أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - لا أحد يحب أن يموت !














المزيد.....

لا أحد يحب أن يموت !


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 21:05
المحور: كتابات ساخرة
    


حين كادت أن تصدمني سيارة صدفة في الأسبوع الماضي و أنا أعبر الطريق عبر ممر الراجلين(!) ،إكتشفت أمرين مهمين في حياتي الجديدة:أولهما أني لازلت أتوفر على امكانات هائلة في القفز الطولي حين قفزت للأمام بسرعة إلى أن عانقت نخلة شامخة على الرصيف ! و ثانيهما أني أحب الحياة و أخاف الموت !
طبعا سيراودك التفكير ذاك المليء بالاستهزاء من شخص يخاف الموت مع أنها أمر حتمي ! لكنك تهرب يوميا بل وفي كل دقيقة من التفكير في نهايتك ! و اكاد أجزم أنك الآن تطلب شيئا واحدا هو أن تموت في هدوء و دون أن تنتهي تحت عجلات سيارة أو شاحنة !
فعلا صدق الذي قال يوما : من لم يمت بالسيف مات بغيره // تعددت الأسباب و الموت واحد !
حين نفكر أو نرى يوميا مشاهد الموت و القتل و الدمار في العالم و في بلداننا السعيدة ،نعتقد جازمين أن الذي يجري يحدث للآخرين فقط ! اما نحن ففي منآى عن ذلك..كل منا يتخيل تلك الصورة الارستقراطية التي تسكن وعينا حيث يحتضر الواحد منا و حوله بناته و أبنائه و أقرباؤه فيما هو يوصيهم خيرا بأنفسهم قبل ان يخرج لسانه ويعقده بابتسامة تحيل على ذهابه للجنة ! فيتحول فجأة إلى ما يشبه الولي الصالح !
مهما تكن الصورة ،فالنتيجة واحدة ! تؤخذ إلى مكان تدفن فيه ! لكنك تود في خاطرك أن تجد نفسك في غير مقابرنا المليئة بالحشائش المهملة و القبور التي ذهب الزمان بشواهدها.. و المبعثرة سنوات رحيل سكانها حتى أنك قد تجد قبرا توفي صاحبه في الستينات بجانب قبر حديث لازال للتو نحيب و عوي ذويه لم ينته !
لا أحد يود أن يكون رقما مهملا ،و لا أن يكون مجرد ذكرى يحج إليها ذووه كل عيد ليعودوا بسرعة إلى البيت ليتناولوا الكبد و الطحال و ما لذ من دسم الحياة ! و لا يود عاقل أن تبقى قبورنا بدون شواهد و لا ابنية و بترتيب اشبه بتمرين خاطئ لتلميذ فاشل !
مجتمعاتنا رغم نفاقها الكبير ،و تظاهرها بعدم خوفها من الموت ،تخبئ في دواخلها رعبا جعلها تهرب ما أمكن من واجبها تجاه أناس مروا من هنا ! إذ لا يعقل أن يتركوا لحال سبيلهم في نومتهم الأبدية أمام الزواحف التي تحتل ما تبقى من عظامهم ، او المخلوقات التي ما وجدت أمنا لها إلا في أحضان موتانا !
أنانيتنا في التعامل مع هذا الأمر ليس لها إلا تفسير واحد ،هو أننا نحب الحياة و لانتوانى ولو للحظة في الاعتقاد أننا خالدون..
لا أحد خالد إلا الشهداء ،وحدهم لا يخافون الموت ،ولم يخافوا أن يتحولوا إلى ذكرى تؤرق جلاديهم..أما البقية فمجرد "عابرين في كلام عابر"..



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !
- جحا الذي بيننا..!
- وزارة التعليم لا تحسن الحساب !!
- إنتلجنسيا البسوس !!
- ستراوس كان وسمراء من قوم عيسى !
- العصا و الجزرة على الطريقة العربية !
- ضربني الحائط..!
- الزمزمي و الزوجة الميتة..!
- حيا الله من يانا.. !
- الحب في زمن الموت..
- درس فرانكو...
- لا الليل لا الخيل لا البيداء تعرفك.. !
- هزائم شطرنج..
- الحول.. !! ( إلى رشيد نيني ..)
- البرونزاج في الأول من مايو !
- الحصير هو الحل !
- العرب أول من اخترع الفيسبوك !
- بيكيني الحكومة المثقوب !
- من الهيبيزم إلى ثورة الهيب هوب..
- ايميلات مزعجة !!


المزيد.....




- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك
- مسلسل قيامة عثمان 158 فيديو لاروزا باللغة العربية ومترجمة عل ...
- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - لا أحد يحب أن يموت !