أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - على عتبة اللقاء الأمريكي - الإيراني...!!(*)















المزيد.....

على عتبة اللقاء الأمريكي - الإيراني...!!(*)


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(صورة الأمل...!)


الأنتظار والأمل أمران متلازمان، والجامع بينهما، حاجة يسعى الإنسان لتحقيقها، ضمن ظروف وأحوال معينة، سواء على المستوى الفردي الشخصي ، أم على مستوى العائلة أو مستوى المجموعة او مستوى الشعوب..! ومن هذا الباب، يظهر التباين والإختلاف بين الحاجات..! ومن خلال هذا الإرتباط والتلازم، وجد (التمني) ،بشتى صيغه التعبيرية، مكانه وصورته في حديث المجتمع..! ولا تستثنى السياسة والتوقعات السياسية للأحداث من هذا الإطار..! وهذا ما نهدف اليه من قصد من وراء ذلك..!

فليس بعيداّ في منظور الزمن الآتي، إلتقاء الأطراف المتناحرة في الساحة العراقية، في مفاوظات ظاهرها الشأن العراقي ، وباطنها ما تخفيه طبيعة العلاقات بين هذه الأطراف في ماضيها المستور أم في حاضرها المتعكر، أو في مستقبل نواياها المخفي..!

وعلى ضوء ما سيتمخض عنه هذا اللقاء، وطبقاّ لما يتأمله الساسة العراقيون على وجه الخصوص ، من إنفراج في العلاقات الأمريكيية الإيرانية، يصب حصاده، حسب تصوراتهم، في جعبة المصالح العراقية، التي في مقدمتها الإنفراج في الأزمة الأمنية القاتلة التي يعيشها العراق اليوم؛ يبني الساسة العراقيون تفاؤلهم وآمالهم المذكورة ، على أرضية التوافق الذي حققوه نتيجة للمبادرة العراقية في جمع تلك الأطراف على أرضية اللقاء المرتقب في بغداد، وفقاّ لما يدعوه..!

وحيث تبدو صورة الآمال العراقية للنتائج المرتقبة لذلك اللقاء، زاهية وردية في إطارها الخارجي، وهذا أيضا ما يتمناه كل الحريصين على مستقبل العراق، إلا أنه من السابق لإوانه التكهن بطبيعة ما سيتمخض عنه لقاء الأيام القادمة من نتائج يكون في أولوياتها وقف التدهور الأمني المتفاقم من جهة، وتمهيد الطريق الى إنسحاب القوات الأجنبية من جهة أخرى..!
فإيران من جانبها كدولة ذات مصالح حيوية في العراق، حريصة غاية الحرص على تدعيم أسس هذه المصالح بشتى الوسائل التي تمكنها من تحقيق ستراتيجيتها في تعزيز أواصر العلاقات الإيرانية- العراقية الإقتصادية، ومحاولتها ربط السوق العراقي ب(البازار) الأيراني، خاصة وأن سياسة الإغراق Dumping الأيرانية للأسواق العراقية المحلية، في المناطق الوسطى والجنوبية على وجه الخصوص، قد تعاظمت بشكل ملفت للنظر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وباتت كفة الميزان التجاري تميل وبشدة لصالح الجانب الإيراني، مما عمق من أزمة البطالة وأعاق محاولات النهوض ببناء القطاع الصناعي والزراعي العراقيين، نتيجة ضغط هذه السياسة، بسبب رخص الأسعار لما دون كلفة الأنتاج العراقية، أو التنافس الأجنبي. مما يشكل علامة مميزة لهذا الإهتمام..!

إن ما يهم إيران في هذا الأمر؛ هو أن تحافظ، وبعزم الواثق، على إتجاه دوران العجلة التجارية بين البلدين لصالحها ، مستثمرة بذلك ضعف وتدهور القاعدة الإقتصادية، الصناعية منها أو الزراعية للعراق؛ وهذا ما يضع الجانب العراقي في موضع أضعف في طرح إملاءاته الوطنية بنفس القوة والشدة التي يتطلبها واقع الحال، في وقت هو في وضع تفاوضي لا يحسد عليه..!
ومن هذا المنظور، فإن السوق العراقية، ليست أقل أهمية بالنسبة الى إيران منها الى أمريكا، كما ولا تبدو من مصلحة إيران المفترضة على أقل تقدير، التخلي عن المكاسب الإقتصادية الكبيرة، التي حققتها خلال السنوات الأربعة الأخيرة، ومن هنا تأتي التصريحات الإيرانية ومن أعلى مراكز الدولة، والموجهة كرسائل متناوبة الى أمريكا ، بضرورة مغادرة العراق وهي على أعتاب اللقاء القادم في 28/5/2007..!؟

فما هي الحدود المرتقبة للتنازلات، التي يمكن أن تقدمها إيران على طاولة المفاوضات، في ظل ظرف تجد فيه الطرف الثاني (امريكا) في وضع الغريق في مستنقع الموت الذي أوقع نفسه فيه، وفي ظل خلفية المصالح الإقتصادية المكتسبة ذات الأهمية البالغة التي حصدتها في العراق، وفي ظل غطرسة القوة العسكرية المتنامية لإيران بإستمرار، وفي ظل الأذرع الأخطبوطية الطويلة لها، التي طالت سوريا ولبنان وفلسطين، وجاوزتها الى المغرب العربي. وفي ظل سياسة الترغيب والتطمين والتهديد في الخليج، وأخيراّ وليس آخراّ، في ظل ضعف وحدة الموقف العربي، وإنقسام الواقع الإجتماعي السياسي اللبناني، وإحتراب فصائل المقاومة الفلسطينية...الخ

أقول في ظل كل هذه الظروف هل ستقدم أيران على تنازلات ملموسة تصب في مصلحة الجانب العراقي، دون مقابل ملزم وتعهد مضمون من قبل الأطراف الأخرى ، يؤمن لها مكاسبها ومصالحها في المنطقة، بل ويمهد لها الطريق لتكريس وجودها كدولة ذات شأن وتأثير على صعيد الشرق الأوسط..؟؟! إنه مجرد تكهن وإفتراض قابل للمناقشة، يذكرنا بظروف إتفاقية الجزائر بين العراق وايران في 6/3/1975 وما ترتب عليها من نتائج..!!

أما ما يمكن أن يقدمه الطرف الآخر من تنازلات، فلا أريد أن أخوض في تفاصيل التكهنات أوالإفتراضات المتوقعة؛ حيث أن الورقة الأكثر قوة والتي يحملها المفاوض الأمريكي (خليل زاده) كما يقال، هي ورقة المفاعل النووي الإيراني، فإنه رغم أن الطرفين أعلنا عدم الخوض في أمر ذلك، فليس هناك من أوراق أخرى في يد المفاوض الأمريكي ما تخشاه إيران، ويجعلها في وضع يكرهها على تقديم التنازلات وفق ما تعتقده الأطراف الأخرى؛ اللّهم إلا في حالة وجود نقاط إلتقاء مشتركة متفق عليها سلفاّ، بينها وبين أي من أطراف اللقاء الأخرى، وهذه من الأمور العصية على العلم أو التكهن، خاصة، وهذا أمر في غاية الأهمية على الصعيد العملي والسياسي ؛ أن اللقاء المرتقب لا يتم تحت سقف الأمم المتحدة وبرعايتها ، حتى في حالة مباركته من قبلها، كما وليس هناك من وجود مرجعية معينة، من تأخذ على عاتقها أمر التمسك بنتائجه وتحديد آليات تنفيذها إذا ما حصلت..!؟

وفيما يتعلق بمسألة الملف النووي الإيراني، فلا أجد غير القول ؛ بأن سياسة الدفع الى حافة الهاوية التي تنتهجها إيران في هذا المجال، كفيلة بأن تجعلها تفلت من شراك أي ضغط أمريكي يجبرها على تقديم تنازلات، قد يعتقدها الجانب العراقي وبحسن نية، بأنها ستصب بالإتجاه الذي يأمله العراق..!؟ وهذا ما يدفع المرء وفي أضعف الأحوال الخروج بإستنتاجات أقل ما فيها إنها سوف لا تضعف الدور الإيراني في اللعبة القادمة بهذه السرعة المتوقعة من قبل البعض، بقدر ما تمنحه فرصاّ جديدة للمناورة، خاصة وإن هناك من نقاط الإلتقاء أو على إقل تقدير من حالات التشابك مع الجانب العراقي ما يعززذلك الموقف..!؟

كما ومن مصلحة النظام في إيران أن يحتفظ بهامش من حالة الفوضى السائدة في العراق وكذا لبنان وفلسطين، ليدرأ بها المصاعب الداخلية التي تجابهه على الصعيدين الإقتصادي والقومي، وتداعيات العقوبات الدولية من جهة ، ولخلق حالة من التوازن في علاقاته بين الدول العربية والضغوط الأمريكية من جهة أخرى ناهيك مما لديه من أوراق الضغط الأخرى..!

كما لا تبدو هناك في الأفق ثمة ورقة عمل عراقية تحمل عروضاّ قد تناسب الجانبين الإيراني والأمريكي وتضمن مصلحة العراق، فطبقاّ لما تعلنه تصريحات الطرفين، لا يبدو موقف الطرف العراقي في هذا اللقاء أكثر من موقف المراقب لا المشارك، رغم الجهود التي بذلها من أجل تحقيق هذا اللقاء.، والتي كما نعتقد، تنقصها الحاجة الى المشاركة الفعلية والدعم من قبل الجامعة العربية، وهذا لعمري، أضعف الإيمان..!

وعليه ، وبالتالي؛ فإن عدم التوازن في ثقل ما تحمله حقائب المتفاوضين من أوراق اللعبة، لا يمنح المراقب هامشاّ كبيراّ للتفاؤل، يجعله قادراّ على الخروج برسم صورة زاهية وردية ، حتى ولو كان ذلك بأقل ما يمكن من التوقعات، رغم أنني لست من المتشاءمين، فالكتاب كما يقال : يقرأ من عنوانه..!!

______________________________________________

(*) للزيادة في الإطلاع حول العلاقات الأمريكية الإيرانية، راجع الرابط أدناه:

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=62663







#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يرتهن العراق...؟؟ (2-2)
- القتل غسلا للعار...!!؟
- على ابواب شرم الشيخ..!
- إشكالية خطاب المقاومة: ملاحظات أولية...!؟
- النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟
- المثلث الساخن والصراع الخفي...!!
- ألأعلام ألألكتروني: حرية النشر..؟
- من يزرع الريح يحصد العاصفة..!!
- مطلب الإنسحاب من العراق وآفاق تطبيق خطة بيكر..!
- المثقف المبدع في الزمان والمكان..!
- الفدرالية: الأقاليم ودستورية تأسيسها..!
- الفدرالية: ما هو المبتغى..؟
- برلمان بلا قيود وديمقراطية بلا حدود..!
- المؤتمر الثامن: نحو البرنامج...!
- الملف النووي الإيراني: أسئلة وأجوبة..!؟
- القضاء: هل كان صدام دكتاتوراّ..؟
- إشكالية (الحرب ضد الإرهاب) وحقوق الإنسان(*)..!2-2
- إشكالية -الحرب ضد الإرهاب- وحقوق الإنسان..! 1-2
- العراق: إشكالية الفدرالية والتوازن الإجتماعي..!
- المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي: وقفة أولية..!


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - على عتبة اللقاء الأمريكي - الإيراني...!!(*)