أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - ألا مِـن مِــرآةٍ !














المزيد.....

ألا مِـن مِــرآةٍ !


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 575 - 2003 / 8 / 29 - 05:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                                                                                                                        

بريطانيون ( ذوو أصلٍ عراقيّ ) ، يحبون الكتابة باللغة العربية  ، ربما لأنهم لا يحسنون الكتابة بالإنجليزية  ، لغة بلادهم ، المملكة المتحدة  ، التي أقسموا  لها ، ولجلالة ملكتها إليزابث الثانية ، يمينَ الولاء ؛ الأمرُ ليس معيباً إلى هذا الحدّ ، فالأميركيون ، مثلاً ، يكتبون باللغة الإنجليزية ، لا بإحدى لغات الهنود الحمر ، كما أن بين الأميركيين من يكتبون بالإسبانية أو الصينية ...إلخ.
أقول هذا ، مع أني لو لم أستطع أن أقرأ وأكتب بلغة بلادي ، لسمّــاني الناسُ ، عن حقٍّ ، أمّــيّــاً .
لكنّ ثمّت من يردد : أمّـيٌّ مخلصٌ خيرٌ من مثقفٍ هدّامٍ ، وأنا أحمدُ لهؤلاء البريطانيين ذوي الأصل العراقي إخلاصَهم ، وإنْ لم أحمد لهم  أمّــيّـتَـهم ، شأني في هذا شأن الناس .
لنتجاوزْ ، أمرَ اللغة ، فهي قدرةٌ ومهارةٌ وتكوين ، ولْـندخلْ باباً آخر :
لِـمَ لا يكتب هؤلاء عن بلادهم ، المملكة المتحدة ، إيجاباً أو سلباً ؟
لِـمَ لا يتحدثون عن مفاخرها وثقافتها وجيوشها وتاريخها العريق العريض وحاضرها الزاهي ؟
لِـمَ لا يقولون فيها ، ولو باللغة العربية ، كلمةَ حقٍّ ، بينما لايكلّـون ولا يملّــون ، في الحديث عن بلدٍ آخرَ ... ناءٍ  ، مشتومٍ ، هو العراق؟
يا لَـفتنة اللغة !
إنها طاغيةٌ إلى حدٍّ تُنسي فيه المرءَ بلاده ...
لكنّ للناس حقّ التعبير المطلق عن آرائهم ، ســواءٌ ما اتصلَ منها بهذا البلد  أم لم يتّــصلْ  ، والناسُ – كما يقال – سواسيةٌ ( كأسنان المشط أو سمك القرش ) ؛ لا أدري لذِكر سمكِ القرش هنا سبباً ، إلاّ أني أحبّ أن أستطرد قليلاً هنا ، لأقول إن سمك القرش يثيره الدمُ المسفوحُ ويجذبه  ، حتى لو استافَـه عن بُـعدٍ ...
الغريب في الأمر أن مَـن عنيتُهم تدفقوا مقالةً وبلاغةً ( بغير لغة بلادهم ) حين تشمّموا الروائحَ البعيدة لحرب الخليج الثالثة ، حتى قبل أن تندلع !
وبعد أن أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش انتهاء العمليات الحربية ، أسرعَ هؤلاء بالطائرات الأميركية إلى العراق.
لكنهم لم يلتحقوا بجيش بلادهم ، الجيش البريطاني ، بل تعاقدوا  مع الجيش الأميركي بصفة متعاونين مترجِـمين.
ربما لأن البصرة ( حيث الجيشُ البريطاني ) مدينةٌ موبوءةٌ ، رطبةٌ ، شديدة القيظ ...
وقد يكون السبب أن الجيش البريطاني لا يدفع كالأميركيين .
لقد فضّـلَ هؤلاء أن يكونوا مرتزقةً .
لا أدري ما حُـكْـمُ القوانين البريطانية في مسألة المرتزقة  ، وأعتقدُ  أن أصحابنا لا يدرون أيضاً ، فهم يجهلون لغة بلادهم ...
تُرى هل يطْبِقُ الجهلُ حتى يُنسيَ المرءَ وجهه؟
ألا من مرآةٍ؟                                                                                     
                                                                     

 



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس ((الأعلى)) لثقافة الاحتلال
- تحية إلى عصام الخفاجي
- مجلس المحكوميــــن
- إذهَبْ وقُـلْـها للجبل
- تَـحَــقُّـقٌ
- أميرٌ هاشميٌّ منفيٌّ في لندن
- مائة عامٍ من الإستعمـــار
- أغنيةُ الصَـــرّار - الزِّيـْـــز
- الرعد
- منبرٌ للحريّـة والحوارِ واللُّطفِ
- كم هو موجِـعٌ هذا الوقت ، يا أمل !
- جان دمّـو … إلى أين ؟
- منطقُ الطَّـيْـطَــوَى
- أجوبةٌ إلى - أخبار الأدب- القاهريّــة
- قلتُ : أعودُ إلى الألوانِ المائيّــةِ
- توضيــــح
- الخوَنةُ ، خدمُ الجنرال المتقاعد غارنر مسؤولون عن مذبحة الفل ...
- آيةُ الله … كنعان مكّــية
- الجــــمعـــة اليتـــيمـــة
- ابتدأت معركة التحرير


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - ألا مِـن مِــرآةٍ !