أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الزاغيني - اوراق متاكلة تحت خطوط النار














المزيد.....

اوراق متاكلة تحت خطوط النار


علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)


الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 22:40
المحور: الادب والفن
    



في ساعة مبكرة من الصباح رن هاتفي وكم يزعجني هذا الصوت مبكرا, كان الصوت مليئا بالحزن وربما الدموع أتخيلها تنساب من عيونها دون خجل تندب حظها في الحب .
التقينا كما تعودنا ان نلتقي ارتشفنا فنجان قهوة لعلها تعيد أليها شئ من الهدوء بعد معركة خاسرة مع ذاتها
بدأت بالكلام لازلت أحبه ولكن لا امل لهذا الحب الى متى انتظر والى متى هذه الوعود انني اعرفه حقا انه يحبني ولكن ما معنى الحب دون ان تكون نهايته كما نريد.
العيون تطاردني في كل مكان وكأنها تعرف قصة حبي والأفواه لا تزال تتكلم بصمت بوجودي وكل شئ يحاورني حتى الجدران .
نظرات امي تلاحقني في كل خطواتي وابتسامتي وحتى لحظة هدوئي عندما اكون شاردة الذهن وكأنها تعرف ما اخفي في داخلي .
أخرجت من حقيبتها مجموعة من الأوراق تحتفظ بها كانت مخبأة في ابعد الأماكن عن كل العيون قصاصات ورق هي الأمل لها من عاشق أتعبه الحب وأخجله الحياء.
يمنحنها من الحب والأمل كل صباح برقة عاشق ألهمه الحب كل الإيمان بالنصر في ساحة حرب الحب وان جعله يدفع سنين الحب التي مضت من اجل ان لا تدعه وتمضي في حال سبيلها .
ابتسمت ساخرة ام يائسة وهي تناولني تلك الأوراق بهدوء وبصمت لعلي اقرأها واطلع على كل أسرارها لنضع النقاط على الحروف قبل تتطاير تلك النقاط ولا يبقى للحب آمل .
تعالي نبكي بكاء العاشقين تحت ضوء القمر فلعل القدر يهدينا لقاء جديد فانك حبيبتي اليوم وبالأمس وغدا فلا تدعي عاصفة تفرق بيننا وتأسر روحي وتأخذ عقلي لأكون مجنونا .
تعالي نرقص معا كالمجانين للحظة لعلي أجدد أملي ويراني كل البشر وإنا أراقصك واشم عطرك الأزلي .
وهنا توقفت عن القراءة وانا انظر اليها وهي تمسح دموعا سالت على خديها حتى أصبحا كزهرة برية خجولة ,انه مجنون ذلك العاشق وربما لم يذق طعم الحب قبلك ولم يلتقي بامرأة سواك ,
قالت ربما ولكن لماذا نتعذب معا ولماذا لا يؤمن بحقيقة الفراق القادم الينا دون ارادتنا وتتطاير هذه الاوراق بعد ان تأكلها النيران وتصبح رماد.
هنا في هذه اللحظات بدات اهمس بصوت مسموع قليلا اغنية للعندليب عبد الحليم حافظ (موعود معاي بالعذاب يا قلبي موعود- ولا ترتاح بيوم قلبي ).
فرددت معي بأسى كبير يمزق قلبها المحتار بين الحب والفراق.
دعينا نكمل أوراقه المجنونة هذه :
تعالي نخدع أنفسنا وننام عراة ألا من ثياب الحب تحت المطر ونسابق الريح ونوزع الأزهار لكل الوشاة الذين رمونا بالسنة حداد وعندما يحينموعد العذاب يرجمونا بالحجارة كالذين ارتكبوا الخطئية وسط الظلام .
حبيبتي
مواسم الحب تثمر كل يوم وأنتي تزدادين جمالا وعنفوانا ورقة تعالي نطارد الخوف بقلوبنا الخائفة من كل الذئاب التي أفزعتك وأخجلت عينيك المتلألئة تحت ضوء القمر.
لازلت تبحثين عن الحبيب وأنا بين يديك عاشق لك بكل لغات الحب أنا هنا في عينيك في شفتيك أتأمل جسدك المحترق تحت ثيابك فلا تحاولي إخفاء جسدك الثائر .
فلا زال قلبي مفعم بالبياض ووجهي كنورس يبحث عن جزيرة يستقر بها ليحيا بأمان معك أين ما كنت.
وهنا هدأت بعد ان أفرغت مكنونات قلبها المتدفق أملا وباحت بكل ما بقلبها من هموم ولكن هاجس الخوف لازال واضح بعينيها من المجهول .
لازالت قصاصات الورق بين يدي أتصفحها بكل هدوء وانأ ارتشف فنجان القهوة المر على الرغم من إنني لا احتسيها مرة الا عندما تقرا العرافة فنجاني .
احبك رغم كل حقول الألغام التي تملا المكان ورغم الحرية المبهمة التي نعيشها تحت سياط العصابات والخوف المزروع على الأبواب والمكتوب على الجدران والخرافة التي تسمى التقاليد والعادات التي أصبحت دستور في كل زمان ومكان.
لازلت اتلوا صولاتي في مسجد حينا الشعبي كل مساء وأنصت بصمت لحكايات الشيوخ وهم يتحدثون عن الفتاة التي هربت مع حبيبها دون استئذان فكان نصيبها ان تطاردها كل العيون والبنادق على امل غسل العار!!!!!!!!
أتأمل قليلا في داخلي هل سيكون مصيرنا مطلوبين أحياء او أموات اذا اختزلنا الزمن ومنعتنا التقاليد وكسر طوق الخوف ان كون معا .
قاطعتني هنا محال ان ارمي نفسي في دوامة الخوف والقلق واحيا بقية عمري طريدة من اجل وهم اسمه الحب ؟ من يتفهم الحب في زمن وحي لازال يعتبر الحب من اكبر الخطايا والآثام وكأننا في زمن الجاهلية وعصر الاوثان
وعلى ورقة أخرى قرأت :
انا وأنت يا حبيبتي ربما نباع في سوق العبيد عندما يقرر الرعاة ونكتفي القول بأننا خلقنا هكذا ام خدعتنا الأقدار فلقد تعلمنا من أول لحظة حب كيف نترك ذكرياتنا مكتوبة على اغصان الياس وان نصنع لنفسنا لحظة حب رغم كل الألسن التي تلسعنا من كل الجهات .
اننا نعشق بعضنا دون دستور يمنعنا ولا حتى برلمان فحبنا اكبر من كل فقرات الدستور وتقاليد القبيلة الهزيلة التي ورثناها .
وانأ اقرأ أخر أوراقه بادرت بلملمة كنزها الثمين التي تحتفظ به بكل وفاء قرأت بصوت مسموع قليلا
شكرا لك ولحبك الذي منحي الأمل وشكرا لكل الذين شهدوا زورا ضدنا وقذفونا بكلام أوجعنا ألما وادمع قلوبنا قبل العيون.
ولكن تذكري أنني لا استطيع ان يغفي لي جفن ألا أتخيل همساتك في أذني أيتها الأميرة كأنني طفل لا يستطيع النوم دون حكاية .
غادرنا بهدوء والأمل هو كل ما تملك ليعيد أليها بعد هذا الانتظار الطويل احلى لحظات العمر التي مضت.
ولكنني اقرأ في عينيها وأنا أودعها إنها تخفي الكثير من الأسرار لم أتمكن فك رموزها أبدا ؟
ربما هي تتصنع الحب وسوف تغادر ميناء حبيبها عند أول طائرة تقلع الى بر الأمان .
علي الزاغيني
[email protected]



#علي_الزاغيني (هاشتاغ)       Ali_Alzagheeni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الكريم قاسم الزعيم والقائد الاسطورة
- خارج اسوار الحب
- الشباب العراقي مشاكل وهموم (3)
- الشباب العراقي مشاكل وهموم (2)
- الشباب العراقي مشاكل وهموم (1)
- احلام النوارس
- استراحة مقاتل
- عملية وثبة الاسد والدور المطلوب
- رايات الحب
- الحقيقة في انتظار الفرز اليدوي
- حكومتنا المقبلة وارادة الشعب
- 9 نيسان التاريخ المنسي والامل المفقود
- الصراع السياسي والديمقراطي على السلطة
- مبروك للقوائم الفائزة في الانتخابات ولكن ؟
- مابعد الانتخابات العراقية
- عاشق في قفص الاتهام
- عيناك عنواني
- امراة تتحدى المستحيل
- صوتنا من اجل العراق
- الى قلبي


المزيد.....




- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- الحلقة 23 من مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة الثالثة والعشرو ...
- أسرار الحرف العربي.. عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر
- هل ترغب بتبادل أطراف الحديث مع فنان مبدع.. وراحِل.. كيف ذلك؟ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الزاغيني - اوراق متاكلة تحت خطوط النار