أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعدون محسن ضمد - مرض الزعامة














المزيد.....

مرض الزعامة


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 1927 - 2007 / 5 / 26 - 02:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قلَّما يستطيع الإنسان إنصاف الآخرين من نفسه، ولذلك قلَّما نقع على إنسان تكون أحكامه على الناس موضوعية، بحيث أنه لا يكرر نفس أخطائهم عندما يمر بظروف مشابهة لظروفهم، فيناقض بذلك أحكامه السابقة...
من هؤلاء الذين استطاعوا أن ينصفوا الآخرين من أنفسهم، محمد باقر الصدر، وذلك عندما قال ما معناه (لا نستطيع أن نقول بأننا أكثر عدالة من هارون الرشيد قبل أن تُعْرَض علينا دنياه ولا نمارس نفس جرائمه) الرجل لم يشأ أن يتبجح، لأنه يعرف ضعف الإنسان.
في قصة زليخا مع يوسف حكمة مشابهة، فزليخا تعرف أن النسوة متبجحات، لذلك لم تكلِّف نفسها عناء إقناعهن بحراجة موقفها، بل عرَّضتهنَّ لنفس اختبارها.. فماذا فعلن؟ لقد قطَّعن أيديهن.. فعلن ما لم تفعله هي نفسها، فزليخا على الأقل كانت واقعية ومباشرة مع يوسف أكثر منهن.
أحدِّث نفسي بهذه الأشياء وأنا أتابع ما آل إليه مصير مجاهدينا السابقين وقادتنا الحاليين، رجالات حزب الدعوة والمجلس الأعلى وغيرهم.. وأسأل نفسي هل كان هناك شعار يرفعه هؤلاء في معارضتهم لصدام غير استبداده بالحكم ثم بالقرار، وهل من رذيلة كانوا يصمونه بها غير انتقاءه لأعضاء مجلس قيادة الثورة بشكل يضمن إعادة انتخابه كل دورة؟ فلماذا يكررون نفس أخطائه، فيتشبثون بالكرسي كما لم يكن يفعل هو نفسه، على الأقل لأنه كان مباشراً أكثر منهم وصريحاً في إعلان استبداده، أما هم فلا يمتلكون شجاعته ليواجهوا بها أنفسهم والآخرين ويعلنون صراحة عدم قدرتهم على التخلي عن الزعامة.
كل أحزابنا (المدنية منها والدينية) ترفع شعارات الديمقراطية، لكن أي ديمقراطية، الديمقراطية التي لا تمسُّ الزعيم، ولذلك فكل أحزابنا مرتبطة بشخصيات محددة، ولا يتغير زعيم الحزب عندنا إلا بموته، حيث يكون الوريث جاهزاً لاعتلاء العرش. الزعامة عندنا مرض وليست حقاً يشترك فيه الناس جميعاً وبالاستناد للقانون. وفي حال أن الزعامة انْتُزِعت من زعيم عراقي فإنها تغادره ولا يغادرها، بل يبقى زعيماً في خياله وأحلامه، ويرفض أن يتعامل مع الآخرين أو يُعامل من قبلهم إلا وفق منطق أنه الزعيم. رئيسا الوزراء، السابق والأسبق، مثالان تطبيقيان على ما أقول.
المؤتمران الأخيران لحزب الدعوة والمجلس الأعلى تمخضا عن أشياء (مهمة) كثيرة، ليس أقلها إعادة انتخاب نفس الزعماء، تكريساً للمبدأ الديمقراطي الشرقي القائل ((ما شئت لا ما شاءت الأقدار أحكم فأنت الواحد القهار)) الطامة الكبرى كانت باستحداث منصب الأمين العام في حزب الدعوة، وكأن الحزب الوحيد الذي كان يُقاد بصورة جماعية، قرر أخيراً أن يكفر عن هذه السابقة ويعود للنسق الديمقراطي الشرقي فيعلن بأنه عاد أخيراً للإيمان بالزعامة الواحدية الأحدية... وبهذا الشكل يصطف مع بقية (الأحزاب/ الأفراد) التي تملاء ساحتنا السياسية (العريقة).
هذه الظاهرة الخطيرة جعلتني أطالب ممثلاً لأحد أهم المراجع الدينيين في العراق بأن تكون المؤسسة الدينية دقيقة في اختيار السياسيين ودعمهم، فقال لي الرجل، وأين نجد السياسيين المناسبين، لقد فوجئنا بموقف السيد الجعفري من القبول بالمنطق الديمقراطي في تداول السلطة، وذلك يوم تمسك برئاسة الوزراء حدَّ أنه بات يردد نفس شعارات صدّام المملة في أنه باق على رأس الحكومة ما دام بقائه يمثل خيار الشعب العراقي.. يومها فوجئت بموقف رجال الدين من رجال السياسة، ففي بلدان العالم الأخرى نجد بأن الشكوى معكوسة، فالذي يعرقل الديمقراطية هو رجال الدين، فلماذا تنقلب المعادلة عندنا فيقبل رجل الدين بمبدأ تبادل السلطة في حين يخذلنا رجل السياسة؟



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرد الشياطين
- العودة إلى القرية
- الواقع الافتراضي.. الانترنت بوابة العالم الخيالي الجديد
- محكمة الاطفال
- حصاد السنين
- وحده الحيوان لم يتغير
- التنين العربي (مشنوقا)
- منطق الثور الهائج
- الاختلاف والدين.. كيف يمكن إجراء مصالحة بين الدين والاختلاف؟
- يوم كان الرب أنثى
- حدود الإدراك في منظومة التلقي الإنساني... الحلقة الثالثة وال ...
- حدود الإدراك في منظومة التلقي الإنساني... الحلقة الثانية
- حدود الإدراك في منظومة التلقي الإنساني... الحلقة الأولى
- جريمة أنني أفكر/ أفكر؛ أنني مجرم
- كذبة كبيرة أسمها.... العراق
- وداعاً شهاب الفضلي.. ما دمت هناك وأنا هنا
- الإسقاط الرمزي لشكل الأعضاء التناسلية.. دراسة في عدوانية الذ ...
- ولمية عفاريت
- مدفع الشرق الأوسط الكبير... الدرع الأميركي بمواجهة القذيفة ا ...
- تحضُّر العجرفة... ضريبة أننا لا نريد الاعتراف بالعجز


المزيد.....




- بسرعة 152 ميلًا في الساعة.. ثنائي مغامر يقفزان من مروحية ويح ...
- -ألف حمساوي- في تركيا.. -زلة لسان- إردوغان وماذا وراءها؟
- ماذا يعني إعلان مصر التدخل رسمياً لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد ...
- شتائم واتهامات بين نواب المعارضة والحزب الحاكم في البرلمان ا ...
- وسط التغييرات في الكرملين.. القبض على مسؤول كبير آخر في وزار ...
- حزب الله يرد على -اعتداءات إسرائيل على المدنيين بصواريخ وأسل ...
- الصين تتعهد باتخاذ -جميع الإجراءات اللازمة- ردا على الرسوم ا ...
- القسام تعلن تنفيذ عملية مركبة ثانية في المساء ضد قوة إسرائيل ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل إسرائيلي وإصابة 5 جنود بإطلاق صواريخ ...
- زاخاروفا تصف الاتحاد الأوروبي بالمريض بـ-اضطراب القطب الثنائ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعدون محسن ضمد - مرض الزعامة