أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - إيران : وما وراء ذلك















المزيد.....

إيران : وما وراء ذلك


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1899 - 2007 / 4 / 28 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


Conn Hallinan-fpif.org
حصل حادث بغيض عام 1609 وفظاعته لم تكن ببشاعة الحروب التي تلته لكنها بالطريقة التي تمّ بها فتح برميل البارود ،اكتشف جيمس الأول ملك انجلترا أنّ تقسيم الشعوب على أسس دينية يعمل مثل السحر ،لقد حكم على الايرلنديين بأربعة قرون من الدم والألم .
وإذا نجحت إدارة بوش في جهودها لتقسيم المسلمين ( الشيعة ضد السنّة )فإنها تُعيد الحياة للتكتيك الكولونيالي ( التقسيم والسيطرة على الشعوب وإخضاعها) ، وتهيمن على الشرق الأوسط بنخبة من الأنظمة الفاشستية التي تتحالف معها ومع لوردات صناعة الطاقة العالمية.
والهدف ليس إيران ببساطة ولكنه يشمل الهلال الشيعي ( مصطلح جديد) ويضم هذا الهلال إيران ، حزب الله في لبنان والنظام العلوي في سوريا ( العلويون من أصل شيعي ) وقد تمّ استثناء الحكومة الشيعية في العراق منه لتحالفها مع قوى الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا .
وظهرت فجاة في وسائل الإعلام العربية الرسمية في المنطقة مصطلحات مثل ( المدّ الشرقي ) و ( الخطر الفارسي) رغم أن الشعوب العربية لا ترى في إيران تهديداً لها ففي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة عالمية فإن 80% ممن تم استطلاعهم يرون في الولايات المتحدة وإسرائيل تهديداً لأمنهم في المنطقة بينما يعتبر 11 % فقط إيران خطراً على المنطقة وأكثر من ذلك فإن اقل من 25% يعتقدون أنه يجب الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي ويرى 60% أن من حقها مواصلة هذا البرنامج حتى تصنيع قنابل نووية . ويُعرف في المنطقة معاداة إيران للولايات المتحدة ومساندتها للفلسطينيين.
وقد كتبت أمية عبد اللطيف في الأهرام الأسبوعية أن الشعور لدى الدوائر السنّية والشيعية في المنطقة أن محاولات إشعال الخلافات السنية – الشيعية هي لتشتيت الانتباه عن الاحتلال الأمريكي للعراق والعدوان الإسرائيلي المستمر.وتعمل الولايات المتحدة على رفع وتيرة التوتر بين السنة والشيعة وتُظهر نفسها كمخلصة ووفية للطرفين .وتلجأ الولايات المتحدة لإستراتيجية شبح الطائفية لبناء تحالف ضد إيران .
" إن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة أكبر من الهلال الشيعي " كتب جهاد الزين في النهار اللبنانية وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى لاستهداف الشيعة في المنطقة بدلاً من استهدافها .
وغاية الولايات المتحدة في المنطقة هو النفط ، فبينما تتناقص كميات النفط في الولايات المتحدة والمكسيك وبحر الشمال فإن استهلاك النفط في الولايات المتحدة سيتزايد بمقدار الثلث عمّا هو عليه في السنوات العشرين القادمة كما تم تقديره. وستستورد الولايات المتحدة ثلثي احتياجاتها من النفط عام 2020 ، وفي الشرق الأوسط 65% من احتياط النفط العالمي .
ولذلك فإنه ليس من باب ( نظرية المؤامرة ) من يعتقد أن التقسيم والطائفية التي تغذيها الولايات المتحدة في المنطقة هدفها السيطرة على هذه المصادر الطبيعية .
وستستفيد الصناعات العسكرية الأمريكية من ذلك أيضاً ،فقد دفعت دول خليجية وستدفع ما يقارب 60 بليون دولار لشراء معدات عسكرية عامي 2006 و 2007.
وقد أنهت إدارة بوش دعمها للجماعات السنية التي تبّنت الكفاح المسلح وتعادي المخططات الأمريكية وقد اقتبس سيمور هيرش من مارتن انديك سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل أن الشرق الأوسط مقدم على حرب باردة بين السنّة والشيعة ولا تراهن الولايات المتحدة على الوضع في العراق فقط وإنما في المنطقة جميعها.
وفي هذا المجال كتب السفير الإيراني في الأمم المتحدة في النيويورك تايمز " من يستطيع أن لا يتذكر أن الغرب أحيا التيارات السلفية وغذّاها عام 1979 بعد الثورة في إيران لاحتواء الهلال الشيعي والتي تحوّلت فيما بعد إلى القاعدة وطالبان . وهل ستًعطي نفس السياسة في نفس المنطقة نتائج غير ذلك .
وبينما يُنظر للشيعة ككينونة واحدة فإن هناك فروقاً كبيرة في الواقع بين التجمعات الشيعية وهم أغلبية في إيران لكن القومية الفارسية تميزهم عن الشيعة العرب ويشكّل الشيعة أغلبية المسلمين في لبنان لكن الشيخ حسن نصر الله قائد حزب الله ينتقد بشدّة الحكومة الشيعية في العراق لأنها تعمل مع الولايات المتحدة .
وفي جميع الأحوال يشكل الشيعة 12- 15 % من العالم الإسلامي وخارج العراق وإيران فإنهم أغلبية في اليمن فقط .ولم يتمّ تمثيل الشيعة بشكل ملائم تاريخياً والمجتمعات الشيعية مهمّشة وأقل تعليماً وأكثر فقراً من الناحية الاجتماعية والاقتصادية ، كما قال جون الترمان من مركز الدراسات الإستراتيجية .
وقد وُضعت المجتمعات الشيعية ليس في العراق ولبنان فحسب وإنما في السعودية أيضاً فجأة على شاشة الرادار ،وهذا اقل من أن يوصف بأنه مؤامرة إيرانية وإنما نمو للمقاومة لمنع البقاء في الصف الثاني في منطقة الشرق الأوسط .
ورغم قدم الانقسامات بين السنة والشيعة بعد وفاة الرسول محمد ( ص) عام 632 فإن الفجوة بينهم غالباً مبالغ بها كما يقول Fred Halliday الخبير في اقتصاديات الشرق الوسط في لندن ويشير إلى أن هذه التمايزات أقل بكثير منها بين الكاثوليك والبروتستانت في المسيحية .ويضيف ان النزاع تطوّر ببين الطرفين كأحد نواتج الأزمة السياسية في الشرق الأوسط في العقود القليلة الماضية فمثلاً يتزاوج الشيعة والسنّة ويشتركون في الأماكن المقدسة لقرون .
ويعتقد هاليدي أن الحرب في كشمير وأفغانستان عمّقت هذه الانقسامات لأن الجماعات السنية المسلحة كانت في قلب المقاومة هناك ، إن الانقسامات الحقيقية بسيطة لكن الأشياء الأخرى الاقتصادية والسياسية تُجار على الصراعات الدينية دائماً.
لقد تمّ تقسيم الشعب إلى كاثوليك وبروتستانت في ايرلندا وجعلوا الواحد منهم في حلق الآخر ، وفي مصر خططت بريطانيا ( القبط ضد المسلمين ) وفي قبرص ( المسيحيين اليونانيين ضد المسلمين الأتراك ) .
وكما استنتج الايرلنديون من الكارثة التي حلّت بهم أن فروقات صغيرة مرتبطة ( بسياسات كبيرة ) تحوّل قضايا خفيّة لاهوتية إلى قضايا موت وحياة لهم ،هذه النيران تمّ إشعالها وباستطاعتها تدمير التعايش بين الشعوب لقرون كما يقول هاليدي .
ولا يستطيع أحد أن يتوقّع إلى اين ستصل هذه النيران ومن سيحترق بها ؟



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهديد الإسلامي في أوروبا -التقرير الذي تمّ إهماله-
- شيطنة المسلمين والحرب على النفط
- العراق : عودة للتراث الفارسي
- تذكّروا : من أين تأتي الأزهارفي عيد الحب ؟
- الجرحى العراقيون : على مسؤوليتهم الخاصة
- في مثل هذا اليوم
- مقاومة الحرب على العلم
- لماذا يكرهوننا ؟
- يوم عادي في بغداد
- لغز أجهزة قياس النفط المفقودة ( تساؤلات حول عائدات النفط الع ...
- جوقة الحرب أين هم الآن؟
- آمر سجن الفلوجة
- العراق بعد اربع سنوات :الكارثة مستمرة
- راشيل كوري شهيدة رفح
- الانتحار :الطريقة الوحيدة للخروج من العراق
- النفط لمن؟
- لعبة المونوبولي بالأموال العراقية
- نفاق الولايات المتحدة حول حقوق الإنسان
- احتجاز العمال الآسيويين للعمل في السفارة الأمريكية في بغداد
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز اسرائيلي 1


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - إيران : وما وراء ذلك