أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - إعلان دمشق إطار لابد من الحفاظ عليه














المزيد.....

إعلان دمشق إطار لابد من الحفاظ عليه


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 2144 - 2007 / 12 / 29 - 11:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


شكل إعلان دمشق نقطة نوعية في مسار العمل الوطني الديمقراطي ، رغم كل النواقص والسلبيات التي اعترت انطلاقته ،حيث لم يكن ممكنا للقوى الوطنية والأحزاب التي دمرها الاستبداد والقمع ، أن تتجاوز ذاتها وأمراضها واستيعاب الديمقراطية كمناخ وإطار لكل المتناقضات وحلها من خلال الصراع بنفس الحلبة الديمقراطية ، فالصراع ضمن الحلبة الديمقراطية من خلال صراع الأفكار والحوار والبرامج التي تعالج الواقع والمسائل المطروحة فيه هو الشرط الأساسي لنموها وازدهارها ، والديمقراطية بقدر ماهي مناخ لحل الصراعات والخلافات بطريقة سلمية ، يلعب العقل والسلوك فيها دورا حاسما ، بقدر ماهي لعبة تستدعي الحفاظ عليها والتمسك بها وبنتائجها التي تتطلب التواجد الدائم ضمن دائرتها وقبول نتائجها لأنها حاجة عامة هي فوق المصالح الشخصية الضيقة والحزبية المستبدة ، وبقدر التفاعل مع مناخها وبناء مؤسساتها بالقدر الذي تشكل مظلة واقية للجميع بمن فيهم الذين يخسرون على أرضها ، لأن الهزيمة فيها تستدعي القراءة والنقد بقدر ما تضع الفائز أمام الامتحان والتجربة والمحاسبة .
وعقد المجلس الوطني للإعلان رغم الظروف القاسية والقمع المعمم ، ورغم العثرات التي تمخض عنها المؤتمر والنتائج التي برزت إلا أن هذه الخطوة تبقى مؤشرا حيويا للمعارضة والنخب الوطنية التي تلتصق بالهم العام وتقرر السير بطريق التغيير الديمقراطي السلمي بإصرار وتحد ي، شكل الشرط الأساسي لمعركة التغيير .
لم يكن ممكنا لخطوة إعلان دمشق الأخيرة إلا إن تقع ببعض الوهنات ، وكان لابد لمؤتمر يضم شرائح وأطراف تمثل قوى وأفكار واتجاهات مختلفة ، إلا أن يعطي نتائج مرتبكة ومتعرجة كي تكون اللوحة شاملة للجميع والقراءة المتأنية للبيان التوافقي الذي نتج عن المؤتمر تعكس هذه النتائج بوضوح ، وتعكس الحجوم والأوزان لهذا التنوع من الاتجاهات والأفكار ، ويعكس شيئا مهما يجب التمسك به والحفاظ عليه وهو وحدة وطنية ، يجتهد كل طرف فيها ضمن رؤيته وقناعاته للوصول للديمقراطية وإلغاء عسف قوانين الطوارئ ومحاكمه الاستثنائية ، ودرء الخطر الذي يتهدد سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية ، من مشاريع خارجية ، أو استبداد داخلي .
لهذا كان على القوى التي لم يحالفها الحظ بهذا المؤتمر ولم تستطع برامجها وأفكار ها أن تتقاطع مع حلفائها إلا بهذا القدر ، أن تبرهن على ديمقراطيتها أولا القبول بنتائج المؤتمر ، ومن ثم ممارسة حقها ضمن دائرة التحالف بالنقد والتفنيد لكل ماتراه خللا ولا يلبي سقفها ، وطنيا كان أم ديمقراطيا.
إن حل التناقضات بالطريقة التي مارستها بعض القوى والتي نعتبرها ركنا أساسيا في الحركة الوطنية وساهمت بقدر كبير في بناء هذا التحالف ، شئ مؤسف ومؤس خاصة أن يبادر بعض الذين لايستوعبون الخلاف إلى التشكيك والاتهام ، خادمين بذلك النظام وأدواته التي لاتملك إلا سياسة القمع والإخضاع ولا تعترف برأي أخر ، هذا السلوك الغير مفهوم والذي يأتي في ظل الحملة الأمنية التي يشنها النظام على قادة وكوادر إعلان دمشق ، يضع مستقبل المعارضة الديمقراطية على المحك ، ويدلل على أزمة الديمقراطية التي نسعى لتحقيقها ، حيث إننا ومن خلال الأسماء والنتائج التي رشحت لايمكن لنا إن نشكك بصدق نضالها وتوجهها الوطني ، رغم قربنا أو بعدنا من اجتهادها الوطني ، هذاالسلوك والتقدير لجهدها واجتهادها لايثنينا عن مطالبتهم بالعقلانية والتروي واحترام القضايا العالقة كقضية مختلف عليها لاتشكل إجماع تتطلب النقاش والتروي والاجتهاد الذي يقرب ويوحد .
لاخيار أمام المعارضة إلا وحدتها الوطنية ، وإعلان دمشق ومجلسه الوطني يشكل الحد الممكن مرحليا علينا أن نحافظ عليه ونطور نتائجه ونحصن سياقه واتجاهه من خلال التفاعل معه ونقده من داخله ورفده بالمبادرات والأفكار والبرامج التي تجعل منه حاضنة جماهيرية وطنية تستطيع تحقيق الديمقراطية وكف يد الاستبداد وكنس الفساد وإعادة الحياة السياسية للوطن ، لانطيل إذا شددنا على أن تهيئة مناخ واستلهام تربية وسلوك لحل خلافاتنا هو الأساس الذي لابد منه للتغيير الديمقراطي السلمي الذي نكرره وننشده يوميا .

محمد زكريا السقال
برلين / 25 / 2007



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري بوزيد بيان تأسيسي للفكر الحر
- حسين الشيخ وحده القلق يمزق هذه الوحدة
- حوارية مع الشعور القومي وآخرين
- أعادنا للحياة ومضى
- فاطمة ابراهيم جائزة ابن رشد للفكر الحر
- نجوى بركات في -لغة السر- والثورة الدائمة للعقل
- فلسطين عروس التيه العربي
- سياسة العهر، وتحول العهر إلى سياسة
- عارف دليلة كل عام وأنت بخير
- معارضة بالكيلو وعلى الميزان
- المنسي...ذاكرة في الحاضر
- اقرأ طرقت باب التابو في -قبل أن تحاسبوا*
- علي الشهابي ..المعتقل الدائم
- تصريحات البابا ، دوائر مغلقة
- مناضلان إشكالية ، وإشكالية المناضلان
- ما بعد الحرب على لبنان قلق أسئلة لآفاق قادمة
- الذكرى الخامسة للحادي عشر من سبتمبر
- لاصدر إلاك
- عندما يبكي لبنان
- مشروع ايراني ..أين المشروع العربي؟


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - إعلان دمشق إطار لابد من الحفاظ عليه