أعادنا للحياة ومضى

محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 11:36
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

توفي صخر فرزات ....هكذا وبكل بساطة، كما هي عادته فعلها وهو يبتسم، صخر الذي وسعنا قلبه فضاق منه وقرر أن يتوقف دون أن يشعرنا إننا أرهقناه. القلب الذي ضخ ما استطاع من دماء من أجلنا ، بين انتظار في محطة، أو مراقبة قدوم الطائرات التي تقلنا، يهرع إلينا باشاً معانقا، لتشرق باريس، وهو يطمئن علينا، سكنا وإقامة وثم السهرة المعتادة في البيت الصغير الكبير، البيت الذي يسعنا مهما كان عددنا. نتبادل الأنخاب، يتذكر الرفاق واحداً واحد، وعائشة تختال وعلى شفاهها ابتسامة هي بين الشعر والأمان، وصخر لا يسعه شئ، هذه الحركة التي لا تهدأ بحاجة لقلب أكبر مما يحمله هو، يمكن أن أعذر قلب صخر الذي توقف فجأة، فقلب الأطفال لايمكن أن يقلع بهذا الانسان الذي يحب الآخرين بهذه الطريقة.
يمكن أن تكتبوا عن صخر الفنان ما شئتم، فأنا لاعلاقة لي بالفن وقراءتي لأي لوحة هي قراءة إنسان عادي، وهذا لا يفسد حبي واعتزازي بعلاقتي بكثير من الفنانين ها أنا أفقد عزيزاً منهم كما فقدت من قبل برهان كركوتلي، الذي فيه شئ من صخر، الطفولة والبراءة والحب للآخر الذي يفتح أبواب الحياة للجميع، حيث يمكن أن تكون هذه الأشياء هي التي قربتني منهم، ارتباطهم بالهم العام من خلال الارتباط بالانسان، ابتعادهم عن السياسة الضيقة والمحشورة في أطر ودوائر، حبهم للأطفال وبتفجعهم لدمعة طفل، حبهم ووفائهم لنسائهم وحبهم للمرأة بشكل عام، لم تخل جلسة لصخر إلا وتكلم عن عائشة، ولم يلتقي بأديب أو صحفي إلا وقدم عائشة، وعائشة هي القامة الشعرية التي غبن حقها وظلم، رغم عدد الدواوين والأماسي التي قدمت فيها شعراً يقف بجدارة إلى جانب اهم الأسماء في الساحة الأدبية.
لهذا فأنا وأصدقائي نفتقد اليوم إنسانا، في عالم قل فيه هذا النوع، نفتقد حبا، حبا من الذي نحن إليه ونستجديه في هذا الجحيم من النفاق والدجل، نفتقد صدراً كبيراً للبوح نلجأ إليه ونحتاجه لصراخنا وبكائنا وممارسة طفولتنا.
صخر أيها الطفل المشاغب، كم ألفنا مزاحك ومداعبتك، لكنك اليوم قررت ان تؤلمنا بهذا العبث الانساني الذي كنت تستدرج إليه قلوبنا ومحبتنا.
نم هادئاً....
ودعنا نتزود الطريق
برلين 05/03/2007

#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات