أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى يوسف - ألزهايمر














المزيد.....

ألزهايمر


ليلى يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 21:57
المحور: الادب والفن
    


"يللى بتسأل عن الحياة خدها كده زى ما هى
فيها ابتسامة وفيها اّه فيها أسية و حنية"
سعد عبد الوهاب


أسوأ ما يفعله الوعى الانسانى أن يصاب بألزهايمر اختيارى
أن يُرًحَل الوعى عمدا لمنفاه ومثواه فى مقبرة اللاوعى...وأن يترك هناك كمنبوذ
كجزام..كسرطان لا يمكن ان يتوقف نموه الا بموتك
ما هو موجود هو موجود ...انكاره لن يجعله يختفى كأرانب و حمامات فى قبعة ساحر
الحياة ليست ان تتعلم حيل الساحر
بل ان تعرف أن السحر الوحيد الذى يطلق سراح حماماتك السجينة هو أن تتقبل
أن تستسلم

***



أعرف يقينا اننى اختبرت الطيران من قبل
نيرفانا ذلك التحليق ...
لكننى ...انظر الاّن... لإمرأة مقعدة ...فلا أرى سوى العجز
ليس هناك من أثر واحد لذكرى أجنحة


فى المراّه ...تطل تلك الأخرى الغريبة
امرأة طاعنة مصابة بالألزهايمر
تمنحنى ذهولها و نظرة لا تخلو من حميمية
رجاء التوسل أن أبادلها النسيان بالتذكر
فأرشقها بالإدانة
و الإستجواب
" كيف؟!!!!! "


هناك أوقات
تتسمر فى مكانك كمحطة متهالكة تحلم بالانقراض
لا تصلح حتى ان تنتظر قطاراً عابراً
أوقات ...لا يصلح فيها حق الإلتجاء
لا يعد الحرف توق نجاة
ولا حتى قصيدة أو مرثاه
كأن المعنى منتهى الصلاحية
أو ...وكأنه قارب مثقوب... لا يقوى على حملك
فكيف ينوط به العبور للضفة الأخرى ؟!


فهذا الهناك..ذلك الذى إختبرته مراراً من قبل
يدهشك الاّن ..فقدان ذاكراتك المفاجىء
عجزك حتى عن تذكر ماهيته
أو عن اى اّلية كانت قد مكنتك من الوصول اليه
وكانه هذا الهناك... أرض بكر لم تطأها قدماك
ذكرى نائية مشوشة... كنهد أمومة فى مخيلة يتيم
ملتبسة بين ما تخلقه الرغبة ولو بكفاف ذكرى... و بين الاستحالة
الهناك..أرض الميعاد... أمان الخرافة
أساطير الطفولة المستعصية عن النضوج
مفقود هو على كل خرائط الواقع
والفرق كبير و معلوم لمن اختبر
بين ما لم يكتشف بعد ...و بين يقين الفقد


روحك...قاربك المثقوب
الذى يتسرب من شقوقه هذا الهناك... كلما اوشكَتْ تمتلىء به
فهو ...لا يمكن القبض عليه
اذ أنها
تلك الثقوب/ الشقوق
هى التاريخ
والبصمة
الغير قابلة للترميم
الغير قابلة للتزوير


فى وجع تجذر الهُنا
يظل هذا الهناك... الحلم و المرفأ
و اللعنة
و اللعنة
و اللعنة


أعرف الاّن
اننى اخترت بشكل غير واعى
لعبة الاستبدال
مقايضة الوجع بفقدان الذاكرة الإنتقائى
أعترف أننى قد فشلت تماما
كما أعترف أيضاً اننى أنصب لنفسى الكثير من الفخاخ
بإجهادى حد الإستنزاف فى محاولة خلق اجابة لكل سؤال
و بلومى و تقريعى ان لم اجد مخارج و حلول
ربما...من الجيد أحيانا أن تعرف انك لا تعرف
و انك من الممكن ان لا تعرف أبداً أبداً أبداً
دونما أن تحمل نفسك ضغينة جهلك


ها أنا الاّن ...هنا
فى كمال الذكرى
كمال الغرق
باختيارى الحر الذى أعرف الاّن انه لا مناص عنه
أغرق فى وجعى حد الثمالة
أتنفسه... أتذوق حلاوة مرارته
فهو وجعى و صنيعتى على كل حال
قلبى البشرى جدا
الذى رفض ان يدفع فاتورة شفائه تحجره
هو ذاكرتى وذكرياتى
تجربتى و نحاتى و معلمى
هو مراّتى ووجهى
هو أنا


مازلت ها هنا... انبض وجعاً و حياةً


ليس هو...هذا الهنا/ الوجع ...اذاً
بل هوذا ...هذا الهناك
شبق الخلاص
و الوهم




#ليلى_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاتمة
- عليكَ السلامُ
- كما يليق بترس
- نصيحة لوجه العشق
- أبجدية كفيفة
- بنفسج
- خروج اّمن
- جرحٌ أعزل
- ترياق
- صورة عائلية
- ما أسهل الحرف...ما أصعب الكينونة
- أرنى بدائلك
- نوستالجيا
- نزف
- بوح مشروط
- مملكة الزومبى
- اله المتجسدون
- وصلٌ مشفر
- لا تأسرنى هنا
- إستواء


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى يوسف - ألزهايمر