أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - سينما السبعينيات وحقوق الإنسان















المزيد.....

سينما السبعينيات وحقوق الإنسان


هويدا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 07:05
المحور: الادب والفن
    


إن فكرة التسامح وأسلوب الحوار وقبول الآخر، وأين تقف حقوق الفرد لتبدأ حقوق الآخرين جميعها موضوعات تطرح نفسها وبقوة في عصر تدنت فيه حقوق الفرد ، مما يدفع وبقوة إلى أهمية النهوض بثقافة حقوق الإنسان ، لذلك نجد أن الارتقاء بهذه الحقوق ونشر ثقافتها بات مطلبا حقيقيا ، وهذا ما يدفع باتجاه الاهتمام بنشر هذه الثقافة سواء من حيث المواد التعليمية أو من خلال وسائل الإعلام.
إذن الثقافة الحقوقية في المنطقة العربية المتدنية تستوجب النهوض بها من خلال المواد التعليمية ووسائل الإعلام المختلفة
بعد أن اتسعت آفاقها في مختلف أنحاء العالم وباتت من مقومات التنمية في أي بلد، فالتنمية لم تعد مجرد نمو اقتصادي وإنما تمكين المواطن من أن يحصل على حقوقه السياسية والمدنية جنباً إلى جنب مع حقوقه الاقتصادية والاجتماعية مثل حقه بالسكن والتعليم وغيرها من مناحي الحياة .
لذلك من المهم البحث عن هذه القضايا الحقوقية في السينما التي باتت بدورها من أهم المؤثرات الثقافية في المجتمع .
وقد قام الدكتور ناجي فوزي بالبحث عن هذه القضايا من خلال أفلام سينمائية ، وقراءة كيفية تناول صناع الفيلم السينمائي هذه الحقوق سينمائيا .
ونحن بدورنا نمارس نقد النقد ، ونقوم بعملية قراءة علي القراءة ، لنري كيف تناول الباحث هذه القضايا الحقوقية في فيلم " الكرنك " ، وما الذي ركز عليه في قراءته ، وما الذي أغفله .

وفيلم الكرنك من الأفلام التي تتناول فترة حكم الرئيس عبد الناصر ، وبرحيله بدأت السينما المصرية في فترة السبعينيات تتخذ اتجاهاً مغايراً لما كان سائداً في عهده من حيث النوع أو الكم كما انطلقت موجة من الأفلام تنتقد فترة حكمه وتبرز سلبياتها.. وكان من أهمها وأقساها "فيلم الكرنك" الذي أُنتج عام 1975 وأثار جدلاً واسعاً وانتقادات من عدة أطراف، وهو من بطولة الراحلة سعاد حسني ونور الشريف ومحمد صبحي وكمال الشناوي . الفيلم مأخوذ عن رواية نجيب محفوظ التي تحمل نفس العنوان وتتناول فترة من تاريخ مصر شديدة الخطورة والتأثير علي الشخصية المصرية ،حتي فترة بعيدة قادمة . الفترة التي أعقبت هزيمة 1967 ، كتب السيناريو ممدوح الليثي أخرجه علي بدرخان. أثار الفيلم ضجة كبيرة عند عرضه واعتبر أنه من ضمن الحملة الموجهة والمنظمة ضد عبد الناصر بعد وفاته ، وأنه تجريح شخصي لذات عبد الناصر وانقلاب على الثورة وأهميتها، إضافة إلى أنه تناول جانبا واحدا من هذه الفترة وهي "مراكز القوى" مجسدة برئيس المخابرات "كمال صفوان" الذي أدى دوره الفنان كمال الشناوي ورجاله المخصصين لتعذيب مجموعة من الطلبة تم اعتقالهم واتهامهم بالانتماء إلي تنظيم شيوعي، فيتعرضون للتعذيب الشديد للاعتراف على أنفسهم بما يريده رئيس المخابرات . يموت أحدهم بسب التعذيب.. وينهار آخر تحت وطأة التعذيب ليعترف على نفسه وغيره بما هو ليس حقيقة . تتعرض حبيبته للاغتصاب أمام عينيه، واعتبر مشهد الاغتصاب من أكثر المشاهد التي لا تنسى في تاريخ الأفلام المصرية . ولنبدأ بالورقة البحثية التي عرضها الدكتور ناجي فوزي في الندوة التي أقيمت بمركز سينما حقوق الإنسان . لقد بدأ الدكتور ورقته بمقدمة تاريخية توضح اهتمام الآداب منذ عهد قديم بقضايا حقوق الإنسان واستشهد بالعمل الخالد لسوفوكليس وهو مسرحية أوديب ملكا :
" حتى أننا نستطيع أن نلاحظ أن تاريخ الفنون المتميزة في العالم هو ذاته تاريخ علاقة هذه الفنون بموضوعات حقوق الإنسان (بغض النظر عن تفصيلاتها الدقيقة) فمأساة الملك "أوديب" (سوفوكليس/ اليونان) ليست مقصورة على مجرد فكرة "القدرية" التى لا فكاك منها؛ فلا يستطيع الأبوان الملكان أن يهربا من تحقيق نبوءة أن طفلهما الوليد سوف يقتل أباه يوماً ثم يتزوج من أمه، ذلك أن محور هذا العمل الفني يستند إلى فكرة السعى للفكاك من هذا القدر ذاته، وهذا هو حق الإنسانية في حرية الاختيار (وإن كان يقابله في هذه المسرحية حق القدر في أن يجنى الإنسان نتائج اختياره أياً كانت هذه النتائج)" .
وبالنظر إلي هذه المقدمة يمكن لنا أن نوضح أنها ليست أدلّ نموذج علي القضايا الحقوقية ، فأوديب حقه كان إرادته الإنسانية في مقابل إرادة عليا قدرية ، وهي إرادة الآلهة ، ولكن هناك من قصص التمرد والمطالبة العادلة بالحقوق نجدها عند سبارتاكوس ، قائد ثورة العبيد ، الذي ثار علي الإمبراطور الروماني ، ورفض القهر والظلم .
بعد ذلك بدأت الورقة ببيانات توثيقية لصناعة الفيلم أجد أنه من المهم إثباتها كما هي ، فهي بيانات تاريخية توثيقية لن نضيف إليها شيئا سوي إثباتها كما هي :
• أولاً: بيانات توثيقية
• الإنتاج: ممدوح الليثى
o الإخراج: على بدر خان
• القصة: نجيب محفوظ
• السيناريو والحوار: ممدوح الليثى
• التصوير: محسن نصر
• المونتاج: سعيد الشيخ
• الموسيقى: جمال سلامة
• المناظر: ماهر عبد النور
• إخراج المعارك: محمد راضى
• التمثيل: سعاد حسنى (زينب دياب)- نور الشريف (إسماعيل الشيخ)- محمد صبحى (حلمى حمادة)- كمال الشناوى (خالد صفوان)- فريد شوقى (دياب)- شويكار (قرنفلة)- عماد حمدى (طه الغريب)- تحية كاريوكا (أم زينب)- فايز حلاوة (زين العابدين) على الشريف (حسب الله الفرارجى)- محمد توفيق (والد حلمى).
3- القضايا الرئيسية التى يثيرها الفيلم من وجهة نظر حقوق الإنسان :
يقول الدكتور ناجي فوزي في ورقته عن فيلم الكرنك :
( " يحتفى فيلم "الكرنك" بقضيتين رئيسيتين تسيطران سيطرة واضحة على فكر "صناعة" وهما قضيتا "الاختفاء القسري" و"التعذيب"، وإن كان الفيلم يشير إلى مسألتين أخريين تتصلان بفكرة حقوق الإنسان وهما "التجنيد للعمل لحساب الأجهزة الأمنية تحت الإكراه" و"انتهاك حرمة الحقوق الشخصية بالتنصت على المكالمات التليفونية"، وذلك من خلال اهتمام بالتفاصيل يتفاوت تفاوتاً تاماً بين هاتين المسألتين الأخيرتين.
إن أول القضايا الرئيسية التى يثيرها فيلم "الكرنك" هي مسألة "الاختفاء القسري للمواطن". ولعلنا نتذكر أن ظاهرة الاختفاء القسري في مصر قد اشتهرت في عقد الستينيات من القرن العشرين باسم "زوار الفجر"، أي هؤلاء الذين ينتمون إلى الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة الدولة ويقومون بإلقاء القبض على المواطن (أو المواطنين) في أي مكان يتواجد فيه (مسكن- عمل- طريق- نادى رياضي- دار علم... الخ) واقتياده إلى مكان مجهول للشخص نفسه (غالباً) ولذويه (عادة)، ولعل هناك من لا يزال يتذكر تلك العبارة المشهورة التى تصف مكان تواجد المواطن الذي يختفى عن ذويه قسراً بأنه "وراء الشمس". (وهناك فيلم مصري بهذا الاسم ذاته: "وراء الشمس"، كما أن هناك فيلماً أخر سابقاً له باسم "زائر الفجر"). في فيلم "الكرنك" هناك من يراقب الأنشطة الطلابية .
ثانياً: التعذيب (والتعذيب حتى الموت)
في الحقيقة أنه على الرغم مما قيل عن أن فيلم "الكرنك" يشتهر بمشاهد التعذيب العنيف، التى يحتوى عليها، إلا أننا نستطيع أن نكتشف أن هناك أقلاماً مصرية (لاحقة) أمعنت في إظهار التعذيب على الشاشة السينمائية من جهة، ومن جهة أخرى فإن فيلم "الكرنك" يقدم التعذيب من خلال قدر ملحوظ من الاستحياء، في الوقت الذى كان يعلم فيه معظم المصريين ببشاعة التعذيب الذى كان يقع على المسجونين السياسيين في عصر ما عرف باسم "مراكز القوى" ، ومن خلال ما عرف باسم "انحراف جهاز المخابرات العامة المصرية". )
وحين نناقش هذه القضايا نري أن الفيلم أيضا ناقش قضايا حقوقية أخري ربما ليست واضحة مثل القضيتين اللتين عرضهما الدكتور ناجي فوزي في ورقته إلا أنها قضايا أعتقد أنها ليست بعيدة تماما ، فهي قد تكون نتيجة حتمية لانتهاك حقوق الإنسان ، وقد تكون مسببة لها وهذه القضايا هي :
1 ـ قضية المثقف المأزوم والمهمش : في رأي نجيب محفوظ كاتب القصة الأصلي ، وكيف أن النظام الدكتاتوري السلطوي ، قام بدور رقابي دائم علي هذا المثقف ، فنراه يراقب مقهي الكرنك ، ويراقب المثقفين الجالسين يناقشون هموم الوطن ، ويذكر هذا بقصة حقيقية تعرض لها نجيب محفوظ ، حيث كان يجلس في مقهي ريش ، الذي رمز إليه بالكرنك في القصة ، ووجد واحدا من المخابرات ، أو زبانية النظام ، يجلس ، ليسجل عدد الجالسين ، وأقوالهم وهوياتهم . ويكتب تقريرا عنهم ، بل وصل الأمر إلي حد البجاحة أن طلب هوياتهم صراحة ، مما دفع نجيب محفوظ إلي الانقطاع لمدة عام ونصف عن مقهي ريش . أيضا قدم نجيب محفوظ ، وبعده كاتب السيناريو صورة المثقف الذي يتسم خطابه بالخطابية والحنجورية ـ إن جاز لي التعبيرـ فنجد الشاعر الذي يقول الشعر في المقهي بشكل خطابي ، وهنا ينتصر نجيب محفوظ لطرفين من أطراف النضال الثلاثي الذي سأشير إليه فيما بعد ، أقول ينتصر للحركة الطلابية وطبقة البولوريتاريا علي حساب المثقف ، فالمثقف عنده لم يكن واعيا تماما برؤية المشهد مكتملة ، ولم يكن لديه خطاب ناضج وواع وقادر علي التصدي لتحديات النظام بشموليته وديكتاتوريته .
2 ـ القضية الثانية التي ناقشها الفيلم هي مثلث النضال ، الذي شكل الجبهة الدفاعية ضد هيمنة النظام الديكتاتوري ، وهذا المثلث هو المثقف والحركة الطلابية والطبقة العاملة الواعية ، وقد تصدي هذا المثلث للقهر والهزيمة التي سادت المجتمع بعد حرب 1967 ، ووعي آليات التعامل مع الأزمة ، ولكن النظام قهر هذا المثلث ، ومارس عليه صنوف التهميش والتعذيب ، وضيع حقوقه الإنسانية ، بهدف حماية النظام ، والدفاع عنه ، والتهم جاهزة قلب نظام الحكم ، إخوان مسلمون ، شيوعيون ، والمفارقة التي يطرحها الفيلم أن يؤخذ الطلاب مرة علي أنهم إخوان مسلمون ، والأخري علي أنهم ماركسيون أو شيوعيون ، ولن أضيف علي وصفها بالمفارقة العجيبة .
3 ـ القضية الثالثة وهي العلاقات الاجتماعية المتهرئة بين نماذج الطلاب في الفيلم وذويهم ..............
4 ـ القضية الرابعة هي قضية عالم المهمشين ، الهامش المسكوت عنه أمام المتن والمركز ، الفقراء وعالمهم أمام الأغنياء ، فنجد زينب التي تقع فريسة لحالة الاكتئاب النفسى، وتعاني من إدمان الخمر ، كما تنحرف أخلاقيا ، فهذا الجسد الذي ظلت تحافظ عليه ، صار في لاشعورها ملوثا بعد أن أُمتهن باغتصابه علي يد رجل خالد صفوان ، فنجدها تمارس الوقوع والسقوط الأخلاقى ، بعد أن شعرت بانكسار داخلي .
كذلك نتتبع علاقة قرنفلة بحلمي حمادة ، الفقير المعدم ، الذي يبحث عن مأوي ، ولا يجده إلا في حضن وقهوة قرنفلة ، فتمد له يد المساعدة المادية ، وتنشأ بينهما علاقة خاصة ، ونلاحظ هنا العلاقة بينها وبين حلمي تأخذ شكلا مختلفا ، فهي ليست مومسا ولا تمتهن الدعارة ، بل هي أحبت الشاب بصدق ، وهو أحبها ، وعاش في كنفها ، وأعطته المساندة المادية والمعنوية والجسدية ، ولهذا ظلّ يحترمها ، ويقدرها بشكل خاص ، فلم تقلل علاقتها الجسدية معه من قيمتها في نظره ، وهي بشكل خاص رغم أنها لم تنل حظا من التعليم ، إلا أنها تملك وعيا سياسيا ، وتكاد تكون مثقفة وناشطة سياسية .
كذلك علاقة زينب مع تاجر الطيور الذي يسعي للزواج من زينب ، ثم يعمل علي تشويهها بعد الاعتقال ، وهنا قضية في منتهي الخطورة ، بل تعتبر قضية حقوقية من الدرجة الأولي ، وهي وضع المرأة في المجتمعات الشرقية ، المرأة ذلك الكائن الهش الذي يمكن تشويهه ، وتأثيمه بسهولة ، والناس تقف للمرأة دوما بالمرصاد ، فما إن تمتنع علي الرجل ، حتي يسارع بتشويهها وإطلاق الشائعات عليها ، والناس مهيأة دوما للتصديق . فقضية اللامقول والمسكوت عنه في المجتمعات الشرقية هي قضية المرأة ، وهي قضية حقوقية ملحة ، فالجميع يتواطأ ليؤثم المرأة ، ويطلق عليها الإشاعات ، مما يجعلها أمام خيارين كلاهما مر ، فإما تنسحب من التجمعات العامة ، وتترك عملها ، وتنزوي بعيدا ، وإما تنهار نفسيا وأخلاقيا وتتحول إلي امرأة رخيصة ، بعد أن كانت امرأة لديها خطابها ووجهة نظرها ، وأيدلوجيتها الفكرية ، وهذا ما وقعت فيه زينب بعد اغتصابها علي يد رجل صفوان .
5 ـ قضية أخري يجب مناقشتها ، رغم أنها تبدو متعارضة مع الفكرة الحقوقية في الفيلم ، وهي قضية تحامل مؤلفي الدراما علي عهد عبد الناصر ، لا ينكر أحد ما في هذا العصر من مسالب ، ولكن علينا مناقشة أمرين :
الأول أليس أصحاب زوار الفجر والتنصت علي التليفونات ، والتعذيب في السجون هم أنفسهم من خططوا ولاعبوا أقوي جهاز مخابرات في المنطقة علي الأقل وهو الموساد ، أليسوا هم أصحاب قضايا مثل رأفت الهجان أو جمعة الشوان وغيرها من القصص التي تثبت أن جهاز المخابرات المصري كان جهازا قويا ؟
أليسوا هم من خططوا للثورات في إفريقية وآسيا ؟
أليسوا هم من ساعد جمال عبد الناصر ليكون من زعماء العالم المعدودين أمثال نهرو وتيتو وغيرهم ؟
الأمر الثاني والذي يُعد سقطة جهاز المخابرات المصري أنهم انشغلوا بالأمور الصغيرة الداخلية ، وتخوين الناس ، وترهيب الحاكم من ثورات ضده كنوع من الابتزاز ، وما استعراض حرق شرائط التنصت علي رءوس الدولة ببعيد .
ولأن هناك تحاملا علي صورة رئيس المخابرات الذي فهم الناس أنه صلاح نصر ، فقد بالغ الفيلم في تشويه صورته ، حتي أنهم قدموه ساديا ومازوخيا في آن ، فكما يعشق تعذيب مسجونيه بالكهرباء ، فهو يجربها علي نفسه .
الرؤية السينمائية للقضايا الحقوقية
لقد نجح المخرج في وفريق عمله في استغلال الإضاءة لتصوير مشاهد التعذيب ، فنجد أن الإضاءة والظلال لعبت دورا في الإيهام بالتعذيب فيما يشبه خيال الظل .
كذلك لعبت الإضاءة دورا في تجسيد الرعب علي وجوه الطلبة الذين يتم تعذيبهم .
كذلك التصوير من أعلي مع الإضاءة الزرقاء أعطت الإيهام بشحوب وخوف حلمي حمادة ساعة التعذيب .
كذلك مشهد اغتصاب زينب رغم أهميته في الفيلم إلا أنه جاء مبالغا فيه حيث أصر المخرج كنوع من إثارة الغثيان والتقزز من المشهد ، أصر أن يأتي بمشهد تمزيق البلوزة ، وانكشاف جزء من ثدييها ، كذلك تصوير الكاميرا لفخذيها العاريتين ، في حين أنه كان يكفيه أن يوحي بالاغتصاب ، ولا ينفذه أمام الكاميرا ، ولكن المبالغة في إظهار التعذيب والإهدار الحقوقي لكرامتها ، فأتي به المخرج مكشوفا هكذا .
أخيرا ورغم أن الورقة البحثية جاءت لتكشف لنا رؤية سينمائية لقضايا حقوقية ، أي أن السينما وكيفية المعالجة السينمائية هي الأساس إلا أن الدكتور ناجي ركز في ورقته علي القضايا الحقوقية ، وعند الحديث عن المشاهد الفنية أحالنا إليها بشكل سريع يقول الدكتور ناجي في ورقته البحثية :
( " ثانياً: نواحى التميز الفنى في الفيلم.
أ- الإخراج.
ب- أداء الممثل.
ج- مواقع فيلمية متميزة (مصرع حلمى- اغتصاب زينب- اعتراف إسماعيل حماية لزينب -اكتشافه لمأساتها- فكرة الانتحار تراود زينب- معاناة الأسرة في البحث عن الولد الغائب /الاختفاء القسري... الخ).
ثالثاً: أوجه القصور الفنى (مكان التعذيب- الاستحياء في تقديم التعذيب منسوباً إلى السلطات في ظل الثورة المصرية لأول مرة على الشاشة).
كذلك يؤخذ علي الورقة البحثية أنها لم تتعرض للعشوائية التي تجهز بها التهم ضد المواطنين ، فنجد أن خالد صفوان يقبض علي إسماعيل أول مرة بتهمة الانتماء للأخوان المسلمين ، ثم يقبض عليه ثانية بتهمة الانتماء للشيوعيين ، وشتان بين الفكرين .
نلاحظ أن فيلم الكرنك ذو بعد سياسي وحقوقي واضح ، ولا يقترب كثيرا من البعد الإنساني النفسي الذي يقترب منه فيلم حلاوة الروح مثلا ، فالسينما السياسية بمعناها المباشر هي التي تعني أن الفيلم السينمائي يتناول قضية سياسية تناولا مباشرا مثل قضايا حرية التعبير ، وحرية الرأي وحرية الانتماء السياسي ، وما يترتب عليها من الحق في حرية إبداء الرأي بالطرق الشرعية والقنوات القانونية . ومما يؤخذ كذلك علي الفيلم عدم تعرضه للفساد الأخلاقي الذي يؤدي إلي الفساد السياسي .

هويدا صالح



#هويدا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء يبحثن عن كوي للضوء ما بين قاسم أمين والطاهر حداد
- قراءة في قصص ذاكرة الجسد
- المرأة الحزينة والمرأة الحالمة دوما
- الشيخ أحمد
- كوي صغيرة نبص من خلالها علي أعماق الأنثي المنسية
- أفضية الذات / عندما يصبح النقد موازياً
- رجل وحيد وشجرة عارية
- سبع مقاطع من يوميات شجرة عارية
- من يوميات شجرة عارية
- تزييف الوعي
- الواقف في مفرق التيه
- جل أسطوري
- نجيب محفوظ بين الرمز الفني والواقعي
- انعتاق
- نهاية الأضداد وبداية الإعلام غير المحايد
- الأستاذ منصور
- الموسيقي الكلاسيكية / عصر الباروك
- هو يحب الموسيقي ، لكنه ليس حالما تماما
- المرأة الحزينة
- عادل السيوي يمارس لعبة المرايا المتقابلة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - سينما السبعينيات وحقوق الإنسان