محمد زكريا السقال
الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 03:52
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الدموع التي تهدج بها وجه رئيس الوزراء اللبناني السيد فؤاد السنيورة ، كانت دموعنا نحن العاجزون ، نحن أيتام هذا التاريخ ، المثكولون ، بعروبتنا ، المفجوعون بكرامتنا .
نحن ياسيدي ، ياسيد لبنان المقهورون ، المكبلون ، المعتقلون ضمن هذه المساحات المسماة زورا وبهتانا وطنا عربيا. كنا نصرخ ياسيدي ، كنا نتمزق مع كل قذيفة تطال لبنان ، إلا أنه ياسيدي ما أقبح الذل وما أبشع الاستضعاف ، وما أحقر الاستعباد ، فنحن يا سيدي مستعبدون ، والعبيد لاتجير ، ومن الواضح أننا سنبقى هكذا رغم جيرتك لنا ، وعطفك علينا ، ورحمتك بضعفنا . لقد كنت القوي يا سيدي ، وهذه الدموع كانت أجمل مراثي العرب فوق هذه الأطلال التي زرعتك ورودا وشمسا ، وهواء. ستقوم على أنقاضهم ، وستتعافى يا سيدي سيد لبنان. بكل بساطة لانملك نحن المطعونون برجولتنا ، إلا ان نوقد شمعة لقيامتك ، لحريتك ، ولم تكن رخيصة أبدا ، لقد بذلت في سبيلها الدماء ، والقرى والبيوت ، وسنمسح دموعك بأكفنا الهزيلة الضعيفة ، ونكتب في تاريخنا ، أننا نحن عبيد المنطقة العربية ، المعتقلون في أوطاننا ...نشهد بأنه..خذل لبنان ، وذبح لبنان عام 1976 وقام وخذل وذبح ثانية عام 1982 ثم قام ، وخذل وذبح عام 2006 ، وهاهو يقوم ، فارحمنا ياسيدي في قيامتك ، لا تأخذنا بجريرة حكامنا ومسؤولينا،ولا تزرنا وزر حكامنا. سنحج للضاحية الشامخة رغم جراحها ، ولبنت جبيل ، وعيترون ، وبعلبك ، ومارون الراس ، وسنرتل الأناشيد ، نوقد الشموع ونزرع الورود ليعود لبنان الجميل ، لبنان الملتقى ، لبنان الحرية ، لبنان الأدب والثقافة لبنان فيروز ومارسيل ، وخليل حاوي ، والياس أبي شبكة ، لبنان حسين مروة ومهدي عامل ، لبنان جبل عامل بعلمائه وشيوخه هاني فحص ، محمد حسن الأمين ، لبنان عباس بيضون ، والياس خوري ، محمد علي شمس الدين ، فضل مخدر و شوقي عمار ، كلوديا أبي نادر ، وكل ما يفرح لبنان ، ويغني لبنان ، فلا تحرمنا الصلاة في أرض لبنان ، فلبنان هو الوحيد الذي قدم دمائه فداء هذه الأمة عسى أن تتعظ.....
#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟