أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - صور مشظاة...















المزيد.....

صور مشظاة...


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 13:49
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما استمع لقيادات عراقية تدلى بتصريحاتها على الشاشة الفضية،اشعر بالفخر يئن في حناجرهم ولكنهم وحسب ظني لا يشعرون،فكلما ظهراحدهم لا بد له ان يفتح وبعفوية تصريحية،شبابيك عذريته السياسية أمام الملأ،ورغم اني من عشاق عذرية الأشياء صغرت ام كبرت إلا اني امقت بشدة العذرية السياسية وعذرية الساسة، فالسياسة لم تك يوما عذراء ولن تكون..والسياسي لا بد ان يكون ثيبا مطمئنا لفحولته او أنوثته عند دخوله الفضاء السياسي..(في الدول الديمقراطية والفتية منها خصوصا،لا يجوز خصخصة "مفردة ثيب" لصالح النساء فالمساواة بين الجنسين مطلوبة، وهذا قد يكلف المرأة التنازل عن نعوتها اللغوية إن ارادت حقا المساواة!)..
عندما ظهر وزيرالداخلية العراقي وادلى بتصريحه كنت ممسكة بأصبعيّ الإبهام والسبابة بحبة شباب متأخر تلألأت فوق جبيني المتلألىء اصلا بحنكة الساسة وانجازاتهم المهيبة في كافة انحاء العراق العظيم !،كنت على وشك ضغطها بما امتلك من قوة لتلفظ قيحها وتستريح،إلا أن السيد الوزير سبقني وسبقها اذ ادلى بتصريحه التالي "... من كل اربع سيارات مفخخة نمسك ثلاثا..."
التفت الى صديقتي الأمريكية وترجمت لها ما ادلى به الوزير فأجابتني متساءلة: هل هذا يعني انهم انجزوا شيئا.. آولم يكن من الأفضل لو صرح ..من كل اربع اياد تفخيخية نبتر ثلاثا!!!
أجبتها وقد سال القيح ليكتسح جبيني فقد نجحت في إحداث ضغطة قاهرة : عزيزتي ..بتر ثلاثة ارباع الأيادي التفخيخية يعني ارتفاع نسبة المعاقين في البرلمان العراقي بشكل ملحوظ وهذا سيحبط الأسوياء!!!


......


سألني احدهم : هل تتوقعين خيرا من وراء مؤتمر شرم الشيخ؟
قلت له بيقين متدفق..بلى والله بلى كل الخير اتوقعه، فقد اعدوا عدتهم هذه المرة لاخراج الناقة المستفزعة من خرم الأبرة..
سألني ..عن اية عدة تتحدثين ياسيدة وأية ناقة..هلا اوضحتي!..(كان السيد جادا وظنني لست بجادة، مثلي كمثل اي عراقي داسته اقدام الطغاة والعصاة وسماسرة الوطنية ومرتزقة الأديان بشتى صنفوهم..!!)
أجبته..آولم ينهي المؤتمر اعماله بتشكيل لجان امنية واقتصادية وانسانية...لا تقاطعني من فضلك ودعني استفيض.. يا حضرة االسيد..اللجنة الأمنية هي لجنة متخصصة لتمشيط الخرم وتسليكه بتقنيات عالية الجودة،اما اللجنة الأقتصادية فلتحميل الناقة بالمؤن الساخنة بما يتفق مع طاقتها الاستيعابية او يتجاوزعليها بقليل فيما لو تطلب الأمر،فلا بأس بتجاوز معقول يقع ضمن قدرة إستيعابها الأحتياطية ولا يخل بتوازنها فتبرك اضطرارا، فنحن امة لا تبرك ابدا لا بخيلها ولا بنوقها عدا أستثناء واحد خلده التاريخ!..اما اللجنة الأنسانية فمن اجل ترويض الناقة برفق تعاونيّ محسوس شارك فيه ابلجهم واشعثهم وابقعهم، لتجتاز خرم الأبرة نحو ضالتهم المنصوبة بالجهد الظاهر على أبتساماتهم اللاارداية،
..لا تلتفت كثيرا يا سيد لما يثار حول خرم الأبرة من اشاعات مغرضة،ولا تصدق أن خروج ناقة منه كان ومازال مضربا للمثل ليس إلا في احياءنا الصاخية بالأمثال المربكة،فكل ما يثار من اجل احباطنا فقط ،وكل ما يقال هو من افرازات أخيلتنا الفكرية المنفتحة على ظواهر الاحتباس الحراري،وهو احتباس قديم لا يمت بصله للاحتباس الذي يتحدث عنه علماء اليوم فلكل احتباس علماءه وخبراءه المتخصصين!،آن لنا أن نؤمن يا سيد بخرم الأبرة وبقدرته على التوسع والإتساع ،وبالناقة وبقابليتها لتلقي الترويض والتمغط داخل خرم أبرة قبل اجيتازه برشاقة نحو الفردوس الكوني.. صدقني يا هذا.. خرم الأبرة تلك التي دخلت اجنداتهم في المؤتمر وبشكل رسمي جاء محفوفا بفضل الكرماء منهم ، يسع ناقتك وناقتي ونوق الجوار،وجوار الجوار ان كان لديهم نوق مثلنا!....ثانيا،آولم يمكث بلد بأسره في خرم أبرة لمدة ثلاثة عقود ونيف وخرج سالما مفخخا بغنائمه!..هل تريد أن تقول لي يا سيد بأن شعوبنا لم تحلم احلاما سعيدة وهي مضطجعة بسلام، منذ فجر الأسلام الى فجر السلالات الدكتاتورية،في خرم ابرة!


......


منذ تغريب العراق بأزاحة طاغيته،وهكذا نحن في بلداننا نغترب بسقوط الطغاة فنهب نحبو بأغترابنا حتى يشتد عودنا فنقوى على فلسفة او سفسطة الواقع الجديد، وغالبا ما تساهم دول الجوار في السفطسة فهذا اختصاصها،هذا طبعا بعد ان تحشرالوحوش العالمية والأقليمية انفوفها ومؤخراتها، اقول منذ تغريب العراق وذلك الشريط الأخباري الصغير المتحرك في القنوات الفضائية ينقل لنا بهدوء وكل يوم تقريبا، اعداد الجثث مجهولة الهوية التي تعثر عليها الشرطة العراقية (المجهدة) في انحاء متفرقة من العاصمة الموقرة وضواحيها،والعجيب ان ما ينقله لنا الشريط الأخباري لا نسمعه في النشرات الأخبارية، رغم أن القنوات لا تغفل فاجعة عراقية إلا ونقلتها بعد تلميعها طائفيا وغربلتها سياسيا وخبزها اعلاميا للمتلقي،والاكثرعجبا بالنسبة لي هو أن الشرطة العراقية لم تفاجئنا ذات يوم بعثورها على هويات من عثرت عليهم (وما زالت تعثر) بدون هوية!!..والأسئلة الملحة هنا هي :
اين يخبىء القتلة رؤوس ضحاياهم،في اية ارض يقبرونها؟
هل ارهقت التعويضات التي تمنحها الحكومة لذوي الضحايا!، خزانة الدولة العراقية المرهقة سلفا بالاستلاب،فوجدت أن الضحية اذا كان بلا هوية سوف لا يرهق خزانتهم،عفوا خزانتنا، فهي ارخص بكثير من ضحايا الهويات!!
كيف،وعلى مدى اربعة اعوام بغثها الذي لم يأتنا بسمين مكتف بسمنه،ورغم استمرار مسلسل العثورعلى جثث بلا هوية ،كيف وحق الكعبة منذ أيام هبل، لم يبد مسؤول عراقي اهتمامه،ولو اعلاميا،بموضوع كهذا رغم اهتمامهم بمشاريع المصالحة والمساءلة والورش العشائرية،ورغم تصاعد اعداد المجرمين،اؤلئك الذين تقبض عليهم قواتنا الباسلة بين آونة وآخرى، آولم يجدوا ولو خيطا رفيعا يربطهم بمخابىء الهويات او على اقل تقدير بمخبيء انفرادي لهوية واحدة!!
قال لي احد الأصدقاء وكنا نناقش موضوع الهوية : الهوية القومية هي هوية الأنسان اللغوية،اما الهوية الدينية فهي هويته الروحية..
قلت له بتواضع، حسنا.. اقطع رأسي بالله عليك وألق به في نهر المسسيبي مطحونا،ستجدني غدا حاضرة في وسائل الأعلام المرئية والمقروءة كجثة هامدة مجهولة الهوية رغم اني والله بهوية اعتز بها.. لم لا نتفق يا صديق على أن رأس الانسان هويته وليكن ما يكون،فقط عليه أن يعي وزن رأسه كمطرقة فلا يسقطه وبكل سذاجة تحت مطارق الآخرين!



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد طفولي على طريق الذاكرة...
- تشكيلات.. جسد الطعنة..
- المرأة..مومياء مكانتها الفطرية المقدسة ..
- المرأة.. مومياء العروبة والإسلام المقدسة!..
- طفرة نوعية على سلم التفخيخ...
- الشعائر الحسينية : فلسفة إستحضارالألم والتفريط بقيمته...
- بين جاهليتين..قراءة من فوهة الجرح...
- يا أولاد (....) العراق نبراس حضارتكم فلماذا ادخلتم...
- فراغات مبعثرة.. لا تمتلىء
- التسلط العمائمي والشعب العراقي يدفع الثمن مرتين..
- خلوة وتعرّق.. وضيف..
- ما تفعله انثى الانسان لصغارها.. تربية ام رعاية؟
- ادعية رمضانية للسلاطين والأرهابيين...
- حول الفيدرالية ومشروع تجفيف المستنقع العراقي…
- أبو رنا.. ومفخخاتي رئيس مجلس النواب...
- حوافر..برأس دبوس
- هاتوني بزنجيل وقامة والف خرافة كي أمسي عراقية!!
- بغاء في حلم...
- أرواح العراقيين في ذمة المرجعيات الدينية....
- آه أيتها الحقيقة.. يا أكبر كذبة في التاريخ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - صور مشظاة...