أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - لبنى الجادري - القِصّة .. فراشة ٌ تحلّقُ بين عقل ِ الطفل ِ وحواسه















المزيد.....

القِصّة .. فراشة ٌ تحلّقُ بين عقل ِ الطفل ِ وحواسه


لبنى الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 05:34
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


أدب الأطفال من الآداب التي وجدت لها صدىً طيبا ً لدى التربويين والنفسانيين الذين يهتمون بفئة الأطفال ، ولذلك فقد تأسست فروع عدة تهتم برغبات الأطفال وتسعى الى إرشادهم الى الطريق الصحيح . وقد وجد التربويين أن للقصة أثر كبير في تعديل سلوك الطفل الشاذ والمخالف ، إذ تسهم القصة كأحدى الأدوات المهمة في توجيه سلوك الأطفال ، وتلامس كلماتها آذانهم ومشاعرهم وتخيلاتهم وتنطلق معهم الى عالم مليء بالأمنيات والمغامرات المشوقة ، لما تحمله أحداثها ، ويحمله شخوصها من عناصر التشويق والأثارة والمرح والمعرفة .

كيف نختار قصص أطفالنا

تعد القصة التي تتعامل مع عقلية الطفل وحاجاته ، من الوسائل الحديثة التي لجأت اليها العناصر التربوية والأجتماعية والصحية ، إذ وجد القائمون على تربية الطفل ، أن القصة تلعب دورا أيجابيا في توسيع مدارك الأطفال وزيادة أهتمامهم بالنواحي العقلية والجسمية والقيمية ، لما تحتويه من أحداث وشخصيات متنوعة ، تثير في نفس الطفل الأعجاب والأنتباه والتبني للمواقف الجيدة فيها ، فالطفل يختار عشوائيا ما يقدم له من مجمل الشخصيات وتنوعها .
ويلعب الكبار الدور المهم في أستغلال مفاهيم القصص وتوظيفها لخدمة توجيه وتربية الأطفال الصغار ، ولكن المهم في عملية أستخدام القصة ، هو كيفية الأختيار الصحيح لها ومتى نستخدمها ، وكيف نوظفها لتنمية مفاهيم أبنائنا نحو فهم المجتمع .
إن عملية أختيار القصص هي عملية صعبة للأشخاص الذين لا يملكون خبرة في التعامل مع الأطفال ، إذ يجب في بداية حياة الطفل الصغير ، وخلال سنته الأولى ، وبعد أن يتعلم العديد من المفردات اللغوية التي تقع في محيط فهمه ، أن نستخدم القصص ذات الحدث الوحيد والشخوص القليلة ،.. لأن الأطفال في هذه السن المبكرة ، لا يلجأون الى الأنتباه والتركيز والحفظ ، بحكم التركيب الفسيولوجي لدماغهم ، إنما يحتفظون بقدر كبير من المعلومات الواضحة ، القليلة ، والواقعة في محيط فهمهم وأدراكهم .
وبعد تجاوز الطفل سن الثالثة ، تتسع القصة لتشمل أكثر من حدث واحد ، وربما أثنين ، ويزداد عدد الأشخاص فيها ، وتصبح هناك مشكلة تدور حولها القصة ويسعى الطفل بتصوره وتقديره الى محاولة التوصل الى الحل المناسب لها ، وبذلك نعمل على تنمية التفكير لديه ، وخاصة التفكير العلمي المبني على الفرضيات القابلة للتطبيق وأيجاد الحل المناسب لها ، فنجد ميوله ، في تبني الأحداث حينا ، وفي تبني الشخوص المنتمية للقصة أحيانا أخرى .
فوائد القصة للطفل

إضافة الى أن القصة تعمل على تعديل سلوك الطفل ، فقد أستخدمت في العيادات الأرشادية للأضطرابات السلوكية للأطفال صغار السن ، فهي تمدهم كذلك ب :
1- مفردات لغوية غنية تسهم في زيادة الحصيلة اللغوية للطفل ، فتجعله قادرا على توليد جمل إبداعية تسبق عمره الصغير .
2- وسيلة مهمة في تعليمه للقيم المهمة التي نريد توصيلها للصغار ، كالتعاون والمحبة .
3- تسهم القصة في تفجير الطاقات الأبداعية للأطفال ، فنكتشف فيهم سعة الخيال والتصور وترتيب أحداث مختلفة في قصة جديدة .
4- تصبح القصة كالمرشد للطفل في أختيار السلوك المرغوب والجيد والتمييز بينه وبين الأساليب الأخرى التي يراها الأخرون سيئة من وجهة نظرهم .
5- أستخدام القصة كأسلوب في معالجة الأطفال من المخاوف ، فالطفل الذي يخاف من الكلب مثلا ، فمن الممكن سرد قصة فيها كلب لطيف يساعد الآخرين ، ونبين في القصة ضعف الكلب وحاجته الى الأنسان ، وأيضاح أن الكلب ، حارس أمين ، يدافع عن صاحبه من الغرباء .
6- تعتبر القصة وسيلة تربوية حديثة للتخاطب مع عقول الصغار ومحاولة التوصل الى فهم ميولهم ورغباتهم وحاجاتهم التي يصعب التعرف عليها مباشرة .
إن القصة ليست أحداثا عشوائية متسلسلة ، إنما هي تحمل رسالة توجيهية تسهم في توصيل معلومة مفيدة الى عقول يانعة تفتح أبوابها أمام المفردة الجميلة والحدث الشيق والسرد الممتع الذي يلعب دورا كبيرا في ترسيخ الأحداث وتفاعلها وتأثيرها بالغير .


أنواع القصص

1- قصص الحيوان / وتعتبر من أمتع أنواع القصص لدى الأطفال ، فالقصة التي تسرد على لسان الحيوانات ، تكون أشد تأثيرا وأثبت معلومة في ذهن الطفل ، كما أن ألوان الحيوانات وحركاتها وأصواتها ، تجذب أنتباههم وتجعل مخيلتهم تهيم في عالم الأثارة والمتعة ، ويشعر الطفل أنه متفوق على هذه الكائنات الحية ، بما يملكه من معلومات عنها ومعرفة بمواطن الضعف والقوة فيها .
2- القصص الخيالية / وهي التي تتضمن شخصيات غريبة لا توجد على أرض الواقع ، وإن وجدت ، فهي منقرضة ، وأصبحت في ذاكرة الماضي ، وتلعب هذه الشخصيات دورا في أثارة الطفل وتنمية روح المجازفة والأبداع والتصور لديه .
3- القصص التاريخية / وهذه القصص تحتوي على عناصر مستمدة من التراث وشخصيات أثرت في سايكولوجية الحياة الأجتماعية للأسرة ، بما تحتويه من قيم وعادات جميلة متوارثة ، تزيد من قوة شخصية الأطفال وتمييزهم عن غيرهم ، فهي تنقل تاريخ المدن والأوطان والشعوب ، وتضيف معلومات عن المجتمع الذي ينتمي اليه وأختلافه عن غيره من المجتمعات .
4- القصص العلمية / وهي التي تتناول الحقائق العلمية المعروفة ، وكيفية الأستفادة منها ، وكيف تم التوصل اليها ، فهذا النوع من القصص يتناول الواقع العلمي التي توصل اليه الأنسان وخدم به البشرية .
وهناك الكثير من القصص التي تنوعت وأختلفت ، لتأخذ كل منها جانب مهم في بناء شخصية الفرد الأنساني ، كالقصص الدينية والأجتماعية و .... الخ
مميزات القصة الجيدة
** تحمل مفهوما واحدا نرغب في تعليمه وتوصيله للأطفال ، كي لا تتعارض المفاهيم مع بعضها في ذهن الطفل .
** تحتوي على شخصيات واضحة .
** يكون فيها حدث واحد أو أكثر وذلك حسب عمر الطفل لتدريب الطفل على التوصل للحل المناسب.
** تتضمن ألوانا جذابة تسهم في شد أنتباه
** تتناسب مع عمر الطفل ونموه العقلي .
** أن تجد تطبيقا ملموسا في واقع الطفل وحياته .
** أن تزيد من معلومات الطفل ، ولا تميل الى التكرار بل تعطى المعلومات له تباعا ، كي يبقى التشويق والمتابعة والفضول في التعرف على المزيد من المعلومات .



#لبنى_الجادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثامنة .. السلوك العدواني .. ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة السابعة .. لا يكذب الأطفال ... ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة السادسة .. التبول اللاإرادي . ...
- الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة الرابعة ... الخجل ... خمار ال ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من ا ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أد ...
- الاضطرابات السلوكية _ الحلقة الأولى _ العناد ... شدّ حبل بين ...
- رسوم الأطفال ... رسائل يجب أن نفهمها
- الأطفال لا يرثون الخوف
- الشخصية المنافقة ... شيطان اجتماعي متنقل
- الحرمان ... عباءة الحزن السوداء
- اللعب ... قناع الطفل المستعار
- الإدراك ... عصا الارتكاز للفهم
- الاضطراب في الكلام .. اضطراب في أساليب التنشئة الأسرية
- تفكيرنا .. عمقنا وأسرارنا الخفية
- لغتنا قارئة ُ فنجان ٍ لأفكارنا
- التوافق الإجتماعي والتكيف الإجتماعي وجهان لعملتين مختلفتين
- الغافل عن الشيء لا يدركه
- تكوين المفاهيم عند الأطفال


المزيد.....




- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - لبنى الجادري - القِصّة .. فراشة ٌ تحلّقُ بين عقل ِ الطفل ِ وحواسه