أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - صور من أمريكا - 3 - اليهود الأمريكان ودعم الحقوق الفلسطينية














المزيد.....

صور من أمريكا - 3 - اليهود الأمريكان ودعم الحقوق الفلسطينية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


في المرات الأولى التي ُدعيت فيها إلى لقاءات، مسيرات، أو مظاهرات ..الخ للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أو للدعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي أو ما أشبه، كنت أحس بالدهشة بسبب أن الحضور هم أساسا يهود أمريكان. هنالك قلة لا تذكر من الأمريكان من غير اليهود وهناك قلة أقل من الأمريكان العرب – تجد في العادة امراة أو امرأتان ورجل من كل الجمهور-. طبعا الأمر مستغرب، ولا يمكن لشخص عاقل أن يزعم أن السبب هو وجود جالية يهودية كبيرة أو ما إلي ذلك. في الحقيقة ان العرب في أمريكا أصبحوا في مثل عدد اليهود, ولكنهم بالطبع غير منظمين – لاحظ بالطبع – وهم خائفون حتى النخاع ويفضلون البحث عن لقمة العيش في شكل يذكر بالتعبير الشعبي المصري المأساوي " احنا عاوزين ناكل عيش يا بيه". حسنا كل العرب يريدون الستر في هذه البلاد المفضوحة منذ تأسست دولتها العتيدة. لكن على وجه أخص بعد أحداث التوأم وما اقترفه العرب من إثم تمت عنونتهم إلى الأبد فاشيين يذكرون دائما في مجالس النميمة كلما ذكر هتلر. فقط اليهود الأمريكان ما زالوا في حاجة للعرب أو ربما فقط للفلسطينيين ليزينوا مجالسهم واجتماعاتهم بشخص أو بضعة أشخاص من السكان المنقرضين الذين ترغب الأكثرية المنتصرة في مساعدتهم والحفاظ عليهم لأحد سببين: اولا الخشية من انتقام التاريخ. فاليهودي الأمريكي برغم ثقته الواضحة بأن المعركة قد حسمت – على الأقل في الأمد المنظور ولزمن طويل سيأتي- لمصلحة اسرائيل إلا أنه يخشى أن الله أو التاريخ أو العرب أو أي شيء يمكن أن يتغير ربما كانتقام للعدالة من تبجح الشعب المختار. ثانيا وهو أمر لا يقل أهمية أن العديد من اليهود الأمريكان يظن أن مصلحة اسرائيل "الأخلاقية" وحتى الإقتصادية تقتضي أن تتوقف عن ارتداء زي النمر وأن ترتدي زي الحمل أو حتى ثياب حكيم صيني قديم معني بالسلام وسعادة الجيران. إن احتقار الفلسطينيين والعرب بشكل سافر لا يقود بحسب هذا الرأي ولن يقود إلا إلي مزيد من العزلة التي تعني تكريسا لحالة الجيتو التاريخية وإن يكن في شكل دولة. من هنا تتجلى ضرورة البحث عن مخرج " مشرف " وسلمي لأزمة اسرائيل المعزولة عن محيطها ومأزقها الأخلاقي بوصفها دولة احتلال تمارس الإضطهاد الذي لا يليق بمن كانوا مناضلين ضد التمييز والإضطهاد في الأمس القريب. إنها باختصار شديد رغبة المنتصر في معالجة نقاط ضعفة بأفضل السبل الممكنة. لكن للأسف وبغض النظر عن أن هذا الاهتمام الصهيوني بإنهاء الاحتلال قد يكون ايجابيا في المحصلة الأخيرة، إلا أنه إذا قرئ ضمن خريطة "الشرق الأوسط" إنما يشير إلى واقعة خذلان العرب التام وغيابهم عن الخريطة. وليس من باب الصدفة ولا بسبب أن الولايات المتحدة مؤازرة لإسرائيل فقط أن حضورهم هنا باهت إلى درجة مثيرة للحزن الساخر. كلا فقد وصلت الأمور حدا مشابها في فلسطين ذاتها عندما تنقل شاشات التلفزة مشاهد من المظاهرات التي تحتج –مثلا- ضد جدار الفصل الإسرائيلي – إذ نخشى التباسه مع جدار الأمريكيين في بغداد- فيلاحظ اليمينيون هنا في سخرية أن معظم المحتجين هم في الواقع يهود أو أو اجانب وأن الفلسطينيين لا علاقة لهم بأي شيء. ليس هنا بطبيعة الحال المكان المناسب لمعالجة ظاهرة انكفاء النشاط الجماهيري الفلسطيني المقاوم فهو قصة أخرى تستحق معالجة مسهبة لفحص كيف قام من قام بلجم حركة الجماهير خوفا من أن تجرفه فيما تجرف من زبد طاف على سطح الحركة الوطنية الفلسطينية. ما يهمنا هنا هو فقط تقديم وصف سريع لماهية الحركة المؤازرة لفلسطين أو للعدالة في فلسطين.
من نافل القول أن المؤيدين لحرية فلسطين وانسحاب اسرائيل و... هم على الأغلب –لكي لا أقول جميعهم- ممن يعارضون العنف الفلسطيني كرد على العنف الإسرائيلي. ومن هنا فإن وصفتهم للضعيف هي أن يتحزم بضعفه إلى ما لا نهاية. وعلى الرغم من أن تجربة حزب الله قد أوهنت الفكرة التي تزعم بأن المقاومة غير ممكنة في هذه الأيام إلا أن معظم أنصار السلام ليسوا في وارد مؤازرة حزب الله. ولذلك فإنهم يحسون بالفزع وبالضيق الشديد من أي صوت قد يمس فكرة أن الفلسطينيين قد يضطرون إلي ممارسة العنف على الأقل ردا على العنف الإسرائيلي الهائل.
لعل أفضل توصيف لما يجري الآن هنا وهناك هو أن القوي المنتشي بقوته قد دخل مرحلة التفكير بصوت عال في كافة الأمور المتعلقة بعلاقته بالآخر الفلسطيني من باب القناعة أن هذا الآخر قد اصبح عجينة طيعة يمكن تكوينها على أي شكل يشاء وأن المهم هو فقط أي السبل هو الأفضل بالنسبة لحاضر ومستقبل اسرائيل بغض النظر عن حقوق أو تطلعات الآخر الفلسطيني. إن اسرائيل تفاوض نفسها حول ما يجب فعله بالفلسطينيين، لكن يهود الشتات – الذين يستطيعون التحول إلى اسرائيليين في أي وقت يختارون – يمتلكون الحق في مناقشة مستقبل اسرائيل، وبالتالي مسقبل هنود اسرائيل الحمر. أود أن أختم بذكر حقيقة لا تسر إخواني الفلسطينيين والعرب: تلكم هي إن نسبة اليهود الأمريكان المؤيدة ل " حقوق " الفلسطينيين هي إجمالا أقل بكثير من نسبة الإسرائيليين التي تتبنى نفس الأجندة. ولذلك فإن المرء لا يستطيع – في الواقع – أن يتفاءل كثيرا برؤية مظاهرات السلام المؤيدة لحقوق العرب والفلسطينيين لأن المظاهرات المعادية لتلك الحقوق أكبر من ذلك بكثير. على أن أسوأ ما في الأمر أن هذا الفريق المؤيد للقضية العربية يشترط أن يسلم العرب كل اسلحتهم ويحتضنوا بكل الحب سرا وعلانية الطفل الإسرائيلي المشاغب ويضعوه في حبات العيون متجاهلين نزقه وأخطاءه. أما إذا لم يفعلوا ذلك فإنهم على الأرجح يخاطرون بأن يتراجع اليهود الأمريكان "المؤازرين" للعرب إلى خنادق المتزمتين الذين يطالبون بالتخلص من العرب جميعا.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور من أمريكا-2- موت الحصان البطل -باربارا-
- صور من أمريكا
- من إنتاج الإغاثة الزراعية
- اعتقال سعدات ومسرحة الحدث
- اليسار والانتخابات وعزلة النخب
- انفجار لندن
- الفوائد الجمة للسيجارة الفلسطينية
- حول مسلسل قتل النساء
- في عيادة الأمعري
- في دراسة للمفكر مشتاق خان: ليس لإسرائيل أية مصلحة في السلام
- اجتماع الخبير مع لجنة حقوق الإنسان
- في الفرق بين الجن والشياطين
- هكذا تمت عملية الانتخابات
- لو أن حماس تصوت لمصطفى البرغوثي
- واقع الفلسفة في فلسطين
- يحيى الفخراني ما بين الدراما والميلودراما
- الديمقراطية والمؤسسات لفتح خاصة وفلسطين عامة
- سقوط أيديولوجيا حقوق الإنسان
- حول انتهاء إضراب العاملين في وكالة الغوث
- حول المقاومة العراقية وحرب العصابات


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - صور من أمريكا - 3 - اليهود الأمريكان ودعم الحقوق الفلسطينية