أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - نجيب محفوظ بين الرمز الفني والواقعي















المزيد.....

نجيب محفوظ بين الرمز الفني والواقعي


هويدا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 08:46
المحور: الادب والفن
    



شهادة ممتزجة برؤية نقدية
ربما تمنيت يوماً أن أراه .. أن أعرف من هذا الذي صنع شخصية السيد أحمد عبد الجواد بكل تناقضاته .. بكل نقاط ضعفه الإنسانية ... أن أعرف ذلك الذي وضع علي لسانه جملة مضيئة مثل " اكتب بضاعة أتلفها الهوي " ... كنت أتمني أن أحكي عن رؤيتي لنجيب محفوظ أول مرة في ندوة ما .. أو أقول قابلته في مؤتمر .. أو احكي قصة عن لقائي به في ندوته الأسبوعية ، ولكن من أين لي وأنا الجنوبية أن أري نجيب محفوظ في هذه السن المبكرة في القاهرة ... من أين لي بالقاهرة في هذا العمر المبكر .. نعم عمر مبكر حقاً ، فقد تعرفت عليه لأول مرة وأنا في الصف الأول الثانوي .. أول يوم لي في المدرسة الثانوية .. أول يوم لي وأنا أرتدي الزي الأزرق المبهر الذي أشعر فيه أنني آنسة .. أخطو بخطوات خجلي في اليوم الأول من أكتوبر عام 1982 ...البنات يقفن في فناء المدرسة حذرات ومتلصصات .. عيونهن تدور في الأنحاء .. يبحثن عن حلم يخبئنه تحت جناح عصفور صغير يحط بالقرب منهن علي شجرة الياسمين التي تلف سور المدرسة ... العصفور الصغير ينتبه علي أصواتهن التي علت فجأة حين مرَّ بالقرب منهن شاب رأينه في الصباح ، يقف منتصب القامة يحيي علم المدرسة ... يخفق العصفور الصغير ويطير بجناحين ضعيفين .. يحط علي شباك المكتبة بزجاجه الملون ... أدخل إلي مكتبة المدرسة مبهورة .. عيوني تلمح العصفور الواقف باستكانة ، وسط هذا الهدوء وابتسم .. لا يقطع الصمت سوي صوتي الذي كان ضعيفاً ، ومع ذلك انتبهت إليه أمينة المكتبة .. تجلس بالقرب من الباب . .. ترمقني بنظرة مستطلعة .. لا يدخل من هذا الباب كثير من الطلاب .. الكل كما لاحظت في اليوم الأول منشغل في فناء المدرسة .. وقت الفسحة البنات ينظرن بحذر إلي الأولاد .. والأولاد يستعرضون أمام عيونهن المتلصصة التي تدعي الخجل .. وفي الحقيقة كل واحدة تبحث لنفسها عن شاب تأتنس إليه .. أتبادل النظرات مع أمينة المكتبة .. وأقول في صوت هامس جعلها تضع يدها علي أذنها وتقطب جبينها وتقول ( بتقولي إيه ) ممكن حضرتك أدخل .. ترد بلا مبالاة وتشير بيدها : اتفضلي .. تدير وجهها نحو الباب ولا تنتبه للطائر الذي غير مكانه .. وقف علي إفريز النافذة الداخلي ... أسير كالمسحورة وسط الكتب علي الجانبين .. فهي مكتبة عظيمة بالمقارنة بكتب أبي التي يضمها دولاب صغير بعرض نصف متر وارتفاع متر في حجرة الضيوف .. عيوني تفر اللافتات علي الجانبين .. تستقر الآن علي الأدب .. .. أذهب وجلة إلي صفّ الكتب الذي يعلوه الغبار .. لأول مرة يطالعني اسم نجيب محفوظ علي كتاب ضخم مكتوب عليه قصر الشوق ... اعتقدت أنا الصغيرة خالص أنني أمام كتاب رومانسي عبيط كما كنت أُطلق دائماً علي قصص الحب الرومانسية ، ولكن ما إن وقعت عيوني علي صفحات الكتاب وفررتها .. حتي أصبحت متيمة به .. .. بجوار الكتاب الضخم أجد رواية كتب عليها اللص والكلاب ... تعاطفت مع شخصية سعيد مهران .. وأسرتني شخصية نور المحبة المتفانية ... لم أجد غضاضة في مهنتها أو .. لم انتقد وضعها الاجتماعي .. بل لهثت وراء عواطفها المتدفقة خلف سعيد وتمنيت أن ينتهي مسلسل القتل الخطأ الذي بدأه .. تمنيت من قلبي أن يستجيب لمشاعرها ويغفر للمجتمع قهره له .. كرهت من أجله رءوف علوان ذلك المثقف الذي أوقع به في حبائل الأفكار ، ثم خانه وخان أفكاره ... .. أمينة المكتبة تنبهني أنني جلست أقرأ لأربع حصص متواصلة وأنها لابد أن تغلق المكتبة ... وضعت الكتاب علي الرّف آسفة .. وقررت أن أعود إليه في اليوم التالي ... وحين سمعت جرس الفسحة أسرعت إلي المكتبة .. أكملت قصته ، ثم جففت دموعي من أجل سعيد مهران وعزمت علي بدء رحلتي مع أمينة بطلة الثلاثية .. قارنت دائماً بينها وبين أمي وغيرها من النساء ... وقررت أنني حين أكبر لن أصير مثلها ... صنعت في ذهني لها مواقف كثيرة تثور فيها علي السيد أحمد عبد الجواد .. صنعت لها عالماً افتراضياً متخيلا امتد طوال فترة قراءتي للثلاثية .. في عالمها الافتراضي جعلتها تثور وتغضب .. تواجه هذا التسلط .. تكشف هذا الخداع ... أحببت عائشة وخديجة .. تعاطفت مع مريم وشجنها الخاص ... حزنت من أجل موت فهمي حد البكاء .. تمنيت أن يتخلص كمال من حب عايدة الذي ملأ كيانه ولكنه لم يفلح .. وهكذا داومت علي الحضور للمكتبة في الفسحة والحصص الاحتياطي وحصص الألعاب غصت في عوالمه .. عوالمه السحرية .. شخصياته التي كنت أعايشها معه ... كدت أن أسمعهم .. أشاهدهم .. كنت أبكي لبكائهم ... وأفرح لفرحهم ... قرأت كل ما وقعت عليه يدي من كتبه التي كانت وللحق متوفرة .. وحين ذهبت للجامعة بعد ذلك بسنوات استكملت باقي كتبه .. كنت أبحث عن أي قصاصة ورق مكتوب عليها نجيب محفوظ .. ... قرأت رواياته التاريخية .... والاجتماعية والواقعية ... تأملت معه في كتاباته الفلسفية والميتافيزيقية ..قدّم لنا نجيب محفوظ نموذجين في روايتين لا يربطهما من رابط سوي هذين النموذجين .. الثلاثية ورواية اللص والكلاب .. في الثلاثية التقط شخصية فنية صنعها بمهارة فائقة .. مهارة مكنته من أن يخرجها من عالم الرمز والفن إلي عالم الواقع .. شخصية السيد أحمد عبد الجواد .. ربما لم تكن مصرية خالصة .. ربما لم يكن في المجتمع أحد يشبهها .. لم يكن الرجل المصري بهذا التناقض الصارخ .. وهذه السطوة الذكورية المبالغ فيها .. ولكنها بعد أن كُتبت بهذا الإحكام وهذه المهارة .. وأوجد لها نقيضها في ذات العمل الست أمينة المقهورة المستسلمة ساعتها تحولت الشخصية بنقيضها من رمز فني أدبي إلي رمز واقعي .. فصار كل رجل يريد أن يؤكد علي رجولته وسطوته أحمد عبد الجواد .. وصارت كل امرأة في الحقيقة ترضي بالذل والقهر الست أمينة . من منا لا يذكر خوف وانكسار الست أمينة وهي تضع عينيها في الأرض خجلة وتقول بانكسار " السوارس صدمتني يا سي السيد " من منا لم ينتفض قلبه والسيد أحمد عبد الجواد يصرخ " يعني خرجتي يا أمينة " تحول السيد أحمد عبد الجواد والست أمينة إلي نموذجين يُحتذيان في الواقع .. والحالة المقابلة تماماً هي شخصية سعيد مهران .. صاحب السفاح الذي قُتل في مغارة في الجبل بين حلوان ومدينة 15 مايو ... الذي تحولت مغارته إلي مزار سياحي ، يذهب إليه الناس مثلما يذهبون إلي عين حلوان والكبريتاج .. وظلت المغارة هكذا إلي وقت قريب .. إلي أن غزي العمران تلك الصحراء التي كانت تقع فيها مغارة السفاح .. وحِيكَتْ عنه قصصاً وروايات .. عن عمل السفاح علي محاربة الظلم .. والسعي إلي مساعدة الفقراء ... صار السفاح بعد تناول قصته في الجرائد رمزاً اجتماعياً .. تحول إلي روبن هود .. أو أمير اللصوص .. التقط نجيب محفوظ الشخصية من الواقع .. أدخلها للفن .. صارت رمزاً فنياً .. صارت سعيد مهران الذي يحارب المتاجرة بالأفكار ... يحارب النفاق الاجتماعي .. الكذب والخديعة .. بيع المثقف لنفسه من أجل المال أو السلطة .. فقدم لنا رءوف علوان أما في رواية المرايا فقد فعل شيئاً مختلفاً بعض الشيء عن الروايتين السابقتين ، فقد أدخل شخوص الواقع الاجتماعي إلي النص الروائي بمرجعياتهم .. هي رواية تزخر بالشخصيات والنماذج من الحياة الواقعية ، دون أن تتحول إلي رمز فني ، بل يمكن لك وبنظرة متأنية أن تبحث عن هذه النماذج في الواقع المجتمعي ، فتستطيع وبسهولة أن تبحث عن شخصية إبراهيم عقل ذلك المثقف الليبرالي ،ا الذي اتهمته العامة بالكفر والإلحاد ، وبأنه يعمل ضد الإسلام ، ويهدم أفكاره ، فكأنك أمام طه حسين ، أو نصر حامد أبو زيد ، أو حتي تجيب محفوظ نفسه ، الذي اعتبرته الجماعة الإسلامية ضد الإسلام ، وحاولت اغتياله ، إذن هي رواية سياسية اجتماعية ... تتناول فترة طويلة من تاريخ مصر الحديث ، الزمن فيها زمن اجتماعي مركب .. يتمازج وبشكل إيقاعي .. زمن وطني يتكشف ويحتجب .. أفرادها مغتربون يعانون من واقع ممتد منذ العشرينات وحتي زمن كتابتها في السبعينيات ، زمن الأفراد وعلاقاتهم ، لا زمن السلطة السياسية .. نسج تاريخ القاهرة في فترة ممتدة ليس كما يفعل المؤرخون ، بل ما تنسجه الحياة .. جعلنا نصاب بالدهشة ونتساءل عن هذه العوالم التي يصورها إبداعه .. نتلمس من الواقع صوراً لشخوصه .. نعرف أن شخوصه في المرايا معظمها واقعي .. تستطيع أن تشير إليه .. وبعضها خيالي ...بداية من شلة اللعب في العباسية انتهاءً بالرموز الاجتماعية والسياسية والمثقفين في القاهرة .. رتب شخصياته حسب الترتيب الأبجدي .. نماذج من البشر .. يقدمها في صفحة واحدة أو عدة صفحات .. ينسج بناءً متشابكاً وعلاقاتٍ محكمة .. رغم أنك ولأول وهلة تعتقد أنها مجرد شخصيات متتابعة إلا أنها في الواقع مرتبطة ومتشابكة فنحن حين نقرأ شخصية أماني محمد ، نتعرف علي إبراهيم عقل الذي بدأ به الرواية ،، يضيء لنا جانباً من حياته الذي لم يتعرض له وهو يصوّر شخصيته في البداية .. فكرة اللقطات التي تأتي لاحقاً لتضيء جانباً ادخره نجيب محفوظ وبمهارة ليقدمه في موضع آخر من الرواية ، يظل يلقي إلينا في الطريق بإضاءات رهيفة وخفية ، تضيء لنا جوانب جديدة من الشخصية ، فنري إبراهيم عقل يظهر بنفسه أو يروي عنه في شخصية زهير كامل مثلاً ، تستمر الشخصية المحورية معه قضباً عاماً في الرواية ، يجمع الشخصيات ، وقد يفرقهم ، علي خلاف الشخصية الثانوية التي قد تضاء دفعة واحدة ، ولا يأتي ذكرها في الرواية بعد ذلك ، فهو يكمل لنا جوانبها دفعة واحدة ، لأنها شخصية ثانوية ، ليست وجبة دسمة ، فلن تكون ثقيلة علي وجداننا ولا مخيلتنا ، فيضيؤها كاملة منذ الطرح الأول ، مثل كثير من شلة أصدقاء اللعب في العباسية ، اما الرموز السياسية ، والمثقفين ، فقد تحولوا في الرواية إلي شخصيات محورية ، تخاتلنا أحياناً حتي نعتقد أننا فرغنا منها ، لكنها تعود لتظهر مرة أخري في موضع آخر من الرواية ، رواية كشفت التاريخ السري للقاهرة ، بمفارقاتها ومتناقضاتها ، بمثقفيها ، المخلصين منهم ، والخائنين ، برموزها الدينية والثقافية ، في لغة سلسة ورهيفة ، فليست بالمجازية ، حد الشعرية ، وليست بالسهلة حد التقريرية ، كما كثر فيها الحوار ، رغم أنها رواية شخصيات ، وليست رواية بناءٍ متكامل مثل الثلاثية .
وقديماً قال المفكر و السياسى الروسى الكبير " لينين " لقد عرفت فرنسا من خلال روايات بلزاك أكثر مما عرفتها من كتب التاريخ، وهى عبارة تبدو دقيقة ، وتصدق كل الصدق علي أعمال نجيب محفوظ ، فهي تصلح لوصفها ، فمن يقرأ عمنا نجيب محفوظ يعرف القاهرة ، بحواريها ، وضواحيها ، وأحيائها الراقية ، بل يعرف تاريخ مصر كله ، أكثر مما يعرفه من كتب التاريخ . وأخيراً نجيب محفوظ قامة ستظل مرتفعة ، ولن يطالها الزمن ، مهما حاول جاهداً .
جرب نجيب محفوظ كل تقنيات الكتابة وأشكالها الفنية ونجح في كل شكل فني قدمه لنا .. أثر علي كل كاتب ومبدع يقرأ بالعربية رغم أنف أستاذ النقد في أكاديمية الفنون ورغم أنف كثير من المبدعين الذين يتفاخرون بخلع عباءة نجيب محفوظ التي تدثروا بها طويلاً .
القاهرة
سبتمبر 2006



#هويدا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انعتاق
- نهاية الأضداد وبداية الإعلام غير المحايد
- الأستاذ منصور
- الموسيقي الكلاسيكية / عصر الباروك
- هو يحب الموسيقي ، لكنه ليس حالما تماما
- المرأة الحزينة
- عادل السيوي يمارس لعبة المرايا المتقابلة
- ريهام


المزيد.....




- من افضل القنوات لطفلك.. تردد قناه بطوط الجديد 2024 استقبلها ...
- إعادة طباعة قصة -القنديل الصغير-، للروائي الفلسطيني غسان كنف ...
- إطلاق دورة جديدة من جائزة غسان كنفاني للرواية العربية
- -ذاكرة قلب- يثير تفاعل الجمهور في الموسم الرمضاني 2024
- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - نجيب محفوظ بين الرمز الفني والواقعي