أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - نعم اسرائيل ايضا تتغير















المزيد.....

نعم اسرائيل ايضا تتغير


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 17:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد حرب عام 1976 ، انعقد في القدس بدعوة من اسرائيل مؤتمر المليونيرين العالمي ، خلال شهر آب .حيث اكدت لهم انها الدولة مستقرة الوحيدة بالمنطقة وتستطيع حماية الاستثماروضمانه ، وتدفقت الاموال الاستثمارية واتسعت دائرة الهجرة اليها تحت مختلف الذرائع، بعد ان كانت ضعفت فيما قبل الحرب ، فقد كانت دولة تسعتد لحرب تستكمل فيها احتلال كامل فلسطين ، وحسب الخارطة التي قدمها ( بن غوريون ) اللجنة الاممية التي ارسلت بعد قرار التقسيم للالتقاء باطراف الصراع ،فطالبها بان تشمل مرتفعات الجولان واجزاء من الاردن ليكون النهر ضمن اراضيها وحدها ، وبانتهاء استيلائها على اراض من ثلاث دول تمثل اضعاف مساحتها عام 67 ، دخلت اسرائيل مرحلة الحداثة الاقتصادية والاجتماعية ، لتجعل من اسرائيل دولة على النمط الاوروبي ، فر يشعر من هاجر اليها بانه تراجع او خسر مكانه او حرية او مميزات ، يحيث يتردد بل اصبحت الهجرة الى اسرائيل تشجع على تحسين الوضع ورفع المستوى الاقتصادي، وحتى الصورة العسكرية شكلت انجذاب للشباب اليهودي في الغرب حين صورتهم بالمهاجرين الاميركين ، رعاة البقر ، الذين غامروا واقامو دولة حديثة .
ثم جاء انهيار الاتحاد السوفياتي فهاجر اليها اكثر من مليون ونصف ، حتى اصبحت اللغة الروسية رسمية وتصدر بها صحف وتنطق بها محطات اذاعة وتلفزة ، وانخفض نسبة الذين ولدوا في اسرائيل الى نسبة السكان الى35% وهو حال يجعل عملية الارتباط ( الوطني ) ضعيفة ، بغض النظر عن اصحاب النزاعات القومية المتعصبة مثل وزير الخارجية الحالية المهاجر من قرغيزيا ، الا ان الحالات الخاصة او المصالح التي حكمت عملية الهجرة لا تزال قائمة ، وفي مقدمتها مستوى المعيشة ، ومع الاخذ بالاعتبار ان روسيا اصبحت دولة منفتحة وثرية وان المهاجرين منها لا زالوا يحتفظون بجوازت سفرهم الا ان كثير منهم عاد سواء اليها او الى الجمهوريات التي كانت جزء من الاتحاد السوفيتي .
لقد وصلت الازمة المالية العالمية الى اسرائيل ، وبدأ واضحاً الارتفاع في مستوى المعيشة ، وتفاقم البطالة الى جانب التهديدات المستمرة بالحرب سواء من الشمال او الجنوب ومن ايران ، ثم جاءت الانتفاضات العربية لترسم عالم عربي جديد اخر قادم ، به اجيال لم تعاصر الحروب مع اسرائيل ، لكنها تدرك باليقين انها كيان معادي ، ومؤسسة عسكرية تقع في قلب العالم العربي ، وانها تحتل شعباً عربيا بغض النظر عن اية تفاصيل سياسية ، فان الارتباط القومي والعروبي يرفض الاحتلال لجزء من هذا الوطن الكبير ، وان فلسطين دولة قائمة وحسب التوراة التي تقول بالصراع بين جوليات الفلسطيني وداود النبي ،والتي يجب ان يتذكرها المرشح الامي لرئاسة اميركا ،وان اسرائيل حالة عالمية استثنائية ، تجد في اميركا مركزها السياسي والعسكري ، وان اميركا تهدد بالاستغلال والعدوانية لشعوب العالم ، ولا زالت قواتها على الاراضي العربية تهدد مستقبل شبابها وتنهب ثرواتها وتعيق تطورها ، فاسرائيل مركز عدواني مهتم بابقاء الشعوب العربية متخلفة واسواق مفتوحة ، وبلا شك فان المرحلة قادمة مهما طالت او قصرت عملية استقرار واقع عربي جديد، افرزته ثورات ،وان المنطقة تتغير بالتوجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولن يفيد اسرائيل وغيرها ، تدعيم ثورات مضادة او حروب اهلية او اثنية .
سيكون هناك شرق اوسط جديد ، لكن بالمفهوم الثوري الشعبوي العربي وليس مفهوم المخطط لاعادة تقسيمة ليسهل احتواءه ، وهنا على اسرائيل ان تقرر بعد ان تدرس المتغيرات الجارية عندها ، فهي ليست مجرد فاعل بالمنطقة كما كانت طيلة اكثر من سنوات عاما مضت ، بل ستكون مفعولا به ، سواء بالعزلة الاقليمية والعالمية التي لم تعد تخفى على احد ، بل هي حالة قد تصل اسرائيل لوضعية جنوب افريقيا خلال حكم الاقلية البيضاء ، دولة مكروهة ومعزولة بالخارج ، وعنصرية بالداخل يظهر ايضاً تلك القوانين الجاري استنباطها لتأخذ موقع ( ابرتهايد ) ، والتي تواكبها الى جانب كل هذه النزاعات القومية الدينية المستشرية ، مما يدفع القوى الشبابية والعلمانية الى الهجرة العكسية ، فقد تحولت اسرائيل الى كابوس لهم محكومين فيها بالمد الديني الرجعي والمختلف عن الحرية التي تعيشها اوربا التي جاءوا هم او ابائهم منها، ولا زالوا يحملون جنسيتهم معهم ، فكما هو معروف فانه يكاد يكون لكل اسرائيلي اكثر من جنسية واثنتين ، ربما باستثناء اولئك القادمين من الدول العربية والاثيوبين وبعضاً من دول عربية مختلفة ، هؤلاء هو عصب اسرائيل العلمي والاقتصادي والعسكري ، ولا يجوز مقارنة المد الديني العبري بالمد الديني العربي ، بسبب ان الركن الذي اقيمت عليه اسرائيل هو الديمقراطية والتفوق العلمي حين دعت وشجعت العلماء والباحثين من الشباب اليهود للهجرة اليها واطلاق الحرية التامة لهم، وخلق وضع مريح ، بما في ذلك الجيش الذي اعلنت انه لا يهزم وجعلت صورة الجندي مثالية تتهافت عليها فتيات الدولة ، واقامت الملاهي والمنتجعات التي يطالب ( الحريديم ) اليوم اغلاقها ،وقد اصبحوا الاغلبية السكانية كما يطالبون فصل النساء عن الرجال في المواصلات العامة .
الاسلاميون العرب ، هذه المطالب والاجراءات ليست جديدة لهم ، وهي تدخل دائرة الصراع مع القوى اللبيرالية مما جعل الاخوان المسلمون في عدة مواقع يعلنون عن حالة اعتدال واستيعاب للحالة المعاصرة ، في ظل نهوض شبابي واسع ، والبحث عن نماذج دينية معاصرة ، فالعلم العربي بداء يستوعب الضرورات رغم النهوض الديني التطوروحتى السلفي، وفي اسرائيل تراجع وانغلاق غير مسيوق .
ومن ملاحظة الاضرابات المتتالية بين المهنين والاطباء والمثقفين في اسرائيل نلاحظ ان تلك الواحة الواعدة ،اخذت بالتلاشي وان عناصر الانجذاب ضاعت ، وان المستقبل يوعد بالحروب ، والسلام بعيد ، والامل ان يبقى الوضع الراهن وليس الاسوء ، فيبدأ التفاعل المحتوم اجتماعياً الى جانب الهجرة العكسية ، ولتجد القوى الديمقراطية الاسرائيلية ان سبيل بقائها ومستقبلها هو التحالف مع القوى الديمقراطية الفلسطينية اولاً والعربية ثانياً ، وهنا تتغير خريطة الشرق الاوسط ، التي على الادارة الاميركية ان تفرض على مرشحين الرئاسة قرائها وادارك ان العالم يتغير وان الارض تدور ، وان الشعب الفلسطيني ليس الا صاحب ارض وحضارة ومحب للسلم والعدل ، فالحراك السياسي العالمي بما في اميركا وبريطانيا ومجمل اوربا مع ما هو جار عربيا هي ارادة شعبية نحو بناء عالم جديد .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا يا ذات المجد
- الحوار المتمدن متراس للديمقراطية
- حول الوحدة الفلسطينية
- عن الحاضر والمستقبل للراسمالية
- الاسطورة الدينية والواقع التاريخي
- الثورة العربية لماذا لا تنتصر !.؟
- عن الثورات العربية والتحديات
- لماذا يفوز الاسلاميون ؟!
- حوادث لها مؤشرات
- اجابات مختصرة لاسئلة معمقة
- لا للفتنه نعم للوحدة الوطنية
- مواقف شيوعية قلقة
- خطبة اوباما
- ايلول تصويب مسار ام استحقاق
- حول الحزب الشيوعي في فلسطين
- حول الدولة والثورة
- قد تنفع الذكرى
- اسرائيل تتحجب
- حتى تنتصر الثورة
- عن ايلول الفلسطيني


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - نعم اسرائيل ايضا تتغير