أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عهد صوفان - من يحب فلسطين يوحد الفلسطينيين















المزيد.....

من يحب فلسطين يوحد الفلسطينيين


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3066 - 2010 / 7 / 17 - 15:20
المحور: القضية الفلسطينية
    



منذ ولادتنا ونحن نتنفس قضية فلسطين. كلاما وكتبا وأخبارا ومقالات تكتب وتقال...الجميع تكلم لغة العاطفة وحولوا الواقع إلى ضجيج يملأ المكان واتهامات هنا وهناك..

هذه القضية صارت وظيفة لمن ليس له وظيفة. أخذت الوقت والجهد وبعثرت الأحلام وغيرت العناوين..
قضية مازالت كما الأمس. تجارة ومصالح ومنتفعين ومشردين وجوعى، هم الوقود للنار الآكلة...

منذ بدايتها ظهرت مجاميع المدافعين وبدلا من أن يكونوا قلبا واحدا وصفا واحدا واسما واحدا. صاروا قلوبا كثيرة وأسماء كثيرة ومصالح أكثر...صاروا كالشركات العابرة للقارات يأتمرون بالخارج الطامح بالمنفعة والسلطة...

تبدلت وجوههم ومواقفهم وغيروا اصطفافهم . فاليوم مع هذا وغدا مع آخر...
أعجبتهم لعبة الكبار فدخلوها وخاضوا فيها أقوى مبارياتهم في الأردن، في لبنان، في سوريا، في العراق، في الكويت، في مصر، ونسوا أن فلسطين هي ملعبهم الوحيد.

نسوا أهلهم وأطفالهم وأنين الأمهات...
نسوا التراب الذي تغنوا به والبيّارات التي في ظلال أشجارها كبروا...نسوا أنه بالحبّ وحده يبنى الوطن وبالتعاون والتسامح نحميه.. انقسموا وتفرقوا وتكاثر انقسامهم حتى عمّ أرجاء الوطن كلّه. تسابقوا في تمزيق القضية وتدمير أحلام الفقراء المشردين الذين لفظهم هذا الزمان الأغبر...
كيف يكونون محبين لفلسطين وهم منقسمون؟

- وهم مؤدلجون بغير أيديولوجيا الوطن؟
- وهم يتصارعون على السلطة والوجاهة؟
- وهم يعيشون في قصور والشعب تحت الخيام؟
- كيف يكونون محبين لفلسطين وأمرهم بيد الآخر البعيد؟
- كيف يكونون محبين لفلسطين وكل الجهود لم تفلح في تصالحهم؟
- كيف يكونون محبين لفلسطين وهم لا يأبهون لموت الأطفال وهدم البيوت وتدمير الأرض...

صاروا عشرات المنظمات وعشرات المقرات. كلها تبحث عن مكان على طاولة الوليمة. والكل يطلب رأس الطاولة..من يتكلم باسم الشعب الفلسطيني الآن؟ لا أحد يعرف. والكل يدعي تمثيل هذا الشعب... إذا أراد العالم الخارجي أن يتكلم مع الفلسطيني فمع من يتكلم ومن يختار ؟ كيف يقدر العالم أن يكلمهم مجتمعين؟ وهل يمكن جمعهم على طاولة واحدة حتى لشرب فنجان قهوة الصباح؟..

كيف نبحث عن القوة ونحن مشرذمون؟ وأكثر نحن متقاتلون. كم قتيل من هذا الشعب سفك دمه بيد أخيه؟ وكم مشرد هرب من ظلم وجور أهله؟...ومازال الجميع في حالة غيبوبة لا يعرفون ماذا يفعلون وإلى أي اتجاه هم سائرون....

اليوم كل فريق يبحث عن صديق في الخارج يتكل عليه. وما أكثر الأصدقاء هنا.
الأصدقاء هنا يا سادة هم أصحاب مصالح. ومن مصالحهم ينطلقون. وليس حبا بقضيتكم وبشعبكم...إن من يصادقك على حساب أخيك هو يكرهك ولا يريد لك الخير. إن من يكرس انفصالك عن أخيك إنما يدفع قضيتك إلى الذوبان والانتحار..

من يحب الفلسطيني يدفعه للتصالح مع أخيه مهما كان الاختلاف ومن يكره الفلسطيني يصادق فصيلا على حساب الآخر. ويقوي منظمة على حساب أخرى.. ويخلق منظمة جديدة بأمواله ودعمه لتنافس الأخرى. إن تجزئة الفصائل هو ضد القضية بامتياز ووضوح وهو عمل لا يقبل به طفل صغير لأنه مفضوح وبيّن..هذه التجزئة ربما تضيّع القضية بعد أن أفقدتها روحيتها ونبلها وحولتها إلى مشروع لأمراء السلطة الساعين وراء الظهور والثراء..

الآن يصدّقون الشعارات الأردوغانية الباحثة عن دور جديد للدولة العثمانية, ولا يعلمون أن هذه الدولة قضمت ما هو أكبر من مساحة فلسطين وهددت بالأمس القريب بدكّ دمشق بصواريخها إن لم تركع أمامها.. أردوغان يوسع ملعبه إنطلاقا من مصلحته ومصلحة شعبه وليس حبا بفلسطين وبشعب فلسطين ولو أنه أحب فلسطين وشعبها لعمل على توحيد هذا الشعب بدلاً من تكريس انقسامه واقتتاله.. هذا الانقسام كفيل وحده بتدمير القضية وتحويلها إلى قضية أشخاص يبحثون عن منافعهم ومناصبهم ومميزاتهم..

أكثر من ستين سنة وأنتم ضائعون تسيرون خلف سراب الكلمة الكاذبة والشعارات المخدرة وقضيتكم تئن من نزيف الدماء . وتجار الدماء يقبضون الأثمان ويتسوقون في كل مدن العالم ويبنون القصور والعمارات وعند المساء يعتلون الشاشات طالبين من الشعب المسكين الصمود والثبات وتقديم المزيد من الدماء!!!..

إلى متى تبقون أسرى الشعارات والكلمات. ألم يتعلم هذا الشعب دروس التاريخ؟. ألم يسمع أحد أن شعوبا اندثرت ومحيت من الذاكرة والتاريخ, لأن فسادها الداخلي قرأ عليها الفاتحة...التاريخ لن يرحم بل سوف يسجل أقوالنا وأفعالنا وما آلت إليه أمورنا.
صار أكثر من معيب هذا الانفصام. بل صار مطلوبا التوحد تحت اسم واحد وقلب واحد وشعار واحد هو الوطن ليس غيره. من يرفع شعارات مؤدلجة يغطي فيها مآربه. سيسقط وتسقط معه القضية كلها.

قضية فلسطين ليست للمسلمين وحدهم وليست للمسيحيين وحدهم. هي قضية الفلسطينيين وحدهم وبكل أديانهم ومعتقداتهم ومذاهبهم.. أبعدوا الأدلجة الدينية عن هذا الصراع ولا تستبدلوا صراعكم مع اسرائيل بصراع آخر فيما بينكم فيصبح كل شيء قبض الريح ويسقط عندها الزمان والمكان....

حولتم قضيتكم إلى قضية دينية فأسستم أحزابكم الدينية التي يقودها أصحاب المصالح تحت شعارات مقدسة وآيات مقدسة. سلمتم القضية لمن يعتاش منها, لطالبي الثراء والوجاهة الذين يستمدون الاستمرار من آلامكم وأحزانكم.. مطلوب أن يستمرّ ألم الأمهات وبكاء الأطفال. مطلوب أن تقدموا مزيدا من الدماء ليبقى هؤلاء في عروشهم وعلى كراسي سلطانهم..

إن حققوا نصرا صغيراً سيكون على حساب كلّ الوطن ولكم أن تروا ماذا حدث بعد انسحاب إسرائيل من غزة. زاد الانقسام الفلسطيني وزاد التناحر وزادت آلام الفلسطينيين وزاد القتل وزاد تدمير البيوت وزاد التشرد!!!!.

لأنّ الشعب الفلسطيني لم يكن يوما في دائرة اهتمامهم الحقيقية, بل في دائرة مصالحهم الضيقة التي تنموا وتكبر على جراح اليتامى والمشردين وإلاّ كيف يفسر العاقل هذا الانقسام وهذا التمترس خلفه والإصرار عليه؟؟.
أحبوا بعضكم قبل أن يحبكم الآخرون.
انبذوا خلافاتكم ولا تدعوا الآخرين يزرعوا مزيداّ من التفرقة بينكم.
كونوا يداً واحدة وقلباً واحداً.
وطنكم هو أولاً وقبل كلّ اعتبار. قبل مذاهبكم وأديانكم وأحزابكم. هو الجامع الأوحد لكم وبدونه لن ترى قضيتكم النور....



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلمُ جريمته كبرى
- عصر الدولة الدينية انتهى
- المرأة في الحديث والسيرة الإسلامية
- كيف نقاوم الإرهاب والتطرف؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدّس - القضاء والقدر في القرآن 6
- ترانيم دول العبيد
- أساطير الخلق والتكوين في منطقة الشرق الأدنى القديم
- القتل في التوراة والقتل في القرآن
- هل الإله في التوراة هو نفس الإله في الإنجيل؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – النحو في القرآن
- لماذا نقد النص الديني؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – البلاغة في القرآن 4
- الإلحاد كلمة تطلق بغير مكانها
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في القرآن 3
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 2
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 1
- النظام عندما يعتدي على الدولة
- الناطقون بالعربية صاروا عبئا عليها
- متى نسقط الأوهام التي تقول: أنّ الله كتب وقدّر؟
- الدين عندما يعتدي على الوطن


المزيد.....




- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة
- وسائل إعلام: خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات تتعلق بانعقاد ...
- بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السا ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عهد صوفان - من يحب فلسطين يوحد الفلسطينيين