أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رمضان عبد الرحمن علي - متى نطيع أولي الأمر














المزيد.....

متى نطيع أولي الأمر


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 21:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في البداية وقبل أن نطيع أولي الأمر لابد آن نطيع الله، ومن ثم أن نطيع أولي الأمر، في إطاعة الله يلزم شروط خاصة على أولي الأمر حتى نطيعهم، أن يكونوا من الصديقين، وان يكونوا عنوان في الأمانة بكل ما تحمله الكلمة من معاني وأخلاق، والتعامل مع الناس والحفاظ على حقوقهم في كل شيء، ومراعاة حق الفقراء في المجتمع، وعدم التآمر على الناس وعدم كتمان الحق الذي بسببه ; تضيع حقوق الناس، إذا أصبح أولي الأمر بهذا الشكل يجب على الناس أو المجتمع أن يطيع أولي الأمر، أما إذا فعلوا العكس ووضعوا أنفسهم فوق الناس، فلا حوار معهم ولا نقاش معهم، لأنهم أصبحوا كمن يأكل حقوق الناس ويتآمر على حقوق الأغلبية من أجل مصالحهم الشخصية وعلى حساب المجتمع، هنا يجب على الناس أن لا يطيعوا هؤلاء إذا كانوا بهذا الشكل، وأن أولي الأمر في القرآن لهم شروط، يقول تعالى:

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) سورة النساء آية 59.



هنا يتبين أنه إذا حدث أي خلاف بين الناس بما يخص الدين لا يمكن أن يتفقوا إلا إذا احتكموا إلى كتاب الله ودون أن يتذمر شخص على الأخر من الممكن أن تحل جميع الأمور بين الناس بكل هدوء، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، يقول تعالى:

((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) سورة آل عمران آية 159.



أي أن الرسول نفسه المرسل من عند الله لم يستمد قوته وسلطته إلا بالأخلاق والرحمة وعدم التعالي على الناس، والشعور بالفقراء من الناس والإنفاق عليهم وهذا ما جعل الرسول بعد ذلك تتسابق الناس من أغنياء وفقراء على حمايته ونصرته ومصاحبته لأنه عليه السلام تفوق على الجميع بالأخلاق والمثل العالي مع الفقير قبل الغني والضعيف قبل القوي، لم يتفوق الرسول عليهم ببناء القصور وجمع الأموال ولكن تفوق عليهم بالعطاء دون مقابل، فهل يجوز في هذا العصر أن نتبع أولي الأمر أو نطيعهم؟!.. سواء أكانوا رجال دين أو سياسة كما يقولون عن أنفسهم، ونحن نعلم أنهم يأكلون أموال الشعوب ويستبدون الناس في كل شيء وحين يموت أي فرد من هؤلاء ينكشف ستره بما كان يمتلك من ملايين أو مليارات من دم الغلابى والمساكين، الأغرب من كل ذلك أن من هؤلاء رجال دين يقومون بخداع الناس من أجل حاكم ظالم، يقولون للناس أن الرسول كان يساعد الفقراء من اليهود وغير اليهود، وهم الآن يبخلون بمساعدة الفقراء من المسلمين، بل يشتركون في أكل حقوقهم، فهل يجوز أن نقول عن هؤلاء أولي الأمر؟!.. أم نقول عنهم وبكل فخر أنهم أولي النهب؟!.. ونحن هنا لا نتهم أحد بعينه ولكن حين يصبح المجتمع بهذا الشكل وتصبح هناك فروق فظيعة بين أبناء المجتمع الواحد، فقراء في قاع المحيط، وأثرياء ثراء فاحش، وكلا الصنفين من المسلمين أو من المتمسلمين كما يقولون، وبذلك أصبح هؤلاء ليسوا أولي أمر بل عبارة عن لصوص وحتى نطيع أولي الأمر لا بد أن يكون قدوة في الأخلاق والأمانة، قدوة في الإنفاق على الفقراء، أي أن هناك فرق شاسع لا نستطيع تحديده بين أولي الأمر الذي أشار القرآن إليهم أن نطيعهم وبين من يمثلون على الناس في هذا العصر.



#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقر والمستودع
- متطرفي السياسة ومتطرفي الدين
- إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
- الفرق بين القانتين والقانتون
- الوهابيين يعملون بأجندة خارجية لتدمير مصر
- هل الحيوانات أو الطيور تصلي
- لمحة عن مفهوم الرحمة في القران
- كفى المصريين العيش على ماضي الأجداد
- من هم الخاسرين يوم الدين
- يتحدثون عن تقوى الناس وعن أنفسهم لا يعلمون
- المصريون واعتمادهم على الآخرين
- معك حق نحن السبب
- ثقافة العرب العمياء تجاه المرأة
- هذا هو نظام مبارك أين هو نظام الشعب
- البصر والتقدم العلمي عند البشر
- الظلمات والنور
- فقراء وأثريا معدومين
- ليس كل البشر بشر
- معابد للمسلمين أم مساجد الله
- سنة الله وليس لأي نبي سنة


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رمضان عبد الرحمن علي - متى نطيع أولي الأمر