أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني - علي الصفار - عمال العراق ...بين ألأستغلال الطبقي..... وألأستغلال السياسي















المزيد.....

عمال العراق ...بين ألأستغلال الطبقي..... وألأستغلال السياسي


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:04
المحور: ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني
    


* هذا موضوع شائك يتطلب ممن يقرأه ان يمتلك رحابة صدر وحس الظن والتأني في إصدار ألأحكام لأنه يمس بديهيات سادت منذ اربعينيات القرن العشرين ولازالت مترسخه في عقول وقلوب الكثيرين.

* ومع كونه شائكا إلا انه يكتسب أهمية خاصه جدا لأنه يتعلق بمصير طبقه مهمه من طبقات الشعب العراقي ظلت عُرضة للأستغلال الطبقي وألأستغلال والأبتزاز السياسي لدرجة أصبح فيها العمال ادواتاً بدلا من إن يكونوا هدفا.

* إذن هي دعوة للتأمل والتفكير باساليب تتماشى مع معطيات العصر الحديث والمستويات والمبادئ الدوليه التي تقرها المنظمات الدوليه، ولا تهدف جلد الذات او التخوين في يوم عزيز على قلوب العراقيين على نحو خاص.

* لابد من الأنطلاق من حقيقة معروفه وهي إن الطبقه العامله العراقيه مثلما اثبتت وجودها في اوقات كثيره إلا انها مرت بكوارث أوصلتها الى المرحله الحاليه المتمثله بالأهمال وانكار الحقوق وعدم الفاعليه رغم تعدد النقابات التي أصبح من الصعب التمييز بينها لتشابه اسمائها.

* تميزت الحركه النقابيه العراقيه منذ الأربعينيات بسيطرة كاملة للأحزاب السياسيه عليها ، حيث كانت النظره للنقابات باعتبارها فرعا من فروع الحزب او تنظيما عماليا للحزب ، والمتابع للحركه النقابيه في العقود السابقه ( قبل استلام البعث للسلطه في 1968 ) يلحظ اختلاط الشعار الحزبي مع النقابي المهني، وهنا لابد من التذكير ان العقليه التي كانت سائده في ذلك الوقت كانت تنظر للأمر كبديهية ، أي لم يكن بالضروره نابعا من رغبة في الهيمنه، والعراقييون يتذكرون مظاهرة الأول من ايار( 1959) والتي رُفع فيها شعار مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في السلطه وهو إختيار خاطئ للمناسبه وللجماهير التي رفعته لأنه صبغ الحركه النقابية بصبغة شيوعيه حزبيه.

* وبعد استلام البعث للسلطه في تموز( 1968 ) وفي ضوء نهجه المتمثل باستيراد اسوأ مافي التجربه السوفيتيه آئنذاك ، إتجهت السلطه نحو السيطره الكامله على النقابات وتحويلها الى مراكز أمن لقمع العمال، وقد لاتكون مصادفة ان يكون لباس النقابي البعثي ( السفاري) مشابه للباس رجل الأمن، فالأثنان يؤديان نفس المهمه ، بل ان النقابي كان يؤديها مجانا.

* لذلك لم يكن غريبا سكوت النقابات على قتل قادتها من قبل السلطه في عام (1979) ، ولم يكن مستغربا تأييد النقابيين لقرار النظام في إضعاف الطبقه العامله بحجة تحويل العمال الى موظفين، حتى اصبحت الفجوه بين العمال والنقابات شاسعة، بل اصبحا على طرفي نقيض، حتى إنّ كلمة ( النقابي) اصبحت تستخدم في وصف من يدافع بغير حق عن رأي ما.

* إن ازمة التنظيم النقابي في العراق هي جزء من أزمة العمل الحزبي في العراق والذي يُفهم بعقلية عشائريه مترسخه في اللاوعي، حيث يصبح الأنتماء نفسه مقدسا وليس الهدف ، ويصبح العمل الحزبي إدمانا لايمكن للفرد التخلي عنه بسلام وانسيابيه،ويصبح المنتمي إما مدمنا لايستطيع الفكاك من إدمانه او كارها للأدمان لايطيق حتى اسمه ، والمتابع للحركه اليساريه في العراق يستغرب هذا التخوين ممن يترك الحزب لرفاق الأمس والذي يكون ظاهره نقدا للأخرين وباطنه تبريرا للخيانة بحجة أكتشاف الحقيقه وعودة الوعي ، وغالبا مايسلك هذا السلوك من كان متطرفا في تقديسه للحزب وقادته ليصبح متطرفا في نقده لمن كان يقدسهم.

* برغم كل التغيرات في العالم والمتمثله بالتقدم العلمي والتكنولوجي والعولمه لازال عمال العراق تحت مطرقة الأحزاب السياسيه، إذ تبلغ عدد النقابات العراقيه حاليا بحدود الثمانيه، جميعها تدعي تمثيل عمال العراق ، ولو كان هذا التعدد نقابيا لكان الأمر طبيعيا إلا إن سببه الوحيد هو ألأنتماء السياسي للقائمين عليها، خاصة وان المحتل يتعمد التعامل مع الجميع حتى مع النقابات الأنترنيتيه ( أي التي لاوجود لها إلا على صفحات الأنترنيت )، مثلما يفعل مع القوى السياسيه والتي يتعامل معها بغض النظر عن عقيدتها السياسيه لأن هدفه احتوائها، لذلك فالنقابات الحاليه هي انعكاسا مشوها للأحزاب فهناك النقابة البعثيه والشيوعيه والأسلاميه والأخيره إنقسمت بدورها الى صدريه وفضيله( نسبة الى التيار الصدري وحزب الفضيله)، وهكذا، مما يعطي مؤشرا على المستقبل المجهول الذي ينتظر الطبقه العامله العراقيه.

*ومثلما هو التنازع بين الأحزاب على مكتسبات حزبيه كذلك هو التنازع بين هذه النقابات المتمحور حول مكتسبات حزبيه وشخصيه، في حين إن ماينتظر العمال من مستقبل مجهول في العراق يستدعي توحيد النقابات لعملها أو أجندتها، فالخصخصه والعولمه قادمتان شئنا ام أبينا، وعلينا ان نهيء مجتمعنا لأستيعابها وخاصة الطبقه العامله بأعتبارها الركن الثالث بعد الحكومه والقطاع الخاص من اركان التنميه الأقتصاديه والمجتمعيه ، فالعولمه تخلق الفرص مثلما تولد التحديات وبدلا من لعنها بدون وعي كما تفعل النقابات حاليا مستعيرة خطاب الخمسينيات ، عليها ان تسعى الى عولمة عادله، وهذا يتطلب عملا موحدا وطنيا لايكون تابعا لحزب سياسي له اهداف حزبيه ضيقه.

* إن بعض قادة النقابات الحاليه صادّر إرادة العمال وأعلن نفسه ناطقا رسميا بأسمهم يتصرف وكأنه ملِكاً متوجا لديه الأستعداد لأعلان ألأضراب حتى لأسباب شخصيه او حزبيه دون أي اهتمام بمصلحة الشعب مثل التهديد بأيقاف تصدير النفط او قطع الكهرباء او الماء عن العراقيين لأسباب يتعلق ظاهرها بمصلحة مجموعة عمال، وهو إستخدام سيء لقضيه وطنيه وبأسلوب لاتقدم عليه اقوى النقابات في العالم.

*امام النقابات فرصه لأن تطّّوِِر عملها ليكون عصريا ، وعليها ان تدرك إنّ الحكومات تسعى الى اعتراف النقابات بها وتأييدها وليس العكس كما هو حاصل الأن حيث النزاع على اعتراف حكومي هو محور الصراع بين النقابات.

* هنا علينا ان نذّكِر ببعض المبادئ والمستويات الدوليه الأساسيه الخاصه بالعمل النقابي والتي تتبناها منظمة العمل الدوليه واهمها:

** إن الهدف الأساسي للحركه النقابيه يكمن في تأمين تنمية الرفاه الأجتماعي وألأقتصادي لجميع العمال.

** تؤكد المبادئ المعلنه في الدوره الخامسه والثلاثين لمؤتمر العمل الدولي المنعقد في عام(1952 )على
(حماية حرية الحركه النقابيه واستقلاليتها وحماية مهمتها الأساسيه القائمه على ضمان الرفاه ألأجتماعي وألأقتصادي لجميع العمال وذلك انطلاقا من الحرص على المصلحه في تطور الحركه النقابيه ).

** ألتمييز بين التظاهرات التي تقام من أجل أهداف محض نقابيه وتلك التي تقام من أجل الوصول لغايات أخرى.

**التمييز بين المنشورات النقابيه التي تعالج مسائل تقع ضمن ألأختصاص المباشر لها والمنشورات التي تتصف بطابع سياسي او معادي للدوله بشكل واضح.

** إن ألأضرابات ذات الطابع السياسي الصرف والأضرابات التي يتم اقرارها على نحو نظامي قبل وقت طويل من الدخول في المفاوضات لا تقع ضمن مبادئ الحريات النقابيه....

** ألأضرابات مشروعة على المستوى الوطني، طالما انها ترتكز على أهداف إقتصاديه وأجتماعيه ومن دون ان تكون ذات طابع سياسي.....

* ان المبادئ أعلاه تتطلب قاده نقابيين يمتلكون من ألأخلاص لطبقتهم ويمتلكون الحنكه والمهارات التي تمكنهم من التمييز بين السياسي والنقابي مع إقرارنا بصعوبة تحديد اوجه الأختلاف بين ماهو سياسي وماهو نقابي على نحو واضح ودقيق بسبب تداخل ألأمرين، بل ان هذه الصعوبه تمثل تحديا للقاده النقابيين لبناء حركه نقابه عماليه تمثل مصالح العمال.

* أن إبتعاد النقابات عن تبني أجندات سياسيه صرفه يوسع من الشريحه المنتميه للنقابات وبالتالي يزيدها قوة، كما انه يسحب البساط من تحت أقدام الحكومه ويحد من قدرتها في تحجيم ألحركه النقابيه متذرعة بحجج سياسيه ويوفر للنقابات حمايه أمميه من أي تعسف حكومي طالما ظلت ملتزمة بالمعايير الدوليه للعمل النقابي واهمها ألأبتعاد عن ألأجندات السياسيه الصرفه.

* إن المهمه ألأولى للنقابات العماليه في العراق حاليا هو بناء قدراتها والأتعاظ من تجارب الماضي والتركيز على التحديات ألأساسيه المتمثله بالبطاله والتحديات الأقتصاديه والأجتماعيه التي سيواجهها عمال العراق في المرحله الأنتقاليه من الأقتصاد المركزي الى اقتصاد السوق والتي سيكون العمال اول من يدفع ثمنها الباهض.

* وعلى النقابات الضغط على الحكومه للأسراع بأصدار قانونا للعمل وقانونا آخر للضمان ألأجتماعي وقانونا لتنظيم العمل النقابي وتبني الحوار الأجتماعي ضمن السياسه الوطنيه ألأقتصاديه والأجتماعيه.

*دعوه للقاده النقابيين ان يتذكروا إنهم يمثلون العمال أمام احزابهم وليس العكس وان أحزابهم السياسيه هي الساحه المناسبه لنشاطهم السياسي.


أخيرا لابد من التوجه للطبقه المغيبه والمستغله طبقيا من قبل الحكومه وسياسيا من قبل الكثير من المتصدين للعمل النقابي.....

تاريخكم مشرف ودوركم حاسم في تنمية بلدكم..مستقبلكم مرهون بظهور قادة نقابيين حقيقين من بين صفوفكم يعملون من أجلكم ولا يعملون بكم....

وكل عيد للعمال وانتم تنعمون بالرفاهيه التي حرمتم ولازلتم محرومين منها
وكل آيار وانتم عمالا شامخين مزهوين ببدلة العمل......





#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات سيف الدين الراوي للجزيره ..إذا عُرف السبب ...بطُل ال ...
- عمي يابو جاكوج ...... سوده مْصخْمه وياك
- النخب السياسيه العراقيه ...من كان منكم بلا خطيئه فليرمنا بحج ...
- تزييف الوعي .....حسن العلوي نموذجا
- مدرسة عبوسي المسائيه...... التي اصبح اسمها مجلس النواب العرا ...
- في العراق..مجلس النواب ..الذي أبدع في وصفه مظفر النواب
- أيها المثقفون إنتبهوا ل..الوعي (( الشيعي )) والوعي (( السني
- مذكرات بريمر - سنتي في العراق - ألأيحاء بالسذاحه
- الحزب الشيوعي العراقي ...صح إنت كلش حلو ...بس موش كل الزين
- تداعيات إعدام صدام...دليل على أزمة العقل العربي
- ألأحزاب الدينيه الأسلاميه...مصادرة الرب وإحتكار ألأسلام
- قراءه لمشروع برنامج المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني - علي الصفار - عمال العراق ...بين ألأستغلال الطبقي..... وألأستغلال السياسي