أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - القداسة مدخل صناعة الطغاة والغيب بداية السقوط














المزيد.....

القداسة مدخل صناعة الطغاة والغيب بداية السقوط


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 23:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القداسة مدخل صناعة الطغاة والغيب بداية السقوط

لم يكن ممكنا أن نطور حياتنا أكثر لأننا تمترسنا ببعض القيم التي رسخت في عقولنا معتقدين أنها الصواب التام والحقيقة المطلقة.. لكن قد لا نعي ما حصل إلا بعد فوات الأوان وانقضاء المهل المحدودة في حياتنا..

حياتنا قصيرة جدا ومدتها لا تقاس مقارنة بحياة الكون. فهل ندرك هذه الحقيقة ونقرأ كتاب الحياة الآخر، الكتاب الجديد النظيف من هرطقات منظومة القيم الحالية القائمة على أسس انتهت وبطلت، وصارت عبئا علينا وعلى تحررنا وانطلاقنا بمعايير جديدة ومتجددة.. اليوم سيصبح أمسا وبعدها يصبح الأمسَ البعيد..وهكذا نغوص في الزمن دون أن نعلم أننا نموت فيه..

آلة الزمن تدور وتسير ولن نستطيع اللحاق بها أو إيقافها. هي حقيقة ملموسة مع حقائق أخرى تحيط بنا.. الحقائق تقود إلى فهم الذات وإدراك الملموس..
فضاؤنا حقائق ملموسة وغيبيات متخيلة ومرسومة من قبلنا، هي تهيؤات وفضاءات خيالية تلعب فيها أحلامنا، تجوبها، تبدل فيها تارة وتؤكدها تارة أخرى.
هذه الملاعب تشهد وشهدت شطحاتنا اللامعقولة جميعها. تماهينا معها ولمسناها واهمين واعتقدنا أنها تحت إدراكنا وسيطرة عقولنا, لكنها بقيت تخيلات في عوالم المجهول..
كنا نخاف من عقولنا الشاردة في فضاءات اللامحدود، فحاولنا لجم الفضاء اللامتناهي بدلا من لجم عقولنا الشاطحة..قيدنا الماورائيات وحجمناها وجعلناها مدركات محسوسة ثابتة وتركنا عقولنا تعبث وتلهو وتسجل الخرافات, وكل قفزة خرافية في المجهول قلنا عنها إبداع وإدراك..

كيف نجزم أن آلهتنا التي صنعناها نحن هي الحقيقة؟؟.

قد يكون هناك قوى مسيطرة في الكون ، ولكن هل هي آلهتنا المصنوعة من كلماتنا والمزخرفة بكل الصفات والمقسمة والمبوبة حسب كل كتاب؟..
آلهتنا مثل ماركات المنتجات.. مصنوعة بجودة حسب جودة عقول الصانعين وكوننا أمة تعشق صنع الآلهة فقد ملأنا دنيانا بها حتى أتخمنا أنفسنا بأعدادها.
وكون معاملنا الصانعة مصممة للإنتاج الغزير محليا وللتصدير، فقد صدرنا آلهتنا إلى الغير ودخلنا حلبة المنافسة والترويج لآلهتنا السماوية وقلنا: آلهتنا من السماء وآلهة الآخرين من الأرض..
آلهتنا تتكلم معنا وترشدنا وتدلنا وتلتقي معنا وهي صادقة ومحبة لنا رسمت وحددت كل شيء..
أما آلهة الآخر فهي من صنع عقولهم، هي سراب وحجارة وصخور..
منذ البدء وعيوننا الشاخصة إلى السماء تخاف هذا الضوء البعيد أو الغيمة السوداء التي تتحرك كمارد تنظر إلينا من فوق. أرعبنا صوت الريح وبرق السماء. رأينا كل شيء يتحرك, يذهب ويعود فاعتقدنا أنها آلهة السماء. سميناها ووصفناها وسجدنا لها. صفات آلهتنا تعوّض نواقصنا, هي القوية لأننا ضعفاء وهي تعلم ما لا نعلمه وتدرك ما لا ندركه تعلم الماضي والحاضر والمستقبل..

تنوعت آلهتنا بتنوع ثقافاتنا واحتياجاتنا..
عبدنا الشمس والقمر والنجوم والريح والبحر الكبير والمطر..
عبدنا كل مجهول بعيد غامض ودافعنا عن آلهتنا وسفكنا دماء كثيرة لأجلها لأنها كانت الحقيقة في عقولنا الخائفة. في تلك العصور كنا أطفال الحياة. كنا نحبوا خطوات التطور الأولى, وإلى الآن ما زال البعض يحبو مقلداً جدّنا الأول!!..

ما زلنا نرى الإيمان بالوراثة, نرث الإله كما المتاع. نفرض آلهتنا وعباداتنا وطقوسنا, ونشن الحروب والغزوات لأجل ذلك.
نقتل لأجل إلهنا بدم بارد كما قتل بالأمس البعيد بشر لم يؤمنوا بالإله رع أو إيل – إنليل – آن – آنو – إيلات – عشتارت – شبش – عنات..
نقتل لأجل إله صنعناه ورسمناه واعتقدنا أننا قبضنا على الحقيقة.
عرفنا كل الأسرار!!. نعلم أن الشمس تنام في مكان تستقر به وتعود صباحا من جديد وهذا بشهادة الاسكندر الأكبر الذي ذهب وشاهد الشمس تستقر في عين حمئة, ذهب إلى مكان طلوعها فوجدها تطلع على قوم لا يسترهم لباس . وسار في طريق معترض بين مطلع الشمس ومغربها إلى الشمال فوجده ينتهي إلى جبلين، فصبّ بينهما ردماً من الحديد وكوَّن بذلك سداً منيعا لا يدركه إلاّ الله يوم قيام الساعة.
وعرفنا أن سلاح الملائكة ضدّ الشياطين هو النجوم فقد خلقت النجوم لتقذف على الشياطين التي تسترق السمع على أحاديث الملائكة. عرفنا ان الإله خلق الشمس في يوم وخلق النور في يوم آخر. وعرفنا أن الله خلق الجبال كرواسي حتى لا تميد الأرض وتهتز أو تتحرك!!!.عرفنا كل هذا وأكثر وقلنا وما زلنا نقول عنه أنه الحقيقة المطلقة!!!!...

عقولنا المبدعة في خلق الآلهة أنتجت منتجا جديدا فذا وفريدا. دخلنا فيه المنافسة من جديد هو صناعة الدكتاتور.. فتحنا خطوطا جديدة لهذا المنتج’ صنعنا الرئيس الدكتاتور والملك الدكتاتور ورئيس الوزراء الدكتاتور والوزير الدكتاتور والمدير والمراقب وو.....صنعنا الأب الدكتاتور والابن الدكتاتور والأم الدكتاتورة..

وانتشر المنتج الجديد وصرنا جميعا نمتلكه. هو يوزع مجانا على الجميع وليس لأحد الخيار.. منتج وطني مطلوب تشجيعه وتطويره وتصديره أيضا.. كل أبناء أمتنا في الخارج هم موزعون حصريون لهذا المنتج الجديد يدربون الناس عليه في كل مكان.. منتجنا هذا مجاني حتى للآخرين’ لا نتقاضى عليه المال أو الهبات أو الهدايا.منتجاتنا هي ما نفتخر به ونعتز بإنتاجه. هي هويتنا التي تميزنا عن الآخرين!!!..

نحن نحتاج إلى إله نعبده ونركع أمامه.. نحتاج أنبياء يسوقوننا كالدواب في حظيرة الحياة.. نحتاج أشخاصا يقودوننا ويأمروننا. نحتاج من يلقي علينا الأوامر والتعليمات.. نحتاج سيدا نحن أمامه خاضعون فإن لم نجده صنعناه بأيدينا، قبل أن ندخل بين يديه بحالة الغيبوبة والإغماء.
آلهتنا تفكر عنا وتفعل عنا كل شيء كي نستريح.
قادتنا يفكرون عنا ويخططون لنا كي نستريح.
نحن نفعل ما يريد هذا الجبار المصنوع في عقولنا. خيالنا الخصب ساعدنا في صناعتنا لنكون متفوقين بارعين على جميع الأمم !!!!!.....



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى من المسئول عن تخلفنا؟؟
- من يحب فلسطين يوحد الفلسطينيين
- القلمُ جريمته كبرى
- عصر الدولة الدينية انتهى
- المرأة في الحديث والسيرة الإسلامية
- كيف نقاوم الإرهاب والتطرف؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدّس - القضاء والقدر في القرآن 6
- ترانيم دول العبيد
- أساطير الخلق والتكوين في منطقة الشرق الأدنى القديم
- القتل في التوراة والقتل في القرآن
- هل الإله في التوراة هو نفس الإله في الإنجيل؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – النحو في القرآن
- لماذا نقد النص الديني؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – البلاغة في القرآن 4
- الإلحاد كلمة تطلق بغير مكانها
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في القرآن 3
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 2
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 1
- النظام عندما يعتدي على الدولة
- الناطقون بالعربية صاروا عبئا عليها


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - القداسة مدخل صناعة الطغاة والغيب بداية السقوط