أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - لكي لا نفقد البوصلة في سوريا















المزيد.....

لكي لا نفقد البوصلة في سوريا


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجهة نظر:
لكي لا نفقد البوصلة
الاعتماد على ما يسمى "المنحى الأمني" من قبل نظام الفساد والاستبداد البعثي السوري هو هو الذي سيفتح ليس فقط الشباك بل أيضًا الباب على مصراعيه للتدخل الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي ضد الشعب السوري وضد سوريا ودورها الوطني المقاوم للهيمنة الامبريالية الإسرائيلية على المنطقة. والمخرج من هذا المأزق لا بل الكارثة المحتملة، الا وهي الحرب الاهلية، هو قيام نظام دمقراطي علماني دستوري برلماني على أساس التعددية الحزبية وتنجيع وقيام مؤسسات المجتمع المدني


الانتفاضات الشعبية في العالم العربي تطرح أمامنا وبوضوح مرحلة جديدة من نضال الطبقة العاملة وباقي الفئات المسحوقة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا في الدول العربية.
ونحن نعلم عبر التاريخ انه في مرحلة الأزمات والانتفاضات والثورات تجري مؤامرات تهدف إلى حرف وتغيير مسار هذه الانتفاضات والثورات لكي تكون النتيجة ليس خطوة إلى الأمام بل خطوتين إلى الوراء. ومع ذلك أبقى متفائلا بأن ما يحدث في عالمنا العربي سيكون خطوة إلى الأمام.
خلال عشرات السنين عانت الجماهير الشعبية الواسعة وخاصة الطبقة العاملة أبشع أساليب الاضطهاد من قبل أنظمة القهر والفساد والاستبداد العربي، الممثلة للطبقة البرجوازية الكومبرادورية (الوسطية)، بشكلها العائلي أو الملكي أو أنظمة الحزب الواحد والتي تدعي بأنها أنظمة "الحرية" و"الاشتراكية" مثل ليبيا وسوريا، وعلى ارض الواقع تمارس أبشع أساليب الاضطهاد بفرضها أنظمة الطوارئ، والاعتقالات السياسية على مجتمعاتها. كما تمثل هذه الأنظمة أبشع أشكال الفساد المالي والإداري.
وهنا علينا ان نؤكد بان النظام التونسي والمصري، وبالطبع السعودي وفي دول الخليج مع كل الممارسات المناهضة للدمقراطية وحرية الفرد، وتهميشه لا بل تعميق اغترابه في مجتمعه وفساد الأنظمة - هذه الانظمة تلقت الدعم الكامل من أمريكا والغرب لكونها قد تماثلت وارتبطت اقتصاديا وسياسيا مع الإستراتيجية العالمية للامبريالية وخاصة الأمريكية وخدمة مصالحها في المنطقة، على حساب شعوبها.
والنظام السوري الذي لا يتماثل مع سياسات أمريكا وإسرائيل في المنطقة، وليس طول الوقت لأنه كان جزء من التحالف الامبريالي-العربي خلال فترة احتلال العراق وحصل على اكثر من ملياري دولار كمساعدة من قبل المملكة العربية السعودية كمكافأة له - لا يُعفيه ولا يبيّض صفحته هذا الموقف المناهض للسياسة الأمريكية في المنطقة، فما قام به، هذا النظام الاستبدادي والفاسد وخاصة في الأشهر الأخيرة من خلال الممارسات اللاانسانية والقتل وإدخال الجيش في مختلف المدن والقرى السورية بهدف القضاء على الانتفاضة الشعبية المطالبة بحقوق أساسية لأي مجتمع مدني دمقراطي مثل إلغاء أنظمة الطوارئ، والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين وسجناء الضمير وأولئك الملاحَقين بسبب أفكارهم السياسية والسماح بعودة المرحّلين والمواطنين المنفيين وإقامة دولة القانون ومنح الحريات العامة والاعتراف بالتعددية السياسية والفكرية وحرية التجمعات والصحافة، وتكوين المؤسسات المدنية التي تسمح للجميع وتتيح فرصة المشاركة الايجابية والفعالة في تطوير البلاد ومن اجل رفاهيتها.

*بين السياسة الخارجية والداخلية*
"كتب لينين يقول: "ليس من فكرة أبعد من الخطأ والضرر من فكرة فصل السياسة الخارجية عن السياسة الداخلية". إن خداع جماهير الشعب بشأن قضايا السياسة الخارجية قد ارتفع إلى مستوى الفن".
وبرأيي من يدافع عن أي نظام استبدادي بحجة ان هذا النظام مناهض للامبريالية ما هو إلا مخادع وانه فاقد للبوصلة الفكرية.
الاعتماد على ما يسمى "المنحى الأمني" من قبل نظام الفساد والاستبداد البعثي السوري هو هو الذي سيفتح ليس فقط الشباك بل أيضًا الباب على مصراعيه للتدخل الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي ضد الشعب السوري وضد سوريا ودورها الوطني المقاوم للهيمنة الامبريالية الإسرائيلية على المنطقة، والمخرج من هذا المأزق لا بل الكارثة المحتملة، الا وهي الحرب الاهلية، هو قيام نظام دمقراطي علماني دستوري برلماني على أساس التعددية الحزبية وتنجيع وقيام مؤسسات المجتمع المدني.
لقد غاب عن قادة النظام السوري وقادة حزب البعث جدلية العلاقة بين السياسة الخارجية والسياسة الداخلية. فنجاح مناهضة الامبريالية وإسرائيل واستعادة الأراضي المحتلة لا يمكن ان تكون ناجحة إلا من خلال مجتمع مدني دمقراطي وشعب حُر. فالدمقراطية وحقوق الإنسان الفرد هي اللغة الإنسانية الوحيدة العامة التي تجمع الجماهير الشعبية الواسعة والقوى الوطنية المخلصة، وتفرز وتتقيح المتآمرين والمؤامرات، وتوحد آمال الشعب لغدٍ أفضل.
لقد غاب عن ذهن الطبقة البرجوازية الكومبرادورية (الوسطية) السورية وإطارها السياسي حزب البعث – بأن من يستطيع ان يحرر الأرض، ويمنع الهيمنة الامبريالية – الصهيونية على المنطقة فقط الإنسان الحُر والشعوب الحرة. وليست الشعوب التي تعاني من الفقر والاضطهاد ولا تجد لقمة عيشها إلا في لبنان حيث يوجد أكثر من سبعمائة ألف مواطن عامل سوري لكسب لقمة العيش وفي الأردن أكثر من 150 ألف عامل سوري مع كل الوضع السيء لتلك الدول.
فنظام بشار الأسد لم يستطع أيضًا إنهاء الاحتكارات التجارية أو إدخال تغييرات جذرية في القطاعات الهامة للاقتصاد السوري بسبب الفساد الراسخ داخل نظام البعث منذ أيام والده حافظ الأسد. فخلال فترة حكم بشار الأسد استمر الفساد ليشمل عائلات وشخصيات هامة في النظام في ظل رئاسة بشار. فمثلا طورت عائلة طلاس وزير الدفاع السابق سيطرة اقتصادية واسعة جدًا على قطاع الإعلام والاتصالات وفي مجال الخدمات الدفاعية وتتم هذه السيطرة بكل أشكالها من خلال مجموعة يترأسها فراس بن طلاس. وكذلك امتد الفساد ليشمل عائلة بشار الشخصية حيث تتصف عائلة مخلوف وهي أسرة والدة بشار بأسوأ سمعة فقد امتد نفوذ اتصالاتها ليصل إلى حد الإمبراطورية التجارية الضخمة وحيث يتجاوز تقدير قيمتها ثلاثة مليارات دولار. وابرز شخصيات هذه العائلة خال بشار محمد مخلوف وابنه رامي ابن خال بشار. والجميع يذكر تصريح هذا الفاسد في الأيام الأولى للانتفاضة الشعبية في سوريا بما معناه، الهدوء في سوريا يعني الهدوء في إسرائيل.
وإنني على قناعة بأن الانتفاضات الشعبية في العالم العربي وخاصة بعد نجاحها في تونس ومصر وليبيا، وفي المستقبل سنرى النجاح أيضًا في سوريا وباقي الدول العربية، لا بد وأن تؤدي وتحرز التطور التدريجي الايجابي في الاتجاه الصحيح، وخاصة على المستوى الاقتصادي والسياسي والحقوقي والاجتماعي والثقافي والدمقراطي. وكماركسيين نعلم بأنه فقط الدمقراطية المتطورة هي السبيل الوحيد للانتقال إلى مجتمع العدالة الاجتماعية، مجتمع المستقبل والاشتراكية.
وكل خطوة في هذا الاتجاه يجب أن نؤيدها وندعمها، وإلا فقدنا البوصلة وخطنا الأحمر.
ومن هذا المنطلق علينا أن نؤكد وبثبات ووضوح وبدون تردد دعمنا المطلق لانتفاضات الشعوب العربية، والتي لا محال، ستتوسّع وتنتشر لتصل إلى باقي أنظمة الاستبداد العربي جمهورية كانت أم ملكية، دينية كانت أم مدعية للعلمانية، من خليجها إلى محيطها، لان التناقضات داخل المجتمعات العربية تزداد حدة وعمقًا، ولا بد أن تحدث هذه الانتفاضات التراكمات الاقتصادية السياسية الايجابية في هذه المجتمعات ككل. هذه هي العلاقة الجدلية بين البناء التحتي الاقتصادي للمجتمع، أي مجتمع، والمجتمعات العربية خاصة وبين البناء الفوقي للمجتمع الثقافي والاجتماعي والسياسي. فواقع عالمنا العربي، المأزوم والمتخلف والمهمش وفاقد القدرة على التأثير سياسيًا على الساحة الدولية، وغير القادر على حل مشاكله الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هو نتيجة لسلطة حكم الفرد الفاسد المطلقة وسيطرة الطبقة الارستقراطية الكومبرادورية البرجوازية على هذه الأنظمة. وكمثال على ذلك اتفاقية بيع الغاز بسعر رخيص لإسرائيل من قبل شركة يملكها مصري مرتبط بنظام حسني مبارك الفاسد. بالإضافة إلى سوء وفساد استخدام السلطة وانعدام الضمانات للحقوق المدنية والسياسية الشخصية.
نحن نعلم بأن الدمقراطية في المجتمع الطبقي، أي مجتمع طبقي، هي دمقراطية نسبية. ومع أننا ندعم التطور الايجابي الحاصل في الدول العربية، لان الدمقراطية تبقى الأمل المنشود للطبقة العاملة، والطبقات المسحوقة والفقيرة والتي تعيش تحت وطأة أنظمة الاستبداد العربية إلا انها تحمل إمكانيات التلاعب بهذه الجماهير وفرض الهيمنة السياسية عليها، وبأسلوب دمقراطي أيضًا وهذا ما يجب الحذر منه الآن في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا. واقصد إمكانيات التلاعب الأمريكي الإسرائيلي داخل هذه الدول، ومن خلال بعض المعارضين المتواجدين في أوروبا وأمريكا، ومن خلال الدعم المادي وأحيانًا اللامحدود، واستغلال هذه الانتفاضات الشعبية من اجل فرض أنظمة تخدم مصالح الامبريالية العالمية وخاصة أمريكا وإسرائيل في المنطقة، وبأسلوب دمقراطي أيضًا.
ولكنني على قناعة مطلقة بأن الغالبية الساحقة للجماهير الشعبية العربية من تونس الخضراء إلى مصر النيل، إلى اليمن السعيد إلى سوريا ميسلون، قادرة على الحفاظ على انجازاتها المرحلية وفي المستقبل.

*الشعوب هي التي تصنع تاريخها*

عند تفسير أي مرحلة تاريخية، وما يجري في عالمنا العربي من أحداث لهي مرحلة تاريخية عاصفة ومثيرة تحمل الكثير الكثير من بشائر الخير وروح التفاؤل، وبأن الشعوب هي التي تصنع تاريخها، وليس هذا الحاكم أو ذاك، هذا الملك أو ذاك، هذا الدكتاتور أو ذاك. ولذلك واجب علينا نحن الماركسيين ان نرتكز في تفسيرنا لهذه المرحلة على أساس المفهوم المادي للتاريخ، وانطلاقا من وضع اقتصادي سياسي معين ومحدد زمنيًا ومكانيًا، ومتغيرًا بشكل دائم. والكشف عن الصلة السببية الداخلية والخارجية للأحداث العاصفة السياسية والتي تحدث في هذه المرحلة في عالمنا ككل وفي العالم العربي بشكل خاص، ورؤية العلاقة الجدلية بين السياسة الداخلية والخارجية لهذا البلد أو ذاك وخاصة في هذه المرحلة والحقبة التاريخية حيث خلت الساحة بشكل شبه مطلق للهيمنة الاقتصادية والسياسية للامبريالية عالميًا وفي المنطقة، وخاصة بعد فشل التجربة الستالينية السوفييتية في بناء الاشتراكية. واحد أسباب فشل هذه التجربة، النهج الستاليني في إدارتها شؤون الدولة والحزب، وتأليه الفرد، حيث كان يكفي أن يختلي ستالين مع بيريه في بيته الصيفي مع عشيقة ستالين أخت بيريه ليصدر قرارًا باسم المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي، ولعدم فهم ستالين لخطة لينين وبرنامجه الاقتصادي الجديد، حيث قال لينين: "لا يمكن للاشتراكية ان تنتصر على الرأسمالية إلا إذا أصبحت إنتاجية المجتمع الاشتراكي ضعفي إنتاجية المجتمع الرأسمالي". وانتصار الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية هو انتصار الشعوب السوفييتية والتي ضحت بأكثر من 26 مليون إنسان ولولا ممارسات ستالين وقتله لملايين المواطنين، وآلاف الضباط أواخر سنوات الثلاثين وعدم قبوله ورفضه للمعلومات التي ابلغه بها رجل المخابرات الروسي زوركي (على اسمه كانت تصنع في الاتحاد السوفييتي كاميرات متطورة خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات)، والتي بموجبها حدد اليوم والساعة التي سيقوم بها هتلر بالهجوم على الاتحاد السوفييتي لكان الثمن الذي دفعته الشعوب السوفييتية اقل كارثة. وبعد كل هذه الحقائق التاريخية وفشل تجربة بناء الاشتراكية تجد بعض الشيوعيين يمتدح ويدافع عن الستالينية، أليست هذه مأساة!
إنني أعلم بأن الأحداث السياسية العاصفة في عالمنا العربي لا بل سلسلة الأحداث في التاريخ المعاصر لا يمكن التوصل أبدًا إلى الأسباب النهائية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لحدوثها، وقد تكون بعض الأحداث مؤامرات تُحاك ضد شعوب المنطقة، وهناك في الغرب من يفكر بسايكس بيكو جديدة. وأعلم كذلك بأنه من المستحيل أبدًا الحصول على صورة واضحة مطلقة لهذه الأحداث نفسها في وقت حدوثها. ففي بعض الحالات يحدث هذا بعد مرور حقبة من الزمن وبعد جمع المواد والتحقق منها.
وفي نفس الوقت كل حديث معمم عن الأحداث الجارية سلبًا أم إيجابًا، ينطوي لا مناص على مصادر للأخطاء، وعدم الدقة خاصة إذا تم ممارسة الذاتية في التقويم. ولكن هذا يجب ان لا يمنعنا عن خوض النقاش الموضوعي، العلمي والفكري والفلسفي أو الامتناع عن الكتابة عن هذه الأحداث العظيمة الجارية في عالمنا العربي، بشرط أن نقطع كل صلة مع الأوهام والرومانسيات وميكانيكية الأرض اليابسة والمسطحة والعودة إلى أيام خالد بن الوليد أو الاستناد على مشاعر المحبة الذاتية لهذا البلد أو ذاك أو الاستعانة بأشعار كتبت قبل قرن أو نصف قرن من الزمن.
فما يجري في عالمنا العربي بما في ذلك سوريا، من انتفاضات شعبية هو حتمية تاريخية لفشل أنظمة الاستبداد العربي في تحقيق أحلام وتطلعات ومصالح الإنسان العربي وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لشعوبها، بسبب الفساد والفئوية والتوريث الملكي أو العائلي، وإلا ما معنى ان تعلق الصور لحافظ وباسل وبشار الأسد في شوارع سوريا بعد وفاة باسل الأسد ويكتب تحت صورة حافظ كلمة القائد وتحت صورة باسل كلمة – المثل (لم يبق سوى التقديس)، وتحت صورة بشار كلمة – المستقبل؟ المستقبل لأي شعب يصنعه الشعب نفسه وليس هذا القائد أو الزعيم بالوراثة.
عودوا إلى الماركسية وخاصة كتاب بليخانوف حول دور الفرد في التاريخ.
وكماركسيين علينا ان ندرك بان الطبقة البرجوازية الكومبرادورية (الوسطية) في عالمنا العربي خلقت جماعات المصالح التي ترتكز على العائلية والطائفية والقبلية وكونت جماعات الضغط والتي استمدت نفوذها وسيطرتها عبر حرية استغلال الطبقات المسحوقة لشعوبها، وتركيز رأس المال في أيدي هذه الفئات مما أدى إلى تعميق الفجوات الاجتماعية وازدياد الفقر والبطالة (في سوريا البطالة فوق نسبة 20-25%) وتحطيم مفاهيم المساواة والعدالة الاجتماعية، والسيطرة على الإعلام الرسمي مما أدى إلى تهميش واغتراب الجماهير الشعبية الواسعة وهذا الواقع المتأزم والمأساوي خلق جدلية الانتفاضات الشعبية في كل العالم العربي.
كتب ماركس يقول: "قد يكون من السهل جدًا، بالطبع، صنع تاريخ العالم لو كان النضال لا يقوم إلا ضمن ظروف تؤدي حتمًا إلى النجاح. ومن جهة أخرى، قد يتسم التاريخ بطابع صوفي جدًا لو كانت "الصدف" لا تضطلع بأي دور. فإن هذه الصدف تدخل هي ذاتها، بالطبع كجزء لا يتجزأ، في المجرى العام للتطور، وتوازنها صدف أخرى. ولكن الشارع والتباطؤ رهن بمقدار كبير بهذه "الصدف" التي ترد بينها أيضًا "صدفة" مثل طبع الناس الذين يقفون في البدء على رأس الحركة".
(ماركس – رسالة إلى لورفيغ كوغلمان – لندن في 7 نيسان/ ابريل عام 1871).
وقال ماركس أيضًا: "وأيًا يكون مآل الانتفاضات الشعبية، هذه المرة، لأنّه ستكون هناك مرات ومرات، إلى ان تحدث الثورة الاجتماعية الحقيقية. فقد تم الظفر مع ذلك بنقطة انطلاق جديدة ذات أهمية تاريخية عالمية".
وبرأيي أيًا كان مآل الانتفاضات الشعبية في العالم العربي لأنه ستكون في المستقبل انتفاضات وانتفاضات، فقد تم للشعوب العربية الظفر بنقطة انطلاق جديدة وكبيرة وهي كسر وتحطيم جدار الخوف والاستبداد والاضطهاد.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنطون بافلوفيتش تشيخوف
- رسالة الحزب الثوري
- الطبقات والصراع الطبقي (5)
- الدين -كمشروع تحريري؟؟ -واختراقه من قبل أمريكا-
- الطبقات والصراع الطبقي (الحلقة الثالثة)
- لينين يتحدّث باحترام عن بطولة العرب
- أمريكا وإسرائيل قاتلتا السلام في المنطقة
- الإنتاج الأمريكي والإخراج الإسرائيلي والتمثيل العربي الفلسطي ...
- عندما يكون الأدب حجر الزاوية وملح الأرض
- تشريح أمريكا وإسرائيل
- العلاقة الجدلية بين البناء التحتي والفوقي للمجتمع (1)
- حول قدسية الحرية وحتميتها
- ألقانون العام لتراكم رأس المال
- كغمرة الحِنطة- - في رثاء الرفيق الصديق د. أحمد سعد
- ألاغتراب والعلاقة الجدلية بين الاقتصادي والسياسي بالمفهوم ال ...
- منطلقات الفارابي الفلسفية
- ألموقف الماركسي من القضية القومية – فلسطين كمثل
- من أجل بناء عقلية جدلية معاصرة
- جدلية العلاقة بين العام والخاص وعلم الاجتماع الطبي
- إسرائيل والهروب من الحقيقة!


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - لكي لا نفقد البوصلة في سوريا