أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - أي سياق تسلك المعارضة في خطابها















المزيد.....

أي سياق تسلك المعارضة في خطابها


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 09:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ فترة وأنا متهيب من الخوض في أتون السجال الجاري والذي تفرزه بعض من النخبة السورية المعارضة عبر مقالات في الصحف وعلى صفحات الإنترنت المختلفة . أسبابي كثيرة ، تبدأ من عدم رغبتي في الإقتراب من ساحات الردح كظاهرة لا أرى دوراً لها سوى ما تبثه من تفرقة وتشرذم في واقعنا المأمول تغييره ، وصولا إلى رفضي الإنسياق الى منطق الإتهام والتخوين وهو ما أعتبره ظاهرة متلازمة مع المنطق الذي سبقه . فالعمل السياسي القائم على الابتسار والسطحية وتبسيط الأمور سينتج باعتقادي مفاهيم تجعل من النخب السورية حاضنة فارغة عديمة الإنتاجية ، هذا اذ لم توردنا لحفر يصعب ردمها وتعيق تقدمنا تجاه الهدف الذي يردده الجميع وهو التغيير الديمقراطي .
ولأن التغيير الديمقراطي مطروح في سوريا وليس في بوركينا فاسو فدائرة العمل هي سوريا ورافعة العمل هي الحركة الوطنية السورية التي تناضل بشروط أقل ما يقال بها إنها تناضل باللحم العاري في مواجهة الإستبداد والدكتاتورية ، والتي أحرزت بخطوة اعلان دمشق نقلة جيدة ما زالت تتطلب ترسيخها وتمتينها والإلتفاف حولها.
وحيث أن بعض التوصيفات والاجتهادات الإنترنتية من بعض النخبة أصبحت تهدد بتفكك المعارضة وتشكك في نضالها . إضافة الى أنها ترسم اشارات قاعدتها فيها الكثير من علامات الإستفهام عن المآل الذي ترغب في الوصول اليه أو ايصالنا اليه ، خاصة عندما تصيب سهامها رفاق الطريق والمعتقل والزنازين .
ما مبرر توجيه الإتهام أو الغمز من قناة الإصطفافات الطائفية أو محاباة السلطة عندما نختلف في تحليل وقراءة المرحلة السياسية الراهنة ، أو عندما نعتقد أن عامل الضغط الخارجي الذي يعول علية البعض بنسب متفاوتة لا يعني بالنسبة لهم ولنا التضحية باستقلال البلد وسيادته. قد نختلف وسنختلف دائماً في التحليل ولكنا لا نرغب في أن نحل سفك دمنا أو دماء من نختلف معهم من رفاق زنازيننا ومنافينا . فما الذي يفرقنا في هذه الحالة عن أنظمة الإستبداد التي زجتنا جميعاً في السجون والمنافي .
هذا يدعوني للتساؤل عن حدود اللقاء أو عدمه بين قوى سياسية مختلفة المنابت والأصول – اليس التلاقي على برنامج مرحلي يجمعنا يعتبر أداة قوة لا بد من تطويرها لخدمة برنامجنا المرحلي للتغيير . ألم تتوافق القوى المختلفة حول اعلان دمشق لماذا لا نفعله ونطور من أدائه بدل من استهلاك قوانا في معارك هامشية تفتتنا وتستنزفنا وبالتالي تبعدنا عن إشراك والتفاف القوى الحية في سوريا.

ان عملية التغيير الديمقراطي ودحر الاستبداد والدكتاتورية هي المهمة المركزية وهذا ما تناضل من أجله المعارضة بكل أطيافها . في معرض التصدي لهذه المهمة من الضرورة أن يكون تصدينا محكوم بقراءة الواقع السوري والظروف المحيطة به والتي تتجسد بثلاث عوامل لا أعتقد أننا نختلف في ترسيمها :
1 . النظام
ما لا نختلف عليه هو النظام ، و توصيفه كنظام فقد مشروعيته من خلال اغتصاب السلطة والشعب وإدخال سوريا في دائرة الخطر نتيجة لسياساته الداخلية التي رسخت الفساد السياسي والإقتصادي وممارساته في لبنان التي جعلته يتصادم مع المجتمع الدولي . على الرغم من ضعفه على المستوى الدولي والإقليمي والعربي إلا انه مازال الطرف القوي بالداخل بالنسبة للمعارضة والمجتمع نظراً لإطباقة المحكم على المؤسسة الأمنية والعسكرية لخدمة مصالحه في استمراره قابضاً على السلطة والبلد ومقدراتها.

2 . المعارضة
بكل أطيافها ومكوناتها هي تلك القوى السياسية الوطنية التي أنهكت وحطمت جراء القمع والإعتقال وأقصيت عن محيطها الحيوي ، هذا وعلى الرغم مما يعتريها من ضعف تحاول لملمة جراحها وتحشيد قواها رافضة الواقع القائم لتعمل ضمن شروط صعبة جداً للقضاء على الإستبداد. أحرزت مؤخرا نقلة للأمام باعلان دمشق لتوحيد وحشد صفوفها من أجل التغيير الديمقراطي .


3 . الشعب والمجتمع
عبارة عن كتلة مهمشة مستلبة مضطهدة مروعة منطوية على أمراض خطيرة عمل النظام على ارهابها وابعادها عن لعب دورها وحقنها بالفيروسات الطائفية والعشائرية وقد زاد الجرح العراقي والدماء التي ينزفها والإنقسامات التي يعيشها من مخاوفه وهلعه من مصير مشابه .

يبرز لنا أمام هذه القراءة السريعة للواقع في سوريا موضوع الخارج مع كل تعقيداته و تداخلاته واشكالية اطرافه مما يجعلنا نقدم مفهموما لتوصيفه
1 . الخارج وهوعامل اشكالي ملتبس ورغم تحديد المعارضة لموقف من التدخل الخارجي إلا أن ضعفها الراهن يجعل طيفاًً منها يعلق آمالاً على هذا الضغط وربما تتمنى فئة منها تطوره لحد التدخل المباشر في إزاحة رموز النظام وتنظر له كمخلص من وضع موضوعي ترى نفسها عاجزة بامكاناتها الراهنة عن تغييره.
إن الرؤى المختلفة للخارج ودوره يجعل بعض من قوى المعارضة تدخل في نزاعات ونقاشات عصبية مع حلفائها تسخن أحياناً وتتجه في أحيان أخرى لتوجيه اتهامات واتهامات متبادلة في معرض طلبها عدم التركيز على هذا الموضوع متهمة من يرفض التعويل على دور للخارج في عملية التغيير في سورية بالقرب من السلطة وطروحاتها. هذا البعض يحاول فرض التعاطي مع هذا الموضوع بباطنية أتهامية في طرحهه وتقديمه بصورة غائمة عائمة ، رافضاً الجزم والحزم في تحديد موقف من هذا الخارج والذي نعرفه بأنه الدوائر المعادية التي تخطط لإعادة صياغة المنطقة ضمن مصالحها ومشاريعها.

أما الخارج المسكوت عنه فهو المجتمع المدني والقوى التقدمية ضمن أطرها المختلفة في الغرب وأمريكا وهو الخارج الذي لابد من التواصل معه لعدم انفصال طموحاتنا بمجتمعات عادلة ديمقراطية عن طموحاته ونضالاته . لغاية هذه اللحظة لا توجد أي خطة واضحة للتوجه ومخاطبة هذا الخارج للتبادل المعرفي والنضالي معه ولا أعتقد بأننا نختلف حوله وبأنه لابد من مد الجسور والتلاقي .

2 . الأطراف التي انشقت عن النظام وتحاول تصفية حسابات شخصية معه هي أطراف لا نعول عليها في احداث ثقل نوعي لصالح المعارضة والتغيير في سوريا ولكنا لا نجد تعارضها الحالي إلا بداية لانفراط عقد هذا النظام لهذا نقول لسنا ضد معارضتهم النظام وليس لدينا وهم حول معارضتهم هذه فهم ليسوا في قاربنا وبرنامجهم لا يشبه برنامجنا ولكنا لن نقول لهم اجلسوا في بيوتكم.

أمام هذا نقول ان اولى مهماتنا تتلخص في زيادة وزننا النوعي في الشارع والمجتمع السوري ، بل لقد نادينا لنتفق على خطة عمل تتناغم فيها قوى المعارضة الموجودة في الوطن والأخرى في المنافي لدعم التغيير والحراك الديمقراطي في الداخل . قلنا نحن ضعاف وهذا يؤكده كل الحلفاء فإذا كانت المعارضة لاتحشد أكثر من 400 معتصم أمام القصر العدلي لإلغاء قانون الطوارئ فلنعمل على زيادتهم 4000 من خلال توحدنا ونشاطنا في صفوف المجتمع بل قلنا أكثر من ذلك ، قلنا لندع كل عوامل الإلتباس خارجا ونلتقي كقوى يشكل أعلان دمشق سقفها لتوحيد رؤانا ومفاهيمنا .



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - أي سياق تسلك المعارضة في خطابها