أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد زكريا السقال - اقرأ طرقت باب التابو في -قبل أن تحاسبوا*














المزيد.....

اقرأ طرقت باب التابو في -قبل أن تحاسبوا*


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 1691 - 2006 / 10 / 2 - 09:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


لاشك في أن التعرض لمشكلة من مشاكل التابو ، المحرم في مجتمعاتنا خطوة تمتلك من الجرأة والاقدام ، ما يفرض تقديرها واحترامها .فمسألة المثليين مسألة شائكة في المجتمع العربي ، وليس من السهل التعاطي معها ، لما تختزنه الثقافة العربية عن هؤلاء من احتقار ، ونبذ ، ورجم وتعزير . رغم ذلك ، فالمثليون متواجدون في كل العالم بما فيهم العالم العربي الاسلامي ، بل ان الظاهرة متواجدة وقديمة قدم التاريخ البشري ، وسجلت تراثا ثقافيا وأدبيا ، فكانت في الحضارة اليونانية سافوا الشاعرة التي جسدت ادب المثلييات ، وكذلك الحسن ابن هانئ أبي نواس وأدب الغلمان .
وأن تتصدى محطة إقرأ الفضائية الدينية التوجه لهكذا مسألة فهذا يعني أن الاعلام العربي يكون قد وضع قدمه وبجرأة في الاتجاه الصحيح. في الاتجاه الصحيح بمعنى في اتجاه نبش الظواهر والأمراض والمشاكل التي تفتك بنا ونتهرب من طرحها ونتعامى عن وجودها بين ظهرانينا خوفاً من السلطات التي تحكمنا ، سلطة الدين والثقافة المشوهه ، والسلطة السياسية رأس العلة الأساسي التي تعمل على تجيير كل ما يترك المجتمع مقموعا ومستلبا .
في الحقيقية ان مسألة مثل المثليين لاتعنيني من قريب أو من بعيد ، وقد كنت بل مازلت متهيبا من أن تناولها فهي ليست على جدول أعمالي ، إلا إن هذا لايعني أنها ليست على جدول أعمال المجتمع ومستقبله . فالموقف من هذه الشريحة الاجتماعية والتعامل معها يعكس وعيا وثقافة وتطور في المفاهيم . فنحن مجتمع مازلنا نخجل بجسدنا وبكل ما يحيط به ، ونواري عوراتنا بعورات من نوع آخر ، نداوي مشاكلنا وأمراضنا بالسترة ، بالترائي وبالجهل. ونطلب من شريحة ( مهما صغرت) بالتخفي والعيش بالظلام فحكمنا جاهز وأدوات القمع لا حدود لها.
لذا فالخطوة التي قامت بها اقرأ ، رغم الارتباك الذي لف المتحاورين ، خاصة أن التيار الديني كان حاضرا بالشيخ الذي لم يسعفني الحظ بحفظ اسمه ، ورغم إن مقدمة البرنامج لم تستطع الاحاطة بالموضوع من جهة عمق الأسئلة ، ورغم التوتر الذي احاط بالمتحاورين ، إلا أن المرء استطاع أن يتعرف على جانب موجود بيننا ، يعاني شيئا ما وله هواجس ومطالب ورغبات ، يمارسها سرا ويعتبرها حقا .
من هنا أقول ان كانت هكذا رغبات لشريحة لاتلفت انتباهنا ، وتشكل جرما وحرما في المجتمع ، فهذا لايعني إنها الوحيدة التي تنخرنا وتفتك بنا ونحن ندرك ذلك ونسير مغمضي الأعين ، (مطنشين) وكأن النخب في وطننا لاتسطيع رفد الرطن إلا بما هو هامشي ، وما هو معلب ، ومستورد ، فمن غير المنطقي الحديث عن الحرية والديمقراطية ، وبناء المجتمع المدني ، والحداثة والنهضة ، وكأن هذه المسميات منعزلة عن الواقع وما يعتريه من ظواهر وأمراض وأدواء ، فليس من المعقول ان نتكلم عن المدنية والوحدة الوطنية ، ووعينا أصولي ، أصولي بالمعنى السياسي ، وأصولي بالمعنى الأيديولوجي بمعنى تقديس الحزب وتقديس الأيديولوجيا على حساب الواقع ، بل أكثر من ذلك قد يكون وعينا وعيا طائفيا ، أقلويا ن وبهذا المعنى تكون النخب فارغة ومفوتة
فالمثقف هو الذي يقف على الحفرة ويحدد بدقة أن هذه حفرة ، ثغرة ، المثقف هو الذي يعلق الجرس لصالح المجتمع ، ليس لسبق صحفي او كتابي ، المثقف هو الذي يسمي الأشياء بأسمائها ، مدركا أن ثمنا ليس رخيصا سوف يدفع قد يكون حياته ، لهذا لندفع بهذه الخطوة لنزع الغطاء عن كل الظواهر التي مازالت تابو في بلادنا ولنناقشها ، والنقاش لابد وأن يتطرق الى الدين الذي يجب احترام تاريخه ودحض ادعاءات حاضره ، فالزمان والمكان عاملان يجب سحبهما على النص ، ويجب فتح ملف الطائفية والأقليمية ، وحقوق الأقليات ، والقانون ، والقضاء والمشاكل الاجتماعية ، يجب استدراك الأمور من زاوية معالجتها وليس السكوت عنها . دفن الرأس في الرمل لايحل مشكلا ، ولايدفع باتجاه مستقبل نحلم به وسنبنيه سويا من خلال تفاعل الجميع ورفض كم الأفواه .

* برنامج حواري مسائي قدمته فضائية اقرأ بعنوان قبل أن تحاسبوا يوم الجمعة 29/9/2006



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الشهابي ..المعتقل الدائم
- تصريحات البابا ، دوائر مغلقة
- مناضلان إشكالية ، وإشكالية المناضلان
- ما بعد الحرب على لبنان قلق أسئلة لآفاق قادمة
- الذكرى الخامسة للحادي عشر من سبتمبر
- لاصدر إلاك
- عندما يبكي لبنان
- مشروع ايراني ..أين المشروع العربي؟
- السيف أصدق أنباء
- غزة والطلقة الأخيرة
- على ضفاف المدن الغريبة - إلى صديقي فاتح جاموس والمستقبل الذي ...
- الوطن العمارة
- الأمن اختصاص وطني غبر قابل للتصدير
- الشعر والانتصار على الحياة
- رحلة مع نزار قباني
- الإخوان المسلمون في سوريا والحوار المطلوب
- أي سياق تسلك المعارضة في خطابها


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد زكريا السقال - اقرأ طرقت باب التابو في -قبل أن تحاسبوا*