الجديدة و التعامل مع الموجود وفق المستجدات. 2- استغلال تركيا للمتغيرات من اجل ضرب الكورد في سوريا وتركيا على حد سواء ان تمكنت من اقناع امريكا و فرضت عليها ما يهم مصالحها . 3- ان منعت تركيا توحيد اراضي كوردستان الغربية فانها تمنع توحيد القوة الكوردية الموجودة على اراضي كوردستان الغربية وبه تمنعهم من التقدم في تسيير امورهم الداخلية، و تزيد على كاهلهم ثقلا تمنع به او تخفف من قوة معاداة داعش، و محاربته كما تهدف اصلا لانشغالهم بعدما فعلت المستحيل من اجل عرقلة تقدمهم اداريا و سياسيا، و هي ةتعتبر نجاح الكورد في كوردستان الغربية هو صعود الكودر سلٌما اخر في نضالهم من اجل تحقيق هدفهم الكبير و هو حق تقرير مصيرهم النهائي . 4- تريد تركيا ان تصنع حاجزا بين امريكا و القوات الكرودية في غرب كوردستان و هي تستغل مجي روسيا في ذلك و ربما ان لم تدقق الاتحاد الشعب الديموقراطي في سياساتها لتستغل تركيا ثغرة و تعيقه عن تقدمه . و ربما ان طلبت مصالح امريكا ان تغض الكرف عن الكورد في سوريا لم تتردد و كما نعرف عن تاريخها المشين . 5- بيان سوء النية من قبل تركيا منذ الان، وهو ما تدعيه في تحركات داعش في منطقة جرابلس فقط، و هي ما تهم تركيا و تريد من خلالها التدخل الفضيح الذي تهدفه من اجل منع تقدم الكورد في تثبيت و تجسيد كيانهم و لكن بغطاء وادعاءات مزيفة او هي تخلق ما تثبت ادلة لمن يتعاون معها . و لا يمكن ان ينخدع احد من نوايا تركيا و اهدافها السريةغير التي تعلنها على الملا، و ما يهمها في كل تلك التحركات هو ارضاء امريكا في تحقيق اهدافها و بعد مجيء روسيا سنحت فرصة ربما للتقرب اكثر من التفاهم مع امريكا، و ربما بحدود معينة ان صدقت امريكا في سياساتها الحالية . اذاً، لا صحة في الاساس من تلك الادعاءات غير الحقيقية من قبل تركيا، و ان وجدت فانها ليست في الحدود المحاذية لجرابلس فقط، و لكنها تريد بها تحقيق الهدف المخفي و يعلمها القاصي و الداني، و الا لماذا تؤكد و تصر على جرابلس و هي الان كحد فاصل بين مناطق كوردستان الغربية و تعمل تركيا المستحيل علة منع توحدها، و انها تركيا التي لا يهمها اي شيء سوى الكورد و قضيتهم التي عميت عينها في تعاملها مع ما يجري في المنطقة، و هذا ما دعت ان تنزلق الى ارتكاب اخطاء فضيحة خلال هذه السنين المنصرمة الاخيرة، و انها بما تقدم عليه في هذه الاونة سترتكب اخطءا افضح لن تنساه ابدا، و ستكون نتائج ما تفعله و تنويه ثقيلة عليه، طالما بقت القضية الاساسية و هي حق الكورد في تحقيق اهدافهم و مصيرهم بعد كل تلك التضحيات التي يشهد لها العالم و لا يمكن ان تذهب سدى مهما تجبر المتجبرون .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل حققت روسيا اهدافها في سوريا
-
يأن المثقف تحت ثقل السياسة في العراق
-
هل حقا غيٌرنا اقليم كوردستان ؟
-
نحن مع التضامن مع فرنسا و لكن!
-
كوردستان بين تعنت قياداته و التطرف العرقي المذهبي للاخر
-
عدم الاحتساب لسمعة اقليم كوردستان
-
البيشمركَة يضحي بينما تتباهى قيادات القصور و الفنادق بالانتص
...
-
لقد لطخوا التجربة الكوردستانية من اجل مصالح ضيقة
-
هل نظرية المؤامرة لازالت سارية المفعول
-
كيف تشبع المراة العراقية استحقاقاتها الذاتية في ظل الظروف ال
...
-
التوازن بين متطلبات الذات و ما يفرضه المحيط
-
ليس حبا ببوتين و انما لوجود ندٍ لامريكا
-
لماذا اُغلقت ابواب الاصلاح السياسي نهائيا في اقليم كوردستان
...
-
هل يخرج الكورد من متغيرات المرحلة بلا حمص ؟
-
ما البديل عن عدم تقبل مجتمعاتنا الديموقراطية ؟
-
هل مسعود البرزاني واثق الخطوة يمشي ملكا ؟
-
دور المثقفين المستقلين في حل ازمة اقليم كوردستان
-
هل استقلال كوردستان ضد اليسارية ام العكس ؟
-
هل يكون فوز اردوغان على حساب السلم و الامن الاجتماعي ؟
-
هل غيرت امريكا ما نوته سابقا في المنطقة ؟
المزيد.....
-
أورسولا فون دير لاين تصف العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصي
...
-
هدية من -القلب-؟.. بوتين أهدى برلسكوني قلب غزال اصطاده فتقيأ
...
-
احتفالا بمرور 60 عاما على العلاقات الصينية الفرنسية.. شي جين
...
-
رئيس وزراء ساكسونيا الألمانية: يجب تسوية النزاع في أوكرانيا
...
-
لن نرسلهم إلى حتفهم.. هنغاريا ترفض تسليم الرجال الأوكرانيين
...
-
تحذير هام لمرضى الكبد من غذاء شائع
-
موسكو: سنعتبر طائرات -إف-16- في أوكرانيا حاملة للأسلحة النوو
...
-
غرامة مالية جديدة.. القاضي يهدد ترامب بسجنه لتجاهله أمرا قضا
...
-
بلجيكا تحذر إسرائيل من التداعيات الخطيرة لعمليتها العسكرية ف
...
-
مجازر جديدة للاحتلال برفح وحصيلة الشهداء تقترب من 35 ألفا
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|